قال المخرج المصري محمد عبد العزيز إن قرار مهرجان «القاهرة السينمائي» منحه جائزة «الهرم الذهبي» تقديراً لمسيرته الفنية يشعره بثقة واعتزاز كبيرين؛ كونه يأتي بعد تكريمه مطلع العام الجاري في مهرجان «جوي أوردز»، بالإضافة إلى تكريمه قبل 3 سنوات بمهرجان «الإسكندرية السينمائي» ومنحه «وسام البحر المتوسط».
وأضاف عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط» أنه عندما ينظر إلى التكريم اليوم يشعر بأنه «حصاد لعقود طويلة من العمل بالسينما والتدريس في أكاديمية الفنون»، مشيراً إلى أنه طوال 60 عاماً لم يتوقف عن التدريس بالأكاديمية، مبدياً سعادته بكونه المخرج صاحب الإنتاج الأكبر بجانب التدريس؛ لتقديمه 67 فيلماً روائياً طويلاً و20 مسلسلاً و3 مسرحيات.
وتابع: «علاقتي بمهرجان القاهرة قديمة، وسبق تكريمي في دورة تكريم صناع الكوميديا إلى جوار فؤاد المهندس وفاروق صبري، وأرى أن تكريم مهرجان القاهرة له خصوصية؛ لأنه يعكس تقدير المسيرة الطويلة، وليس النجاح الفردي».
ووصف المكالمة التي تلقاها من زميل عمره ورفيق دراسته حسين فهمي قبل أسابيع بأنها «لحظة فارقة»، إذ أبلغه رئيس المهرجان بأن الإدارة استقرت على منحه جائزة «الهرم الذهبي»، وقال: «أخبرته بأن المهرجان سبق وكرمني، لكنه رد بأن هذا التكريم مختلف لأنه عن إنجاز العمر، وشعرت بسعادة كبيرة بتلك المكالمة».
وحول الكتاب الذي سيصدر عنه بالتزامن مع تكريمه في المهرجان، أكد عبد العزيز أن كاتبه الناقد أسامة عبد الفتاح تحدث مع شقيقه عمر وجلس معه وكذلك مع نجله كريم عبد العزيز قبل أن يجلس معه مباشرة لتقديم كتاب يوثق مسيرته الفنية من مختلف الجوانب، مبدياً حرصه على التعاون معه للخروج في أفضل صورة.

ورغم تعاون محمد عبد العزيز مع الفنان عادل إمام في 18 فيلماً سينمائياً، فإن خلافاً وقع بينهما لفترة، وعن هذه الفترة يقول إن «فترة عدم التعاون بيني وبين عادل إمام استمرت لنحو عامين فقط، بسبب سوء تفاهم واختلاف في وجهات النظر حول أحد الأفلام السينمائية وطريقة تقديم الدور، وهو الدور الذي قدّمه نجم آخر وقتها».
وأضاف أن «في تلك الفترة لم يرفض عادل إمام أي فيلم من إخراجي، لكننا لم نعمل سوياً، حتى جاءت تجربة فيلم (غاوي مشاكل)، حيث كان يفترض أن تقوم بالدور الفنانة نجلاء فتحي التي توسطت في الصلح بيننا وإنهاء الموقف، ونجحت بالفعل، لكنها لم تقم ببطولة الفيلم آنذاك، وقامت به الفنانة نورا، حيث حقق نجاحاً كبيراً لنواصل بعدها تقديم مزيد من الأعمال سوياً».

وأوضح أن علاقته مع عادل إمام بدأت منذ عام 1964، وعن ذلك يقول: «هي علاقة صداقة وزمالة ومشوار عمر، إذ تشاركنا سوياً في رحلة الصعود». وأردف: «كل فيلم جمعنا حمل بصمات خاصة في شراكة فنية وثيقة قدمنا خلالها مجموعة من الأفلام المهمة فنياً».
من بين الفنانات اللاتي شاركن في أعمال محمد عبد العزيز الفنانة مديحة كامل التي قدم لها أعمالاً عدة من بينها «المعلمة سماح»، وعنها يقول: «كانت صديقتي وجارتي في العجوزة، وكنا نتبادل الزيارات، وقد تعاونت معها في فيلم (في الصيف لازم نحب)، وبعد نجاحها الكبير في (الصعود إلى الهاوية) كررنا التعاون في أكثر من عمل».
وأوضح أنها كانت من الممثلات اللاتي لديهن اهتمام كبير بعملهن وتناقش جميع التفاصيل، مضيفاً: «أبهرتني بمناقشاتها العميقة للسيناريو، فقد كانت مثقفة درامياً وتدرس الشخصية بدقة».

عبد العزيز الذي أخرج أولى تجارب الفنانة رانيا فريد شوقي أمام الكاميرا بفيلم «آه... وآه من شربات» مع والدها فريد شوقي، قال إن «هذا العمل جاء بعدما طلب منه فريد شوقي دعم ابنته ومنحها الفرصة بعمل سينمائي، وبدأوا بالفعل التحضير له والاستقرار على الفكرة التي قدمت فيها شخصية توأم بما يمكنها من إبراز قدرتها التمثيلية»، مشيراً إلى أنه كان يعرفها بحكم وجودها مع والدها في كواليس مسرحية «شارع محمد علي» قبل احترافها التمثيل.
وعن تنقله في التيمات الفنية التي أخرجها، أكد المخرج المصري حرصه على تقديم كوميديا في قالب اجتماعي مختلف عن القالب الذي اشتهر به فطين عبد الوهاب، بالإضافة لحرصه على التنقل بين كل مجموعة أعمال كوميدية لتقديم تجربة مختلفة.
وحول الانتقادات التي واجهها مسلسله «أبو ضحكة جنان» الذي تناول قصة حياة الراحل إسماعيل ياسين، قال محمد عبد العزيز: «شعرت بالضيق من الانتقادات التي تعرض لها العمل للمجهود الكبير الذي بذلته في تحضيره، خصوصاً مع رغبتي في تسليط الضوء على كيفية خروج البهجة من شخص عاش مآسي كثيرة في حياته»، وختم بأنه «لا يشعر بالندم على التجربة رغم ما صاحبها من انتقادات، وإذا عاد به الزمن سيكررها مرة أخرى».



