استنفار فرنسي بعد أكبر عملية سطو على «اللوفر»

لصوص سرقوا في 7 دقائق مجوهرات «لا تُقدّر بثمن»

أفراد الشرطة الفرنسية بجانب رافعة الأثاث المستخدمة في عملية السطو (أ.ف.ب)
أفراد الشرطة الفرنسية بجانب رافعة الأثاث المستخدمة في عملية السطو (أ.ف.ب)
TT

استنفار فرنسي بعد أكبر عملية سطو على «اللوفر»

أفراد الشرطة الفرنسية بجانب رافعة الأثاث المستخدمة في عملية السطو (أ.ف.ب)
أفراد الشرطة الفرنسية بجانب رافعة الأثاث المستخدمة في عملية السطو (أ.ف.ب)

شهدت الشرطة والأجهزة الأمنية في فرنسا استنفاراً كبيراً بعد أن أغلق «متحف اللوفر» في باريس، أكبر متاحف العالم، أمس، أبوابه أمام الزوار في أعقاب تعرضه لأكبر عملية سطو سُرقت خلالها قطع ثمينة، من بينها تاج يعود للإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، لكن اللصوص تركوه أثناء فرارهم بجوار المتحف.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، وقعت عملية السطو، ما بين الساعة 9:30 و9:40 صباحاً، ويجري حالياً تقييم قيمة المسروقات.

من جانبه، قال وزير الداخلية الفرنسي، لوران نونيز، إن المجوهرات التي سُرقت «لا تُقدّر بثمن». وأوضح أن اللصوص الثلاثة أو الأربعة نفّذوا عملية السطو خلال 7 دقائق، مشيراً إلى أنهم دخلوا المتحف من الخارج باستخدام رافعة وُضعت على ظهر شاحنة لدخول «قاعة أبولو»، حيث ركزوا جهودهم على خزانتين للعرض.

واستخدم اللصوص مناشير كهربائية، وفق مصدر أمني.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق حقق ريتشارد ديفيز وفاي ستيفنسون-ديفيز فوزهما الكبير الثاني في سحب اليانصيب في نوفمبر (وكالة الأنباء البريطانية)

زوجان بريطانيان يفوزان بجائزة يانصيب بمليون إسترليني للمرة الثانية

حقق زوجان محظوظان فوزاً غير مسبوق بجائزة مليون جنيه إسترليني في اليانصيب في بريطانيا - للمرة الثانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الخبز أكثر من طعام... لغة انتماء (أ.ب)

وَصْف الخبز المكسيكي بـ«القبيح» يُفجّر جدلاً على وسائل التواصل

أثار انتقاد صريح وجَّهه خباز بريطاني للخبز المكسيكي موجة واسعة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، انتهت باعتذار علني.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
يوميات الشرق صدفة تُغيّر المصير (إنستغرام)

ألماسة نادرة تُبدّل حياة صديقَيْن في الهند

في صباح شتوي حديث بمنطقة بانا، إحدى مناطق تعدين الألماس وسط الهند، حقَّق صديقان منذ الطفولة اكتشافاً يعتقدان أنه قد يُغيّر حياتهما إلى الأبد...

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق «جوراسيك بارك» يعود بصيغة علمية (جامعة فلوريدا)

بعوض فلوريدا يستعيد مشهداً من «جوراسيك بارك» لكن بلا ديناصورات

اليوم، يقول باحثون في ولاية فلوريدا إنهم أنجزوا أمراً مُشابهاً لما حدث في فيلم «حديقة الديناصورات» (جوراسيك بارك) الشهير الذي عُرض عام 1993...

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)

650 ألف زائر يرسخ مكانة معرض جدة للكتاب كمنصة ثقافية إقليمية

طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)
طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)
TT

650 ألف زائر يرسخ مكانة معرض جدة للكتاب كمنصة ثقافية إقليمية

طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)
طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)

مع رحيل آخر أيام معرض جدة للكتاب، يطرح المشهد الثقافي جملةً من الأسئلة حول المعرض وترسيخ مكانته كأحد أبرز الفعاليات الثقافية في المملكة، وهل تجاوز حدود التنظيم إلى صناعة أثرٍ معرفي واقتصادي مستدام، ويبدو أن جميع هذه الأسئلة وجدت إجاباتها لدى الباحثين والمهتمين طيلة أيام المعرض التي تجاوزت 10 أيام.

هذه الإجابات تبرز في حراك هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، التي تعمل وفق الاستراتيجية الوطنية المنبثقة من «رؤية المملكة 2030»، والتي تولي الثقافة اهتماماً خاصاً، وتهدف إلى رفع إسهام القطاعات الثقافية في الناتج القومي الوطني إلى 3 في المائة من الناتج الإجمالي، وهو ما ينعكس بوضوح على طبيعة البرامج والمبادرات التي تقدمها الهيئة ضمن هذا الإطار.

شهد آخر أيام المعرض تدفقاً كبيراً من الزوار ليسجل حالة ثقافية فريدة في جدة (الشرق الأوسط)

ويتجلى هذا العمل للهيئة في ديمومة المعارض الثقافية وانعكاس ذلك على مختلف المسارات، في سعيها الدائم إلى تطوير الأنظمة المساندة وعدد من السياسات التي تُمكن الناشرين والمستفيدين من تطوير أعمالهم والوصول إلى أكبر شريحة وفق الخيارات المتاحة، خاصة فيما يتعلق بالدعم وتمكين المطابع العاملة في السعودية من التوسع داخل المدينة وخارجها.

البحث عن مضامين الكتب كان من أبرز عمليات الشراء في المعرض (الشرق الأوسط)

وبالعودة لمعرض جدة للكتاب، كونه إحدى الاستراتيجيات التي تعول عليها الهيئة في دفع عجلة الثقافة والأدب، تبرز أرقام النسخة الحالية للمعرض التي أعلنتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، اليوم (الأحد)، بوصفها المؤشر الأول على حجم التحول الذي يشهده قطاع النشر والمعارض الثقافية في السعودية؛ ما يجعل المعرض «أثراً معرفياً واقتصادياً» مستداماً.

فعلى مستوى الحضور والتوسع في معرض جدة لهذا العام، أعلنت الهيئة أن المعرض نجح في استقطاب أكثر من 650 ألف زائر خلال 10 أيام، وهو رقم مميز لفترة محدودة، ويبدو وفقاً لمختصين، أن هذه الكثافة تعود لعوامل عدة في مقدمتها التواجد الكبير لدور النشر، الذي تجاوز 1000 دار نشر ووكالة محلية وعربية ودولية من 24 دولة، توزعت على أكثر من 400 جناح.

هذا العدد من الدور أفرز ما يقرب من 195 ألف عنوان، في دلالة واضحة على اتساع السوق القرائية، وارتفاع الطلب على المحتوى المعرفي المتنوع، إلى جانب ما شهده المعرض من توقيع عدد من الاتفاقيات الثقافية والمهنية بين جهات نشر محلية ودولية، عكست تحول المعرض إلى مساحة لعقد الشراكات وتوسيع فرص الاستثمار في صناعة الكتاب.

وعلى مستوى المحتوى والبرامج الثقافية، تجاوز عدد الفعاليات 176 فعالية، شملت ندوات فكرية، وورش عمل، وجلسات حوارية، راعت مختلف الفئات العمرية والاهتمامات، وأسهمت في تحويل المعرض من مساحة بيع وشراء إلى منصة نقاش وإنتاج معرفي، مدعومة بتطوير الأنظمة المساندة، وإقرار عدد من السياسات التي تمكّن الناشرين والمستفيدين من تطوير أعمالهم، بما يعزز استدامة القطاع ويرفع من كفاءته التشغيلية.

195 ألف عنوان كان أحد العوامل التي استقطبت الزوار (الشرق الأوسط)

وهنا أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، الدكتور عبد اللطيف الواصل، أن المعرض جسّد ملامح الرؤية الثقافية المتجددة للمملكة، وشكل محطة مهمة في مسار تطوير صناعة النشر وتعزيز الوعي المعرفي لدى المجتمع، لافتاً إلى أن التوسع هذا العام جاء مصحوباً بتحسينات نوعية في تجربة الزائر والبنية التنظيمية، إضافة إلى إطلاق مبادرات نوعية لتمكين دور النشر من توسيع نطاق وصول كتبها إلى القارئ، من بينها مبادرة إتاحة بيع الكتب في عدد من منافذ البيع غير التقليدية، مثل «السوبر ماركت» والصيدليات وعدد من المحلات، بما يسهم في كسر الحواجز بين الكتاب والجمهور اليومي.

وضمن جولة «الشرق الأوسط» في معرض جدة للكتاب، رُصِد داخل أروقة المعرض تفاعل لافت في مختلف مساراته، بدءاً من الإقبال الكثيف على شراء الكتب، ومروراً بالحضور المتنامي للفعاليات الثقافية المصاحبة، ووصولاً إلى حركة التوقيع والنقاشات الفكرية التي عكست حيوية المشهد الثقافي وتنوع اهتماماته.

فتح معرض جدة في نسخته الحالية شهية القراء بشكل لافت (الشرق الأوسط)

كما أظهرت الجولة الميدانية داخل المعرض تنامي حضور العائلات والشباب، وتزايد الطلب على الإصدارات الجديدة، لا سيما في مجالات الأدب، والفكر، وكتب الأطفال، في مؤشر على اتساع القاعدة القرائية، وتحول المعرض إلى وجهة ثقافية جامعة ضمن المشهد الإقليمي.

ومن بين أبرز النجاحات، تعزيز حضور المحتوى السعودي عبر مبادرات متعددة، من بينها منطقة الكتب المخفضة، ومنصة توقيع الكتب التي شهدت تدشين إصدارات جديدة لعدد من الكتاب السعوديين، إلى جانب مشاركة جهات حكومية وهيئات ثقافية استعرضت مشاريعها ومبادراتها، وأسهمت في إبراز الحراك المؤسسي الداعم للثقافة محلياً.

طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)

وسجلت نسخة هذا العام إضافة نوعية بإدراج عروض للأفلام السعودية ضمن البرنامج الثقافي، من بينها أعمال عُرضت للمرة الأولى أمام الجمهور، في خطوة ربطت بين الكتاب والسينما، ودعمت السرد البصري المحلي، ووسعت من مفهوم الفعل الثقافي داخل المعرض، بوصفه منصة جامعة لمختلف أشكال التعبير الإبداعي.

كما أسهم التوظيف المكثف للتقنيات الرقمية من التذاكر الإلكترونية إلى الخرائط التفاعلية في رفع كفاءة التنظيم، وتحسين جودة تجربة الزائر، وسهولة الوصول إلى الفعاليات والخدمات، بما يعكس نضج التجربة التنظيمية وتراكم الخبرات، لنجد الإجابة في كل خطوة داخل أروقة المعرض.

ويأتي هذا النجاح امتداداً لمسار تراكمي تقوده هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن استراتيجيتها 2020-2025، الهادفة إلى تمكين صناعة النشر، ورفع مستوى الوعي الثقافي، والإسهام في تحسين جودة الحياة، ودعم الاقتصاد الوطني عبر الثقافة، بما يرسخ مكانة معرض جدة للكتاب كمنصة ثقافية ذات أثر يتجاوز الزمن والمكان.


«فلمّا أفَلَت»... حين تدخل الرواية السعودية إلى فضاء السؤال الفكري

الكاتبة خيرية المغربي مع إصداراتها الأدبية (الشرق الأوسط)
الكاتبة خيرية المغربي مع إصداراتها الأدبية (الشرق الأوسط)
TT

«فلمّا أفَلَت»... حين تدخل الرواية السعودية إلى فضاء السؤال الفكري

الكاتبة خيرية المغربي مع إصداراتها الأدبية (الشرق الأوسط)
الكاتبة خيرية المغربي مع إصداراتها الأدبية (الشرق الأوسط)

في مشهد ثقافي سعودي يتسع للأسئلة بقدر ما يحتفي بالحكايات، تبرز أعمال روائية لم تَعُد تكتفي برصد التحولات الاجتماعية بل تمضي أبعد من ذلك، نحو مساءلة الفكر، والوجود، والعلاقة المعقدة بين الإنسان وما يُحيط به.

وفي هذا السياق، تواصل الكاتبة السعودية خيرية المغربي ترسيخ حضورها في المشهد الأدبي عبر مشروع سردي متنوّع، يتنقل بين الاجتماعي والإنساني والفكري، مستنداً إلى وقائع حقيقية وأسئلة معاصرة، وباحثاً عن موقع للرواية بوصفها أداة وعي، لا مجرد وسيلة سرد.

تنطلق أحدث روايات خيرية المغربي، «فلمّا أفَلَت»، من لحظة تأمل فلسفي عميق، مستلهمةً مقولة النبي إبراهيم عليه السلام في بحثه عن الحقيقة. ولا تُقدّم الرواية حكاية تقليدية ذات خط سردي واحد، بل تبني عالمها على شخصية مفكّر، يقف في مواجهة الظواهر الكونية المحيطة به، محاولاً تفسيرها تفسيراً علمياً بحتاً، قبل أن يصطدم بحدود هذا التفسير، فيبدأ رحلة بحث جديدة، تستدعي النص القرآني والسنّة، وتفتح باباً واسعاً للنقاش والحوار.

تتناول الرواية قضايا تشغل الجدل الفكري المعاصر، من طبيعة الأرض وحركتها، إلى تعاقب الليل والنهار، وعلاقة الشمس والقمر بالزمن، وحجم الأرض قياساً بالسماء، وذلك في محاولة لربط الدلالات العلمية بالمرجعيات الدينية، ضمن قالب روائي يقوم على الحوار والمساءلة، لا على الإجابة الجاهزة. هذا الطرح غير المألوف في الرواية العربية منح العمل صدىً لافتاً، وفتح نقاشات واسعة حول حدود الرواية ووظيفتها في زمن تتداخل فيه المعرفة مع الإيمان.

لا تأتي «فلما أفَلَت» بوصفها خروجاً مفاجئاً عن مسار الكاتبة، بل هي امتداد طبيعي لتجربة بدأت بالرواية الاجتماعية، حين واكبت أعمالها الأولى مرحلة تمكين المرأة في المملكة، وقدّمت سرداً بانورامياً لحياة مجموعة من الصديقات في الرياض بعد التخرج الجامعي، مستندة إلى 9 حكايات متقاطعة، عكست قضايا واقعية من حياة النساء السعوديات. هذا العمل فرض حضوره محلياً وخارجياً، ووصل إلى مكتبة الكونغرس الأميركي، وأكثر من 13 جامعة عالمية للإعارة باللغة العربية، دون ترجمة.

وفي روايتها «بين وجس وهجس»، انتقلت خيرية المغربي إلى معالجة إنسانية أكثر كثافة، عبر سرد مزدوج على لسان أخ وأخت، في قصة مستوحاة من واقعة حقيقية لشاب تورّط في جريمة غير مقصودة. الرواية تطرح أسئلة حول الخطأ والنية والذنب، وكيف تتعامل الأسرة مع تبعات أزمة قانونية ونفسية واجتماعية، وهو ما يُفسّر وصولها إلى 7 جامعات عالمية.

وإلى جانب الرواية، تعمل خيرية المغربي وكيلة أدبية معتمدة من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتُسهم في مشروعات جماعية تهدف إلى بناء المشهد الثقافي، من بينها مجموعة قصصية قصيرة شارك فيها 11 كاتباً، استلهمت أحداثها من وقائع واقعية وخيالية مرتبطة بمونديال قطر، في تجربة تؤكد إيمانها بالعمل الثقافي الجماعي.

وتعود علاقة خيرية المغربي بالكتابة إلى سنوات مبكرة، من القصيدة والمقال في مراحل الدراسة، إلى تأسيس نادٍ قرائي منزلي في سن صغيرة، وهي ترى أن الكاتب يُكتشف منذ الطفولة عبر كثرة الأسئلة، والخيال، وعدم الاكتفاء بالإجابات الجاهزة، وهي السمات التي تتجلّى بوضوح في أعمالها الأخيرة.

بهذا التنوّع في الطرح، تواصل خيرية المغربي تقديم مشروع روائي يراهن على السؤال بوصفه مدخلاً للفهم، وعلى الرواية بوصفها مساحة للتفكير، لا مجرد انعكاس للواقع.


ويليام وجورج... لمسة ملكية تضيء وجوه المشردين في لندن

الأمير جورج يساعد في إعداد فطائر يوركشير للمشردين (حساب أمير وأميرة ويلز على منصة «إكس»)
الأمير جورج يساعد في إعداد فطائر يوركشير للمشردين (حساب أمير وأميرة ويلز على منصة «إكس»)
TT

ويليام وجورج... لمسة ملكية تضيء وجوه المشردين في لندن

الأمير جورج يساعد في إعداد فطائر يوركشير للمشردين (حساب أمير وأميرة ويلز على منصة «إكس»)
الأمير جورج يساعد في إعداد فطائر يوركشير للمشردين (حساب أمير وأميرة ويلز على منصة «إكس»)

في مشهد ينطوي على دلالات إنسانية ورمزية، اصطحب أمير ويلز، الأمير ويليام، نجله الأكبر الأمير جورج، البالغ من العمر 12 عاماً، للمشاركة في إعداد وجبة طعام داخل أحد ملاجئ المشردين، في خطوة هدفت إلى تعريفه بقضية التشرد، وتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها المنظمات المعنية لمكافحتها.

واختار الأمير ويليام لهذه الزيارة مؤسسة خيرية ذات ارتباط شخصي عميق بالنسبة إليه، هي «ذا باساج» (The Passage) في حي وستمنستر، وهي المؤسسة نفسها التي كانت والدته الراحلة، الأميرة ديانا، أميرة ويلز، قد اصطحبته إليها عندما كان طفلاً.

وجاءت هذه الخطوة وفق «بي بي سي»، الأسبوع الماضي، في مشهد رمزي يعكس انتقال هذه التجربة الإنسانية من الأمير ويليام إلى نجله الأمير جورج، الذي شارك في إعداد وجبة الغداء للأشخاص الذين تقدم لهم المؤسسة الدعم، علماً بأنها تعمل مع المشردين في وسط لندن.

ويليام يصطحب نجله جورج (12 عاماً) لإعداد وجبة في ملجأ للمشردين (حساب أمير وأميرة ويلز على منصة «إكس»)

ووقّع الأمير جورج في سجل الزوار على الصفحة نفسها التي حملت توقيع والده الأمير ويليام وجدته الأميرة ديانا في ديسمبر (كانون الأول) 1993.

وقال ميك كلارك، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «ذا باساج»، إن الأمير جورج حضر في وقت كانت فيه المؤسسة تستعد لإعداد وجبة عيد الميلاد لـ150 شخصاً. وأضاف: «كان جوهر الأمر يتمثل في السؤال: هل أنت مستعد لشمر ساعديك والانخراط في العمل؟ وقد كان كذلك بالفعل». وتابع: «إنه يشبه والده كثيراً في هذا الجانب؛ فقد أبدى حماساً واضحاً للمشاركة والمساعدة».

ووصف كلارك الأمير جورج بأنه «طفل لطيف»، مشيراً إلى أنه بدا مهتماً للغاية بالعمل الذي تقوم به المؤسسة، ولا سيما بالتحدث مع الأشخاص الذين استفادوا من خدماتها.

وشهدت عملية إعداد الطعام قدراً من التنافس الودي بين الأب والابن. وقال كلارك: «كان ويليام يتولى تحضير كرنب بروكسل تمهيداً لوضعه في جهاز التبخير، بينما كان الأمير جورج يساعد في إعداد فطائر يوركشير».

الأميرة ديانا تصطحب الأمير ويليام إلى «ذا باساج» عام 1993 (حساب أمير وأميرة ويلز على منصة «إكس»)

ووصف كلارك لحظة توقيع الأمير جورج في السجل إلى جانب اسم الأميرة ديانا بأنها «لحظة جميلة ومؤثرة»، مضيفاً: «لا سيما عندما أشار الأمير ويليام إلى جورج قائلاً: هذا توقيع والدتي، وهذه كانت المرة الأولى التي اصطحبتني فيها إلى هنا». وأضاف: «كان الأمر أشبه بدائرة اكتملت، من عام 1993 إلى عام 2025، مع ويليام وهو يصطحب جورج».

وأشار رئيس المؤسسة الخيرية إلى أن أسرة الأمير جورج تسعى، على ما يبدو، إلى تعريف أبنائها بالحياة خارج أسوار القصر، وإبراز أهمية أن يحظى الأكثر ضعفاً في المجتمع بالدعم والرعاية.

وجاءت زيارة ملجأ المشردين في اليوم نفسه الذي شهد إقامة مأدبة غداء عيد الميلاد السنوية للعائلة المالكة في قصر باكنغهام، في مفارقة لافتة بين عالمين متباينين.

الأمير ويليام هو من الداعمين لمؤسسة «ذا باساج» منذ أن اصطحبته والدته إليها وهو في الحادية عشرة من عمره، إذ كانت الأميرة ديانا تحرص على زيارتها بانتظام، سواء في مناسبات عامة أو خلال زيارات خاصة.

ويقود ويليام حالياً حملته الخاصة لمكافحة التشرد تحت اسم «هومواردز» (Homewards)، وقد وصف تجربته المبكرة في زيارة «ذا باساج» بأنها مصدر إلهام رئيسي له.

واستعاد الأمير ويليام ذكرياته عن زيارته الأولى مع والدته، قائلاً في مقابلة أُجريت معه العام الماضي إنه كان يشعر بالقلق في البداية، لكنه فوجئ بأجواء من الدفء والسعادة. وتابع: «كانت والدتي تتصرَّف بطريقتها المعتادة، تجعل الجميع يشعرون بالراحة، وتضحك وتمزح معهم». وأضاف: «كنت أظن آنذاك أنه إذا لم يكن لدى الناس منزل، فلا بد أنهم جميعاً حزينون، لكن كان من المدهش مقدار السعادة التي كانت تسود المكان».

وتستمد مؤسسة «ذا باساج» نهجها من أفكار المصلح الاجتماعي القديس ڤنسان دي پول، وتعمل في حي وستمنستر منذ عام 1980. وخلال العام الماضي، قدّمت المؤسسة الدعم لأكثر من 3 آلاف شخص كانوا يواجهون خطر التشرد.

وتؤكد المؤسسة أن الفقر هو أحد الأسباب الرئيسية للتشرد، مشيرة إلى أن «كثيرين لا يفصلهم عن فقدان المأوى سوى فاتورة واحدة». كما تُحذِّر من عوامل خطورة أخرى، من بينها الإدمان وتعاطي المواد المخدرة، ومشكلات الصحة النفسية، والعنف الأسري، والصدمات التي تتعرَّض لها العائلات. ولفتت أيضاً إلى وجود صِلات بين التشرد واستغلال بعض الأشخاص ضمن شبكات الاتجار بالبشر والعبودية الحديثة.