خبر يُربك صناعة الدراما في مصر

زعم فرض محاذير على مسلسلات رمضان 2026

مسلسل «قهوة المحطة» حاز إشادات واسعة (الشركة المنتجة)
مسلسل «قهوة المحطة» حاز إشادات واسعة (الشركة المنتجة)
TT

خبر يُربك صناعة الدراما في مصر

مسلسل «قهوة المحطة» حاز إشادات واسعة (الشركة المنتجة)
مسلسل «قهوة المحطة» حاز إشادات واسعة (الشركة المنتجة)

أربك خبر نشره موقع «القاهرة 24» الإخباري المصري، حول مجموعة من المحاذير لمسلسلات رمضان 2026، صناعة الدراما في مصر خلال الساعات الماضية، وبينما نفى أعضاء لجنتي تطوير الدراما التابعتين للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ومجلس الوزراء، صحة ما تضمنه الخبر، بجانب الشركة المتحدة المسؤولة عن إنتاج معظم مسلسلات رمضان في مصر، ووزير الثقافة المصري، فإن مسؤولي الموقع أكدوا صحته.

وأعرب عدد كبير من صناع الدراما والنقاد عن استيائهم من مضمون الخبر والمحاذير التي نقلها على لسان مصدر مجهّل بلجنة مجهّلة، وشملت المحاذير التي أحدثت ارتباكاً بالوسط الفني المصري، بحسب ما ساقها الخبر المثير للجدل: «عدم الترويج للمخدرات أو التجارة فيها، والابتعاد عن إظهار الخيانة الزوجية، أو الفساد في مؤسسات الدولة كرجال الأعمال أو الشرطة، والحدّ من مشاهد البلطجة، وتجنب تسليط الضوء على تجارة الأعضاء، دون توضيح الفرق بين التجارة والتبرع، وعكس الواقع المصري دون تشويه، مع التركيز على إبراز القيم الاجتماعية والأخلاقية، وعدم إهانة صورة المرأة».

وقال إن هذه «الضوابط تسببت في مراجعات واسعة داخل الورش الفنية، ودفعت لتنفيذ تعديلات على العديد من النصوص، وتسببت هذه الضوابط في توقف بعض المشاريع بشكل مؤقت أو نهائي، كما أُعيدت صياغة خطوط درامية كاملة لضمان ملاءمتها للمعايير الجديدة، في مشهد غير مسبوق في التحضير للموسم الرمضاني».

ارتباك لافت

وقد سارع صناع دراما مصريون إلى انتقاد هذه التوجيهات، قبل نفي لجنتي تطوير الدراما إصدار هذه المحاذير، وعلّق المخرج المصري كريم الشناوي، عبر حسابه على «فيسبوك» قائلاً: «أتمنى أن يكون الخبر غير صحيح، ويتم نفيه رسمياً»، وأضاف: «لو كان الخبر صحيحاً فإننا بذلك ندور في دائرة مفرعة ونحارب أنفسنا»، فيما هدّدت المؤلفة مريم نعوم، عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، بـ«إضرابها عن العمل لو كان هذا الخبر صحيحاً»، وطالبت الجهات المختصة بتكذيب الخبر لو كان غير صحيح.

لقطة لأحد مشاهد مسلسل «لام شمسية» الذي تصدر قائمة الأفضل في دراما رمضان الماضي (الشركة المنتجة)

وتساءل الناقد الفني زين خيري شلبي، عبر حسابه على «فيسبوك»، عن اللجنة التي أصدرت هذه التوجيهات، وهل هي اللجنة الوزارية التي شكّلها رئيس مجلس الوزراء، ومن المصدر الذي نشرها، وهل هو من داخل اللجنة أم سمع بها، وهل التوجيهات لصناع الدراما من المبدعين أم لشركات الإنتاج؟! مؤكداً أنه كعضو لجنة الدراما، التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فإنه لم يصدر عنها أي شيء من ذلك.

وهو ما أكدته الناقدة ماجدة موريس، رئيسة لجنة الدراما التي شكّلها المجلس الأعلى للإعلام، وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كلجنة تضم خبراء في الدراما، مثل المخرج أحمد صقر وزملاء من النقاد وشخصيات أخرى، لم نصدر أي قرارات، ودورنا هو متابعة ورصد ما يعرض من أعمال درامية، بهدف ضبط الأداء المهني الدرامي، وتقييمها عبر تقارير تتضمن ملاحظات واقتراحات».

عصام عمر في مشهد من مسلسله الجديد (منصة «يانغو بلاي»)

ويحظى ملف الدراما باهتمام لافت من الدولة المصرية، وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجّه انتقادات لأعمال تسيء وتشوه المجتمع المصري، كما انتقد خلال شهر رمضان الماضي «أعمالاً لا تعبر بصدق عن المجتمع المصري»، كما انتقد قبل أيام خلال وجوده بأكاديمية الشرطة «عدم تقديم صورة حقيقية عن كفاح المرأة المصرية مع زوجها، ما يتسبب في ارتفاع نسب الطلاق في البلاد» على حدّ تعبيره. وانتقد كذلك «تصوير الأعمال الدرامية في فيلات فاخرة، وتحدث عن أثر ذلك في زيادة نسب الطلاق أيضاً».

تشجيع المبدعين

وأصدر رئيس الوزراء المصري د. مصطفى مدبولي، في أبريل (نيسان) الماضي، قراراً بتشكيل لجنة لدراسة «التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام»، برئاسة وزير الثقافة د.أحمد فؤاد هنو، الذي نفى في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» صدور أي قرارات أو توجيهات عن لجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام خلال الساعات الماضية، مشيراً إلى أن «اللجنة التي يرأسها عقدت اجتماعين منذ تأسيسها، وأصدرت توصيات تم رفعها لرئيس الوزراء». وعدّ هنو هذه التوصيات تشجيعاً للمبدعين كونه مبدعاً أيضاً يؤمن بحرية الإبداع، بشرط مراعاة القيم الاجتماعية والأعراف المصرية. ولفت إلى إشادة اللجنة بتفوق الدراما الرمضانية لعام 2025.

أحمد فهمي في مشهد من مسلسل «ابن النادي» (حسابه على «فيسبوك»)

وأضاف أن «الإنتاج المصري ضم أعمالاً تفوقت بشكل كبير، وأنه كان شخصياً يحرص على مشاهدتها. ومن بينها «(لام شمسية)، و(ولاد الشمس) و(قهوة المحطة) وغيرها من الأعمال المميزة جداً».

توجيهات شفاهية

في المقابل، أكّد محمود المملوك، رئيس تحرير موقع «القاهرة 24»، صحة الخبر الذي نشره الموقع، واستشهد بمنشور منسوب للمؤلف عمرو سمير عاطف، عبر إحدى الغروبات الخاصة بأحد التطبيقات الرقمية، علق فيه على خبر «القاهرة 24»: «إن هذه ليست كل المحاذير، فهناك توجيهات بأنه من الممنوع ألا يأخذ البطل حقّه خارج إطار القانون، كما يمنع التطرق لمشكلة تعدد الزوجات بشكل سلبي، كما ممنوع إظهار جرائم معينة، مثل تزوير النقود، مع إظهار شخصية الضابط كبطل يعرف كل شيء ويتمكن من القبض على المجرمين».

وكتب المملوك، عبر حسابه على «فيسبوك»، الخميس، تعليقاً على الضجة التي أثارها الخبر: «ردود فعل كبيرة وثورة غضب محقة وانزعاج واضح وانتفاضة ملموسة من كتّاب ومثقفين ومبدعين وشخصيات عامة وصناع الفن والدراما»، لكنه قال إن «هذه التوصيات أو الرغبات نُقلت شفاهة إلى عدد من الكتاب وأصحاب الأعمال، وتأكد منها زميلي محمد إيهاب، فتحرك المجال لدرجة جعلت الكل يغسل يده منها، ويلفظها ويتبرأ حتى من وقعها على سمعه، بل تلقيت اتصالات من رجال ومصادر ثقات تُلمح وتُخبر بأنه سيتم التراجع عما قيل ونفيه، ووقف هذا العبث... وهو المطلوب حدوثه، ولا أحد يريد أكثر من ذلك، إذا كنّا فعلاً نريد استعادة مكانة مصر وقوتها الناعمة والتقدم للأمام».

«المتحدة» تنفي

وقال مصدر في «الشركة المتحدة» لـ«الشرق الأوسط» إن «الشركة ليست لها علاقة باللجنة التي نقلت عنها هذه المحاذير المثيرة للجدل، وإنه لا توجد محاذير جديدة بأعمال الشركة لموسم دراما رمضان المقبل».

الملصق الترويجي لمسلسل «ورد وشوكولاتة» (منصة «يانغو بلاي»)

ووصف الناقد طارق الشناوي التوجيهات، التي نقلها موقع «القاهرة 24»، بأنها «تضرب الدراما المصرية في مقتل، وتُنهي وجودها على الساحة العربية»، مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنها «توجيهات لو كانت صحيحة فهي ضد الإبداع وضد الفن والحرية»، معتبراً أن «ما يثار ليس جديداً، فقد أصدر المخرج محمد فاضل خلال رئاسته للجنة الدراما قبل سنوات قرارات مماثلة»، لافتاً إلى أن «الشاشة لا تقود الحياة، بل هي جزء من الحياة. وأحدث دليل على ذلك مسلسل (ورد وشوكولاتة)، فالحادث المأخوذ عنه العمل أكثر بشاعة في الواقع».

إحساس بالمسؤولية

وبحسب الناقدة خيرية البشلاوي، فإن حرية التعبير يجب أن تكون مكفولة لصناع الأعمال الدرامية، لكن بإحساس قوي بالمسؤولية من قبل المؤلف والمنتج. وتضيف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «من حقّ صنّاع الدراما مناقشة أي موضوع، لكن بضمير قوي لأنها مسؤولية كبيرة، ولا بد أن تتضمن أعمالهم رسائل للمتلقي، لأن التأثير الكلي للعمل الدرامي هو ما يبقي، لا نريد تجميلاً للواقع ولا تشويهاً له».

وتؤكد البشلاوي تراجع الدراما المصرية، رغم تميز بعض أعمالها، مشيرة إلى أن لجان تطوير الدراما ليست بكثرتها، وإنما بكفاءتها وبقدرتها على تطوير صناعة الدراما شكلاً ومضموناً، وأن وجود لجنتين تعملان بشكل منفرد يسبب ارتباكاً للمبدعين، والأفضل ضمّهما في لجنة واحدة.


مقالات ذات صلة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

يوميات الشرق أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

في 2025 استعادت منصات البثّ بعضاً من تألّقها، بفضل مسلسلات شكّلت مفاجأة للجمهور والنقّاد. اخترنا لكم 7 من بين الأفضل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق شريف سلامة وهنادي مهنا في لقطة من مسلسل «سنجل ماذر فاذر» (إم بي سي)

«سنجل ماذر فاذر»... كوميديا عائلية عن التعايش بعد الانفصال

بعد 8 سنوات من الزواج، يقرر كل من «شريف» -الذي يقوم بدوره شريف سلامة- و«سلمى» -ريهام عبد الغفور- الانفصال، أملاً في فرصة ثانية لبدء حياة جديدة.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة هند رستم وابنتها بسنت رضا (خاص لـ«الشرق الأوسط»)

«هنومة»... مسلسل عن هند رستم يجدد أزمات دراما السيرة الذاتية

جدد الحديث عن صناعة عمل فني يتناول سيرة الفنانة المصرية الراحلة هند رستم بعنوان «هنومة»، أزمات دراما «السير الذاتية».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من كواليس التصوير (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)

«ميد تيرم»... حكايات طلابية في زمن الخصوصية الهشّة

يقدّم مسلسل «ميد تيرم» معالجة درامية تنطلق من الحياة اليومية داخل الجامعة بوصفها مساحة تتكثف فيها الأسئلة والضغوط والتجارب الأولى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الغضب... كيف تتعرّف على هذا الشعور وتتعامل معه؟

الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)
الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)
TT

الغضب... كيف تتعرّف على هذا الشعور وتتعامل معه؟

الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)
الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)

الغضب شعورٌ قويٌّ ينتابك عندما تسوء الأمور، أو يظلمك أحدهم. عادةً ما يتسم بأحاسيس ترتبط بالتوتر، والإحباط، والضيق. يشعر كل شخص بالغضب من حين لآخر، فهو رد فعل طبيعي تماماً تجاه المواقف المُحبطة، أو الصعبة.

لا يُصبح الغضب مشكلة إلا عندما تُفرط في إظهاره، ويبدأ بالتأثير على حياتك اليومية، وعلاقاتك بالآخرين. تتفاوت شدة الغضب من مجرد انزعاج بسيط، إلى غضب عارم. وقد يكون أحياناً مفرطاً، أو غير منطقي. في هذه الحالات، تصعب السيطرة على هذا الشعور، وقد يدفعك ذلك إلى التصرف بطرقٍ لم تكن لتتصرف بها في الظروف العادية، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

ما أبرز خصائص الغضب؟

عندما نغضب، يمر جسمنا بتغيرات بيولوجية وفسيولوجية معينة. من أمثلة التغيرات البيولوجية التي قد يمر بها جسمك ما يلي:

- زيادة مستويات الطاقة.

- ارتفاع ضغط الدم.

- زيادة في هرمونات مثل الأدرينالين.

- ارتفاع درجة حرارة الجسم.

- زيادة توتر العضلات.

لا يظهر الغضب بنفس الشكل لدى الجميع، ونعبّر عنه بطرق مختلفة. من بين السمات الخارجية التي قد تلاحظها عند الغضب ما يلي:

- ارتفاع الصوت.

- قبضة اليد المشدودة.

- العبوس، أو التجهم.

- شد الفك.

- ارتجاف الجسم.

- سرعة ضربات القلب.

- التعرق المفرط.

- المشي ذهاباً وإياباً بشكل مفرط.

ما مضاعفات الغضب؟

الغضب شعور طبيعي، وصحي في الغالب. ومع ذلك، يمكن أن يكون ضاراً بصحتك النفسية، والجسدية عندما تفقد السيطرة عليه.

عندما تغضب، يزداد معدل ضربات قلبك، ويرتفع ضغط دمك بشكل حاد. وتعريض جسمك لهذه التغيرات بشكل متكرر قد يؤدي إلى حالات ومضاعفات طبية مثل:

- ارتفاع ضغط الدم.

- الاكتئاب.

- القلق.

- الأرق.

- إدمان المخدرات.

- قرحة المعدة.

- أمراض الأمعاء.

- داء السكري من النوع الثاني.

التعرف على الغضب

لا يظهر الغضب بنفس الشكل لدى الجميع، فنحن نعبّر عنه بطرق مختلفة. قد يجد البعض في الصراخ متنفساً لغضبهم، بينما قد يعبّر عنه آخرون بضرب شيء ما.

الغضب شعور إنساني طبيعي، ولكن من المهم إيجاد طرق صحية للتعبير عنه.

ما أبرز الأسباب؟

لا يظهر الغضب بنفس الشكل لدى الجميع، فنحن نعبّر عنه بطرق مختلفة. قد يجد البعض في الصراخ متنفساً لغضبهم، بينما قد يعبّر عنه آخرون بضرب شيء ما.

الغضب شعور إنساني طبيعي، ولكن من المهم إيجاد طرق صحية للتعبير عنه.

ما أبرز الأسباب؟

قد ينجم الغضب عن مؤثرات خارجية، أو داخلية. قد يثير غضبك شخص ما، أو حدث ما. قد تغضب لأن أحدهم تجاوز دورك في الطابور. قد تشعر بالغضب عندما تتعرض للأذى العاطفي، أو التهديد، أو الألم، أو عند مواجهة موقف ما.

أحياناً نستخدم الغضب بديلاً لمشاعر أخرى نفضل تجنبها، كالألم العاطفي، أو الخوف، أو الوحدة، أو الفقد. في هذه الحالات، يصبح الغضب شعوراً ثانوياً. قد يكون الغضب رد فعل على ألم جسدي، أو استجابة لمشاعر الخوف، أو لحماية النفس من هجوم مُتَوَهَّم، أو رد فعل على موقف مُحبط.

غالباً ما يكون سبب الغضب مُحفِّزاً، قد يكون منطقياً، أو غير منطقي. من بين المُحفِّزات الشائعة التي تُسبب الغضب:

- التعامل مع فقدان شخص عزيز.

- فقدان وظيفة.

- الانفصال العاطفي.

- الفشل في عمل أو مهمة.

- الشعور بالإرهاق.

- التعرض لحادث، أو الإصابة بحالة تُسبب تغيرات جسدية (مثل فقدان البصر، أو القدرة على المشي).

كما قد يكون الغضب عرَضاً، أو رد فعل لحالة طبية. قد يكون الغضب عرَضاً للاكتئاب، أو تعاطي المخدرات، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أو اضطراب ثنائي القطب.

العلاج

الغضب شعور طبيعي نشعر به جميعاً، ويستطيع معظم الناس إيجاد طرق صحية للتعبير عنه. مع ذلك، يحتاج البعض إلى العلاج. يُعدّ العلاج النفسي الطريقة الأكثر شيوعاً لعلاج الغضب المفرط.

يسهل على معظم الناس تحديد مُسببات الغضب، والمشاعر الكامنة وراءه. لكن البعض الآخر يُعاني من الغضب فجأة، وبشكل حاد دون القدرة على كبحه، أو تحديد مُسبباته.

إذا كنت تُعاني من نوبات غضب متكررة، وحادة تُسبب لك أو لمن حولك ضرراً جسدياً ونفسياً، فقد تحتاج إلى مساعدة متخصصة للتعامل مع غضبك.

يُستخدم علاج إدارة الغضب لمساعدتك على تعلّم طرق صحية للتعامل مع هذا الشعور.

آليات التأقلم

يُعدّ إيجاد طرق للتأقلم مع الغضب أمراً بالغ الأهمية. عندما نسمح للغضب بالسيطرة على حياتنا، فإنه يؤثر على كل ما نقوم به. قد يُلحق الضرر بعلاقاتنا مع أحبائنا، ويُسبب مشكلات في مكان العمل. إذا كنت تجد صعوبة في كبح جماح غضبك في بعض المواقف، فإليك بعض آليات التأقلم التي قد تُساعدك.

تحديد السبب: الخطوة الأولى للتعامل مع الغضب هي تحديد السبب الجذري له. قد يكون شعوراً آخر، كالخوف، أو الوحدة. قد يكون سببه شجاراً، أو فكرة مزعجة خطرت ببالك.

التأمل: يُعدّ التأمل مفيداً جداً في المساعدة على التحكم في المشاعر الإنسانية. يمكنك البدء بتقنيات تأمل بسيطة، كتمارين التنفس العميق. عندما تواجه موقفاً يُثير غضبك، خذ لحظة قبل أن تُبدي رد فعل. يمكنك أخذ عدة أنفاس عميقة لتهدئة نفسك، أو محاولة العدّ حتى تشعر بالهدوء.

ممارسة الرياضة: لا تقتصر فوائد الرياضة على صحتك البدنية فحسب، بل تمتد لتشمل صحتك النفسية أيضاً. كما أنها وسيلة لتوجيه مشاعرك، كالغضب مثلاً، بطريقة مفيدة، وبنّاءة. فممارسة الجري أو السباحة لفترة قصيرة عند الشعور بالغضب قد تساعد في تهدئة المشاعر.

التعبير عن الغضب: لا تكبت غضبك، فالتعبير عنه فور الشعور به هو أفضل طريقة لتجاوزه. فكبت المشاعر قد يؤدي إلى انفجار مفاجئ وشديد في وقت غير متوقع.

تجنب المحفزات: إذا كنت سريع الغضب، فمن المفيد محاولة تحديد محفزاتك، وتجنبها. إذا كنت تشعر بالغضب غالباً عند التحدث مع شخص معين، أو حول موضوع معين، فتجنبه، أو تجنب ذلك الموضوع حتى تتعلم كيفية التحكم في غضبك بشكل أفضل.


أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة
TT

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

في اللحظة التي ظنّ فيها النقّاد ومتابعو منصّات البث أن «نتفليكس» وأخواتها قد وصلت إلى نقطة اللا عودة في صناعة المحتوى القيّم، حلّ عام 2025 حاملاً معه عدداً لا بأس به من المفاجآت الإيجابية.

فبعد قرابة 3 سنوات فرغت خلالها المنصات تقريباً من أي دراما جديدة مثيرة للعين والعقل، باستثناء مواسم تستكمل مسلسلات قديمة، بدأت الصناعة التلفزيونية تستعيد عصرها الذهبي هذه السنة. من «The Pitt» الذي افتتح 2025 على «HBO»، مروراً بـ«Adolescence» على «نتفليكس» والذي شكّل مفاجأة الموسم، وليس انتهاءً بـ«The Studio» على «أبل تي في» الذي نال الإجماع كأفضل عمل كوميدي.

ما هي المسلسلات التي تصدّرت بورصة 2025 بمحتواها الجريء، وبصورتها الأنيقة، وبمواكبتها الواقعية للزمن الذي نعيش فيه؟

* Adolescence (مراهَقة) - نتفليكس -

منذ اللحظة التي اقتحمت فيها الشرطة غرفة «جيمي ميلر» (13 سنة) لاقتياده إلى السجن بتهمة قتل زميلته في المدرسة، تسمّرت العيون أمام شاشة «نتفليكس» لتتابع الحكاية. بحلقاته الـ4، يشرّح المسلسل البريطاني بواقعية كبيرة وإحساسٍ عالٍ الانعكاسات المدمّرة للثقافة الذكورية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على الصِبية المراهقين.

بمجهودٍ مشترك بين المخرج فيليب بارانتيني والكاتب والممثل ستيفن غراهام، حلّق «Adolescence» بسرعة إلى صدارة المشاهَدات. وانتقلت العاصفة التي أحدثها إلى حفل «إيمي» حيث حصد 8 جوائز، من بينها واحدة لبطل المسلسل الصغير أوين كوبر الذي أذهل الجمهور والنقّاد بأدائه لشخصية جيمي.

* Dept. Q (القسم كيو) - نتفليكس -

ينطلق تصوير الموسم الثاني من «Dept. Q» في العاصمة الاسكوتلندية إدنبره مطلع 2026، نظراً للإقبال الجماهيري الواسع الذي ناله الموسم الأول منه. شكّل هذا المسلسل حصاناً رابحاً آخر بالنسبة إلى «نتفليكس»، وهو يتمحور حول مجموعة من المحققين المُبعَدين عن محوَر الأحداث بسبب فشلٍ شخصي أو مهني سابق. على رأس هؤلاء «كارل مورك» والذي يؤدي شخصيته الممثل ماثيو غود.

يعود كارل إلى الوظيفة بعد حادثٍ تسبّب فيه وأدّى إلى إصابة أحد زملائه بالشلل. لا يجد لنفسه مكتباً سوى في الطابق السفلي من المركز، أما القضايا التي تُسلّم إليه فبائدة وغطّى الغبار ملفّاتها. بنصٍ عميق وإخراجٍ مُحكَم، لا يبدّي Dept Q. التشويق والجريمة على حساب الأبعاد النفسية، فللحكاية مقلبٌ آخر يدور حول العلاقات الإنسانية والعائلية.

* The Pitt (الحفرة) - HBO -

وفق أرقام المُشاهَدات وإجماع النقّاد وعدد جوائز الـ«إيمي» التي حصدها، فإنّ «The Pitt» هو مسلسل العام من دون منازع، وهو عائد قريباً في موسم ثانٍ. صحيح أنّ الدراما التي تدور أحداثها في المستشفيات وغرف الطوارئ وحيث الأبطال هم أطبّاء ومرضى وممرّضون، كانت قد دخلت خزانة الذكريات وتحوّلت إلى موضة بائدة، إلا أن دراما «HBO» قلبت المعادلة.

منطلقاً من الواقع وما شهده القطاع الاستشفائي خلال جائحة «كورونا»، يصوّر المسلسل 15 ساعة من يوميات فريق من الأطباء والممرضين في قسم الطوارئ في مركز طبي في ولاية بيتسبرغ الأميركية. بواقعية ودقّة يغطّي «The Pitt» المعاناة المهنية والشخصية التي يختبرها الفريق من جوانبها كافةً، لا سيّما على خلفية الجائحة ونقص التمويل وعديد الموظفين.

* Pluribus (من بين الكثرة، واحد) - أبل تي في -

ينتمي مسلسل «Pluribus» إلى فئة الخيال العلمي وتدور أحداثه في ولاية نيو مكسيكو، حيث تجد شخصيته الأساسية «كارول ستوركا» نفسها معزولة بعد أن حوّل فيروس فضائي بقية البشرية إلى عقل جماعي مسالم وراضٍ، ويسعى هذا المجتمع الجديد إلى استيعاب كارول و12 شخصاً آخر يتمتعون بالمناعة. غير أن البطلة تقف في مواجهة تلك المساعي، بل تحاول أن تنقذ الأكثرية من هذا التخدير الجماعي.

بدأ عرض المسلسل على منصة أبل الشهر الماضي، وسرعان ما تحوّل إلى ظاهرة عالمية ما استدعى البدء بتصوير موسمٍ ثانٍ منه.

* The Studio (الاستوديو) - أبل تي في -

نجمُ الكوميديا من دون منازع لهذا العام مسلسل The Studio وذلك بشهادة جوائز الـ«إيمي» التي نال منها 13. انطلق العرض في مارس (آذار) 2025 على أبل، ونظراً للشعبيّة الكبيرة، جرى التجديد لموسم ثانٍ.

المسلسل بمثابة نقدٍ ذاتي لعالم صناعة السينما والدراما في هوليوود، حيث يسخر من المنحى التجاري الذي يعتمده. يصارع البطل «مات» لتحقيق التوازن بين شغفه بصناعة أفلام عالية الجودة ومتطلبات الشركات لإنتاج محتوى مربح. ضمن إطارٍ مضحك، يسلّط «The Studio» الضوء على الفوضى والضغوط التي تكتنف كواليس صناعة الأفلام، حيث تقدم كل حلقة تحدياً جديداً، مثل استقطاب نجم ضيف بارز أو إدارة كارثة في موقع التصوير.

* Death by Lightning (الموت بصاعقة) - نتفليكس -

بالعودة إلى مسلسلات «نتفليكس» التي تميّزت هذه السنة، «Death by Lightning» الذي يعود إلى حادثة اغتيال الرئيس الأميركي جيمس غارفيلد عام 1881.

بـ4 حلقات كثيفة، تغوص القصة في العلاقة الغريبة التي جمعت غارفيلد، الرئيس المناضل من أجل الحقوق المدنية ومكافحة الفساد، بقاتله تشارلز غيتو الذي كان من أشدّ معجبيه قبل أن يصبح كارهاً له. وقدّم كلٌ من مايكل شانون بشخصية غارفيلد، وماثيو ماكفايدن بدور القاتل أداءً آسراً شكّل دعامةً للمسلسل.

* The Beast in Me (الوحش الذي بداخلي) - نتفليكس -

خبّأت «نتفليكس» إحدى مفاجآتها حتى نهاية العام، فقدّمت مسلسلاً من العيار الدرامي الثقيل بعنوان The Beast in Me. أعاد العمل الممثلة كلير داينز إلى الواجهة بشخصية الكاتبة «آغي ويغز»، التي تهجس بجارها المشتبه فيه بقتل زوجته السابقة. في هذا الدور، يطلّ الممثل ماثيو ريس خاطفاً الأضواء والأنفاس بأدائه. ما يجمع بين «نايل جارفيس» والكاتبة ويغز ليس حباً بل لعبة خطرة، ظاهرُها رغبة منها في كتابة مذكّراته وباطنُها حبكة نفسية معقّدة.


«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

عبر أكثر من 100 لوحة في فن الجرافيك والرسم بالأبيض والأسود، وكذلك الأعمال الملونة التي ترصد تفاصيل الحياة الشعبية بالشارع المصري، استضاف متحف محمود مختار بالجزيرة (وسط القاهرة)، معرضاً استعاديّاً للفنان الراحل وحيد البلقاسي، الملقب بـ«شيخ الحفارين»، تضمن رصداً لأعماله وجانباً كبيراً من مسيرته الفنية.

المعرض الذي انطلق 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي ويستمر حتى 28 من الشهر نفسه في قاعتي «نهضة مصر» و«إيزيس» رصد مراحل فنية متنوعة للفنان الراحل، وبرزت خلاله فكرة الأسطورة الشعبية من خلال رموز بعينها رسمها ضمن اللوحات، مثل: العين الحارسة، والأجواء الأسطورية، للحكايات التي تتضمنها القرية المصرية.

وبينما تضمنت إحدى القاعات الأعمال الملونة والغرافيك المميز الذي قدمه الفنان وحيد البلقاسي، والتي تعبر عن الأسرة المصرية بكل ما تمثله من دفء وحميمية، كذلك ما يبدو فيها من ملامح غرائبية مثل القصص والحكايات الأسطورية التي يتغذى عليها الخيال الشعبي.

البورتريه الملون من أعمال الفنان وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

ولد وحيد البلقاسي في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر) عام 1962، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، قسم الغرافيك عام 1986، واشتهر بأعماله في فن الغرافيك، وله عشرات المعارض الفردية والجماعية، كما أسس جماعة فنية باسم «بصمات»، وكان لها دور فاعل في الحياة الفنية عبر معارض وفعاليات متنوعة.

يقول عمار وحيد البلقاسي، منسق المعرض، نجل الفنان الراحل، إن المعرض يمثل تجربة مهمة لشيخ الحفارين وحيد البلقاسي، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اختيار اسم المعرض للتأكيد على أن أعمال الفنان لا تموت وتظل خالدة للأبد، تحمل اسمه وتحيي أعماله الفنية»، وتابع: «قبل وفاة الفنان عام 2022 كان يتمنى أن يعرض هذه المجموعة المتنوعة من أعماله الفنية، بما فيها الحفر على الخشب في دار الأوبرا المصرية، واستطعنا أن نعرض من مجموعته 100 عمل فني تصوير، من بينها 30 عملاً فنياً بطول مترين وعرض 170 سنتمتراً، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الصغيرة».

وأشار إلى أن الأعمال في مجملها ترصد القرية والحياة الريفية بمصر، وتتضمن موتيفات ورموزاً شعبية كثيرة تدل على الأصالة وعشقه للقرية والحياة الشعبية بكل ما تتضمنه من سحر وجمال.

ويصف الإعلامي المصري والفنان طارق عبد الفتاح معرض «لون لا يموت» بأنه «يعبر عن مسيرة الفنان وحيد البلقاسي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «أعدُّ الفنان الراحل فناناً عالمياً؛ لأنه جمع بين الإغراق في المحلية ومفردات التراث في لوحاته، واللوحات التي تنطق بالتعبيرية وتمثل الروح المصرية الأصيلة، واستخدم الأبيض والأسود في أغلب أعماله، لكن له مجموعة أعمال بالألوان مبهرة، ويظهر في أعماله مدى اهتمامه بالجمال والاحتفاء بالمرأة وبالمفردات الشعبية وتفاصيل القرية المصرية».

الفنان الراحل وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

وتابع عبد الفتاح: «لوحات المعرض سواء الكبيرة، التي يصل ارتفاعها إلى مترين، أو الصغيرة، فيها طاقة تعبيرية تبهر المتلقي الذي ينجذب فوراً للتفاصيل الموجودة بها».

وإلى جانب أعماله الفنية المتميزة، فقد شارك وحيد البلقاسي في الحركة التشكيلية عبر أنشطة عدّة، وأُنتج فيلم تسجيلي عن مسيرته الفنية بعنوان «شيخ الحفارين»، من تأليف علي عفيفي، وإخراج علاء منصور، سجل رحلته الفنية وعلاقته بالقرية والمفردات التي استقى منها فنه.