يتيح «موسم الدرعية» تجربةً ثقافيةً وسياحيةً تمتدّ عبر مواقع تاريخية وطبيعية صُمِّمت برامجها بما يتناسب مع مكانة الموقع وإرثه المُلهم، بما يُسهم في إظهار حضارته العريقة وتراثه الغنيّ أمام العالم، ليمنح زواره تجربةً استثنائيةً عبر فعاليات تُبحر بهم إلى الماضي في رحلة عبر الزمن بعراقة الثقافة والتقاليد السعودية بأسلوب حديث ومبتكر.
ويتميَّز «الموسم» الذي دشَّنته هيئة تطوير «بوابة الدرعية» تحت شعار «عزك وملفاك»، بروزنامة ثقافية سعودية تحتفي بالمملكة وتراثها العريق وثقافتها الثريّة، وتربط الزوار بالتاريخ بشكل مباشر، وتمنحهم الفرصة للتعمُّق أكثر في التاريخ السعودي عبر فعاليات تروي قصة الدرعية منذ بداياتها بلمسات إبداعية وترفيهية.

وافتتح الحدث في وادي صفار، مساء الجمعة، بملامح تاريخية تروي قصة «العوجا» المرتبطة بالدرعية ووادي صفار المعروف بصخوره ومكانته التاريخية. وتضمَّن الافتتاح مُشاركة الشابَيْن تميم الحارثي وبدر الحربي، الفائزَيْن في برنامج «راوي الدرعية» بمواسم سابقة، فاستعرضا ارتباط السعوديين بتاريخ الدرعية المُلهم.
تلا ذلك عرض بعنوان «أنا العوجا»، يُجسّد قصة وادي حنيفة منذ لحظة التأسيس حتى اليوم، الذي يعود اسمه إلى أحياء الدرعية.
رافقت الألعاب النارية والطائرات من دون طيّار العروض المسرحية التي احتفت بأبرز الأغنيات الوطنية والمقطوعات النجدية، إلى جانب الفنون الأدائية التراثية من مؤدّي العروض والفرق الاستعراضية، وختم حفل الافتتاح برقصة السامري على الإيقاع الشعبي.
في هذا السياق، قالت مديرة «موسم الدرعية»، أحلام آل ثنيان، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ نسخة هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة، موضحةً: «يشهد الموسم تميُّزاً من خلال الاحتفاء بتاريخ الدرعية ووادي حنيفة، وقد صُمِّمت البرامج نسبةً إلى المكان وليس العكس، ونراهن على تجربة مختلفة للزوار مرتبطة بتاريخ هذا المكان العريق».

وأضافت: «نسعى إلى إيصال رسالة الموسم إلى العالم، من حيّ طريف التاريخي رمز القيادة، إلى حيّ البجيري عاصمة العلم، وصولاً إلى حيّ المريح والظويهرة وسمحان؛ وتصبّ جميع المواسم في تحقيق مستهدفات (رؤية السعودية 2030)، بطابعها التراثي والثقافي الذي يُشكل هوية الموسم».
وأشارت إلى شراكة عالمية جديدة هذا العام عبر الاحتفال بـ«العلاقات السعودية اليابانية»، من خلال عرض يجمع بين «فنّ الكابوكي الياباني» و«السامري التراثي السعودي»، إضافة إلى انطلاق سوق الموسم في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، الذي يُبرز ثقافة الدرعية وتراثها عبر الفعاليات والعروض.

ويشهد «موسم الدرعية» تفعيل عدد من الأنشطة الثقافية والسياحية في موقع التراث العالمي لـ«اليونيسكو»، حيّ طريف التاريخي، مهد الدولة السعودية، حيث تُفتح القصور أمام الزوار من خلال برنامج «هل القصور».
كما يسلط برنامج «طين» الضوءَ على العمارة النجدية، ويستضيف حيّ البجيري «مهرجان الدرعية للرواية» لفنون الأدب والسرد، فيما يحتضن حيّ المريح «ليالي الدرعية» التي تجمع فنون الطهي مع أبرز المطاعم العالمية، وتحتفي منطقة الطوالع بثقافة «كيوتو» اليابانية بمناسبة مرور 70 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ويعكس الموسم تنوُّع الدرعية الثقافي؛ إذ يركّز وادي صفار على الفنون التقليدية السعودية والحفلات الفنّية عبر برنامج «صدى الوادي»، فيما يُخصص حيّ الظويهرة للأنشطة العائلية مثل «مسلّية» و«الحويّط» لتعريف الأطفال بالتراث بطريقة تعليمية.
ويُقدّم حيّ سمحان ورشات عمل فنّية، كما يسعى برنامج «منزال» إلى تقديم تجربة سعودية فاخرة مطلّة على وادي صفار.
ويُعزّز الحدث مكانة الموقع منصةً ثقافيةً عالميةً، ويدعم مستهدفات «رؤية السعودية 2030» في جعل الثقافة والسياحة ركائز للتنمية المستدامة والاقتصاد الإبداعي في المملكة.







