إذا كنت تبحث عن أسباب إضافية لتحب كلبك، فإن أبحاثاً جديدة تشير إلى أن الكلب يُطلق عليه «أفضل صديق للإنسان» لأسباب تتجاوز مجرد الرفقة الموثوقة، فقد أشارت دراسة حديثة إلى أن وجود الحيوانات الأليفة يعزز جودة العلاقة العاطفية بشكل غير مباشر، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية.
الحيوانات الأليفة وعلاقاتنا العاطفية
هل يُحسّن حيوانك الأليف حياتك العاطفية؟ أصحاب الكلاب مقتنعون بذلك. ووجدت إحدى الدراسات أن 86 في المائة من أصحاب الكلاب يعتقدون أن كلابهم تؤثر إيجاباً على علاقاتهم العاطفية. لكن، هل يؤكد التدقيق التجريبي هذا الأمر؟ الأدلة الأولية نادرة، لكنها إيجابية بشكل عام.
على سبيل المثال، تستخدم النساء العازبات، أكثر من الرجال، امتلاك الشريك المحتمل للحيوانات الأليفة كدليل على جودة الشريك. على وجه التحديد، فإن امتلاك كلب، مقارنةً بامتلاك قطة، يُعطي معلومات اجتماعية مهمة للنساء العازبات، اللواتي قد يعتبرن الرجال أصحاب الكلاب مُقدّمي رعاية أفضل، أي شركاء محتملين أفضل. وفي العلاقات القائمة، قد يُنظر إلى امتلاك كلب كعامل يُعزز العلاقات.
تأثير الحيوانات على ديناميكية العلاقة
إذا كانت الحيوانات الأليفة تُسعدك، فقد يكون ذلك أحد السبل لتحسين علاقتك. ففي دراسة حديثة، تساءل الباحثون عما إذا كانت المشاعر الإيجابية الناتجة عن وجود حيوان أليف قد يكون لها تأثير طويل الأمد على التفاعلات اللاحقة مع شريك رومانسي.
وللإجابة على هذا السؤال، دُعي 36 زوجاً رومانسياً و45 زوجاً من الأصدقاء في لندن للمشاركة في ثلاث جلسات فيديو مدتها 5 دقائق لكل منهم. لم تتضمن الجلسة الأولى أي تأثير خارجي؛ بل تحدث الشركاء أو الأصدقاء بحرية مع بعضهم البعض. أما الجلسة الثانية، فتفاعل ثلث الأزواج بحضور أحد حيواناتهم الأليفة (عادةً كلب، وأحياناً قطة)، بينما تفاعل ثلث آخر بحضور لعبة محشوة. الجلسة الأخيرة، كالأولى، أتاحت فرصةً للحوار الحر.
ويُحسّن الشعور بالسعادة المرتبطة بالحيوانات الأليفة من صحة العلاقة، حيث وُجد أنه عندما تمكّن الأزواج الذين يمتلكون حيوانات أليفة من قضاء وقت معهم (الجلسة الثانية)، ازدادت لديهم تعابير الوجه الإيجابية.
الحيوانات والحب طويل الأمد
وفق «سيكولوجي توداي»، لا تعمل العلاقات بمعزل عن محيطها؛ فأي تجارب تُغيّر سلوكياتنا (مثل تعابير الوجه) قد تؤثر على شريكنا وديناميكية علاقتنا. وبناءً على الدراسة الأخيرة، عندما تُسعد الحيوانات الأليفة أصحابها، فإن هذه السعادة لا تقتصر على المالك فحسب، بل قد تمتد إلى تفاعلاته مع الآخرين. ويُتيح هذا التأثير مساراً جديداً للتأثير: قد تدعم الحيوانات الأليفة بشكل غير مباشر رفاهية العلاقة من خلال التشجيع على التعبير عن السعادة بشكل دائم.



