كشفت دراسة أجرتها جامعة فليندرز الأسترالية عن أن كبار السن الذين يتناولون وجباتهم بمفردهم معرضون لخطر آثار صحية وغذائية سلبية متعددة، في مقدمتها سوء التغذية والإصابة بالهشاشة، مقارنة بأولئك الذين يشاركون وجباتهم مع الآخرين.
وأوضح الباحثون أن الدراسة تؤكد أن الطعام ليس مجرد تلبية للاحتياجات الغذائية، بل هو نشاط اجتماعي مهم يؤثر على الصحة النفسية والجسدية، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «Appetite».
وأصبح تناول كبار السن الطعام بمفردهم أمراً شائعاً في المجتمعات الحديثة، خصوصاً بين مَن يعيشون بمفردهم أو بعد فقدان الشريك. وقد يرتبط هذا السلوك بالروتين اليومي أو الانشغال بأمور شخصية، لكنه أيضاً يعكس تغيّرات اجتماعية وثقافية، مثل قلة فرص التجمع العائلي أو الانخراط في الأنشطة المجتمعية.
وبالنسبة لكثير من المسنين، تعتبر وجبات الطعام لحظات انعزال، وقد يقضونها بمفردهم في هدوء، بعيداً عن ضغوط التواصل الاجتماعي، مما يجعلهم يختارون أحياناً وجبات سريعة أو جاهزة لتسهيل تناول الطعام دون الحاجة إلى التحضير أو مشاركة الآخرين.
واستندت الدراسة إلى مراجعة منهجية لـ20 دراسة دولية شملت أكثر من 80 ألف مشارك من كبار السن في 12 دولة، وركزت على العلاقة بين تناول الطعام بمفردهم والصحة الغذائية والبدنية.
وأظهرت النتائج خمسة تأثيرات سلبية رئيسية للأكل بمفرده لدى كبار السن، وهي انخفاض جودة النظام الغذائي، حيث يقل استهلاك الفواكه والخضراوات واللحوم، وانخفاض استهلاك البروتين، مما يؤثر على الحفاظ على العضلات والقدرة البدنية، وزيادة احتمالية فقدان الوزن غير المرغوب فيه، بالإضافة لارتفاع خطر الهشاشة، بما في ذلك ضعف القوة البدنية وزيادة احتمالية الإصابات، وتأثيرات نفسية واجتماعية، مثل الشعور بالوحدة والعزلة، مما يقلل الشهية والاستمتاع بالوجبة.
نشاط اجتماعي مهم
وقالت الدكتورة كايتلين وايمان، الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة فليندرز: «الطعام ليس مجرد فائدة غذائية، فمشاركة الوجبة تعد نشاطاً اجتماعياً مهماً يمكن أن يؤثر على الشهية وتنوع النظام الغذائي والرفاهية العامة».
وأضافت عبر موقع الجامعة: «كنا نعرف من الأبحاث السابقة أن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية يمكن أن يقلل من تناول الطعام، لكن لم نكن قد استكشفنا بعد النتائج الغذائية والبدنية لكبار السن الذين يتناولون الطعام بمفردهم».
وأكدت أن سلوكيات تناول الطعام تعد عاملاً قابلاً للتعديل للحد من سوء التغذية بين كبار السن، مشيرة إلى أهمية الجمع بين العوامل الفسيولوجية والاجتماعية، حيث «يساهم الأكل مع الآخرين في تعزيز التواصل والتمتع بالطعام وتحسين التغذية».
ونوهت بأن نتائج الدراسة تشير إلى أهمية تشجيع تناول الوجبات مع الآخرين، سواء مع العائلة أو الأصدقاء أو من خلال برامج مجتمعية، لتعزيز التغذية وتحسين جودة الحياة لكبار السن.





