يُعدّ اليقطين النجم بلا منازع في مهرجان «كلايستوف» الشهير المُقام في مزرعة قرب برلين، فتنتشر أكثر من 100 ألف حبّة يقطين بأشكال وألوان متباينة على امتداد المزرعة ومساراتها المتعرّجة، تمثّل نحو 500 نوع من مختلف أنحاء العالم، وكلٌّ منها يحمل اسمه وبلده الأصلي.
وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ المهرجان، الذي يبعد نحو 56 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة الألمانية، يُقام للعام الـ22 على التوالي، وقد أصبح حدثاً سياحياً بارزاً يجذب ما يصل إلى 12 ألف زائر في عطلات نهاية الأسبوع، وأكثر من 5 آلاف في الأيام العادية.

ويزدان مهرجان هذا العام بـ15 مجسَّماً ضخماً مصنوعاً بالكامل من اليقطين، إلى جانب باقة واسعة من الأطعمة والحلويات، جميعها محضَّرة منه أيضاً. وتُزرع الثمار في حقول المزرعة نفسها، فضلاً عن أنواع تُستورد من مختلف القارات.انطلقت فكرة المهرجان عام 2004، تزامناً مع انتشار تقاليد «الهالوين» الأميركية في ألمانيا. وفي غضون سنوات، بات من المألوف أن يزيّن الألمان حدائقهم باليقطين المنحوت، ويجوب الأطفال الأحياء طلباً للحلوى، ويحتفل الشباب بملابس مرعبة في الحفلات.
تقول أنتجه فينكلمان التي تدير المزرعة العائلية: «كانت فكرة المعرض الأول تدور حول كيفية وصول اليقطين إلى أوروبا، وهو موضوع شيّق؛ إذ جاء من أميركا مع كريستوفر كولومبوس. حينها أعدنا بناء السفينة التي أبحر بها كولومبوس، وسردنا القصة كاملة».

وبعد أكثر من 20 عاماً من المواضيع المتنوّعة، من الرياضة إلى روما القديمة، ومن جبال الألب إلى عوالم النجوم والكواكب، قرَّر المنظّمون أن يكون موضوع هذا العام «قوة النساء».
وتوضح فينكلمان: «راجعنا قوائم طويلة من النساء الشهيرات، واخترنا عدداً منهن بناء على سهولة تجسيدهن باليقطين وجاذبية مظهرهنّ الفنّي».
ومن بين الشخصيات التي جُسّدت باليقطين: الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، والبطلة الخيالية السويدية بيبي لونغستوكينغ، وملكة مصر القديمة كليوباترا؛ وجميعهن مجسّدات بألوان اليقطين الزاهية.
وتضيف فينكلمان: «أدركنا أننا أمام كمّ هائل من النساء المدهشات في التاريخ والحاضر».

في أحد الأيام، تجوّلت العائلات بين المجسّمات المدهشة: مارج سمبسون بشعرها المصنوع من عشرات حبّات اليقطين البنّي وفستانها من اليقطين البرتقالي الصغير، وإلسا بطلة فيلم «فروزن» بفستان من يقطين أصفر باهت، وبيرتا بنز، رائدة صناعة السيارات الألمانية، جالسة على أول طراز من سيارات «مرسيدس» المزيّنة بعجلات من اليقطين.
الزائرة غيزينه شتروبرت، التي جاءت من مدينة فيتنبرغ مع ابنتها الصغيرة، قالت إنها استلهمت وصفات جديدة لطهو اليقطين في منزلها، مضيفةً: «الأمر مذهل فعلاً».
ويعرض المهرجان نحو 30 نوعاً مختلفاً من اليقطين للأكل والزينة، إلى جانب أطباق مُبتَكرة أبرزها اليقطين المحشو، والدجاج بصلصة اليقطين، وحلوى اليقطين، وكعكة اليقطين... وتختم فينكلمان مبتسمة: «اليقطين هو نجم قائمتنا بلا منازع».







