في كلمة مؤثرة، ودّع رئيس الجمهورية، العماد جوزيف عون، الإعلامي اللبناني الراحل بسام برّاك، مؤكداً: «مرة أخرى يسرق منا الخبيث صورة بهية... بسّام برّاك، الوجه الرصين، والكلمة الأنيقة، واللغة العربية الأكثر إتقاناً وحرفية، يرحل تاركاً ذكرى مليئة باحترام كل من عرفه وتقدير كل من زامله. تعازينا لأهله وزملائه وكل عارفيه. ويبقى العزاء الأكبر أننا سنظل نتذكره كلما تساءلنا عن الصح والخطأ في كلمة، مؤكدين أن بسام كان الصح دوماً».

رحيل إعلامي برز بمهنته وإتقانه اللغة العربية
توفي الإعلامي اللبناني بسّام برّاك عن عمر ناهز 53 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض عضال. وكان قد خضع عام 2011 لعملية جراحية لاستئصال ورم في الدماغ.
اشتهر برّاك بإتقانه اللغة العربية إلى حد حصوله على لقب «العلّامة في اللغة العربية وآدابها». كما درَّب أجيالاً من الإعلاميين والطلبة على التمكن من مخارج الحروف. وكان صاحب فكرة مسابقة «إملاؤنا لغتنا»، التي نظمتها الجامعة الأنطونية بمناسبة «اليوم العالمي للغة العربية».
بدأ برّاك مسيرته في الإعلام المسموع والمرئي والمكتوب عام 1991، عبر شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» وإذاعة «صوت لبنان»، حيث قدّم نشرات الأخبار، وغطّى أهم الأحداث السياسية والثقافية على الصعيدين المحلي والدولي، بالإضافة إلى تقديمه برنامج «خبرة عمر» مع ضيوفه من مختلف القطاعات.
انتقل في عام 2010 إلى تلفزيون «المستقبل» حيث قدم نشرات الأخبار، ومن ثم تفرّغ لتنظيم دورات تدريبية مختصة باللغة العربية؛ كما عمل مدرباً في فن الأداء الإخباري والإلقاء بالفصحى بمؤسسات إعلامية في لبنان والخارج، وشارك في برامج ومسابقات، منها برنامج «مذيع العرب». وشغل منصب أستاذ جامعي في كلية الإعلام بالجامعة الأنطونية، ومنسقاً للغة العربية ومقدّم مؤتمرات وندوات، ونقل فكرة مسابقة الإملاء الفرنسية إلى العربية.
نشاط دولي وإسهامات ثقافية
شارك براك في مؤتمرات الإعلام بدبي و«المجلس الدولي للغة العربية»، وعرض برنامجه في اللغة العربية ضمن مؤتمر أكاديمي بمقر نادي جامعة هارفارد في بوسطن. كما عمل مدرّباً في «معهد مي شدياق للإعلام» على الأداء ومخارج الحروف ونشرات الأخبار، وفي مؤسسة «بالعربية للغة والتحديث»، حيث مثّلها للتدريب على اللغة وإجراء اختبارات للمدرّبين. ودرّب في عدد من المحطات الإعلامية، منها «تلفزيون لبنان»، وقناة «السومرية» العراقية، و«تلفزيون المملكة العربية السعودية».

أصدر برّاك عام 2018 كتابه «توالي الحبر» الذي يتضمن فصولاً نثرية تأملية في الله والقلب، وصوت فيروز، والتراب والكلمة. بالإضافة إلى كتابة سير كبار الأدباء والمفكرين.
تعازي زملاء الإعلام
تصدّر خبر وفاته وسائل التواصل الاجتماعي، ونعاه عدد كبير من زملائه وطلابه، منهم: يزبك وهبة، الذي كتب على منصة «إكس»: «وداعاً صديقي وزميلي الغالي، الذي ترك بصمة كبيرة، وعلّم ودرّب وثقّف وخرّج أجيالاً».
تذكّرته الإعلامية نسرين ظواهرة قائلة: «الأستاذ المهني المحترف الذي علّمنا أصول اللغة وأصول مهنة الإعلام، الخلوق، المميز، والمحب».
ونعاه الإعلامي زافين بعبارة مؤثرة: «وداعاً بسام برّاك... وكأن لغتنا العربية صارت يتيمة».
أما نيشان فكتب: «سليل البيان وعاشق الفصحى رحل. بصوته أكرم اللغة حضوراً وأداءً، وصدى لغته ما زال يتردد في أذن الإعلام. رحم الله من كانت له الكلمة رسالة، واللغة قضية. وداعاً بسام برّاك».
رحيل بسام برّاك يشكل فقداً كبيراً للمشهد الإعلامي اللبناني، لكنه يترك إرثاً معرفياً وثقافياً مستداماً في اللغة العربية والإعلام.


