ضمن فعاليات «مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية»، استضافت قاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا المصرية معرضاً للخط العربي للفنان يسري المملوك، تحت عنوان «كوكب الأبجدية»، ضم لوحات متنوعة من مراحل فنية مختلفة، وشهد استخدام العديد من الخامات والأشكال في إبراز جماليات الخط العربي.
المعرض امتد بالتوازي مع مهرجان الموسيقى العربية، خلال الفترة من 16 إلى 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وضم 50 لوحة بخطوط تنوعت بين النسخ والرقعة والثلث والديواني والفارسي والخط السنبلي.

وتشهد أعمال المعرض على مراحل الفنان في مجال الخط والحروفية العربية والنحت والحفر والعمل المركب، وتمثل تلك الأعمال لوحات كلاسيكية بخطوط الثلث والكوفي بأنواعه المتعددة، والخط الديواني وجلِي الديواني والفارسي، والشكستة والمغربي والطغراء وغيرها من الخطوط.
«تعكس لوحات المعرض رحلة ممتدة لأكثر من 40 عاماً، استلهمت خلالها سوراً من القرآن الكريم، أو الحديث الشريف أو الأشعار والحِكَم والأقوال المأثورة، أو تكوينات من الحروف والكلمات ذات الدلالات السامية مثل كلمات: حب، سلام، عشق»، وفق تصريحات يسري المملوك، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «من تلك الأعمال لوحة (3 نقاط 3 أهرامات) بألوان الزيت والأكريليك على القماش المجهز، وتمثل فيها كل نقطة خطية (المربع المائل) شكل الهرم بمنظور عين الطائر، لتعطي بعداً ثالثاً يستدعي في ذاكرتنا عمق الحضارة المصرية القديمة وعظمتها».

يمزج الفنان في لوحاته الحروفية بين جماليات الحروف الكلاسيكية وثراء التشكيل والتصوير وفق المدارس الفنية المعاصرة، ومن الأعمال البارزة في المعرض لوحة من وحي الآية 40 من سورة يس «وكل في فلك يسبحون» 360×210 سنتيمتر التي استغرق تنفيذها 3 أشهر، وفق قوله. موضحاً أنها «تجمع بين قوة التكوين وبلاغة التعبير عن مضمون الآية وتنوع الخطوط العربية في أشكالها وجمالها وأحجامها، واختزال الألوان لتكون بالأبيض والأسود كالليل والنهار، بالإضافة إلى البني والرمادي، ومن جانب آخر تعبر الخطوط المنحنية وأجزاء من الدوائر عن الكواكب».

وفي مجال الحفر والتلوين على الخشب، يضم المعرض لوحة «يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم» وهو الدعاء المصري المعروف بخط الثلث والزخرفة النباتية الإسلامية بمساحة 165×55 سنتيمتر، كما يعرض الفنان عملاً نحتياً «لفظ الجلالة» من الحجر الأبيض والزجاج والموزاييك، وأعمالاً فنية أخرى، مثل بورتريه زيتي لكوكب الشرق أم كلثوم، حيث حرص الفنان على الانتهاء من هذا العمل وعرضه بالمعرض ليتواكب مع الاحتفاء بأم كلثوم في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية.
يقول المملوك: «تناولت في أعمال أخرى أشعاراً من العشق الإلهي، كما عرضت في مقدمة المعرض لوحة بعنوان (خواطر حروفية في تجربتي الفنية) تضمنت 31 بيتاً بشعر الفصحى عن تجربتي الفنية بالخط السنبلي».

تخرج الفنان يسري المملوك في كلية الفنون الجميلة، قسم التصوير، بجامعة الإسكندرية، عام 1982، وحاز العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها تسلم درع المعرض الدولي لفن الخط في لاهور 1999 من رئيس باكستان الأسبق.
وانتُدب المملوك للتدريس بكل من كلية الفنون الجميلة «التي وضع منهج الخط العربي بها» وكلية التربية النوعية بالإسكندرية عدة سنوات، وأقام 20 معرضاً خاصاً، وشارك في أكثر من 190 معرضاً جماعياً في مصر، واليونان، وإيطاليا، وباكستان، والكويت، وتونس، وأوزبكستان، والنمسا، وقطر، وصربيا، والإمارات، والجزائر وألمانيا.




