أطلقت نيوزيلندا تحذيراً يحضّ الجمهور على الحذر من أعشاش الدبابير الآسيوية الغازية التي تتميَّز بأرجلها الصفراء. وتُهدّد الدبابير الأمن الحيوي للبلاد، نظراً إلى أنها تتغذَّى على النحل، في وقت تقترب فيه «المهلة الضيقة» للتمكّن من التصدّي لانتشار الحشرة من نهايتها.
في هذا السياق، أعلنت وزارة الصناعات الأولية أنها اكتشفت، حتى الآن، أكثر من 20 دبوراً ملكة؛ 19 منها مستقرة داخل أعشاش مُكتملة أو تُظهر أدلّة على أنها تبني أعشاشاً لها، مما يُشير إلى احتمال وجود مزيد من الدبابير في مراحل وضع البيض.
وذكرت «الإندبندنت» أنه بالنظر إلى أن نحو 70 في المائة من النظام الغذائي للدبابير الآسيوية يتكوَّن من النحل والحشرات المُلقّحة الأخرى، فقد حذَّرت هيئة الأمن الحيوي في نيوزيلندا من أنّ هذه الأنواع الغازية قد تُنافس الحشرات والطيور المحلّية على الغذاء.
وتشير دراسات إلى أن دبوراً واحداً قادراً على الإصابة بلسعة مؤلمة يُمكنه افتراس ما بين 25 و50 نحلة يومياً.
يُذكر أنّ اكتشاف الدبابير للمرة الأولى في أوكلاند جاء عام 2025، ومن المرجّح أنها دخلت البلاد عن طريق الخطأ عبر بضائع مستوردة.
وصرّح مفوّض الشمال في هيئة الأمن الحيوي في نيوزيلندا، مايك إنجليس: «بلادنا محظوظة بخلوّها من الدبابير، ونريدها أن تبقى كذلك». وأضاف: «إنها حشرات مفترسة تتميّز بقدرة كبيرة على التكيّف، وتتغذَّى بشكل أساسي على النحل والدبابير والذباب. إلا أنها تتغذَّى كذلك على الفاكهة الناضجة ورحيق الزهور، مما يشكّل خطراً على المزارعين. وقد تتنافس مع الحشرات والطيور المحلّية على الغذاء، ناهيك بأنّ لسعتها مؤلمة».
في هذا الصدد، أوضح عالم البيئة فيل ليستر، من جامعة فيكتوريا في ويلينغتون، أن الدبابير الآسيوية قضت بالفعل على ما بين 30 و80 في المائة من خلايا نحل العسل في أجزاء من أوروبا.
وأشار الدكتور ليستر، في تصريح لموقع «ذا كونفرسيشن»، إلى أنّ «نيوزيلندا لديها الآن فرصة ضئيلة للتصدّي للدبابير الآسيوية صفراء الأرجل وإيقافها». وحذّر من أنّ البلاد قد تواجه «كابوساً محتملاً» ما لم تُوسّع نطاق جهود البحث عنها بسرعة، علماً بأنّ نيوزيلندا تطبّق بروتوكولات صارمة للأمن الحيوي، لحماية النظام البيئي الأصلي الفريد والهش داخل هذه الدولة الجزرية. وتعتمد البلاد بشدّة على قطاعي الزراعة والسياحة، وكلاهما معرّض بشدّة للآفات والأمراض.
عن هذا، قال الدكتور ليستر: «قد نواجه قريباً غزواً أشرس وأعلى تكلفة للقضاء عليه. أو الأسوأ من ذلك، قد ينتهي بنا المطاف بهذه الآفة بكونها مقيماً دائماً لدينا».
وأول دبابير آسيوية اكتُشفت في البلاد كان الشهر الماضي فقط، لكن عددها يتزايد بسرعة، مع العثور على 29 ملكة حتى الآن. وحذَّر ليستر: «لا نزال نعثر على ملكات جديدة في أوكلاند، ومعدّل صيدها آخذ في الازدياد. مهما كان السبب، فإن تزايد الصيد يُمثّل مصدر قلق كبير». وأضاف: «كلما بحثنا أكثر، وجدنا مزيداً من الدبابير. يجب العمل على عكس هذا الاتجاه».
ودعا عالم البيئة إلى إجراء مزيد من عمليات البحث، التي تغطّي مساحة أوسع بكثير.
في الوقت الراهن، وسّعت السلطات نطاق البحث، ليشمل مناطق كشف تبلغ مساحتها 200 متر حول كل عشّ، بما يتماشى مع الإرشادات الدولية.
ومع ذلك، حذَّر ليستر، مستشهداً بملاحظات حول غزوات الدبابير في أوروبا، من أنّ هذه الاستراتيجية قد لا تكون كافية. ونوَّه بأن أعشاشاً جديدة قد تظهر على مسافة كيلومترات من المواقع السابقة.
وختم: «إذا انطبقت هذه الأنماط الأوروبية، ولو جزئياً، على نيوزيلندا، فلا بد من توسيع نطاق البحث بشكل كبير، ما يتطلّب وجود مزيد من الأشخاص في الميدان ومراقبة دقيقة من الجمهور في المنطقة الأوسع المحيطة بأوكلاند».
وأعلنت هيئة الأمن الحيوي، الاثنين، أنه «يجري تمديد نطاق البحث وفق الحاجة».

