جدل بمصر عقب تجدد الحديث عن هدم ضريح القارئ محمد رفعت

حفيدته تطالب محبيه بـ«التصدي لقرار الإزالة»

الشيخ محمد رفعت المُلقب بـ«قيثارة السماء» (أرشيفية)
الشيخ محمد رفعت المُلقب بـ«قيثارة السماء» (أرشيفية)
TT

جدل بمصر عقب تجدد الحديث عن هدم ضريح القارئ محمد رفعت

الشيخ محمد رفعت المُلقب بـ«قيثارة السماء» (أرشيفية)
الشيخ محمد رفعت المُلقب بـ«قيثارة السماء» (أرشيفية)

تجدد الجدل في مصر حول مصير ضريح القارئ محمد رفعت «1882 - 1950» أحد أشهر قُرَّاء القرآن الكريم المصريين في القرن الماضي، بعد وضع علامات الإزالة على ضريحه وطلب بعض الموظفين نقل رفاته.

ورغم طمأنة إدارة الجبانة بمحافظة القاهرة لحفيدة الراحل، هناء رفعت، بعدم صدور قرار نهائي بهدم الضريح، فإنها تتخوف من إزالته في الفترة المقبلة على غرار المدافن والأضرحة التاريخية التي تم هدمها في الأشهر الماضية.

وطالبت هناء محبي جدّها للوقوف إلى جوارها والتصدي لنية هدم الضريح. مضيفة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنها «كانت قد تلقت تطمينات منذ فترة بعدم المساس بالضريح، حيث تعهدت إدارة جبانات القاهرة بالحفاظ عليه، وعدم الاقتراب منه، لكنهم عادوا وشكّلوا لجنة، ومرّوا أمس على المقبرة، ووضعوا علامة على جدرانها، وأبلغوا الحارس بذلك».

ضريح القارئ محمد رفعت مهدد بالإزالة (الشرق الأوسط)

مضيفة أن ما نقله لها الحارس أصابها بصدمة كبيرة، موضحة: «تواصلت مع المسؤولين وتحدثت مع اللجنة، وأنكروا أنهم وضعوا علامة الإزالة على قبر جدي، لكن كان لديَّ ما يفيد صحة الواقعة، فقد أرسل لي الحارس صورة للضريح وإشارة الهدم على الجدار، وقد أعدت إرسالها لهم، فما كان منهم إلا أن طلبوا مهلة للردّ وإفادتي بما سيتم إقراره بهذا الشأن، بعد ذلك جاءت التطمينات من جديد تبشرني وعائلة جدي بعدم هدم الضريح، لكن هذا الأمر يحتاج إلى دعم كبير من محبي القارئ الكبير الراحل حتى لا يقرروا هدم ضريحه».

وعَدَّ الكاتب الصحافي أيمن الحكيم، المقرب من أسرة الشيخ محمد رفعت، وضع علامة الإزالة على الضريح عودة عن التزام إدارة جبانات القاهرة بعدم هدم المقبرة، بعد تعهد إدارة الجبانات بالبعد عن المقبرة.

وقال الحكيم، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن منفذي المحور المروري لديهم الحلول الهندسية لتفادي هدم الضريح، فقد فعلوا ذلك مع مقبرة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وتراجعوا عن هدمها، تلافياً لغضب ورثته الذين هددوا في سبتمبر (أيلول) 2020 بنقل رفاته إلى فرنسا. هناك حلول إذن لتلافي الهدم والإزالة، ولا بد من إنقاذ ضريح الشيخ محمد رفعت.

«وفي مايو (أيار) 2023، كانت إدارة الجبانات بمحافظة القاهرة أصدرت قراراً بأن يكون مدفن القارئ الشيخ محمد رفعت خارج نطاق الإزالة تقديراً لمكانته، واستجابة لحملة المناشدات من عشاق الشيخ على امتداد العالم الإسلامي، لكن عودة اللجنة في كلامها ووضع إشارة على المدفن تمهيداً لهدمه، مدهش وغير مبرر ولا حاجة له»، وفق الحكيم.

ضريح القارئ محمد رفعت بعد إزالة المقابر من حوله (الشرق الأوسط)

ويعدّ الشيخ محمد رفعت أحد أعلام قراء القرآن الكريم البارزين، ولقّبه محبوه بـ«قيثارة السماء»، وأنشد الشعراء في تمجيد صوته الكثير من القصائد، فهو من افتتح بثّ الإذاعة المصرية سنة 1934م، وكان والده محمود رفعت مأموراً بقسم شرطة الجمالية، وقد ألحقه بكُتّاب «بشتاك» الملحق بمسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب، وعلى يد معلمه الأول الشيخ محمد حميدة حفظ القرآن، وبعد 6 سنوات أدرك شيخه تميزه، وبدأ يرشحه لإحياء الليالي في الأماكن المجاورة. وقد درس علم القراءات والتجويد لمدة عامين على يد الشيخ عبد الفتاح هنيدي، صاحب أعلى سند في وقته، ونال إجازته.

وفي العام الماضي، أذاعت الإذاعة المصرية مجموعة من التلاوات النادرة للقارئ الراحل بعد ترميمها وإعادتها للحياة، وذلك بعد تخصيص الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي ميزانية كبيرة لصيانة تراث الشيخ، وقامت من خلال «الهندسة الصوتية» بترميم الكنوز الجديدة التي كانت لدى الأسرة.


مقالات ذات صلة

إخلاء مقبرة السلحدار يُعيد الجدل حول مصير تراث الجبانات في مصر

يوميات الشرق مدفن الوزير أحد أبرز الشواهد المهدَّدة (الباحث إبراهيم طايع)

إخلاء مقبرة السلحدار يُعيد الجدل حول مصير تراث الجبانات في مصر

أدّى جمع متعلقات الحوش من ورثة السلحدار إلى حالة من الدهشة لدى قطاع من الباحثين والمهتمّين بتراث الجبانات.

حمدي عابدين (القاهرة)
يوميات الشرق شاهد على عبور البشر لمياه بعيدة (وحدة الآثار في كامبريدج)

زوارق تُعيد كتابة فصول مفقودة من عصر ما قبل التاريخ

بعد أكثر من 3 آلاف عام أمضتها مطمورةً في الطمي، خرجت 3 زوارق نادرة من العهدَيْن البرونزي والحديدي إلى الضوء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون 3 قطع منقوشة على صدف من عِرق اللؤلؤ مصدرها موقع مليحة في إمارة الشارقة

نقوش تصويرية منمنمة من موقع مليحة بالشارقة

نشأت مستوطنة مليحة في القرن الثالث قبل الميلاد، وازدهرت على مدى 6 قرون من الزمن.

محمود الزيباوي
يوميات الشرق دير سانت كاترين بجنوب سيناء (الهيئة العامة للاستعلامات المصرية)

مصر لتوثيق التراث الثقافي غير المادي بسيناء

ضمن خطة أطلس المأثورات الشعبية، بالهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية لتوثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي، أوفدت الهيئة بعثة ميدانية إلى محافظة شمال سيناء.

محمد الكفراوي (القاهرة )
ثقافة وفنون زاهي حواس (صفحته على «فيسبوك»)

زاهي حواس: الإعلان عن كشف أثري كبير داخل هرم خوفو العام المقبل

كشف عالم المصريات الدكتور زاهي حواس، إن مصر ستعلن العام المقبل عن كشف أثري كبير داخل هرم خوفو العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (الشارقة)

«كليوباترا»... استدعاء قصة الملكة المصرية مسرحياً

معالجة رؤية شكسبير وشوقي لقصة كليوباترا (وزارة الثقافة المصرية)
معالجة رؤية شكسبير وشوقي لقصة كليوباترا (وزارة الثقافة المصرية)
TT

«كليوباترا»... استدعاء قصة الملكة المصرية مسرحياً

معالجة رؤية شكسبير وشوقي لقصة كليوباترا (وزارة الثقافة المصرية)
معالجة رؤية شكسبير وشوقي لقصة كليوباترا (وزارة الثقافة المصرية)

استعادت دار الأوبرا المصرية دراما الملكة كليوباترا، عبر إحدى ليالي اللغة العربية بعنوان «كليوباترا... عروس الشرق»، خلال أمسية وعرض لكورال على مسرح الجمهورية (وسط القاهرة)، مساء الخميس.

تأتي الفعالية والعرض بالتعاون بين إدارة النشاط الثقافي والفكري بدار الأوبرا ومنتدى جامعة الإسكندرية للشعر والفنون، حيث استعرضت الأمسية المسرحيتين الشهيرتين «مصرع كليوباترا» لأمير الشعراء أحمد شوقي، و«كليوباترا» للشاعر الإنجليزي وليم شكسبير، فى قراءة تحليلية تتناول رؤيتَي العملين حول الشخصية التاريخية وما حملته من دلالات إنسانية وفكرية وجمالية فى أدبَي الشرق والغرب، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

ويتخلل الأمسية، التي تعالج المسرحيتين، فقرة فنية لكورال جامعة الإسكندرية بقيادة الدكتورة شريهان الحديني، ومن إعداد وإشراف الدكتورة نجوى صابر، تأليف ومعالجة درامية الدكتور محمد مخيمر، وإخراج محمد بهجت، وإشراف شهاب محروس مدير رعاية الشباب بجامعة الإسكندرية، وقد سبق أن قدمت تلك الأمسية بمسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» وحققت نجاحاً لافتاً.

وتناول أحمد شوقي قصة الملكة المصرية البطلمية كليوباترا في مسرحيته الشهيرة «مصرع كليوباترا» مركّزاً على علاقتها بمارك أنطونيو وأجواء الإسكندرية في ذلك الحين، والصراع في معركة أكتيوم عام 30 قبل الميلاد، الذي أسقط مصر في يد الرومان، وانتهاء العصر اليوناني البطلمي في مصر.

الملصق الدعائي للأمسية والعرض المسرحي (وزارة الثقافة)

في حين تناول وليم شكسبير قصة كليوباترا من زاوية أخرى عبر قصة أنطونيو وكليوباترا مع إبراز شخصية أوكتافيوس، صديق أنطونيو الذي أصبح غريمه فيما بعد وهزمه في معركة أكتيوم، لكن مع التركيز على الروابط العاطفية والاجتماعية في القصة حتى انتحار كليوباترا.

ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين في حديثه، لـ«الشرق الأوسط»، أن «أي عرض مسرحي هو مكسب للمسرح، خصوصاً حين يحمل أسماء كبيرة كموضوع للعمل المسرحي مثل الملكة كليوباترا صاحبة القصة الدرامية الثرية، أو حين يحمل العرض أسماء كُتاب كبار لم يطفئ الزمن بريق أسمائهم مثل وليم شكسبير أو أحمد شوقي».

ويثمن «الدمج بين اثنين من القمم مثل شكسبير الذي يُعد عالمياً أبا الدراما الحديثة، وأحمد شوقي (أمير الشعراء)»، مضيفاً: «وأعتقد أن التعامل مع النص المسرحي شعرياً يعطي إضافة مهمة للعمل».

ويتابع: «طرح ومناقشة وتقديم عرض كليوباترا مسرحياً، سواء عن نصوص كبيرة لشكسبير أم أحمد شوقي، وعرض الكورال المصاحب، أعتقد أن هذا يضيف كثيراً للحركة المسرحية».

كانت دار الأوبرا المصرية قد استضافت، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، «باليه كليوباترا»، الذي قدمته فرقة باليه القاهرة بقيادة إرمينا كامل، وأوركسترا وموسيقى محمد سعد باشا. وتناول الباليه القصة التاريخية لكليوباترا ملكة مصر وزواجها بمارك أنطونيو الذي اقتسم حكم الإمبراطورية الرومانية مع أوكتافيوس بعد قتل يوليوس قيصر، ثم إعلان أوكتافيوس الحرب ضد كليوباترا ومارك أنطونيو وهزيمتهما في معركة أكتيوم البحرية ونهايتهما المأسوية بعد انتصار خصمهما.


مصر: الإبقاء على اسم قناة «النيل الدولية» بعد انتقادات

استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)
استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

مصر: الإبقاء على اسم قناة «النيل الدولية» بعد انتقادات

استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)
استمرار خطة التطوير في قناة «النيل الدولية» (الهيئة الوطنية للإعلام)

أكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بمصر، أحمد المسلماني، أنه لن يتم تغيير اسم قناة «النيل الدولية»، في إشارة إلى اقتراح من العاملين في القناة بتغيير الاسم ليكون أكثر شمولاً تحت شعار «ENN»، اختصاراً لـ«شبكة مصر الإخبارية»، ضمن خطة تطوير القناة، وهو الاسم الذي أثار جدلاً وتعليقات «سوشيالية» رافضة، خصوصاً أن هذا الشعار كان في السابق لقناة إثيوبية.

وقال المسلماني في بيان، الجمعة، إنه استطلع آراء أعضاء مجلس الهيئة الوطنية للإعلام حول تغيير اسم قناة «النيل الدولية» إلى «ENN» ولم ينل الاقتراح قبولاً لدى عدد منهم، وقال إن «التطوير الكبير الجاري في القناة بالاسم الحالي (نايل تي في إنترناشونال) مستمر، ولن يتم عرض المقترح بتغيير الاسم رسمياً في اجتماع المجلس».

وكانت الإعلامية المصرية دينا عثمان، رئيسة قناة «نايل تي في إنترناشونال»، قد تحدثت من قبل عن اقتراح تغيير اسم القناة لتحمل اسم «شبكة مصر الإخبارية»، قدمه فريق التطوير بالقناة ضمن تصور لاستعادة المشاهد، وهو ما أثار انتقادات وتعليقات «سوشيالية» أشار بعضها إلى أن هذا الاسم المختصر «ENN» كان اسم قناة إثيوبية، وردت دينا على هذه التعليقات قائلة في تصريحات صحافية: «أما القناة الأفريقية التي يتحدث عنها بعض معارضي الاقتراح فهي قناة خاصة، عملت لمدة عامين وتم إغلاقها عام 2018».

وأرجعت سبب الاقتراح إلى «الخلط بين (نايل نيوز) و(نايل تي في)، مما أدى لتراجع المشاهدة والتأثير الخارجي»، مشيرة إلى أن قيادات القناة تدعم التطوير والتجديد في ظل أي شعار.

من جانبه، أشاد رئيس «الوطنية للإعلام» بجهود أسرة القناة، وقال إن «تطوير قناة (النيل الدولية) على رأس أولوياتنا»، مشيراً إلى «الدور الكبير الذي يجب أن تقوم به في بث رسالة مصر الحضارية بالإنجليزية والفرنسية إلى أكبر عدد من المشاهدين»، وفق بيان «الهيئة».

وعدّ أن اختزال البعض عملية التطوير في تغيير الشعار هو رأي متعسف لا يستند إلى معرفة جادة بحقائق التطوير الشامل الذي تعمل عليه أسرة القناة.

القناة جربت الشعار الجديد حاملاً ألوان علَم مصر (الهيئة الوطنية للإعلام)

وتعدّ قناة «النيل الدولية» من القنوات الرائدة في الوطن العربي في التوجه للعالم الخارجي؛ إذ انطلقت عام 1994، وتبث برامجها بالإنجليزية والفرنسية على أربعة أقمار اصطناعية، مما يجعلها تغطي مدى كبيراً وتعبر عن صوت مصر الموجّه للخارج.

وبحسب عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة الدكتور حسن عماد مكاوي، فإن «ما يُطرح من تغييرات مرتبطة باسم أو شعار قناة لا يمس جوهر الإعلام»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «التطوير يجب أن يرتبط بصناعة المحتوى، وجوهر المادة الإعلامية المقدمة، وتدريب وتأهيل الكوادر المختلفة في مجال الإعلام، والارتقاء بالاستوديوهات، مما يؤدي لتطويرات ملموسة في الشاشة بشكل عام، لكن الحديث عن تغيير الشعار أو الاسم يدخل في إطار (الفرقعات الإعلامية)»، ولفت مكاوي إلى أن هذه المرة الثانية التي يُقترح فيها ضمن التطوير تغيير أسماء قنوات ويتم التراجع عنه، وعدّ ذلك «أموراً شكلية، والمهم في التطوير هو التركيز على صناعة المحتوى».

وكانت الهيئة الوطنية للإعلام أعلنت في يناير (كانون الثاني) الماضي إطلاق اسم «موليوود» على قناتين في قطاع النيل للقنوات المتخصصة، ليصبح اسم قناة «نايل سينما» هو «موليوود سينما»، ودمج قناتَي «نايل دراما» و«نايل كوميدي» في قناة «موليوود دراما»، إلا أنها تراجعت عن الاقتراح بعد اعتراض عدد من الشخصيات الإعلامية البارزة وانتقادهم المقترح، باعتبار أن اسم «قنوات النيل» أصبح ماركة «و«براند» يجب الحفاظ عليه واستثماره وتسويقه في التطوير.

وترى أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة سارة فوزي، أن «الانتقادات لتغيير اسم (النيل الفضائية) لم تكن من الجمهور فقط، ولكن عدداً من أساتذة وخبراء الإعلام دخلوا، خصوصاً أنه ظهر مع البحث تشابه الشعار الجديد مع قناة إثيوبية».

ووصفت سارة «السوشيال ميديا» بأنها أصبحت بمثابة «السلطة الخامسة؛ فهي لا تراقب فقط وسائل الإعلام، ولكن مجالات أخرى كثيرة، ومن هنا كان تأثير الانتقادات فعالاً»، وفق حديثها لـ«الشرق الأوسط»، موضحة: «نرى ذلك في تأثير (السوشيال ميديا) عموماً، واستجابة وزارة الداخلية للعديد من الفيديوهات التي تُنشر بها تجاوزات في الشارع والتحقيق فيها فوراً».

وحول تغيير اسم القناة قالت: «هذا التغيير يحدث، ولكن في حالات محددة، حين تتغير ملكيتها أو تُدمج مع قنوات أخرى، فمن المنطقي أن تريد الإدارة الجديدة صناعة (براند) يخصها، لكن التغيير هنا غير منطقي؛ فهي ما زالت تتبع الدولة، ولا يصح أن نطلق عليها (شبكة)؛ فهي لا يوجد بها أكثر من قناة أو ظهير رقمي»، وفق تعبيرها.


«ضايل عنا عرض»... «سيرك غزة» يزرع البسمة على وجوه الأطفال وسط الأنقاض

الفيلم رصد «سيرك غزة الحرة» يقدم عروضاً في الشارع (الشركة المنتجة)
الفيلم رصد «سيرك غزة الحرة» يقدم عروضاً في الشارع (الشركة المنتجة)
TT

«ضايل عنا عرض»... «سيرك غزة» يزرع البسمة على وجوه الأطفال وسط الأنقاض

الفيلم رصد «سيرك غزة الحرة» يقدم عروضاً في الشارع (الشركة المنتجة)
الفيلم رصد «سيرك غزة الحرة» يقدم عروضاً في الشارع (الشركة المنتجة)

أثار الفيلم الوثائقي «ضايل عنا عرض - One More Show» اهتماماً في عرضه العالمي الأول ضمن أفلام المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ46 المنعقدة في الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي؛ لما أثاره من شجن لدى من شاهدوه، لقوته الإنسانية ورسالته المؤثرة التي قدمها شهادةً حية ليؤكد من خلالها قدرة الفن على المقاومة وعلى الأمل الذي يزهر رغم القهر والدمار.

الفيلم تم تصويره في غزة 2024 خلال الحرب، ويتتبع «سيرك غزة الحر» الذي أسسه مجموعة من الشباب الفلسطينيين الذين رفضوا الاستسلام لليأس رغم الإبادة الجماعية التي يشهدها القطاع، وبين الملاجئ والشوارع المهدمة وركام المباني المنهارة يواصلون تقديم عروضهم للأطفال، يذهبون إليهم في كل مكان ليمنحوهم لحظاتٍ من الفرح والأمل في ظل قسوة وبشاعة الواقع الذي يعيشونه.

الفيلم للمخرجة المصرية مي محمود، وهي ابنة الإعلامي محمود سعد، وقد عملت مساعدةَ مخرج في عدد من الأفلام، من بينها «الجزيرة» و«ولاد العم»، وقد اختارت عنوانه باللهجة الفلسطينية وهو يعني «لا يزال لدينا عرض» للتأكيد على استمرار رسالة أبطال سيرك غزة، وشارك في إخراج الفيلم المصور الفلسطيني أحمد الدنف الذي قام بتصوير الفيلم، ومن إنتاج «ريد ستار» لباهو بخش، بمشاركة «فيلم كلينك» للمنتج محمد حفظي، وتضم قائمة أعضاء «سيرك غزة الحر» كلاً من يوسف خضر، ومحمد أيمن، ومحمد عبيد «جاست»، وأحمد زَيارة «بطوط»، وإسماعيل فرحات، ومحمد الأخرس وأشرف خضر، إلى جانب مجموعة من فناني السيرك الشباب من غزة.

واستقبلت السجادة الحمراء صناع الفيلم قبل عرضه، مساء الخميس، وحملت المخرجة صورة شريكها الفلسطيني أحمد الدنف الذي تعذر حضوره من غزة، بينما حضرت شقيقته.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

تبدأ أحداث الفيلم من حي الزوايدة وسط قطاع غزة، حيث نرى أعضاء الفرقة الذين يقيمون داخل مبنى غير مجهز، يفترشون الأرض ببعض الأغطية التي ينامون عليها، يجلس أحدهم خارج المبنى يحادث زوجته ويفتح الكاميرا ليؤكد لها أنه بخير، ثم يداعب طفله الرضيع ويعود لزملائه الذين يقاومون اليأس وينشرون البهجة بعروضهم للأطفال. يؤدون البروفات في المكان نفسه الذي يعشون فيه، ثم يستقلّون سيارة نقل، لتبدأ رحلتهم عبر شوارع المدينة المهدمة وركام المباني المحطمة، ويتوقفون عند أحد الأحياء السكنية بمنطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث يتجمع الأطفال تباعاً يصفقون ويهللون مع بدء عروضهم، وتصورهن النساء من الشرفات، لتبدأ فقرات السيرك من البلياتشو للاعب الجمباز وأغنيات الفرحة التي تبدد الخوف في نفوس الأطفال.

يصور الفيلم حياة أعضاء السيرك اليومية ومخاوفهم في ظل الحرب وغيابهم عن أسرهم، ويقول أحدهم: «في كل مرة نخرج أخاف ألا نعود»، لكن ذلك لا يوهن من عزمهم على مواصلة رسالتهم.

استقبل المسرح الكبير فريق عمل الفيلم عقب العرض، وقالت المخرجة مي محمود إنها أرادت توثيق الحياة اليومية في غزة، وكان يشغلها كثيراً كيف يعيش أهل المدينة في ظل الحرب، حتى علمت بفرقة «سيرك غزة الحر» وما تقوم به، وبمشاركة مدير التصوير الفلسطيني أحمد الدنف بدأوا التصوير.

فريق عمل الفيلم برفقة مصممة الملابس ناهد نصر الله قبل عرضه الأول بالمهرجان (الشركة المنتجة)

وأضافت مي أن «هذا الفيلم تم بدعم من طاقمه الذين عملوا دون أجر، قبل أن تنضم لنا (ريد ستار)، حيث عرضت الفيلم عليهم، ولم أقل سوى جملة واحدة (الفيلم يصور فرقة سيرك غزة الحر التي تواصل عروضها في ظل الحرب)، فوافقوا فوراً».

وكشف المنتج صفي الدين محمود مدير تطوير المشروعات بشركة «ريد ستار» عن اتفاقهم منذ البداية على تخصيص أي إيراد سوف يحققه الفيلم لدعم «سيرك غزة الحر».

وحسب الناقد طارق الشناوي، فإن «الفيلم يمس الإحساس والوجدان» مثلما يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لقد انطلق من نقطة مهمة وهي أن أعضاء السيرك يحاربون عدوهم بالحياة بينما هو يحاربهم بالموت، هذا هو العمق الحقيقي للفيلم الذي عكس حالة بهجة على عكس أفلام أخرى عن القضية الفلسطينية سيطر فيها الجانب الدموي بحكم أنه الواقع وبحكم إظهار وحشية الجانب الإسرائيلي»، لكن «الأعمق - وفق الشناوي - أن تؤكد قدرتك على المقاومة، ليس من خلال السلاح، لكن أن تتنفس الحياة في عز الموت وتواجههم بالفرحة»، ويشير إلى أن «المخرجة قدمت السلاح الحقيقي، وهو أن الفلسطيني سيظل يعشق الحياة».

ويلفت الشناوي إلي أن «الفيلم الوثائقي يعتمد على تلقائية الأداء من أبطاله، ولا يعتمد على ممثلين محترفين ولا يستلزم توجيههم، بل الأصل أن يتركهم المخرج يؤدون بتلقائيتهم، وهذا ما حرصت عليه المخرجة مي محمود في الفيلم».