الرياض والمدينة المنورة ضمن شبكة «اليونسكو» للمدن المبدعة

في مجالَي التصميم وفن الطهي

يُعزّز انضمام الرياض والمدينة المنورة إلى «المدن المبدعة» ريادة السعودية عالمياً (وزارة الثقافة)
يُعزّز انضمام الرياض والمدينة المنورة إلى «المدن المبدعة» ريادة السعودية عالمياً (وزارة الثقافة)
TT

الرياض والمدينة المنورة ضمن شبكة «اليونسكو» للمدن المبدعة

يُعزّز انضمام الرياض والمدينة المنورة إلى «المدن المبدعة» ريادة السعودية عالمياً (وزارة الثقافة)
يُعزّز انضمام الرياض والمدينة المنورة إلى «المدن المبدعة» ريادة السعودية عالمياً (وزارة الثقافة)

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» إدراج مدينة الرياض والمدينة المنورة ضمن شبكتها للمدن المبدعة، في مجالَي التصميم وفن الطهي، على التوالي، وذلك بعد اعتماد نتائج تقييم طلبات الانضمام إلى القائمة لعام 2025.

وذكرت «هيئة فنون العمارة والتصميم» السعودية أن انضمام الرياض إلى الشبكة يأتي تأكيداً لمكانتها المتنامية بصفتها مركزاً إقليمياً للإبداع والابتكار في المجال، عادّةً الإنجاز ثمرة جهودٍ تكاملية قادتها بالتعاون مع جهات حكومية وأكاديمية وغير ربحية والقطاع الخاص، لإعداد ملف، أبرز حيوية مشهد التصميم بالعاصمة، وتنوعه بين العمارة والتصميم الحضري والصناعي والداخلي والرقمي، وتصميم المنتجات، والإبداع المعاصر.

محطة قصر الحكم بـ«قطار الرياض» يمزج تصميمها المستوحى من «العمارة السلمانية» بين الأصالة والمعاصرة (واس)

بيئة محفزة للابتكار

أكّدت الدكتورة سمية السليمان، الرئيس التنفيذي للهيئة، أن هذا الاعتراف الدولي يُمثِّل خطوة تاريخية تعكس طموح البلاد في جعل العاصمة نموذجاً عالمياً يحتذى به في توظيف الإبداع لخدمة التنمية الحضرية والثقافية، مشيرة إلى أنه جاء نتيجة للاستراتيجية الوطنية للقطاع في بناء بيئة محفزة للابتكار، وتمكين الكفاءات السعودية بمجالات التصميم المختلفة.

وأشارت إلى أن الهيئة تسعى لترسيخ مكانة الرياض عاصمة عالمية للتصميم، ونموذجاً يحتذى به في العمارة والتصميم، ومصدر إلهامٍ للمدن الأخرى، عبر مبادرات وبرامج داعمة للممارسات الإبداعية، وتعزيز التعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية، وتمكين المبدعين السعوديين للمشاركة الفاعلة في إثراء القطاع، بما ينسجم مع مستهدفات «رؤية 2030»، مؤكدةً أهمية دور التصميم كونه أداة للتنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة.

مساعٍ لترسيخ مكانة الرياض عاصمة عالمية للتصميم عبر مبادرات وبرامج داعمة للممارسات الإبداعية (واس)

تنمية ثقافية مستدامة

يعكس هذا الانضمام مكانة الرياض بوصفها مدينة مبدعة في التصميم تجمع الأصالة والتجديد، وتمثل نموذجاً للتنمية الثقافية المستدامة القائمة على الإبداع، كما يؤكد التزام السعودية بتعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، واستثمار الطاقات الإبداعية في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030».

وتستهدف الهيئة عبر تسجيل الرياض ضمن «المدن المبدعة»، إبراز مكانة السعودية وجهة عالمية رائدة في الابتكار والإبداع العمراني، وتعزيز حضورها على خريطة التصميم العالمية، كذلك إظهار القدرات الوطنية، وتمكين المصممين والمعماريين السعوديين لتبادل الخبرات الدولية وصقل مهاراتهم، من خلال المشاركة في الشبكة التي تضم مدناً عالمية رائدة بالمجال.

أسلوب «العمارة السلمانية» في قصر الحكم بمدينة الرياض (وزارة الثقافة)

مشهد معماري فريد

جاء اختيار الرياض انعكاساً لمكانتها المتميزة بصفتها عاصمة وطنية ذات إرث تاريخي وثقافي ومعماري غني، ومركزاً للتحول الحضري والابتكار بالمنطقة، إذ تحتضن مشهداً معمارياً فريداً يجمع الحداثة والأصالة في التصميم، ما أسهم في صياغة هوية تصميمية وعمرانية فريدة، كما تتميز بوجود مشاريع ومبادرات كبرى بمجالات التصميم العمراني والهندسي، ومراكز أكاديمية وبحثية لتطوير القدرات الوطنية.

من جانب آخر، يأتي إدراج المدينة المنورة بصفتها ثاني مدينة سعودية مبدعة بمجال فن الطهي بعد بريدة، ثمرةً لجهود وطنية شاركت بها عدة جهات بقيادة هيئة فنون الطهي، في إعداد ملفٍ شاملٍ، متضمناً البيانات والإحصاءات والمعلومات اللازمة، وفق اشتراطات المنظمة، والمعايير المطلوبة للتسجيل في الشبكة.

تشتهر المدينة المنورة بتراثها الأصيل في فنون الطهي المتأصلة في ثقافتها (واس)

مركز للتنوع الثقافي

تُمثِّل المدينة المنورة منطقة جذب للملايين من الزوار سنوياً، ومركزاً للتنوع الثقافي والتجاري الإقليمي لوجودها على طرق التجارة والحج الحيوي، وتشتهر بتراثها الأصيل في فنون الطهي، المتأصلة في ثقافتها، وبتربتها البركانية الخصبة، وكذلك تأثرها بحضارات متنوعة، ما أدى إلى تنوع النكهات وتقاليد الطهي.

ويُعدّ هذا الإدراج حدثاً ذا أثر ملموس على مستقبل المدينة المنورة، حيث سيضعها ضمن خريطة المدن العالمية ذات التميز في مجالات الطهي، كما سيمنحها حضوراً دولياً أعلى، بما يدعم مستهدفات «رؤية 2030» الرامية إلى تعزيز ريادة السعودية عالمياً.

تمتلك المدينة المنورة ميزة نسبية استثنائية في إنتاج التمور وصناعاتها التحويلية (واس)

تعزيز أصالة الطهي

يمنح تراث المدينة المنورة في مجال الطهي فرصاً للتنمية عبر المجتمع المحلي، والشركات المعروفة بالمعجنات التقليدية، حيث تضم سوق «الطباخة»، وهو الأول الذي يركّز على ذلك الفن، ويُشجع على مزيدٍ من الشراكات بين القطاع الحكومي والخاص لتطوير القطاع مع المحافظة على أصالته وتقاليده.

وتهدف الشبكة العالمية منذ عام 2004 إلى تعزيز التعاون بين المدن التي تستثمر في الثقافة والإبداع كونهما محرّكات رئيسية للتنمية المستدامة، وتسليط الضوء على إبداعها في 8 مجالات، هي: الحرف والفنون التقليدية، والتصميم، والأفلام، وفن الطهي، والأدب، والفنون الإعلامية، والموسيقى، والعمارة.

تأثر المدينة المنورة بحضارات متنوعة أدى إلى تنوع النكهات وتقاليد الطهي (واس)

وتضم الشبكة 350 مدينة موزعة في أكثر من 100 بلد حتى عام 2024، وتلتزم كل منها رغم تفاوتها الجغرافي والديموغرافي والاقتصادي بتطوير أفضل الممارسات، ونقلها إلى الآخرين من أجل الترويج للصناعات الإبداعية، وتعزيز المشاركة في الحياة الثقافية، وإدماج الثقافة في سياسات التنمية الحضرية المستدامة.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وأميركا يبحثان التطورات في اليمن

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وأميركا يبحثان التطورات في اليمن

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيريه الأميركي ماركو روبيو، والباكستاني محمد إسحاق دار، الثلاثاء، تطورات الأوضاع في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج علم الإمارات (وام) play-circle

الإمارات تؤكد أهمية أمن واستقرار السعودية

أعلنت الإمارات في بيان لها حرصها على أمن واستقرار السعودية واحتراماً كاملاً لسيادتها وأمنها الوطني، ورفضها القاطع لأي أعمال من شأنها تهديد أمن المملكة.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
يوميات الشرق من حفل افتتاح متنزه «Six Flags» في القدية (إمارة الرياض)

«القدية» تفتتح أولى وجهاتها الترفيهية وتطلق مفهوماً جديداً للترفيه

افتتحت مدينة القدية، أولى وجهاتها الترفيهية الكبرى، منتنزه «Six Flags» رسمياً للجمهور، ليكون الأول عالمياً الذي يحمل تلك العلامة الشهيرة خارج أميركا الشمالية.

عمر البدوي (القدية)
الاقتصاد الاقتصاد السعودي يواصل الأداء القوي مع تسارع النمو مدعوماً بتحسّن نشاط القطاع الخاص غير النفطي وارتفاع مستويات الإنتاج الصناعي (الشرق الأوسط)

مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية: نمو السعودية 4.8 % في الربع الثالث

تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي في السعودية خلال الربع الثالث من العام الجاري إلى 4.8 في المائة على أساس سنوي، مسجلاً أعلى معدل نمو خلال العام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مزرعة بطاطس تابعة لشركة «لحاء» في حائل (الشرق الأوسط) play-circle 03:54

السعودية تنجح في تحويل تحدّي زراعة «البطاطس» إلى فرصة للتصدير

طوّرت السعودية نموذج ري مبتكراً لمواجهة شح المياه الذي تسبب في منع تصدير البطاطس المزروعة محلياً.

عبير حمدي (حائل)

مصر: الكشف عن ورش أثرية لتجهيز السمك المملح وجبّانة رومانية في البحيرة

منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن ورش أثرية لتجهيز السمك المملح وجبّانة رومانية في البحيرة

منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة، بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة بادوفا الإيطالية، الثلاثاء، اكتشاف عدد من الورش الصناعية التي ترجع إلى العصر المتأخر وبدايات العصر البطلمي، إلى جانب الكشف عن جزء من جبانة رومانية تضم أنماطاً متنوعة من الدفن، أثناء أعمالها بموقعي كوم الأحمر وكوم وسيط بمحافظة البحيرة (غرب الدلتا).

ويساهم هذا الكشف في تعميق فهم طبيعة الحياة والنشاط البشري في مناطق غرب دلتا النيل والمناطق الداخلية المحيطة بمدينة الإسكندرية، وفق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد، موضحاً في بيان للوزارة، الثلاثاء، أن «هذه الاكتشافات تمثل إضافة علمية مهمة لدراسة أنماط الاستيطان والممارسات الجنائزية والأنشطة الصناعية في غرب الدلتا، كما تسهم في تقديم رؤى جديدة حول شبكات التواصل الإقليمي منذ العصر المتأخر وحتى العصرين الروماني والإسلامي المبكر».

وتتكون الورش الصناعية المكتشفة من مبنى كبير مقسّم إلى ما لا يقل عن ست غرف، خُصصت اثنتان منها لمعالجة الأسماك، حسب تصريحات رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، حيث عثرت البعثة على نحو 9700 عظمة سمك، بما يشير إلى وجود نشاط واسع لصناعة السمك المملح في تلك الفترة.

الكشف عن جبانة رومانية بمصر (وزارة السياحة والآثار)

ويرجح تخصيص الغرف الأخرى لإنتاج الأدوات المعدنية والصخرية، وتمائم الفيانس، إذ عُثر على عدد من التماثيل الجيرية غير المكتملة، إلى جانب قطع أخرى في مراحل تصنيع مختلفة.

وأسفر الكشف أيضاً عن العثور على جرار أمفورا مستوردة وقطع من الفخار اليوناني، الأمر الذي يؤرخ نشاط هذه الورش إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

وأسفرت أعمال الحفائر كذلك عن اكتشاف جزء من جبانة رومانية تضم عدة دفنات بثلاثة أنماط رئيسية، شملت الدفن المباشر في الأرض، والدفن داخل توابيت فخارية، بالإضافة إلى دفنات أطفال داخل أمفورات كبيرة، وفق بيان الوزارة.

فيما أوضحت رئيسة البعثة من جامعة بادوفا الإيطالية، الدكتورة كريستينا موندين، أن فريق العمل يجري حالياً عدداً من الدراسات البيو - أثرية على الهياكل العظمية المكتشفة، بهدف تحديد النظام الغذائي، والعمر، والجنس، والحالة الصحية للمدفونين بالموقع، والبالغ عددهم 23 شخصاً من الذكور والإناث والأطفال والمراهقين والبالغين.

وأشارت إلى أن النتائج الأولية لهذه الدراسات تشير إلى أن هؤلاء الأفراد عاشوا في ظروف معيشية جيدة نسبياً، دون وجود دلائل واضحة على إصابتهم بأمراض خطيرة أو تعرضهم لأعمال عنف.

وعدّ عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، هذه الاكتشافات، تمثل إضافة نوعية لفهم تاريخ غرب الدلتا خلال العصر الروماني، إذ تكشف بوضوح عن تداخل الحياة الاقتصادية مع الممارسات الاجتماعية والدينية في تلك المنطقة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «ورش تجهيز السمك المملح تعكس نشاطاً صناعياً منظماً يعتمد على استغلال الموارد الطبيعية، ما يدل على أهمية غرب الدلتا بوصفها مركزَ إنتاجٍ غذائي وتجاري مرتبط بشبكات أوسع داخل مصر وخارجها».

من القطع المكتشفة في الجبانة (وزارة السياحة والآثار)

كما رأى عبد البصير أن «الكشف عن الجبانة الرومانية يقدّم مادة علمية ثرية لدراسة المعتقدات الجنائزية والبنية الاجتماعية للسكان، من خلال تنوع طقوس الدفن واللقى المصاحبة».

ونجحت البعثة في الكشف عن عشرات الأمفورات الكاملة (جرار خزفية)، بالإضافة إلى زوج من الأقراط الذهبية يعود لفتاة شابة، وقد نُقلت هذه القطع الأثرية إلى المتحف المصري في القاهرة، تمهيداً لإجراء أعمال الدراسة والترميم اللازمة لها، وفق بيان الوزارة.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن «هذا الاكتشاف الأثري في غرب الدلتا يفتح آفاقاً جديدة لفهم فترة حكم العصور المتأخرة وما تلاها من حقب تعاقبت على الحضارة المصرية القديمة، بل وتعيد قراءة التاريخ المصري القديم من منظور جديد».

من القطع الأثرية المكتشفة (وزارة السياحة والآثار)

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الكشف سوف يضيف لنا علمياً كثيراً عن تلك الحقبة، كما أنه معروف أن الأمفورات كانت تستخدم في عمليات التجارة الخارجية، وكان يوضع بها النبيذ، وأحياناً في نقل السمك المملح، وهذه ليست المرة الأولى في العثور على الأمفورات، حيث كانت متداولة في التجارة الخارجية للدولة المصرية مع اليونان في فترات كثيرة».


للمرة الأولى عالمياً... نحل الأمازون يحصل على حقوق قانونية

مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
TT

للمرة الأولى عالمياً... نحل الأمازون يحصل على حقوق قانونية

مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)

يواجه أحد أقدم أنواع النحل على كوكب الأرض، والمُلقِّح الأساس في غابات الأمازون، تهديدات متزايدة نتيجة إزالة الغابات، والتغيرات المناخية، وتلوث المبيدات، والمنافسة من نحل العسل الأوروبي العدواني.

في خطوة تاريخية، أصبح نحل الأمازون غير اللاسع، أي الذي لا يلسع على عكس نحل العسل الأوروبي «النحل العدواني»، أول الحشرات في العالم التي تُمنح حقوقاً قانونية، تشمل الحق في الوجود، والازدهار، والحماية القانونية في حال التعرض للأذى.

وقد أُقرّت هذه القوانين في بلديتين في بيرو هما: ساتيبو وناوتا، بعد سنوات من البحث وجهود الضغط التي قادتها روزا فاسكيز إسبينوزا، مؤسسة منظمة «أمازون ريسيرتش إنترناشيونال».

يُربي السكان الأصليون هذا النوع من النحل منذ عصور ما قبل كولومبوس، ويُعد مُلقحاً رئيسياً يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي وصحة النظم البيئية، إذ يلقح أكثر من 80 في المائة من النباتات، بما في ذلك محاصيل الكاكاو، والقهوة، والأفوكادو. وأظهرت أبحاث إسبينوزا، التي بدأت عام 2020، أن عسل هذا النحل يحتوي على مئات المركبات الطبية المضادة للالتهاب والفيروسات والبكتيريا، كما وثقت المعرفة التقليدية في تربيته وجني عسله.

أفاد السكان الأصليون بتراجع أعداد النحل وصعوبة العثور على الأعشاش، كما كشف التحليل الكيميائي للعسل عن آثار المبيدات حتى في المناطق النائية. وأظهرت الدراسات صلة بين إزالة الغابات وتراجع أعداد النحل، بالإضافة إلى المنافسة المتزايدة من نحل العسل الأفريقي المهجن، الذي بدأ في إزاحة النحل غير اللاسع من موائله الطبيعية منذ القرن الـ20.

وفقاً لكونستانزا برييتو، مديرة قسم شؤون أميركا اللاتينية في «مركز قانون الأرض»، تمثل هذه القوانين نقطة تحوُّل في علاقة البشر بالطبيعة، إذ تعترف بالنحل غير اللاسع بوصفه من الكائنات الحاملة للحقوق وتؤكد أهميته البيئية.

وأوضح زعيم السكان الأصليين آبو سيزار راموس أن القانون يحتفي بالمعرفة التقليدية ويعترف بالدور الحيوي للنحل غير اللاسع في دعم نُظم الأمازون البيئية وثقافات الشعوب الأصلية.

تتطلب هذه القوانين، حسبما ذكرت «الغارديان» البريطانية، استعادة المَواطن البيئية، وتنظيم استخدام المبيدات، واتخاذ تدابير للحد من آثار تغيُّر المناخ، وقد اجتذبت عريضة عالمية مئات الآلاف من التوقيعات، في حين أبدت دول أخرى اهتماماً بتطبيق نموذج بيرو لحماية المُلقِّحات المحلية.


«قصر القطن» بالإسكندرية... لتوديع الظلام واستقبال السائحين

المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

«قصر القطن» بالإسكندرية... لتوديع الظلام واستقبال السائحين

المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

يشكل إعلان الحكومة المصرية على لسان وزير قطاع الأعمال العام المصري المهندس محمد شيمي، عن سعيها للاستحواذ على مبنى قصر القطن في مدينة الإسكندرية المجاور للنصب التذكاري للجندي المجهول طاقة نور لإخراج المبنى من حالة الجمود واستغلاله سياحياً بعد تحويله إلى فندق.

ويعود المبنى لفترة الثمانينات، وأقيم مكان قصر القطن التاريخي زمن السادات، ويعدُّ أكبر منشأة في منطقة المنشية تطل على البحر مباشرة وسط مدينة الإسكندرية، ويتميز «قصر القطن» بطرازه المعماري ما جعله فريداً بين المنشآت والبنايات الموجودة في المنطقة من حيث الارتفاع والضخامة والعناصر الهندسية والمعمارية.

وقال الفنان فتحي بركات، رئيس جمعية الفنانين والكتاب «أتيليه الإسكندرية»، إن مبنى «قصر القطن» كان في البداية مملوكاً لشركة الأقطان الشرقية بالإسكندرية، وكانت هناك محاولة لأن يكون أعلى مبنى في المدينة ليتشكل من 45 طابقاً، لكن لم يتم الموافقة على مخطط بنائه، واقتصر على 22 طابقاً فقط، ومنذ إنشائه زمن السادات في موقع قصر القطن التاريخي لم يُستغل بشكل مثالي. «والآن تشغل جزءاً منه جامعة سنجور الفرنسية، بالإضافة إلى طابقين حكوميين، لكن تظل باقي الأدوار بلا أي نوع من الإشغال، وفق كلام بركات الذي أضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «المبنى محاط بمنطقة مزدحمة بالبائعين، منطقة المنشية، ويجاور النصب التذكاري للجندي المجهول وإعادة الحياة له ربما يعيد الهدوء مرة أخرى للمكان، ويضفي طابعاً مختلفاً لها يعيدها للزمن الجميل، وهو يمتلك إمكانات تؤهله للاستغلال الفندقي، حيث يتضمن جراجاً في الدور الأرضي، بالإضافة لإجراء الكثير من التغييرات الداخلية لاستغلال مكوناته، أما عن شكله الخارجي فلا توجد هناك مساحة لأي تغييرات، لأن واجهته زجاجية، ولا يمكن تغييرها».

المبنى المراد تحويله إلى فندق (تصوير: عبد الفتاح فرج)

كان المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، قال خلال لقائه عدداً من الصحافيين بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، الثلاثاء، إن الحكومة المصرية تعمل حالياً على خطة تهدف إلى إعادة إحياء الأصول التاريخية وتعظيم الاستفادة منها، من بينها أحد القصور الأثرية المميزة بمدينة الإسكندرية، وهو «قصر القطن» الواقع بجوار النصب التذكاري، مشيراً إلى أنه من المستهدف تطوير القصر وإعادة تشغيله فندقاً سياحياً متميزاً.

وأضاف شيمي أن المشروع المقترح يتضمن إنشاء فندق بارتفاع 22 طابقاً، يسهم في دعم الطاقة الفندقية بالإسكندرية وتعزيز المنتج السياحي، والحفاظ على الطابع التراثي وتحقيق عوائد اقتصادية مستدامة، ولتحقيق ذلك أجرت الوزارة دراسة استغلال المبنى بوضع تصور شامل لتحقيق الاستغلال الأمثل له، وتحويله إلى مركز استثماري متعدد الاستخدامات الفندقية والإدارية والتجارية، وتسهم في تعظيم العائد منه، وتنشيط ودعم الحركة السياحية والتجارية في الإسكندرية وتوفير فرص عمل إضافية.

من جهته قال الباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان إن «اتجاه مصر لتطوير واستغلال قصر القطن وتحويله إلى فندق سياحي، سيُعيد صياغة المكان، عبر إزالة الكثير من الساحات التي تشوه المنطقة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة صارت مزدحمة جداً، فضلاً عن عشوائيتها، لذا سيكون مشروع الفندق بمثابة رئة تعيد ساحة النصب التذكاري ومنطقة المنشية لسماتها السياحية والتراثية التي فقدتها منذ سنين».