صناع أفلام قصيرة في مصر يواجهون تحديات التمويل والعرض

أزمة إضراب مخرج في إحدى سينمات القاهرة سلطت الضوء على أوضاعهم

لقطة من الفيلم القصير زيارة ليلية للمخرج عمر علي (الشرق الأوسط)
لقطة من الفيلم القصير زيارة ليلية للمخرج عمر علي (الشرق الأوسط)
TT

صناع أفلام قصيرة في مصر يواجهون تحديات التمويل والعرض

لقطة من الفيلم القصير زيارة ليلية للمخرج عمر علي (الشرق الأوسط)
لقطة من الفيلم القصير زيارة ليلية للمخرج عمر علي (الشرق الأوسط)

يواجه صناع الأفلام القصيرة في مصر وأغلبهم من الشباب تحديات عدة في صناعة أفلامهم، بدءاً من التمويل الذي يعتمدون فيه على أنفسهم، لا سيما في تجاربهم الأولى، وإذا تمكنوا من إتمام الفيلم تبدأ رحلة البحث عن نافذة لعرضه، وهي مهمة ثقيلة لمحدودية القاعات المخصصة لعرضها، ورغم وجود جهات تمويل عبر المهرجانات السينمائية المصرية والعربية وصناديق الدعم، فإن قلة من الأفلام تحوز ذلك، وتظل أزمة العرض حتى بعد مشاركة الفيلم في المهرجانات عصية على الحل، وفق مخرجين.

وسَلطت أزمة فيلم «اختيار مريم» الضوء على أوضاع صناع الأفلام القصيرة، بعدما تقدم مخرجه محمود يحيى لعرضه بسينما «زاوية» بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم بمهرجان الإسكندرية السينمائي، وقد أنتجه على نفقته، لكن إدارة السينما لم توافق على عرض الفيلم مما جعل المخرج يعتصم أمام السينما، فتعرض له بعض العاملين بها، لتبدأ أزمة كبيرة باعتذار من إدارة السينما على هذا التصرف، لكن المخرج دخل بعدها في إضراب عن الطعام، وسط مناشدة صناع أفلام للمخرج الشاب التوقف عن الإضراب.

لقطة من إضراب المخرج أمام سينما (زاوية) - حساب المخرج «فيسبوك»

وتدخلت إدارة السينما مجدداً وأصدرت بياناً، الأربعاء، أكدت فيه أنها «قررت عرض الفيلم حرصاً على صحة المخرج وحياته وليس لأي سبب آخر»، مؤكدة حقها في اختيار ما تراه مناسباً لبرنامجها، ولم تتخيل أن تضطر لعرض فيلم حفاظاً على حياة صانعه، لافتة إلى أن «هذا لا يتنافى مع التزامها بدعم المخرجين المستقلين قدر استطاعتها بصفتها جهة عرض، ولا يعني ذلك بالضرورة إدراج أي فيلم يُعرض عليها، كما لا ينطوي ذلك على تقييم سلبي للفيلم نفسه.

لكن محمود يحيى مخرج الفيلم، ما يزال يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ12، مطالباً بفرصة عادلة لعرض فيلمه رافضاً عرضه لمدة 3 ليال مثلما أقرت سينما (زاوية).

ورغم تأكيدها أزمة الإنتاج والعرض لصناع الأفلام القصيرة، فإن المخرجة مروة الشرقاوي التي أخرجت 5 أفلام قصيرة ما بين روائية وتسجيلية، ومن بينها «قلوب صغيرة»، ترى أن هناك حلولاً للأزمة، حسبما تقول لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتحايل على الظروف بكل الطرق لأن أزمة الإنتاج معروفة، لكن في مصر لدينا مجتمع فني متعاون، فيمكننا الاستعانة بفنانين يتنازلون طواعية عن أجورهم أو بأصدقاء من مديري تصوير وغيرهم، ومن ثمّ يمكن إنتاج أفلام وثائقية أو روائية قصيرة، كما أن هناك مهرجانات تسمح بعروض جماهيرية مثل مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير»، لافتة إلى وجود محاولات طيبة.

وتشير الشرقاوي إلى «أزمة ما بعد المهرجانات»، قائلة: «نتطلع لعرض أفلامنا عبر إحدى القنوات التلفزيونية، هذه الأمور تستلزم حلولاً أكبر، لا سيما أن شركات التوزيع التي تساعد في بيع الفيلم قليلة، ونتمنى إدراج الأفلام القصيرة في عروض السينما لوجود كم كبير من مبدعي الأفلام القصيرة قدموا أعمالاً جيدة».

لكن المخرج عمر علي الذي أخرج 7 أفلام روائية قصيرة على نفقته الشخصية وأحدثها فيلم «زيارة ليلية» يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن انتظار التمويل من شركات أو مهرجانات يضيع عمر السينمائي، لافتاً إلى «جود شركات إنتاج تدعم الفيلم في مراحله النهائية، وشركات أخرى تقوم بتوزيعه في المهرجانات مقابل نسبة من الجوائز»، كما يشير إلى وجود نشاطات بالأوبرا تابعة للمركز القومي للسينما تعرض الأفلام القصيرة وتعقد نقاشاً مع صناعها كما تفعل «زاوية»، وأن «سينما الشعب» التابعة لوزارة الثقافة تقوم بعرض أفلام قصيرة لا تزيد على 10 دقائق قبل الفيلم الطويل، مؤكداً أنه لا توجد مشكلات كارثية في عرض الأفلام وأنه يفضل عرضها عبر «يوتيوب» ويشاهدها جمهور ويجلب إعلانات تحقق عائداً أيضاً.

ملصق فيلم «اختيار مريم» خلال مشاركته في مهرجان النرويج للفيلم العربي - حساب المخرج على «فيسبوك»

وأبدت الناقدة صفاء الليثي دهشتها لاعتراض مخرج فيلم «اختيار مريم» على رفض سينما «زاوية» عرض فيلمه، مؤكدة أنه من حق أي جهة سواء كانت شركة أم مهرجاناً قبول الأفلام أو رفضها، قائلة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه قد يحوز فيلم جوائز في مهرجان ولا يقبل في آخر، لأن لكل لجنة شروطها وذائقتها في اختيار الأفلام التي تناسبها، ومن المهم الجودة التقنية أيضاً، وليس الموضوع الذي يطرحه فقط.

وتشير صفاء الليثي صاحبة كتاب «الفيلم القصير في مصر» إلى قيام المركز القومي للسينما بعرض الأفلام القصيرة، كما يدعم إنتاجها لكن ليس بالعدد الكافي، وأشارت إلى أنها خلال توليها إدارة الإنتاج بالمركز تمكنت من إنتاج 16 فيلماً، ضمت مشروعات لمخرجين من خارج المركز، وهناك لجنة مختصة تقرأ المشروعات وتختار من بينها، كما هناك قاعات لعرض الأفلام القصيرة داخل الأوبرا ومركز الثقافة السينمائية.

وتلفت صفاء الليثي إلى وجود قرار وزاري قديم بعرض الأفلام القصيرة قبل الأفلام الطويلة بالسينمات وهو قرار ملزم لدور العرض التابعة للوزارة، بينما أغلبها حالياً يتبع القطاع الخاص ولا يمكن إلزامها بذلك، لكن «زاوية» تقيم أسابيع عرض للفيلم القصير، والمنتجة السعودية باهو بخش والمنتج المصري صفي الدين محمود يدعمان بقوة إنتاج الأفلام القصيرة عبر شركة «ريد ستار»، والوضع أفضل بكثير من ذي قبل، مؤكدة أن «أزمة الإنتاج السينمائي ليست قاصرة على مصر بل يواجهها أغلب صناع الأفلام في العالم». وفق تعبيرها.


مقالات ذات صلة

«النقد السينمائي الدولي» يناقش صناعة الأفلام في المهجر

يوميات الشرق جانب من مؤتمر النقد السينمائي بالرياض (الشرق الأوسط)

«النقد السينمائي الدولي» يناقش صناعة الأفلام في المهجر

خلصت النقاشات التي جرت ضمن فعاليات «مؤتمر النقد السينمائي الدولي» في الرياض إلى تأكيد أن السينما العربية خارج الوطن أصبحت مساحة للتعبير المتعدد.

أحمد عدلي (الرياض)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «فيلا 187» (مؤسسة الدوحة للأفلام)

«صنع في قطر»... أفلام سينمائية تعالج قضايا شائكة

كشف مهرجان «الدوحة السينمائي» عن قائمة الأفلام التي ستعرض ضمن برنامج «صنع في قطر».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رايان رينولدز (أ.ب)

رايان رينولدز يقتبس فيلماً لكلينت إيستوود

يعمل الممثل والمنتج رايان رينولدز حالياً على إنتاج فيلم جديد مقتبس من فيلم قديم أخرجه مايكل شيمينو عام 1974.

محمد رُضا (لندن)
خاص ماركو مُشاركاً في «المؤتمر الدولي للنقد السينمائي» بالرياض (تصوير: تركي العقيلي)

خاص المخرج العالمي ماركو بيلوتشيو: الذكاء الاصطناعي يُمثّل تحدّياً أمام مستقبل السينما

شارك ماركو بيلوتشيو في جلسة حوارية ضمن «مؤتمر النقد السينمائي الدولي» في نسخته الثالثة...

فاطمة القحطاني (الرياض)
يوميات الشرق حرصت المخرجة على مراعاة خصوصية الزوّار (الشركة المنتجة)

كريمة السعيدي: المقابر في «الساهرون» صورة مصغَّرة عن عالم المهاجرين

المقبرة في الفيلم تتحوَّل إلى مرآة لهويات متداخلة، لا تعرف حدوداً بين الشرق والغرب.

أحمد عدلي (الجونة (مصر))

جنيفر أنيستون في الـ56... الحب لا يأتي متأخراً

الممثلة جنيفر أنيستون وحبيبها الجديد جيم كورتيس (إنستغرام)
الممثلة جنيفر أنيستون وحبيبها الجديد جيم كورتيس (إنستغرام)
TT

جنيفر أنيستون في الـ56... الحب لا يأتي متأخراً

الممثلة جنيفر أنيستون وحبيبها الجديد جيم كورتيس (إنستغرام)
الممثلة جنيفر أنيستون وحبيبها الجديد جيم كورتيس (إنستغرام)

عام 2005، عندما انفصلت جنيفر أنيستون عن زوجها النجم براد بيت، اعتقدت بأنها فقدت حب حياتها. كانت الصفعة مؤلمة بالنسبة للممثلة الأميركية، خصوصاً أنها ترافقت بأخبار حول أن بيت خانها مع زميلتها أنجلينا جولي. لجأت أنيستون إلى العلاج النفسي وحاولت أخذَ العِبَر من القصة. فبدل أن تحقد على زوجها السابق، حافظت على صداقتهما ولطالما وصفت علاقتهما بأنها «كانت جميلة لكن معقّدة».

استغرق التعافي 6 سنوات، ارتبطت نجمة مسلسل «فريندز» بعدها بالمخرج والممثل جاستن ثيرو. لكن ما هي إلا 7 سنوات، حتى فضّت أنيستون زواجها الثاني. ومنذ ذلك الحين أبقت على تفاصيل حياتها الخاصة طيّ الكتمان، وسط معلومات بأنها اعتزلت الحب، مركزةً على مسيرتها الفنية وصحتها الجسدية والنفسية.

انفصلت أنيستون عن براد بيت بعد علاقة استمرت 7 سنوات (إنستغرام)

اليوم تقول أنيستون «نعم» للحب من جديد. هي علاقة هادئة ومتّزنة، جلبت إلى حياتها كثيراً من السكينة والطاقة الإيجابية، وفق ما كشف مصدر مقرّب منها لمجلّة «بيبول» الأميركية. أما الذي خطف قلب النجمة هذه المرة فلا يأتي من عالم التمثيل، ونجوميّتُه من نوع آخر. هو جيم كورتيس (50 سنة)، مدرّب حياة ومعالج نفسي متخصص في التنويم المغناطيسي.

إلى جانبه، تعيد النجمة المحبوبة اكتشاف الطمأنينة العاطفية وخفقان القلب في سن الـ56، لأن الحب لا يأتي متأخراً. أليس حبيبها الجديد هو القائل إن العثور على الحب في الـ42، كما العثور عليه في الـ32 والـ22، إنما مع ثقة وخبرة وصدق أكبر؟

بدأت علاقتهما في ربيع 2025، إلا أن أنيستون انتظرت 8 أشهر لإعلانها عبر قنواتها الرسمية. فقد فاجأت الفنانة العالمية متابعيها قبل أيام بنَشر صورة تحتضن فيها كورتيس، معلّقةً: «عيد ميلاد سعيد يا حبيبي». حصدت الصورة ملايين «اللايكات» وآلاف التعليقات.

أما هو، فقد نشر في اليوم التالي مجموعةً من الصور بمناسبة عيد ميلاده، من بينها واحدة مع أنيستون معلّقاً: «إذا كان هذا حلماً فلا أريد الاستيقاظ منه».

يبدو الجميع سعيداً بسعادة أنيستون التي ظلمها الحب لعقدَين كاملَين، وها هي تحاول مرةً ثالثة، مع رجلٍ لا يشبه بشيء شريكَيها السابقَين. فمَن هو جيم كورتيس وما أبرز محطات تلك العلاقة الناشئة؟

لطالما آمنت أنيستون بمنافع العلاج النفسي، وجرّبت أنواعاً كثيرةً منه، خصوصاً بهدف تخطّي معاناتها مع عدم إنجاب الأطفال. لم تتردد في الإفصاح بأنها تخضع له، وفي أحدث حواراتها حول الموضوع، تكلّمت عن لجوئها إلى التنويم المغناطيسي للسيطرة على خوفها من السفر جواً. لم تذكر اسم جيم كورتيس، إلا أنها أثنت بقوّة على علاجها الجديد.

عقب هذا التصريح، ومن ضمن مجموعة من الصور التي شاركتها على «إنستغرام»، نشرت الممثلة صورة لكتاب كورتيس، الذي سارع إلى النقر على زر الإعجاب (لايك). لم يلاحظ تلك الإشارة الأولى سوى المتابعين الذين يتمتعون بدقّة انتباه شديدة.

نشرت أنيستون صورة للكتب التي قرأتها مؤخراً ومن بينها كتاب كورتيس (إنستغرام)

بعد شهرٍ على المنشور وتحديداً في يونيو (حزيران) الماضي، شوهدت جنيفر أنيستون وجيم كورتيس للمرة الأولى وهما يتناولان العشاء معاً في أحد مطاعم كاليفورنيا. أما إجازة الصيف فأمضياها برفقة أصدقاء لهما على متن يخت في مايوركا الإسبانية. كشفت مصادر مواكبة للقصة آنذاك لمجلة «بيبول» عن أن الاثنين تعارفا من خلال أصدقاء مشتركين، وأن أنيستون كانت قد قرأت كتابه وأبدت إعجابها به.

توالت اللقاءات العلنية التي التقطتها عدسات الصحافة. عشاءٌ مع الأصدقاء من هنا، ونزهة مع كلب كورتيس «أودي» من هناك. وقد لفت المصدر المقرّب من الثنائي إلى أن أنيستون أُعجبت بتلك الناحية الإنسانية في شخصية حبيبها، هو الذي أنقذ «أودي» من التشرّد، وهي المعروفة بحبها للحيوانات الأليفة والكلاب على وجه التحديد.

صورة نشرها كورتيس على حسابه على «إنستغرام»

في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) الماضيين، أخذت العلاقة منحى أكثر جديةً عندما حضر كورتيس حفل إطلاق علامة أنيستون التجارية «لولافي» المخصصة للعناية بالشعر. صرَّح حينها بأنه سعيدٌ بحضوره إلى جانبها وبدعمها. ثم شارك في العرض الأول للموسم الرابع من مسلسل «The Morning Show» من بطولة أنيستون. لم تُلتقط لهما أي صورة معاً إلا أن سبب وجوده على السجادة الحمراء كان معروفاً.

دخل جيم كورتيس حياة جنيفر أنيستون في لحظة نضجٍ وصلت إليها بعد سنوات من العلاج النفسي. طرق باب نفسها قبل أن يخترق قلبها، ولعلّه بذلك حاز المفتاح الذهبي. فكورتيس صاحب خبرة طويلة في التعامل مع النفس البشرية، وقد سبق أن عالج ودرَّب عدداً من مشاهير هوليوود. يركّز على اللاوعي وعلى الأبعاد الروحية؛ لمساعدة الناس على التحرر من ماضيهم وابتكار واقع جديد وإيجابي.

لم يأتِ كورتيس صدفةً إلى المجال بل بعد سنواتٍ من الآلام اختبرها منذ سن الـ22، حيث شُخّص بتقرّحات في حبله الشوكيّ أدّت إلى صعوبات في الحركة والسير. يكتب في موقعه الإلكتروني: «مرضي وإعاقتي أرغماني على مجابهة الصدمات والأفكار التي كانت تبقيني حزيناً وعليلاً ووحيداً. بواسطة وسائل متعددة، من بينها التنويم المغناطيسي، لم أُشفَ من المرض والاكتئاب فحسب، بل ساعدت الآلاف على التحرر منه».

على هذا الوعي النفسي والروحي التقى كورتيس وأنيستون. وقد أثمر هذا اللقاء بريقاً جديداً في عينَي الممثلة التي يصفها أصدقاؤها بـ«السعيدة جداً حالياً»، ويضيفون أنها «تمرّ بإحدى أجمل مراحل حياتها».


قصر عابدين التاريخي بمصر لاحتضان أشهر الاحتفالات الدولية

إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)
إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)
TT

قصر عابدين التاريخي بمصر لاحتضان أشهر الاحتفالات الدولية

إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)
إحدى قاعات قصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)

يشهد قصر عابدين التاريخي بوسط القاهرة استضافة حفل «ذا جراند بول» (The Grand Ball)، بحضور أمراء وأميرات من الأسر النبيلة والحاكمة حول العالم، وفق بيان للمركز الإعلامي بمجلس الوزراء المصري، السبت.

ويستعد قصر عابدين الذي يتمتع بطابعه التراثي المميز، لاستضافة حفل «ذا جراند بول» للمرة الأولى في مصر، ويقام الحدث بتنظيم Noble Monte-Carlo ليجمع بين الأناقة والفخامة والتاريخ العريق في قلب القاهرة.

ووفق بيان مجلس الوزراء، من المتوقع أن يضع هذا الحدث مصر على خريطة أشهر الاحتفالات الأرستقراطية الدولية، مؤكداً مكانتها بوصفها وجهة عالمية للثقافة والفن والتراث، ولتصبح ثاني دولة عربية تستضيف هذا المحفل الفريد. وفق البيان.

ويشارك في الحدث التاريخي الذي يقام احتفاء بحملة مانحي الأمل، وفق تقارير متلفزة، عدد من أصحاب السمو الملكي والنبلاء من أشهر البيوت الملكية في أوروبا، ومن بينهم الأميرة بياتريس دي بوربون، والأمير جواتشيم موراه. ويحضر الحدث ممثلون للأمير ألبير الثاني أمير موناكو، بالإضافة إلى شخصيات حكومية رفيعة المستوى من فرنسا وعدد من الدول الأوروبية.

ووفق الهيئة العامة المصرية للاستعلامات، تعد مراسم «الجراند بول» أحد أفخم وأهم الاحتفالات الخيرية الملكية بالعالم، وتقام فى القاهرة للمرة الأولى بالتاريخ ضمن فعاليات ختام حملة مانحي الأمل العالمية، ومدتها ثلاثة أيام متتالية تحت رعاية وتنسيق رسمي من وزارات الخارجية والشباب والرياضة والسياحة والآثار بمصر بالإضافة إلى مؤسسات محلية ودولية ومنظمات أممية.

ومن المقرر أن يقام الحفل تحت رعاية الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، وبحضور كبار العائلات الملكية في أوروبا، ونجوم هوليوود، وشخصيات بارزة في الفنون والسياسة والعمل الإنساني من مختلف دول العالم.​

مشهد لحديقة بقصر عابدين (موقع رئاسة الجمهورية)

ويعد قصر عابدين من القصور الرئاسية ذات الطابع التاريخي، وتصفه التقارير الرسمية بأنه «جوهرة القرن التاسع عشر»، وقد شهد الكثير من الأحداث التي أسهمت في قيام مصر بوصفها دولةً مستقلة. وكان القصر منذ إنشائه عام 1863 حتى ثورة 1952 شاهداً على العديد من الأحداث الاجتماعية والسياسية التي مرت بمصر، وفق الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية.

وتم إنشاء القصر ضمن مخطط الخديوي إسماعيل لإعادة تخطيط القاهرة، التي تعرف الآن بالقاهرة الخديوية، وأقيم على أطلال منزل قديم كان يملكه «عابدين» بك أحد أمراء الأتراك، وعند البدء في بناء قصر عابدين تم ردم عدة برك كانت موجودة، ودأب الخديوي إسماعيل لعدة سنوات على شراء الأملاك المجاورة حتى وصلت مساحة الأرض إلى نحو 25 فداناً.

وتقام احتفالية «ذا جراند بول» الملكية في قصر عابدين، السبت، وسط أجواء ملكية تجمع بين الفخامة الأوروبية وعراقة التاريخ المصري، مع عروض موسيقية كلاسيكية، فيما تم تنظيم بعض مراسم حملة مانحي الأمل العالمية يوم الجمعة في متحف الحضارة المصرية في الفسطاط، ويقام اليوم الأخير في مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، يشارك في الحدث نحو 100 شخصية مرموقة، بينهم أكثر من 80 من أكبر أثرياء العالم، إضافة إلى ممثلين رسميين عن قصور العائلات الحاكمة الأوروبية، وفق هيئة الاستعلامات المصرية.


«جلباب المتحف الكبير» يفجر سجالاً بشأن الزي الشعبي المصري

المصريون من فئات مختلفة زاروا المتحف الكبير وعبروا عن فخرهم به (إ.ب.أ)
المصريون من فئات مختلفة زاروا المتحف الكبير وعبروا عن فخرهم به (إ.ب.أ)
TT

«جلباب المتحف الكبير» يفجر سجالاً بشأن الزي الشعبي المصري

المصريون من فئات مختلفة زاروا المتحف الكبير وعبروا عن فخرهم به (إ.ب.أ)
المصريون من فئات مختلفة زاروا المتحف الكبير وعبروا عن فخرهم به (إ.ب.أ)

تفجّر سجال حول «الزي الشعبي المصري» المتمثل في «الجلباب البلدي»، عقب تعليق من الإعلامية سمر فرج فودة (ابنة الكاتب الراحل فرج فودة) على صورة انتشرت بوسائل «السوشيال ميديا» خلال الأيام الماضية، لرجل وزوجته في زيارة للمتحف المصري الكبير وهما يرتديان الزي الشعبي الشهير في مصر.

وتصدر اسم سمر فودة «الترند» على «غوغل» و«إكس» في مصر، السبت، عقب تدوينة كتبتها معلقة على الصورة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيها زوجان بالجلباب البلدي البسيط يمسكان يد بعضهما، ويسيران في مدخل المتحف المصري، ويتأمل الزوج الآثار والمبنى المحيط بنظرة إعجاب وفخر، وهي الصورة التي حظيت بانتشار واسع واحتفاء من مستخدمي وسائل التواصل عدوها تعبر عن «الأزياء المصرية الأصيلة».

وكتبت سمر مؤكدة أن هذا الزي لا يمثل مصر، وأن مصر معروفة باعتدادها بالأزياء الأنيقة على أحدث الصيحات، وتمثلها أزياء السيدات في الأربعينات والخمسينات التي كانت تنافس أزياء الباريسيات والإنجليزيات في ذلك الوقت. منتقدة الملابس التي تعطي انطباعاً دينياً للسيدة الموجودة في الصورة.

لتعود بعد ساعات وتعتذر عن التعليق مدونة: «أعتذر عن أي شيء قد مس قلوب المصريين بالسلب، أعتذر للزوجين، فهما بالتأكيد فخر لنا جميعاً»، وأكدت أنها حذفت المنشور لأن المتابعين لم يفهموا وجهة نظرها، مؤكدة أن أهلها من الفلاحين، وأنها لم تتطرق لـ«الجلابية الفلاحي» للرجال.

وتوالت التعليقات على منشور سمر فودة، بل وظهر ما يمكن اعتباره «ترند» يدعو الجميع لارتداء الجلباب الصعيدي والفلاحي كدليل على الأصالة والزي الشعبي للمصريين، وتفاعلت سمر فودة نفسها مع هذا «الترند»، ونشرت تعليقاً على صفحتها بـ«فيسبوك» على سبيل المزاح والفخر لشخص كتب: «وسيشهد التاريخ أن سمر فودة لبّست مصر كلها جلاليب في 6 ساعات».

المتحف المصري شهد حضوراً متنوعاً منذ افتتاحه (إ.ب.أ)

وتوالت التعليقات التي استنكرت ما اعتبروه تهكماً من سمر فودة على الجلباب، وتعرضت لانتقادات حادة، في حين أوضحت هي في اعتذارها أنها تعتز بالجلباب البلدي ولم تقصد التطرق إليه، وإنما كانت تنتقد أزياء لها دلالات دينية، تراها دخيلة على المجتمع المصري.

وعدت المتخصصة في التراث الشعبي، الدكتورة فاتن صلاح سليمان: «الجلباب البلدي المصري مميز منذ المصريين القدماء»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الصورة التي انتشرت والتعليق عليها بأنها لا تمثل المصريين أخذا منحى غريباً، وهناك أمثلة كثيرة تؤكد ارتباط هذا الزي بالمصريين منذ القدم، فهو قريب جداً من أزياء الكهنة المصريين المعروضة في بعض متاحف العالم»، وأكدت فاتن أن «الجلباب المصري لا مثيل له في العالم، ويختلف عن الجلباب السوداني أو العربي أو المغربي، وهذا الزي انتشر في الفترة القبطية، وكان يصنع من القماش القباطي المصري، وهو خليط من القطن والكتان، وله شكل مميز للغاية».

وقالت إن «هذا الزي يمثل الهوية المصرية ومشرّف لأي شخص يرتديه، ويعبر عن الأصالة والثقافة المصرية الخالصة، والمفروض أن نعتز بهؤلاء الناس لأنهم يعبرون عن جزء مهم من موروثنا الثقافي الشعبي المصري».

ووصفت الدكتورة نهلة إمام، مستشارة وزير الثقافة المصري لشؤون التراث غير المادي، التعليق الذي نشرته سمر فودة، بشأن عدم تمثيل هذا الزي لهوية المصريين، بأنه «مؤلم بالنسبة لها»، وقالت في تصريحات متلفزة إن «الجلابية هي زي الفلاح المصري التقليدي، وتُعد جزءاً من هوية الشعب المصري وتاريخه، وعلينا أن نقدر هذا التراث ونفخر به».

وأشار الباحث في التراث الشعبي بأكاديمية الفنون المصرية، الدكتور عبد الكريم الحجراوي، إلى أن «الحديث عن الجلباب بأنه لا يعبر عن المصريين ولا يعبر عن وضعهم الحضاري، ويجب عدم الالتفات إليه لأنه يحمل قصوراً في الفكر»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لا يصح بشكل من الأشكال أن نهين رمزاً يمثل الغالبية من سكان مصر، وأن نعتبر زياً لا يعبر عنا ولا يناسب المصريين حضارياً»، وأوضح أن «هذا الكلام حظي بتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنه يمس كل المصريين تقريباً، ففي كل منطقة بمصر هناك نمط معين من الجلباب، ومن ثم يجب الاعتداد به واحترامه كزي شعبي ممتد منذ سنوات طويلة، ويجب عدم التعرض له بالإهانة أو التقليل من شأنه».

وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، مؤسسة حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، إن «معظم شعوب العالم لها زي قومي مميز تفتخر به وترتديه على المستويين: القومي والشعبي، ويعد جزءاً لا يتجزأ من هويتها»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد زي له احترامه مرتبط بثقافة مناطق معينة وهوية مصر بشكل عام، مثل الجلباب والعمامة في الصعيد، والجلباب والطاقية بوجه بحري»، لافتاً إلى التنوع الثقافي في مصر والذي يعكسه الزي والفنون المرتبطة، مطالباً بـ«السعي لتسجيل هذه المفردات تراثاً عالمياً ثقافياً ضمن التراث اللامادي بـ(اليونيسكو)».