مسلسل «سلمى»... ثنائيات تمثيلية تستحقّ التقدير

تفوّق على نسخته التركية «امرأة» بنكهته اللبنانية

مسلسل «سلمى» يتفوّق على نسخته التركية بنكهته اللبنانية (فيسبوك)
مسلسل «سلمى» يتفوّق على نسخته التركية بنكهته اللبنانية (فيسبوك)
TT

مسلسل «سلمى»... ثنائيات تمثيلية تستحقّ التقدير

مسلسل «سلمى» يتفوّق على نسخته التركية بنكهته اللبنانية (فيسبوك)
مسلسل «سلمى» يتفوّق على نسخته التركية بنكهته اللبنانية (فيسبوك)

يُبدي اللبنانيون تعاطفاً ملحوظاً مع أبطال مسلسل «سلمى». يتحدّثون عنهم في لقاءاتهم اليومية، ويقيّمون أداءهم في منشورات عبر مواقع التواصل، كما يختارون من حلقاته مَشاهد حماسية ويتبادلونها بينهم للتعبير عن إعجابهم بهذا العمل الذي يُعد من الأعمال الدرامية المُعرّبة الرائجة مؤخراً. وبنسخته العربية، وعبر عملية «كاستينغ» دقيقة، استطاع أن يتفوّق على نسخته التركية «امرأة».

هذه الألفة التي وُلدت بين الممثلين والمُشاهد العربي قد تعود إلى معرفته السابقة بهم من خلال مسلسلات شاركوا فيها سابقاً. فتقلا شمعون التي تجسّد شخصية «هويدا»، والدة «سلمى» و«ميرنا»، خاضت تجربة مماثلة وناجحة في «عروس بيروت». وكذلك الأمر بالنسبة لمرام علي وستيفاني عطا الله، فقد سبق أن تعرّف إليهما المشاهد في العملَيْن المعرّبَيْن «الخائن» و«كريستال».

نقولا دانيال ونانسي خوري في أداء مُتقن (فيسبوك)

يتناول المسلسل، الذي يُعرض على منصة «شاهد»، قصة «سلمى» الأم الشابة التي تواجه الحياة بمفردها بعد اختفاء زوجها «جلال» (نيقولا معوّض) في ظروف غامضة، فتجد نفسها مضطرة لتربية طفلَيْها وسط الفقر والصدمات والوحدة، وتشكل رحلتها نموذجاً إنسانياً لمعاناة الأمهات العربيات اللواتي يُواجهن قسوة الحياة بثبات.

أما العناصر الفنّية المستجدّة على العمل من خلال ممثليه، فتقتصر على نقولا دانيال وطوني عيسى. ويمكن القول إنّ أداءهما المُحترف وإطلالتهما الأولى في عمل معرّب تركا أثرهما الإيجابي لدى الجمهور، وأسهما في تزويد العمل بوجهَيْن لبنانيَيْن اشتاق المُشاهد إلى حضورهما الدرامي.

مرام علي... دور ضخم ومختلف في «سلمى» (فيسبوك)

يتقمّص نقولا دانيال شخصية الأب العادل في قراراته وفي إعطاء كل صاحب حقّ حقّه. يُمسك العصا من وسطها أحياناً ولا يتوانى عن رفعها في وجه مَن يرتكب الخطأ. وقد صرّح في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأنه سعيد بهذه التجربة الجديدة في مسيرته التمثيلية.

أما طوني عيسى، فاشتاق المُشاهد العربي إلى متابعته في عمل مماثل ضمن مساحة كبيرة يستحقها. فالعمل يتألّف من 90 حلقة، وشخصية «عادل» التي يؤدّيها سترافق أحداث المسلسل حتى نهايته. واستطاع في أدائه رَسْم صورة الرجل الرومانسي والعاطفي في آن، فخرج من جلباب أدواره السابقة، كما في «2024» و«النار بالنار»، مؤكداً أنه ممثل تليق به أدوار الشرّ كما أدوار الحبّ. وقد ذكّرنا بدوره في «عشق النساء» الذي جسَّد فيه شخصية البروفسور «أحمد» الرومانسي والحكيم.

تقلا شمعون... أداء محترف وحضور أخّاذ (فيسبوك)

عندما يُفنّد اللبنانيون، وحتى النقاد هذا المسلسل، تستوقفهم مَشاهد أساسية (ماستر سين) تترك أثرها البصري والعاطفي، كما في المشهد الذي جمع تقلا شمعون وستيفاني عطا الله، وآخر بينها وبين مرام علي.

المشهد الأول تضمَّن مواجهة حادة بين الأم وابنتها انتهت بصفعة من الأولى على وجه الثانية، وتماهى معه المُشاهد إلى حدّ دعمهم لهذا الكفّ الذي استحقّته «ميرنا» وفق تسلسل القصة. أما المشهد الثاني، فحين تكشف «سلمى» عن مرضها المنتشر على جسدها بمثابة ردّ على قسوة والدتها التي طلبت منها الرحيل، فواجهتها «سلمى» بحجم الظلم الذي تمارسه عليها.

وفي الحديث عن الثنائيات، لا بدَّ من التنويه بالثنائية التي تجمع بين عملاقَيْن في التمثيل، نقولا دانيال وتقلا شمعون، إذ يُجسّدان شخصيتَي الأب والأم المتناقضَيْن ظاهرياً في إظهار عاطفتهما تجاه بناتهما، فيما الحقيقة تحمل حباً دافئاً في العمق. وتُشكل هذه الثنائية أحد أعمدة المسلسل الأساسية، فهما يملكان خبرة تمثيلية مُتراكمة تمكّنهما من ممارسة «لعبة التمثيل» بكلّ تفاصيلها، بعفوية وإدراك وبراعة في استخدام النظرات والحركات الانفعالية.

أما الثنائية الثانية والمتناغمة، فهي التي تجمع بين طوني عيسى ومرام علي، إذ يتبادلان كرة التمثيل بمهارة وجدّية، ويُحمّسان المُشاهد على انتظار الحلقات التي تجمعهما لِما تحمله من حنين إلى زمن الحبّ الحقيقي. كما لا يمكن إغفال أداء الطفلين روسيل الإبراهيم (جولي) وأحمد جاويش (شادي)، اللذين يقدّمان دوري الأخ والأخت بعفوية وبراعة نادرتَيْن نفتقدهما في «كاستينغ» الدراما العربية عموماً.

ورغم الحلقات القليلة التي يظهر فيها كلّ من نيقولا معوّض ونتاشا شوفاني، فإنهما يليقان بدورَي الزوجَيْن، إذ يتمتعان بحضور هادئ وأداء انسيابي.

ستيفاني عطا الله تؤدّي دورها الشرير ببراعة (فيسبوك)

أما ستيفاني عطا الله، فاستحقت الإشادة لتجسيدها شخصية «ميرنا» الشريرة، إذ جعلت المُشاهد يتابعها بشغف رغم قسوة الدور، مُستخدمة لغة جسد متمكّنة تفيض بالانفعال، فنجحت في إثارة الكراهية نحو الشخصية بإعجاب فنّي في الوقت عينه.

وتُقدّم مرام علي في شخصية «سلمى» محطّة بارزة في مسيرتها؛ وصفتها بأنها الأضخم والأكثر تميّزاً في مشوارها لِما تحمله من مشاعر قوية ورسائل تُعزّز دور المرأة في المجتمع.

الطفلان شادي وجولي... موهبتان تمثيليتان لافتتان (فيسبوك)

وصل المسلسل اليوم إلى منتصف طريقه، إذ تبقى نحو 50 حلقة لانتهائه، ولا يزال يشغل المُشاهد اللبناني والعربي، ويضعهما في حيرة من أمرهما لعدم تمكّنهما من تحديد «الأفضل» بين أبطاله، فالجميع فيه أبطال مُطلقون. وتُعدّ نانسي خوري في شخصية «هيفا» الحصان الرابح في العمل، إذ يُسمّيها البعض «حلوى المسلسل» و«فاكهته» نظراً إلى أدائها الغني وموهبتها الفذّة.

كل ذلك يسهم في تحقيق «سلمى» أعلى نسب مشاهدة منذ نحو شهرين حتى اليوم، وبشهادة عشّاق الدراما التركية، فقد تفوّق تماماً على نسخته الأصلية «امرأة».


مقالات ذات صلة

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

يوميات الشرق طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة هند رستم وابنتها بسنت رضا (خاص لـ«الشرق الأوسط»)

«هنومة»... مسلسل عن هند رستم يجدد أزمات دراما السيرة الذاتية

جدد الحديث عن صناعة عمل فني يتناول سيرة الفنانة المصرية الراحلة هند رستم بعنوان «هنومة»، أزمات دراما «السير الذاتية».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من كواليس التصوير (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)

«ميد تيرم»... حكايات طلابية في زمن الخصوصية الهشّة

يقدّم مسلسل «ميد تيرم» معالجة درامية تنطلق من الحياة اليومية داخل الجامعة بوصفها مساحة تتكثف فيها الأسئلة والضغوط والتجارب الأولى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

تعود خيرية نظمي إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

صدم خبرُ وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاماً الوسطَ الفني. ونعى وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، الراحلة، مؤكداً أنَّها «أسهمت بأعمالها المتنوعة.

أحمد عدلي (القاهرة)

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
TT

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)

تصدر خبر طلاق الإعلامي عمرو أديب والإعلامية لميس الحديدي «التريند» في مصر بعد وقت قصير من إعلان الخبر، وتأكيده عبر وسائل إعلام محلية عقب أسابيع من الشائعات.

جاء الطلاق الرسمي، بعد زواج استمر أكثر من 25 عاماً في هدوء وبناءً على طلب الإعلامية لميس الحديدي، وفق مصادر مقرَّبة لها تحدثت لـ«الشرق الوسط». فيما لم يسجل الثنائي أي تعليقات بحساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي رغم انخراطهما في النقاشات العامة بشكل مستمر.

ويطل الثنائي على الشاشة من خلال برنامجي «توك شو»؛ إذ تظهر لميس الحديدي عبر قناة «النهار» من خلال برنامج «الصورة»، فيما يطل عمرو أديب من خلال برنامج «الحكاية» عبر قناة «إم بي سي مصر»، ويوجد البرنامجان ضمن قوائم الأعلى مشاهدة عادةً بين برامج «التوك شو» وفق استطلاعات الرأي.

وتصدر اسم عمرو أديب ولميس الحديدي بشكل منفصل منصة «إكس» في مصر فور إعلان الخبر مع تدوينات عدة مرتبطة بالطلاق جرى إعادة نشرها.

جاء إعلان الانفصال لوسائل الإعلام بعد أسابيع من الشائعات التي لاحقت علاقة الثنائي، وتردد أنها شهدت توترات وشائعات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهلها الثنائي بشكل كامل ولم يتم التعليق عليها.

نشأت قصة الحب بين الثنائي الإعلامي عمرو أديب ولميس الحديدي خلال عملهما في الصحافة في تسعينات القرن الماضي معاً، بعد انفصال عمرو أديب عن زوجته الأولى، وفق أحاديث أدلى بها الثنائي في لقاءات سابقة، فيما كانت نقطة الخلاف الوحيدة المعلنة بينهما مرتبطة بالتشجيع الكروي، حيث يُعرف عمرو أديب بتشجيع نادي الزمالك بينما تشجع لميس الحديدي النادي الأهلي.

وتحدثت لميس الحديدي عن رغبة عمرو أديب في الارتباط به عدة مرات قبل إعلان الزواج وقيامه بإبعاد كل من يحاول الارتباط بها قبل زواجهما رسمياً.

وعَدّ الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي، التزام الثنائي الصمت عبر مواقع التواصل لأسباب عدة «من بينها شهرتهما على نطاق واسع ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، بالإضافة إلى سابقة تناول الثنائي العديد من الأخبار المماثلة عن الانفصال في برامجهما».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «أخبار زيجات وانفصال المشاهير عادةً ما تكتسب زخماً (سوشيالياً) وتلقى رواجاً وتفاعلاً فور الإعلان عنها لكن استمرار الأمر يختلف من شخص لآخر»، لافتاً إلى أن أولى حلقات الثنائي الإعلامي في برنامجيهما ستكون محل متابعة مكثفة أيضاً وسيكون لها بروز على مواقع التواصل سواء تم التطرق إلى الأمر أم لا منهما.

كان آخر ظهور للثنائي عمرو أديب ولميس الحديدي في خطوبة نجلهما الوحيد عمر التي أُقيمت الشهر الماضي في أجواء عائلية واقتصر الحضور بها على والدَي العروسين.


صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
TT

صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)

يواصل الفنان والشاعر صلاح جاهين مهمته في رسم «ضحكة مصر» رغم مرور نحو 40 عاماً على رحيله، حيث استضاف المسرح القومي (وسط القاهرة) عرض حكي وغناء، الأربعاء، متضمناً فقرات عدة تستعيد أغنيات وأفلام وأعمال الفنان الراحل.

الاحتفالية، التي نظمها «المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية» بمناسبة ذكرى ميلاد جاهين، اعتمدت على أسلوب الحكي المسرحي، متضمنة فقرات غنائية على خلفية أعماله، من بينها أوبريت «الليلة الكبيرة»، وأفلام «شفيقة ومتولي»، و«صغيرة على الحب»، و«خلي بالك من زوزو»، إلى جانب الرباعيات الشهيرة.

ويعدّ صلاح جاهين (1930 - 1986) أحد أبرز الشعراء ورسامي الكاريكاتير في مصر، وتغنى بأشعاره الكثير من الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وسعاد حسني وسيد مكاوي وعلي الحجار، كما اشتهر برسم الكاريكاتير الساخر في مجلة «صباح الخير»، وفي صحيفة «الأهرام»، ومن أشهر أعماله أوبريت «الليلة الكبيرة» الذي كتبه جاهين ولحنه سيد مكاوي وأخرجه صلاح السقا.

ووفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، جاءت الاحتفالية في إطار حرص الوزارة على تكريم رموز الإبداع المصري، احتفاءً بذكرى ميلاد الشاعر والفنان الكبير الراحل صلاح جاهين.

وقال المخرج عادل حسان إن «العرض يأتي ضمن جهود المركز لإحياء ذكرى أعلام الفن المصري وتسليط الضوء على إسهاماتهم الخالدة»، مشيراً في بيان الخميس إلى أن «صلاح جاهين يمثل نموذجاً للمبدع الشامل الذي ترك بصمة لا تُمحى في الوجدان الثقافي المصري، وأن الإقبال الجماهيري الذي شهده العمل يعكس استمرار تأثيره وقدرته على مخاطبة مختلف الأجيال».

الاحتفالية تضمنت أغنيات كتبها صلاح جاهين (وزارة الثقافة)

وإلى جانب شهرته شاعراً وفناناً كاريكاتيراً قدم صلاح جاهين أدواراً صغيرةً في السينما، من بينها مشاركته في أفلام «شهيدة الحب الإلهي» و«لا وقت للحب» و«المماليك»، و«اللص والكلاب»، كما كتب المسلسل التلفزيوني «هو وهي» من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي وإخراج يحيى العلمي.

ووصف الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، الفنان الراحل صلاح جاهين، بأنه «أسطورة مصرية خالدة بأعماله، ويستحق عن جدارة كل تكريم واحتفاء، واستعادة ذكراه هي لمسة وفاء من المؤسسات المصرية لما قدمه جيل العظماء الذي ينتمي إليه للفن المصري»، وقال السماحي لـ«الشرق الأوسط»: «صلاح جاهين كان رائداً في مجال الأغنية الساخرة خفيفة الظل وفي الكاريكاتير وفي السيناريو وكتابة الأوبريت ومسرحية الطفل، وفي مجالات كثيرة، فهو موهبة استثنائية في الحياة الفنية من الصعب تكرارها».

وشهد العرض الذي قدمه مجموعة من الفنانين على المسرح القومي حضوراً جماهيرياً حاشداً وتفاعلاً كبيراً مع الأعمال التي قدمت، وهو من تأليف محمد مخيمر وأخرجه الفنان محمد مرسي، وشارك في الأداء والحكي الفنانون: هبة سامي، وخالد محروس، ومحمود الزيات، ومصطفى عبد الفتاح، حيث قدموا قراءة فنية وإنسانية لتجربة جاهين الإبداعية، جمعت بين الشعر والغناء والحكي المسرحي، واستعرضت محطات بارزة من مسيرته، في مزيج من البهجة والتأمل.

وتضمن العرض مجموعة من الأغنيات الشهيرة التي كتبها صلاح جاهين، وقام بالغناء كل من أحمد محسن، وهند عمر، وأنغام مصطفى، بمصاحبة الفرقة الموسيقية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إشراف الدكتورة رانيا عمر، وقيادة المايسترو الدكتور أحمد ماهر.

ومن أشهر الأغنيات التي كتبها صلاح جاهين أغاني أفلام «أميرة حبي أنا»، و«خلي بالك من زوزو»، و«شفيقة ومتولي»، كما غنى له عبد الحليم حافظ «بستان الاشتراكية» و«صورة»، وغنت له صباح «أنا هنا يا ابن الحلال»، وغنى له سيد مكاوي وعلي الحجار «الرباعيات».


«الميلاد» حول العالم... رسائل أمل وسلام واحتفالات تُعيد الحياة

قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم في فلسطين المحتلة (رويترز)
قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم في فلسطين المحتلة (رويترز)
TT

«الميلاد» حول العالم... رسائل أمل وسلام واحتفالات تُعيد الحياة

قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم في فلسطين المحتلة (رويترز)
قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم في فلسطين المحتلة (رويترز)

وسط أجواء من الفرح والأنشطة المتنوعة، عادت المدن حول العالم لتزيين شوارعها واستقبال موسم الميلاد بألوان زاهية، من بيت لحم وغزة إلى الأقصر في مصر وسيدني في أستراليا، معبرة عن الأمل وتجدد الحياة رغم التحديات.

قداس عيد الميلاد في كنيسة المهد ببيت لحم مع مسيرة كشافة فلسطينية (أ.ف.ب)

شهدت بيت لحم والأراضي الفلسطينية احتفالات ميلادية بعد عامين خيّم عليهما النزاع في غزة، حيث عادت الحياة تدريجياً بعد اتفاق وقف إطلاق النار. شارك المئات في ساحة المهد وشارع النجمة في قداس ومسيرة للكشافة، وسط أصوات الطبول وألحان الترنيم الميلادي.

رئيس الوزراء الأسترالي ألبانيزي يقدم الطعام في غداء عيد الميلاد بسيدني (إ.ب.أ)

وقالت كاتياب عمايا، إحدى المشاركات في الكشافة، إن عودة الاحتفالات تمثل رمزاً مهماً لوجود المجتمع المسيحي في المنطقة، وتمنح سكان غزة الأمل في مستقبل أفضل. وأكد السكان أن الاحتفالات تعكس رغبتهم في إعادة الحياة إلى المدينة وتحفيز عودة السياح، بعد فترة من عزوف الزوار وارتفاع معدلات البطالة.

في غزة، أحيا المسيحيون قداس الميلاد في الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة بعد وقف إطلاق النار، معبرين عن رغبتهم في عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة.

شجرة عيد الميلاد المضيئة في إحدى حدائق بكين (أ.ف.ب)

احتفلت الأقصر التاريخية في صعيد مصر بعيد الميلاد بعروض فلكلورية وألعاب التحطيب، على أنغام الربابة والمزمار، مستعرضة إرث المصريين القدماء في الاحتفال بالأعياد والمواسم. واستمرت الاحتفالات طوال فترة الميلاد ضمن فعاليات الدورة الـ15 للمهرجان القومي للتحطيب، ما أضفى بهجة وفرحاً على السكان والزوار.

أعضاء جوقة أغابي يقدمون عرضاً بمتحف الحضارة المصرية بالقاهرة (أ.ب)

شهد شاطئ بونداي في أستراليا احتفالات محدودة بسبب هجوم إرهابي أودى بحياة 15 شخصاً قبل أيام، حيث حافظ المشاركون على طقوس الميلاد مع احترام ذكرى الضحايا، وسط تعزيز الإجراءات الأمنية، بينما قلل الطقس العاصف من عدد المحتفلين.

وفي الوقت نفسه، تواجه بعض مناطق العالم ظروف طقس صعبة، مثل كاليفورنيا التي أعلنت السلطات فيها حالة الطوارئ تحسباً لفيضانات محتملة، ما يعكس التحديات المتعددة التي تواجه المجتمعات خلال موسم الأعياد.

أوكرانيون يرنمون للميلاد حاملين نجوم بيت لحم وسط مدينة لفيف (إ.ب.أ)

على الرغم من الظروف الصعبة، حملت الاحتفالات الميلادية هذا العام رسائل فرح وتجدد للأمل، سواء في فلسطين أو مصر أو أستراليا. وتجسد هذه الفعاليات قدرة المجتمعات على التعبير عن التضامن والحياة المشتركة، والحفاظ على التراث والثقافة، حتى في أصعب الأوقات.