عادت أعمال الفنان المصري الراحل فؤاد المهندس إلى الواجهة مجدداً، مع الاحتفال بمرور 101 عام على ميلاده في 6 سبتمبر (أيلول) عام 1924، ونشر كثير من المواقع المصرية والصفحات «السوشيالية» أفلام و«إفيهات» فؤاد المهندس بوصفه واحداً من «صناع البهجة» في السينما المصرية.
كما احتفت قنوات تلفزيونية بذكرى ميلاد المهندس وعرضت أفلامه ومسرحياته التي تعد علامة مهمة في تاريخ السينما المصرية، وفق نقاد ومؤرخين للفن، من بينها أفلام «اعترافات زوج» و«أخطر رجل في العالم» و«العتبة جزاز» و«أرض النفاق»، ومسرحيات «سيدتي الجميلة» و«إنها حقاً عائلة محترمة» و«سك على بناتك» و«هالة حبيبتي» و«علشان خاطر عيونك».
ومن الإفيهات التي اشتهر بها فؤاد المهندس واستعادها محبوه، جملته الشهيرة في نهاية البرنامج الإذاعي الذي كان يقدمه تحت عنوان «كلمتين وبس» وينهي الحلقات بجملة «مش كده ولا إيه»، وكذلك «الإفيه» الذي اشتهر به في فيلم «عائلة زيزي» وهو «المكنة طلّعت قماش»، والحكمة الأخيرة في مسرحية «سك على بناتك» وهي «سك على بناتك لكن اعطيهم المفتاح».
الدكتور وليد الخشاب، أستاذ الدراسات العربية بجامعة يورك الكندية، صاحب كتاب «فؤاد المهندس... مهندس البهجة» يرى أن «مرور 101 عام على ميلاد فؤاد المهندس يجعلنا نستعيد سيرته وذكراه لما يمثله بالنسبة لنا من رمز ونموذج للفنان الذي استطاع أن يصنع البهجة لتبقى حية بيننا ونستعيدها مع ذكراه»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «الاهتمام بفؤاد المهندس وصعود اسمه وأعماله إلى الواجهة دليل على أننا ما زلنا نعيش في ظل فكاهته وظرفه رغم أنه رحل عنا منذ نحو عقدين (توفي عام 2006)».
ويوضح الخشاب أن «المهندس ما زال يداعبنا بابتسامته و(إفيهاته)، كما نقول بالعامية، ليس فقط لأنه صانع بهجة وكوميديان محترف له قدرة فائقة على الإضحاك، ولكن أيضاً لأنه جزء من تاريخنا وحياتنا، خصوصاً ذكريات الطبقة الوسطى في زمن التحرر الوطني، فقد كان أحد رموز تلك المرحلة».
ويتابع صاحب كتاب «مهندس البهجة»: «في حالة فؤاد المهندس كان من أهم من يقدمون الكوميديا باللغة الغربية في زمن التحرر الوطني، ولأنه ارتبط بهذه اللحظة من زاوية الكوميديا ولمع نجمه مع صعود العروبة والقومية العربية؛ لذلك ما زال يعيش بيننا ليس كفنان كوميدي فقط ولكن كعلامة من علامات زمن فارق في تشكيل وعينا، لهذا يظل حاضرا بيننا ونبتسم دائماً كلما مر ذكره أو مرت ذكراه».
وإلى جانب أفلامه التي قام ببطولتها، فقد شارك المهندس في بطولة كثير من الأفلام مع كبار النجوم في الستينات والسبعينات مثل «الخطايا» و«معبودة الجماهير» مع عبد الحليم حافظ، و«عائلة زيزي» مع مجموعة من الفنانين، وفي فترة لاحقة في الثمانينات شارك في «البيه البواب» مع أحمد زكي.

ويرى الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، أن «فؤاد المهندس من علامات الفن في مصر سواء السينما أو المسرح أو التلفزيون أو الإذاعة، فقد قدم الكثير في كل المجالات»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «يستحق فؤاد المهندس أن يحظى بتكريم خاص بمناسبة مرور ذكرى ميلاده، فقد كان من علامات المسرح المصري في الستينات، وحتى في السبعينات والثمانينات، إفيهاته في (سك على بناتك) حين قال (كنت سيبيه يمسكها يا فوزية) هذه الإفيهات تظل متداولة ولا يطولها الاندثار، بل تتجدد دائماً، مر عليها نحو 45 سنة وما زال الناس يحفظونها ويستخدمونها».
ووصف سعد الدين الفنان الراحل بأنه «كان أستاذاً كبيراً وله مدرسة سواء في السينما أو المسرح أو الإذاعة، الجمل التي يقولها أصبحت تشبه الماركة المسجلة بنبرة صوته المميزة، فهو تاريخ طويل جداً وراسخ في معادلة الكوميديا بمصر، هو امتداد لنجيب الريحاني، ولكنه أيضاً صانع للنجوم، وبتتبع مشواره سنجد أسماء مثل عادل إمام ومحمد أبو الحسن وشيريهان، وآخرين أعطاهم فرصة في البدايات ليظهروا معه، وأصبحوا نجوماً كباراً».










