عبر نموذج لقاعة توت عنخ آمون التي تم افتتاحها، أخيراً، في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير بالقاهرة، خصصت مصر جزءاً من جناحها في بورصة لندن السياحية الدولية (WTM) لنماذج من آثار «الملك الذهبي»، وذلك ضمن حملات أطلقتها للترويج لمعالمها الأثرية والسياحية تحت شعار «تنوع لا يضاهى».
ويستغل الجناح المصري في بورصة لندن الدولية الزخم الذي شهدته مصر خلال افتتاح «المتحف الكبير»، في الترويج للمنتجات السياحية المصرية الأخرى، عبر وسائل مختلفة داخل البورصة السياحية التي تستمر من 4 إلى 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وفي شوارع لندن من خلال إعلانات على 100 حافلة تجوب أهم شوارع العاصمة البريطانية حتى 16 نوفمبر الجاري.
وينقسم الجناح المصري في بورصة لندن السياحية إلى مساحتين رئيسيتين؛ وفق بيان لوزارة السياحة والآثار؛ الجزء الأول يمتد على مساحة 400 متر مربع ويضم نموذجاً مصغراً لإحدى قاعات الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري الكبير، والذي يضم 54 مستنسخاً أثرياً لمقتنيات الملك الذهبي، أيقونة المتحف، من بينها القناع الذهبي للملك والتابوت وكرسي العرش وكرسي الحفلات الخاص به، وبعض القطع الذهبية الأخرى الموجودة بالمتحف، وفي نهاية القاعة شاشات على شكل هرمي لعرض الأفلام الترويجية عن المقصد السياحي المصري وما يتمتع به من منتجات سياحية متنوعة ومختلفة.
و«تمثل مشاركة مصر في بورصة لندن السياحية هذا العام خطوة استراتيجية تستثمر الزخم العالمي المحيط بافتتاح المتحف المصري الكبير»، وفق تصريحات للدكتورة دينا سليمان، المتخصصة في آثار مصر والشرق الأدنى القديم بكلية الآثار والإرشاد السياحي في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، مضيفةً لـ«الشرق الأوسط» أن «إنشاء نموذج لقاعة (توت عنخ آمون) داخل الجناح المصري ليس مجرد عنصر جذب بصري؛ بل هو رسالة ثقافية - حضارية تعيد تأكيد مكانة مصر كحاضنة لأهم كنوز الإنسانية».
وحسب المتخصصة في الآثار، «تتجلى في هذه الخطوة رؤية مصر للدبلوماسية الثقافية بوصفها أداة للتأثير الناعم، تعيد تقديم حضارتها للعالم بصورة معاصرة، مع الحفاظ على جوهرها الأصيل».

وافتتحت مصر المتحف الكبير في منطقة الجيزة بجوار الأهرامات في 1 نوفمبر الجاري، بحضور عدد كبير من الشخصيات الدولية، ويعدّ المتحف المقام على مساحة نحو 500 ألف متر مربع، الأكبر عالمياً المخصص لحضارة واحدة، وتضم قاعاته المختلفة نحو 57 ألف قطعة أثرية من الحضارة المصرية القديمة.
و«تقدم التجربة المصغرة لقاعة توت عنخ آمون نافذة فريدة على الكنوز المعروضة في المتحف الكبير، مما يعزز من قوة العلامة السياحية المصرية ويجذب شريحة جديدة من الزوار المهتمين بالثقافة والتراث. كما يعكس هذا التوجه وعياً بأهمية الاقتصاد الإبداعي في دعم صناعة السياحة، التي تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني وتسهم في تنشيط الأسواق المرتبطة بها»، وفق دينا سليمان.
ويضم المتحف المصري الكبير قاعة عرض مخصصة لآثار الملك توت عنخ آمون التي تبلغ نحو 5 آلاف قطعة أثرية تعرض للمرة الأولى في مكان واحد منذ اكتشافها عام 1922، وكانت تمثل حدثاً استثنائياً حينها لأنها وُجدت كاملة ولم تتعرض للنهب مثل غيرها من المقابر.

ورأت المتخصصة في الآثار والإرشاد السياحي أن الجناح المصري في بورصة لندن السياحية يثبت «قدرتها على توظيف مشروعاتها القومية الكبرى كمنصة للترويج الحضاري والاقتصادي، تربط بين الأصالة والمعاصرة، وتعيد ترسيخ القاهرة عاصمةً للتراث العالمي ووجهة سياحية متفردة».
وتعوّل مصر على منتجاتها السياحية المتنوعة، تحت شعار «تنوُّع لا يُضاهى» لتنشيط السياحة وجذب السياح من أنحاء العالم، مستهدفةً أن يصل عدد السياح القادمين لمصر إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2031، وكانت قد حققت أرقاماً قياسية خلال الفترة الماضية من بينها استقبال 15.7 مليون سائح في عام 2014 ووصول الدخل القومي من السياحة إلى نحو 14.4 مليار دولار، ووفق تقرير لمجلس الوزراء المصري، شهد النصف الأول من عام 2025 نمواً في قطاع السياحة بنسبة 22 في المائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.





