من اعتصام السرير وصولاً إلى قوافل غزة... فنانون بمواجهة قرونٍ من الحروب

TT

من اعتصام السرير وصولاً إلى قوافل غزة... فنانون بمواجهة قرونٍ من الحروب

تشابلن وساراندون وبيكاسو ولينون... فنانون ضد الحرب (أ.ب – رويترز – أ.ف.ب)
تشابلن وساراندون وبيكاسو ولينون... فنانون ضد الحرب (أ.ب – رويترز – أ.ف.ب)

مع مرور سنتَين على المجزرة الإسرائيلية المتواصلة في غزة، تتصاعد أصوات الفنانين العالميين اعتراضاً على ما يُرتكب من جرائم ضد الإنسانية على أرض القطاع. أكثر من أي وقت، يتجنّد الممثلون والموسيقيون والكتّاب والرسّامون لرفع صوتٍ جامع، ويتّخذون خطواتٍ عمليّة كأن يوقّعوا على عرائض تلتزم بمقاطعة المؤسسات الثقافية الإسرائيلية.

قبل شهر، أبحرت الممثلة الأميركية الفائزة بجائزة أوسكار سوزان ساراندون، على متن إحدى سفن «أسطول الصمود العالمي» المتجهة من برشلونة إلى غزة. وسط تهديدات إسرائيل بمنع وصول الأسطول، تواصل الممثلة الأميركية ورفاق الرحلة طريقهم في مسعى لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهل القطاع.

الممثلة سوزان ساراندون تستعد للانطلاق ضمن قافلة الصمود إلى غزة (فيسبوك)

من جانبهم، وقّع الممثلون خواكين فينيكس، وإيما ستون، وخافيير بارديم و4000 من زملائهم على عريضة تلتزم بمقاطعة هيئات السينما الإسرائيلية. لحقَ بهم أكثر من 400 موسيقيّ أطلقوا حملة «لا موسيقى للإبادة الجماعيّة». وقد استتبع الموسيقيون خطوتهم تلك بوقف بثّ أغانيهم داخل إسرائيل، ومن بينهم فريق «ماسيف أتاك» والمغنية بيورك.

أمّا المغنية البريطانية دوا ليبا فقد طردت وكيل أعمالها بعد توقيعه على عريضة تدعو إلى استبعاد إحدى الفرق الموسيقية الداعمة لفلسطين عن مهرجان غلاستونبري.

علم فلسطين في صدارة حفل فريق Massive Attack البريطاني العام الماضي (إكس)

«في السرير من أجل السلام»

إذا كانت الموسيقى مرسال حبٍ وسلام، فإنه من البديهيّ أن يجاهر الملحّنون والمغنّون بعَدائهم للعنف والحرب. ولعلّ أبرز مَن حمل مشعل السلام من خلال موسيقاه ومواقفه، مؤسّس ومغنّي فريق «بيتلز» البريطاني جون لينون.

في نهاية الستينات وبالتزامن مع استعار حرب فيتنام، بدأ خطاب لينون يركّز على السلام. كان الفنان على مشارف الثلاثين من العمر، وقد اكتفى من الشهرة متطلّعاً إلى العمق الإنساني، لا سيّما بعد انفراط عقد الفريق الغنائي الأسطوري.

لم يكتفِ بالغناء من أجل السلام في Imagine، وWar is Over بل أطلق، إلى جانب زوجته يوكو أونو، حملة مناهضة للحرب. اعتصما لفترة أسبوعَين داخل السرير في فندقَين في أمستردام ومونتريال أمام عدسات الصحافة، ضمن حركة عُرفت بـ«في السرير من أجل السلام». وخلال ذلك الاعتصام الخارج عن المألوف، سجّل لينون أغنية Give Peace a Chance (أعطوا السلام فرصة)، والتي أصبحت نشيداً في المظاهرات الداعية لوقف حرب فيتنام، علماً بأن عدداً من تلك التحرّكات كان مموّلاً منه شخصياً.

اعتصام «في السرير من أجل السلام» بمبادرة من جون لينون وزوجته يوكو أونو (إ.ب.أ)

ديلان ضد «أسياد الحرب»

من بين الفنانين العالميين الذين لم يكتفوا بالغناء من أجل الشهرة والجماهيريّة والمال، بوب ديلان. منذ بداية مسيرته، التزم المغنّي الأميركي قضية مناهضة الحرب. كان في مطلع العشرينات من عمره عندما غنّى Masters of War (أسياد الحرب)، وذلك تزامناً مع الحرب الباردة وحرب فيتنام. انتقد في تلك الأغنية «مَن يتسبّبون بإطلاق النار ثم يجلسون ويتفرّجون على ارتفاع أعداد الضحايا». تلك الأغنية، وسواها ممّا أصدرَ ديلان خلال مسيرته، تحوّلت إلى شعاراتٍ ضد الحرب والأسلحة النووية، وهي ما زالت تواكب كل تحرّك عالمي مناهض للحروب أينما دارت.

تشابلن خرج عن صمته

في وقتٍ يتردّد عدد كبير من نجوم هوليوود حالياً في اتخاذ موقفٍ من الحرب على غزة، خوفاً ربما من عقابٍ مهني أو شعبي، جاهرَ كبار الشاشة الفضية عبر التاريخ بعدائهم للعنف المسلّح. هكذا فعل أسطورة السينما الصامتة تشارلي تشابلن خلال الحرب العالمية الثانية.

خارج الشاشة، قدّم الممثل البريطاني نفسه كمدافع عن الحرية والسلام، ومعارضاً شرساً للفاشيّة. وفي فيلم The Great Dictator (الديكتاتور العظيم) عام 1940، أطلق موقفاً صارخاً دخل تاريخ السينما. بأسلوبه الكوميدي الساخر، خرج تشابلن عن صمته المعهود ليختتم الفيلم بخطاب مناهض للحرب. أدان تشابلن الفاشية ودعا إلى عالم موحّد ديمقراطي خالٍ من الجشع والكراهية. النداء المؤثّر امتدّ 4 دقائق وانتقد بشكلٍ مباشر الاستبداد، وقد حمّله تشابلن لشخصيته في الفيلم الحلّاق اليهودي «هينكل».

آلة كيوبريك المناهضة للحرب

من بين السينمائيين الذين جنّدوا أعمالهم رفضاً للحرب وأسلحة الدمار الشامل، المخرج الأميركي ستانلي كيوبريك. خصّص أفلاماً مثل Paths of Glory (مسارات المجد – 1957)، وDr. Strangelove (دكتور سترينجلوف – 1964)، وFull Metal Jacket (سترة معدنية كاملة – 1987) للتعبير عن معارضته للآلة العسكرية ولعبثيّة الحرب ومجازرها، منتقداً الدوافع السياسية التي تؤدّي إلى موت الجنود والمدنيين. ولم ينحصر انتقاد كيوبريك بحرب واحدة، بل شمل الحرب العالمية الأولى، والحرب الباردة، وحرب فيتنام.

المخرج الأميركي ستانلي كيوبريك خلال تصوير أحد أفلامه عام 1975 (أ.ب)

رسم في خدمة السلام

شكّل الرسم كذلك أداة تعبيرٍ فني ضد الحرب. في مطلع القرن التاسع عشر، خصّص الرسّام الإسباني فرانشيسكو غويا 80 لوحة لتصوير فظائع ما ارتُكب خلال الاجتياح الفرنسي لإسبانيا والبرتغال. عُرفت بحرب شبه الجزيرة واستمرت من 1807 حتى 1814.

في زمنٍ لم تكن فيه الصورة ولا الفيديو شاهداً على المآسي، وثّق غويا كل ما عاين من خلال سلسلة لوحات بعنوان «كوارث الحرب». بدل أن يرسم الانتصارات والمعارك على غرار ما كان يفعل الرسّامون في تلك الآونة، ركّز غويا على الضحايا وعلى بشاعة الحرب. وهو يُعتبر من أول الفنانين الذين أدانوا العنف من خلال فنّهم.

المقاومة الإسبانية لجيوش نابليون في إحدى لوحات فرانشيسكو غويا (ويكيبيديا)

مثله فعل بابلو بيكاسو الذي تحوّلت لوحته الشهيرة Guernica (غيرنيكا) إلى رمز عالميّ ضدّ أهوال الحرب. رسمَها الفنان الإسباني عام 1937 مستلهماً تفاصيلها من القصف الجوي العنيف الذي تعرضت له بلدة غرنيكا الإسبانية من قِبَل القوى الألمانية النازية، والإيطالية الفاشية خلال الحرب الأهلية الإسبانية.

رغم أسلوبها التجريدي السريالي ولونَيها الأسود والأبيض تماهياً مع صفحات الصحف، فإن هذه اللوحة ما زالت حتى اليوم بمثابة صرخة ضدّ كل الحروب، أينما حلّت.

Guernica لبابلو بيكاسو إحدى أهم اللوحات المناهضة للحروب (أ.ف.ب)

من بين أبرز الأدباء الذين أخذوا موقفاً ضد الحرب، الروائية البريطانية فرجينيا وولف، لا سيما في كتابها Three Guineas (ثلاث جنيهات – 1938)، والمفكّران الروسي ليو تولستوي والألماني برتولت برشت.


مقالات ذات صلة

«إميلي» تعثَّرت في روما فمدَّت لها باريس حبل الإنقاذ

يوميات الشرق إميلي تتنقّل بين روما وباريس في الموسم الخامس من المسلسل (نتفليكس)

«إميلي» تعثَّرت في روما فمدَّت لها باريس حبل الإنقاذ

في الموسم الخامس من مسلسل «Emily in Paris»، الأزياء المزركشة والإعلانات التجارية تحتلُّ المساحة الكبرى.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

تعود خيرية نظمي إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق الممثلان معتصم النهار وأندريا طايع، بطلا مسلسل «مش مهم الإسم» (شركة الصبّاح)

«مش مهم الاسم»... مُخرجة المسلسل تتحدّث عن الكواليس والممثلين

مخرجة «مش مهم الاسم» ليال م. راجحة تشاركنا تفاصيل التحضير للمسلسل والتعاون مع الثنائي معتصم النهار وأندريا طايع.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جويل إدجرتون وفيليسيتي جونز... الثنائي الآتي من زمنٍ آخر (نتفليكس)

«أحلام القطار»... فيلم غير عادي عن حياةٍ عادية

«أحلام القطار» يحصد إجماع النقّاد والجمهور قبل الرحلة الكبيرة إلى «الأوسكار».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق علي الكلثمي شارك تفاصيل منهجه الإخراجي ورحلته داخل الصناعة السعودية (البحر الأحمر)

علي الكلثمي... المخرج السعودي الذي صاغ من السخرية رؤية سينمائية

حملت الجلسة كثيراً من الجدّية في التفاصيل التي قدَّمها علي الكلثمي عن عمله مع الممثلين...

إيمان الخطاف (جدة)

فنانة سعودية تحصد الميدالية الفضّية في مسابقة «الخارجية اليابانية الدولية للمانجا»

الفنانة السعودية حميدة حماده (الشرق الأوسط)
الفنانة السعودية حميدة حماده (الشرق الأوسط)
TT

فنانة سعودية تحصد الميدالية الفضّية في مسابقة «الخارجية اليابانية الدولية للمانجا»

الفنانة السعودية حميدة حماده (الشرق الأوسط)
الفنانة السعودية حميدة حماده (الشرق الأوسط)

حققت قصة «أزمة ربع العمر»، أحد إنتاجات شركة «مانجا العربية»، إنجازاً دولياً بفوزها بالميدالية الفضية والمركز الثاني ضمن مسابقة وزارة الخارجية اليابانية الدولية للمانجا بنسختها التاسعة عشرة، في تأكيد جديد على حضور الإبداع السعودي في المحافل الثقافية العالمية.

القصة من تأليف ورسم المؤلفة السعودية حميدة حماده، وهي تتناول تساؤلاً معاصراً بأسلوب واقعي عميق هل لربع العمر أزمة كما لمنتصف العمر؟ تخوض الشابة أمل رحلة في منتصف العشرينات، بين عالم افتراضي تجد فيه مساحتها الإبداعية في عوالم الوحوش الأسطورية والخيال، وضغوط المجتمع والأسرة واختلاف القناعات بين جيل وآخر، في معالجة واقعية لتحديات الشباب وتساؤلاتهم في هذه المرحلة المفصلية من الحياة.

ويأتي هذا الفوز امتداداً لجهود «مانجا العربية» في تمكين الشباب السعودي والعربي ودعم المواهب والخبرات الإبداعية، وإيصال أعمالهم إلى جمهور عالمي، بما يعكس المشهد الثقافي السعودي وتنوعه.

قصة «أزمة ربع العمر» أحد إنتاجات شركة «مانجا العربية» حققت إنجازاً دولياً بفوزها بالميدالية الفضية والمركز الثاني (الشرق الأوسط)

وقال الدكتور عصام بخاري، المدير العام رئيس تحرير «مانجا العربية»: «هذا التتويج يعكس رؤية الشركة في الاستثمار بالإنسان والمواهب الشابة قبل المحتوى، وهذا الإنجاز يضاف إلى سجل إنجازات (مانجا العربية)، ويجسد التزامنا بدعم المبدعين السعوديين والعرب وتمكينهم من المنافسة عالمياً، كما أننا نؤمن بأن القصص المحلية قادرة على الوصول والتأثير حين تُقدَّم باحترافية وتحظى بالدعم والتمكين المؤسسي».

من جانبها قالت الكاتبة والرسامة السعودية حميدة حماده: «هذا الفوز يمثل لي ولفريق العمل وللشباب السعودي والعربي دفعة كبيرة للاستمرار في التعبير عن قصصنا وتجاربنا بصدق، أزمة ربع العمر هي حكاية الكثير من الشباب والشابات في المنطقة، حاولتُ من خلالها تقديم عمل درامي رومانسي يُشعر القارئ بالانتماء، مع عكس ملامح من الثقافة السعودية ودمجها بخليط من الخيال، ويسعدني أن تصل رسالتها إلى العالم من خلال منصة داعمة مثل (مانجا العربية) التي تؤمن بالمواهب وتمنحهم الثقة وتمكّنهم من تقديم أفكارهم إلى العالم».

شركة «مانجا العربية» التابعة لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام»، تهدف إلى تصدير الثقافة والإبداع السعودي والعربي إلى العالم بأسره، من خلال إنتاجات إبداعية مستوحاة من ثقافة المجتمع وأصالة القيم السعودية والعربية، وإثراء المحتوى العربي لجذب الأسرة العربية نحو القراءة الترفيهية عبر المحتوى المترجم والمستوحى من أعمال عالمية، حيث أصدرت «مانجا العربية» مجلتين متخصصتين في القصص المصورة العربية والعالمية، وقد حققت إصداراتها نجاحات واسعة منذ انطلاقها حيث أصدرت أكثر من (100) عدد، كما نجحت في استقطاب وتمكين أكثر من 170 شاباً وشابة من المبدعين في السعودية والعالم العربي، ووصلت تحميلات تطبيقاتها إلى ما يقارب 12 مليون تحميل في أكثر من 190 بلداً.


لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
TT

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

ومن أبرز العادات المرتبطة بالصحة النفسية التي ينصح الخبراء باتباعها عام 2026:

الاهتمام بالنوم

النوم الجيد هو أساس الصحة النفسية الجيدة. قد يؤثر الحرمان من النوم على المزاج والذاكرة والانتباه. في عام 2026، اجعل النوم أولوية وليس ترفاً. استهدف الحصول على 7-8 ساعات من النوم ليلاً. نم واستيقظ في نفس الوقت حتى في عطلات نهاية الأسبوع. قلل من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة قبل النوم بساعة على الأقل، وخفف إضاءة غرفة نومك.

تقليل وقت استخدام الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي

قد يتراكم التوتر والقلق في ذهنك دون وعي، ويصبح الشك في الذات ملازماً لك مع التصفح المستمر. ورغم أن الحياة الرقمية أمر لا مفر منه، فإن التدريب على وضع حدود لاستخدام الشاشات هو السبيل الوحيد لتحقيق السكينة النفسية. حاول الابتعاد عن الشاشات لمدة ساعة أو ساعتين على الأقل خلال اليوم. من الأفضل عدم تفقد هاتفك فور استيقاظك أو قبل نومك مباشرة. ألغِ متابعة الصفحات التي تثير توترك أو تولد لديك أفكاراً خاطئة، وتجنب المحتوى الذي يجعلك تشعر بالخوف أو الترهيب. كما أن تقليل وقت استخدام الشاشات يُسهم في صفاء ذهنك.

التحدث عن مشاعرك دون الشعور بالذنب

كبت المشاعر مدمر للصحة النفسية على المدى البعيد. بحلول عام 2026، ينبغي أن يصبح من المعتاد مناقشة مشاعرك، سواء مع صديق مقرب أو شخص مختص. التعبير عن المشاعر لا يعني الضعف، بل يساعد على تخفيف التوتر وإتاحة الفرصة للآخرين للوجود معك. عندما تشعر بثقل المشاعر، بادر بالتحدث مبكراً بدلاً من الانتظار حتى تتفاقم الأمور.

تحريك جسمك يومياً

ترتبط التمارين الرياضية ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية. فهي تُحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ تُحسّن المزاج، ما يُساعد على تخفيف التوتر والقلق. ولا تتطلب التمارين الرياضية جهداً كبيراً، فممارسة اليوغا في المنزل أو الرقص وتمارين التمدد الخفيفة مع المشي يومياً كافية. اختر الأنشطة التي تُحبها، لأنها ستُصبح جزءاً من العناية الذاتية، لا مجرد خطوة روتينية.

اللطف مع الذات

كثير من الناس هم أشدّ منتقدي أنفسهم. الشعور بالنقد الذاتي المستمر قد يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والثقة بالنفس. كن رحيماً بنفسك، وأنت تستقبل عام 2026. تقبّل فكرة أنه لا بأس بأخذ فترات راحة والعمل متى شئت. استمتع بالانتصارات الصغيرة، ولا تقارن مسيرتك بمسيرة الآخرين.


«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح
TT

«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح

منحت جائزة «نوابغ العرب 2025» الدكتور المصري نبيل صيدح جائزة فئة الطب، تقديراً لإسهاماته العلمية التي أسهمت في تطوير فهم صحة القلب وآليات تنظيم الكوليسترول، وما ترتب عليها من أدوية تُستخدم اليوم على نطاق واسع لتقليل مخاطر أمراض القلب.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الدكتور صيدح على فوزه، مؤكداً أن رسالة المنطقة في تطوير العلوم الطبية «مستمرة مع العقول العربية الفذة» الساعية إلى الابتكار من أجل الإنسان. وقال في منشور على منصة «إكس» إن الفائز، مدير وحدة أبحاث الغدد الصماء العصبية الحيوية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية، قدّم إسهامات رائدة في فهم كيفية تعامل الجسم مع الدهون وتنظيم مستويات الكوليسترول، مشيراً إلى أنه نشر أكثر من 820 بحثاً علمياً، واستُشهد بأبحاثه أكثر من 71 ألف مرة.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد: «الطب رسالة إنسانية، ومنطقتنا كان لها فضل كبير، على مدى قرون، في تطوير علومه وممارساته وأدواته وأبحاثه»، لافتاً إلى أن جائزة «نوابغ العرب» تعيد «البوصلة إلى مسارها الصحيح» عبر الاحتفاء بما يقدمه الإنسان العربي وإبراز نماذجه قدوة للأجيال.

الدكتور المصري نبيل صيدح

وتُعد من أبرز محطات المسيرة العلمية للدكتور صيدح مساهمته في اكتشاف إنزيم «بي سي إس كيه 9» (PCSK9)، الذي يلعب دوراً محورياً في التحكم بمستويات الكوليسترول في الدم؛ إذ بيّن هذا الاكتشاف أن زيادة نشاط الإنزيم قد تقود إلى ارتفاعات خطرة في الكوليسترول، ما شكّل نقطة تحول أسهمت في تطوير جيل جديد من العلاجات المعروفة باسم «مثبطات بي سي إس كيه 9»، التي تُستخدم على نطاق واسع لخفض الكوليسترول وتقليل مخاطر أمراض القلب.

وإلى جانب أبحاثه في صحة القلب، قدّم صيدح إسهامات علمية في فهم أمراض الكبد الدهني واضطرابات السمنة وانتشار السرطان، إضافة إلى تفسير كيفية دخول بعض الفيروسات إلى الخلايا البشرية، بما فتح مسارات جديدة أمام تطوير علاجات مبتكرة في أكثر من مجال طبي.

وفي السياق ذاته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالدكتور صيدح أبلغه خلاله بفوزه، مشيداً بأبحاثه المتقدمة التي فتحت آفاقاً لتوظيف أحدث التقنيات والبيانات في ابتكار أدوية جديدة وعلاجات تخصصية ترتقي بمستويات الرعاية الصحية.

ويجسد مشروع «نوابغ العرب» مبادرة استراتيجية عربية أطلقها الشيخ محمد بن راشد لتكريم العقول العربية المتميزة في 6 فئات تشمل: الطب، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الطبيعية، والعمارة والتصميم، والاقتصاد، والأدب والفنون، بهدف استئناف مساهمة المنطقة العربية في مسار الحضارة الإنسانية.