«وي ديزاين بيروت»... جرعات من الإبهار بأنامل لبنانية

أكثر من 100 مصمم شارك فيه تحية للعاصمة الرائدة

الحرفي حسواني ينقش الخشب بأنامله (الشرق الأوسط)
الحرفي حسواني ينقش الخشب بأنامله (الشرق الأوسط)
TT

«وي ديزاين بيروت»... جرعات من الإبهار بأنامل لبنانية

الحرفي حسواني ينقش الخشب بأنامله (الشرق الأوسط)
الحرفي حسواني ينقش الخشب بأنامله (الشرق الأوسط)

فتحت بيروت ذراعيها متيحة لمجموعة من المصممين والمصممات إبراز رؤيتهم الإبداعية الخاصة بها. توزعوا على مساحات مختلفة من أحياء العاصمة ومبانيها التي تسكن ذاكرة الأجيال تحت عنوان: «نحن نصمم بيروت»، من بينها عمارة «برج المر» و«فيلا عودة» و«الحمامات الرومانية» و«بناية الاتحاد» ومصنع «أبرويان». أماكن زينها الفنانون بمنحوتات وصور فوتوغرافية، وأدوات إضاءة، وتجهيزات فنية وغيرها. فكانت بمثابة قصائد من نوع آخر، حاكت تاريخ المدينة بين الماضي والحاضر، ورسّخت الإبداع على سطح مدينة لم تفقد بريقها رغم محطات سوداء مرّت بها، فربحوا الرهان وصنعوا منها جوهرة نادرة، مطرّزة بأناملهم وأفكارهم غير التقليدية.

التجهيز الفني الخاص بالنساء العاملات في «سارزباغ» (الشرق الأوسط)

مساحات وتصاميم

كل مساحة من بيروت خُصصت للمعرض، حملت عنواناً يُشير إلى نوعية التصاميم فيها. «الحمامات الرومانية» وسط بيروت تحمل اسم «مياه وحجر»، وفيها تصاميم من الرخام لرانيا مالّي من تنسيق نور عسيران. وتعيد من خلالها تفسير تاريخ الموقع.

في حين تحتضن «بناية الاتحاد» معرضاً تحت عنوان «رحلة عبر العمارة والضوء». وهو بمثابة معرض استعادي لكريم نادر، يحوَّل خلاله المبنى موضوعاً وأداة في آن.

ويستضيف مبنى «برج المر» معرض «في صراع» لمجموعة من الطلاب المبدعين من 9 جامعات لبنانية؛ يبحث في كيفية تأثير الصراع على التجربة المكانية والشكل المعماري.

وفي «فيلا عودة» يقدم غريغوري غاتسيريليا «طواطم الحاضر والغائب»، تحية لمعرض «SMO» الرائد. وقد أسهم في إطلاق ورعاية كثيرين من أبرز أصوات التصميم في لبنان. ويستكشف هذا المعرض الذاكرة الشخصية والجماعية من خلال عدسة أعمال التصميم المعاصرة.

لوحة مصنوعة من قماش التول تمثّل أغصان شجرة (الشرق الأوسط)

مصنع «أبرويان»: إرث وأصوات جديدة

تحت عناوين عريضة وهي «خيوط الحياة» و«حرف فنية»، و«بشرة مدينة»، يستقبل مصنع «أبرويان» في منطقة برج حمود القسم الرئيسي من معرض «وي ديزاين بيروت» تحت اسم «إرث وأصوات جديدة».

تحتوي أقسامه على تجهيزات فنية ضخمة، وكذلك على أشغال يدوية شكّلت عرفاً متوارثاً على مر الأجيال. ويخصص مساحة للمنسوجات والتطريز والزجاج المنفوخ ومصنوعات القش والقصب وغيرها.

فلسطين تحضر من خلال جمعية «إنعاش»

من المحطات التي تستوقفك في مصنع «أبرويان» تلك المخصصة لفلسطين. تستحضرها جمعية «إنعاش» من خلال تصاميم الأزياء التقليدية لأهم مدنها. ومن بينها تلك الخاصة بغزّة والقدس والخليل وبيت لحم. وقد صمَّمها وخاطها مجموعة نساء في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

فستان تقليدي لنساء غزّة صنعته لاجئات فلسطينيات (الشرق الأوسط)

ويوضح مروان نعمان، من الجمعية المذكورة، أن هذا القسم هو بمثابة استعادة للأزياء التقليدية للنساء الفلسطينيات. ويتابع: «كل قطعة استغرقت نحو 8 أشهر من العمل، وجميعها من نوع الكانفاس المطرّز على اليد. ويتألّف كل زيّ مما يعادل الـ100 ألف قطبة وما فوق. كل زي تطبعه نوعية نسيج معينة. مجموعة ألوان تتراوح بين الأحمر والكحلي والأسود والبنفسجي». وعن الهدف من هذه التحية، يوضح مروان: «إنها مبادرة للحفاظ على إرث التطريز الفلسطيني وهويته الأصيلة».

حيكت الفساتين المعروضة بخيوط الحرير، ورسومات منمنمة تبرز جمالية اليد الحرفية التي صنعتها. كما تتلون بخيوط ذهبية لتؤلف أشكالاً مستوحاة من زهور حدائق يافا وغزة وبئر السبع.

عند مدخل المصنع يلفتك تجمّع من الكبار والصغار يتفرجون على حرفي يعمل في النجارة. اسمه نبيل حسواني ويعمل في مهنة النقش وتطريز الخشب منذ 55 عاماً، ومصنوعاته جميعها يدوية وتؤلف أسطح طاولات صغيرة. وكذلك طاولات النرد وصناديق المجوهرات. يوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هي كناية عن خلطة من خشب الجوز والمانغا والكوتو. يضاف إليها مادة البلاستيك وقشور الخشب الملوّن».

تكمل مشوارك في مصنع «أبرويان» حيث تحتل المنسوجات قسماً لا يستهان به من المعرض.

فالنسيج بمثابة لغة حياة تدلّ على حقبات وتواريخ وتقاليد وثقافات وحضارات مختلفة. فالقطعة المنسوجة لطالما شكّلت حكايات وروت قصصاً ذكريات، فكانت بمثابة شاهد على الهوية. وفي هذا القسم تتنافس قطع القماش المصنوعة على شكل كرة أرضية، وأخرى تبدو كنُصب تذكارية تتدلّى منها منسوجات قطنية متراصة، في حين على الحائط تعلّق لوحة خيطت بحبال من قماش التول الأبيض، وأخرى مغطاة بمنسوجات ملونة تنتصب وسط المعرض كالشجر.

ومن التجهيزات الفنية التي تروي حكاية ممتعة تستوقفك تلك الخاصة بنساء مؤسسة «سارزباغ». فهذه المؤسسة التي أسستها سارة بيضون تعتمد فيها على أنامل النساء فقط. وتفتخر بأنها تحمل توقيع «صنع في لبنان». وفي معرض «وي ديزاين بيروت» يرتفع تجهيز فني مصنوع من القماش كتحية لهنَّ. وتوضح إحدى المشرفات على هذا القسم: «ما ترينه هنا هو كناية عن مجموعة أغطية للطاولات مصنوعة بسنارة الكروشيه. وقد أخذتها النساء العاملات في (سارزباغ) من خزانتها. فهي تشكّل واحدة من أغراض (جهاز العروس) التي حملتها معها من بيت عائلتها إلى منزلها الزوجي. وهذا التجهيز الفني بمثابة تحية تكريمية لهن».

ومن بين تلك الأقسام قسم خاص بالمصمم اللبناني سليم عزّام، يتألّف من طابقين، يروي فيه قصة حبّه الطويلة مع الإبرة والخيط.

في وسط هذه القاعة الشاسعة تمتد طاولة خشبية. وتحمل مجلات «بوردا» وخرائط وخيوطاً وقصاصات ورق تحكي عن تاريخ فن الخياطة بشكل عام. وتتوزع عليها مطرزات مشغولة باليد. وأخرى تتألف من أدوات خياطة قديمة. وفي زاوية تقبع ماكينة خياطة قديمة كانت تستخدمها نساء القرية التي يتحدّر منها سليم لحياكة الأزياء.

شرشف طاولة مطرّز بيد عاملات في دار المصمم حسن إدريس (الشرق الأوسط)

وفي استوديو خاص يحمل اسم صاحبه مصمم الأزياء حسن إدريس تستمع إلى قصة إبداع جديدة. وتطالعك في وسطه طاولة مغطاة بشرشف مطرّز برسومات الزهور، تؤلّف أشكالاً تشبه الأطباق، وفي وسطها باقة ورود ملونة تضفي البهجة على الغطاء. وتروي أندريا المشرفة على هذا القسم: «إنها نموذج عما يتقنه المصمم حسن إدريس في عالم التصميم. فهو يشتهر بتطريز فساتين السهرات والأعراس. وهذا الاستوديو بمثابة ملحق يعرض هذا الفن».

في قسم جانبي للمصنع وما إن تدخله حتى تشعر بارتفاع درجات الحرارة، لتكتشف أنه مخصص لصناعة الزجاج المنفوخ من ناحية وكيفية تذويب مادة الزجاج في فرن خاص من ناحية ثانية. ولد بعمر الثانية عشرة يقوم بمهمة تطويع الزجاج ونفخه. وبقربه يقف والده الذي يعرّف عن نفسه: «اسمي بطرس وأعمل في هذه المهنة منذ كنت صغيراً. ورثتها عن والدي، وقد علّمتها لابني. إنه إرثٌ نتغنَّى به ونحافظ عليه بوصفه مهنة أساسية في العائلة».


مقالات ذات صلة

ملتقى القاهرة للخط العربي... رحلة بصرية بين هيبة التراث وروح الحداثة

يوميات الشرق استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين (الشرق الأوسط)

ملتقى القاهرة للخط العربي... رحلة بصرية بين هيبة التراث وروح الحداثة

احتفاءً بالخط العربي بوصفه فناً أصيلاً يحمل بين ثناياه دعوة للسلام، والانسجام الإنساني، أطلقت مصر الدورة العاشرة من «ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)

650 ألف زائر يرسخ مكانة معرض جدة للكتاب كمنصة ثقافية إقليمية

مع رحيل آخر أيام معرض جدة للكتاب، يطرح المشهد الثقافي جملةً من الأسئلة حول المعرض وترسيخ مكانته كأحد أبرز الفعاليات الثقافية في المملكة.

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق عبد الحليم رضوي... طاقات تعبيرية ودلالات مفاهيمية ذات طابع معاصر (الشرق الأوسط)

القاهرة تحتفي برائد الفن السعودي عبد الحليم رضوي

يُصاحب معرض رضوي تقديم أعمال نخبة من رواد وكبار التشكيليين المعاصرين في المملكة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من توقيع الاتفاق لتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى فيلم (الشرق الأوسط)

السينما السعودية تمدّ جسورها إلى الأدب في معرض جدة للكتاب

لم يعد سؤال صنّاع السينما يدور حول عدد العناوين، بل حول أيّ الروايات تصلح لأن تُروى على الشاشة...

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق تحاول الفنانة التشكيلية في هذه المجموعة العبور من المحدود إلى المطلق (الغاليري)

معرض «تفتّحت الزهور من بين حجار الإسمنت المكسور»... عود على بدء

تستخدم ندى صحناوي الألوان الزاهية، بالإضافة إلى الأسود والأبيض. وفي قوالب الزهور الحمراء والبيضاء، يخال للناظر إليها أنها تُشبه كعكة عيد...

فيفيان حداد (بيروت)

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
TT

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

ومن أبرز العادات المرتبطة بالصحة النفسية التي ينصح الخبراء باتباعها عام 2026:

الاهتمام بالنوم

النوم الجيد هو أساس الصحة النفسية الجيدة. قد يؤثر الحرمان من النوم على المزاج والذاكرة والانتباه. في عام 2026، اجعل النوم أولوية وليس ترفاً. استهدف الحصول على 7-8 ساعات من النوم ليلاً. نم واستيقظ في نفس الوقت حتى في عطلات نهاية الأسبوع. قلل من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة قبل النوم بساعة على الأقل، وخفف إضاءة غرفة نومك.

تقليل وقت استخدام الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي

قد يتراكم التوتر والقلق في ذهنك دون وعي، ويصبح الشك في الذات ملازماً لك مع التصفح المستمر. ورغم أن الحياة الرقمية أمر لا مفر منه، فإن التدريب على وضع حدود لاستخدام الشاشات هو السبيل الوحيد لتحقيق السكينة النفسية. حاول الابتعاد عن الشاشات لمدة ساعة أو ساعتين على الأقل خلال اليوم. من الأفضل عدم تفقد هاتفك فور استيقاظك أو قبل نومك مباشرة. ألغِ متابعة الصفحات التي تثير توترك أو تولد لديك أفكاراً خاطئة، وتجنب المحتوى الذي يجعلك تشعر بالخوف أو الترهيب. كما أن تقليل وقت استخدام الشاشات يُسهم في صفاء ذهنك.

التحدث عن مشاعرك دون الشعور بالذنب

كبت المشاعر مدمر للصحة النفسية على المدى البعيد. بحلول عام 2026، ينبغي أن يصبح من المعتاد مناقشة مشاعرك، سواء مع صديق مقرب أو شخص مختص. التعبير عن المشاعر لا يعني الضعف، بل يساعد على تخفيف التوتر وإتاحة الفرصة للآخرين للوجود معك. عندما تشعر بثقل المشاعر، بادر بالتحدث مبكراً بدلاً من الانتظار حتى تتفاقم الأمور.

تحريك جسمك يومياً

ترتبط التمارين الرياضية ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية. فهي تُحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ تُحسّن المزاج، ما يُساعد على تخفيف التوتر والقلق. ولا تتطلب التمارين الرياضية جهداً كبيراً، فممارسة اليوغا في المنزل أو الرقص وتمارين التمدد الخفيفة مع المشي يومياً كافية. اختر الأنشطة التي تُحبها، لأنها ستُصبح جزءاً من العناية الذاتية، لا مجرد خطوة روتينية.

اللطف مع الذات

كثير من الناس هم أشدّ منتقدي أنفسهم. الشعور بالنقد الذاتي المستمر قد يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والثقة بالنفس. كن رحيماً بنفسك، وأنت تستقبل عام 2026. تقبّل فكرة أنه لا بأس بأخذ فترات راحة والعمل متى شئت. استمتع بالانتصارات الصغيرة، ولا تقارن مسيرتك بمسيرة الآخرين.


«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح
TT

«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح

منحت جائزة «نوابغ العرب 2025» الدكتور المصري نبيل صيدح جائزة فئة الطب، تقديراً لإسهاماته العلمية التي أسهمت في تطوير فهم صحة القلب وآليات تنظيم الكوليسترول، وما ترتب عليها من أدوية تُستخدم اليوم على نطاق واسع لتقليل مخاطر أمراض القلب.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الدكتور صيدح على فوزه، مؤكداً أن رسالة المنطقة في تطوير العلوم الطبية «مستمرة مع العقول العربية الفذة» الساعية إلى الابتكار من أجل الإنسان. وقال في منشور على منصة «إكس» إن الفائز، مدير وحدة أبحاث الغدد الصماء العصبية الحيوية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية، قدّم إسهامات رائدة في فهم كيفية تعامل الجسم مع الدهون وتنظيم مستويات الكوليسترول، مشيراً إلى أنه نشر أكثر من 820 بحثاً علمياً، واستُشهد بأبحاثه أكثر من 71 ألف مرة.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد: «الطب رسالة إنسانية، ومنطقتنا كان لها فضل كبير، على مدى قرون، في تطوير علومه وممارساته وأدواته وأبحاثه»، لافتاً إلى أن جائزة «نوابغ العرب» تعيد «البوصلة إلى مسارها الصحيح» عبر الاحتفاء بما يقدمه الإنسان العربي وإبراز نماذجه قدوة للأجيال.

الدكتور المصري نبيل صيدح

وتُعد من أبرز محطات المسيرة العلمية للدكتور صيدح مساهمته في اكتشاف إنزيم «بي سي إس كيه 9» (PCSK9)، الذي يلعب دوراً محورياً في التحكم بمستويات الكوليسترول في الدم؛ إذ بيّن هذا الاكتشاف أن زيادة نشاط الإنزيم قد تقود إلى ارتفاعات خطرة في الكوليسترول، ما شكّل نقطة تحول أسهمت في تطوير جيل جديد من العلاجات المعروفة باسم «مثبطات بي سي إس كيه 9»، التي تُستخدم على نطاق واسع لخفض الكوليسترول وتقليل مخاطر أمراض القلب.

وإلى جانب أبحاثه في صحة القلب، قدّم صيدح إسهامات علمية في فهم أمراض الكبد الدهني واضطرابات السمنة وانتشار السرطان، إضافة إلى تفسير كيفية دخول بعض الفيروسات إلى الخلايا البشرية، بما فتح مسارات جديدة أمام تطوير علاجات مبتكرة في أكثر من مجال طبي.

وفي السياق ذاته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالدكتور صيدح أبلغه خلاله بفوزه، مشيداً بأبحاثه المتقدمة التي فتحت آفاقاً لتوظيف أحدث التقنيات والبيانات في ابتكار أدوية جديدة وعلاجات تخصصية ترتقي بمستويات الرعاية الصحية.

ويجسد مشروع «نوابغ العرب» مبادرة استراتيجية عربية أطلقها الشيخ محمد بن راشد لتكريم العقول العربية المتميزة في 6 فئات تشمل: الطب، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الطبيعية، والعمارة والتصميم، والاقتصاد، والأدب والفنون، بهدف استئناف مساهمة المنطقة العربية في مسار الحضارة الإنسانية.


طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
TT

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة، ورغم ظهوره القليل فإن الفنان الراحل استطاع ترك بصمة مميزة في عالم الفن من خلال أعماله، وفق نقاد ومتابعين.

وفور إعلان خبر رحيل طارق الأمير، تصدر اسمه «الترند» على موقعي «إكس»، و«غوغل»، الأربعاء، في مصر، وتداول البعض على مواقع «سوشيالية»، لقطات فنية من أعماله، كما ربطوا بين توقيت رحيله، ودراما رحيل الفنانة نيفين مندور التي توفيت قبل أيام، خصوصاً أنهما شاركا معاً في بطولة فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً حينها.

وقبل أيام، تعرّض طارق الأمير لأزمة صحية مفاجئة، مكث على أثرها في أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، ولم تنجح محاولات الأطباء في علاجه.

وشيعت جنازة الفنان الراحل من أحد مساجد القاهرة، ظهر الأربعاء، وسط حضور فني وأسري بارز، لمساندة شقيقته الفنانة لمياء الأمير، كما حضر نجل خاله الفنان أحمد سعيد عبد الغني، والأخير نعاه عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، وكتب: «توفي إلى رحمة الله ابن عمتي الغالي الفنان طارق الأمير»، كما نعى الأمير عدد آخر من الفنانين بحساباتهم على مواقع التواصل، من بينهم، روجينا، ونهال عنبر، ويوسف إسماعيل، بجانب نعي نقابة «المهن التمثيلية»، بمصر.

الفنان الراحل طارق الأمير (حساب الفنان أحمد سعيد عبد الغني على موقع فيسبوك)

وعن موهبة الفنان الراحل طارق الأمير، يقول الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، إن «الفنان الراحل من الألغاز التي رحلت عن عالمنا بلا إجابة»، لافتاً إلى أنه «من الفنانين المبدعين الذين تركوا بصمة مميزة في الكتابة والتمثيل في وقت قليل جداً».

وأضاف عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاركة طارق الأمير في فيلمين من أكثر الأفلام تحقيقاً للمشاهدة، وهما «اللي بالي بالك»، و«عسل إسود»، كان من حسن حظه، رغم مرور أكثر من 20 عاماً على إنتاجهما.

محمد سعد وطارق الأمير في لقطة من فيلم «اللي بالي بالك» (يوتيوب)

وأكد عبد الرحمن أن «طارق الأمير لم يحصل على مساحته بشكل جيد، وغالباً ما يكون الأمر مرتبطاً بعدم رغبته أو قدرته على تسويق نفسه، أو انتمائه لجيل معين، وعندما تراجع هذا الجيل تراجع هو الآخر بالتبعية، ولكن في المجمل، ورغم أعماله القليلة في الكتابة والتمثيل، فإنه كان صاحب موهبة حقيقية».

في السياق، بدأ طارق الأمير مسيرته التمثيلية في تسعينات القرن الماضي، وشارك خلالها في عدد من الأعمال الفنية، وقدم أدواراً مميزة من بينها شخصية «الضابط هاني»، في فيلم «اللي بالي بالك»، مع الفنان محمد سعد، وكذلك شخصية «عبد المنصف»، في فيلم «عسل إسود»، حيث شكل مع الفنان أحمد حلمي «ديو» كوميدي لافت، بجانب مشاركته في أفلام «عوكل»، و«كتكوت»، و«صنع في مصر»، وبعيداً عن التمثيل، كتب طارق الأمير السيناريو لعدد من الأفلام السينمائية، مثل «مطب صناعي»، و«كتكوت»، و«الحب كدة»، وغيرها.