بزيادة مبيعات 20 %... المزاد الدولي للصقور يستقطب حضوراً عالمياً واسعاً

«الشرق الأوسط» ترصد الإقبال الكبير… والجمهور يتحدث عن نسخة «فارقة»

حضور دولي بارز شهده مزاد الصقور في السعودية (واس)
حضور دولي بارز شهده مزاد الصقور في السعودية (واس)
TT

بزيادة مبيعات 20 %... المزاد الدولي للصقور يستقطب حضوراً عالمياً واسعاً

حضور دولي بارز شهده مزاد الصقور في السعودية (واس)
حضور دولي بارز شهده مزاد الصقور في السعودية (واس)

بينما ترتفع الأصوات، ويحتدم السابق، يُقبل المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025 على ختام فعالياته مسجّلاً أرقاماً قياسية جديدة، جعلت النسخة الحالية منه تتقدم على النسخ السابقة على صعيد الأرقام.

على الساعة السابعة مساء كل يوم من فعاليات المزاد الذي يُقام في ملهم، شمال العاصمة السعودية الرياض، يضبط المهتمّون بالمزاد أوقاتهم، ويزداد توافد الزوّار والمهتمين والراغبين بالاستثمار في واحدٍ من القطاعات التي تشهد نموّاً في البلاد، وتظهر على معاصم أيديهم «الإسوارات القماشية» ذات اللون الأخضر وألوان أخرى، قبل أن تعتلي الصقور أيادي العارضين فوق المنصة الأشهر في عالم مزادات الصقور.

المهتمون بالمزاد يتوافدون إليه قبل بدايته كل يوم عند السابعة مساءً (الشرق الأوسط)

وسجِّل المزاد وفقاً لما كشفه لـ«الشرق الأوسط» وليد الطويل، المتحدث الرسمي لنادي الصقور، «مبيعات تجاوزت النسخة الماضية بأكثر من 20 في المائة، ومشاركة 62 مزرعة إنتاج من 22 دولة، منها 16 مزرعة محلية، مقابل 13 في العام الماضي، إلى جانب مشاركة ما يقارب 1000 صقر في المزاد».

تطورات نوعية وتعزيز الشفافية

الطويل أكد أن المزاد هذا العام شهد تطوّرات نوعية، أبرزها الإعلان اليومي عن المبيعات لأول مرة تعزيزاً للشفافية، وزيادة عدد المزارع المشاركة، مع تسجيل دول جديدة حضورها، ما جعل المزاد وجهة رئيسية لكبرى مزارع الإنتاج العالمية.

وبينما لا توجد تفاصيل حتى اللحظة حول عدد الزوّار، الذي رصدت «الشرق الأوسط» كثافته، قال الطويل، إن المزاد حظي هذا العام بإقبال لافت من الهواة والصقارين والزوار من داخل المملكة ودول الخليج، إلى جانب زوار من مختلف أنحاء العالم، الذين جذبتهم الفعالية كوجهة سياحية يتعرفون من خلالها على الصقر وأساليب العناية به، الأمر الذي يعكس مكانة المزاد كمنصة عالمية.

المزاد هذا العام شهد تطوّرات نوعية أبرزها الإعلان اليومي عن المبيعات لأول مرة تعزيزاً للشفافية (واس)

ومن المثير للاهتمام أنه لا فئة أو سلالة معيّنة من الصقور هيمنت على المزاد أو على معظم عمليات البيع والشراء، الأمر الذي أشار إليه الطويل، لافتاً إلى أن كل نوع له جمهوره الخاص، وزاد أن «المزاد هذا العام عرض مختلف السلالات، ليتيح لكل هاوٍ أو صقار اختيار ما يفضّله وفق اهتماماته واحتياجاته».

وكان لافتاً للزائر والمتابع، الحضور الكبير، خصوصاً من خارج السعودية، سواء المشاركون أو الزوّار والمهتمون، فضلاً عن زيارات متعدّدة لعدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية لدى السعودية.

وعرّج الطويل بالتأكيد على أن «المشاركات الدولية كانت بارزة، إذ مثّلت 62 مزرعة من 22 دولة، بينها 16 مزرعة محلية، وهو ما يؤكد تزايد الاهتمام الخارجي بالمزاد عاماً بعد آخر، ويعكس مكانة المملكة كوجهة عالمية للصقارين ومنتجي الصقور».

مشاركة 62 مزرعة إنتاج من 22 دولة في مزاد الصقور الدولي (واس)

حضور دولي

شافي الهاجري (43 عاماً) جاء خصّيصاً من دولة قطر لحضور المزاد، مكرّراً زيارته السنوية لهذه الفعالية، وأن للسعودية قصب الريادة في تعزيز هذا القطاع، خصوصاً وهو يرى العديد من هواة ومحبي «الصقارة» من مختلف دول العالم، يصلون معه في مطار الملك خالد الدولي بمدينة الرياض، قاصدين المزاد الذي يقام على بعد أكثر من 70 كيلومتراً تقريباً خارجها.

عبد الإله بن مشعل (37 عاماً) وهو هاوٍ للصقور، وأحد المستثمرين فيها، نقل لـ«الشرق الأوسط» إعجابه بما رآه في النسخة الحالية للمزاد: «هذا العام يمكنك مشاهدة الفرق عن النسخ السابقة، مع أنك تستطيع ملاحظة أن الأمر يأتي في إطار التطوير، فما رأيناه العام الماضي كان رائعاً، وهذا العام جاء أروع من ذلك».

ويدعم ابن مشعل حديثه بالتركيز على جانب تعدّد السلالات وازدياد المنافسة خلال المزاد، ما ساهم في ارتفاع إجمالي المبيعات، ومنح للصقور ما تستحقّه.

أسرة أجنبية لدى حضورها مزاد الصقور الدولي (الشرق الأوسط)

المزارع المحلية

أما فايز الحارثي (33 عاماً) فاعتبر أن حضور 16 مزرعة محلّية بعدد أكبر من حضورها العام الماضي بواقع 13 مزرعة، ساهم في التعريف بهذه المزارع ورفع مستوى حضورها، والتأكيد على أن الإنتاج المحلي يمكنه المنافسة والتأثير في مجال الصقور محلّيّاً ودوليّاً، خصوصاً في هذا المزاد الذي يعدّ وجهة دولية.

كثير من هواة الصقور، والمستثمرين فيها، باتوا ينظرون إلى المزاد باعتباره وجهةً موثوقةً تجمع نخبة الصقور في مزادات تنافسية مباشرة وسريعة، بحضور الصقارين والمنتجين وعشاق الصقور من داخل السعودية وخارجها، ويتعزّز ذلك مع نقل فعالياته عبر القنوات التلفزيونية والبث المباشر على منصات التواصل الاجتماعي.


مقالات ذات صلة

دراسة: امتلاك كلب يعزز الصحة النفسية للمراهقين

يوميات الشرق كلب يرتدي أغطية للأرجل للحماية من المطر في نيويورك (أ.ف.ب)

دراسة: امتلاك كلب يعزز الصحة النفسية للمراهقين

كشفت الأبحاث أن وجود كلب في المنزل قد يُعزز الصحة النفسية للمراهقين، ويضيف العلماء أن هذا قد يُعزى جزئياً إلى مشاركة الميكروبات.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق السلحفاة «غرامّا» تأكل جذع موز في حديقة حيوان سان دييغو بالولايات المتحدة 17 مايو 2023 (أ.ب)

نفوق السلحفاة «غرامّا» الشهيرة عن عمر 141 عاماً

نفقت «غرامّا»، السلحفاة العملاقة التي عاشت أكثر من 141 عاماً، في حديقة سان دييغو بأميركا، بعدما أصبحت رمزاً محلياً وواحدة من أقدم السلاحف المعروفة عالمياً.

«الشرق الأوسط» (سان دييغو (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق إندونيسيا من الدول القليلة التي لا تزال تسمح ببيع لحوم الكلاب والقطط (أ.ف.ب)

جاكرتا تحظر استهلاك لحوم الكلاب والقطط

أصبح استهلاك لحوم الكلاب والقطط والحيوانات الأخرى التي يمكن أن تنقل داء الكلب محظوراً في جاكرتا، على ما أفاد به مسؤول إندونيسي، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
يوميات الشرق حياةٌ تعود خطوة خطوة إلى الطائر الجريح (أ.ب)

إنقاذ درامي لبومة سقطت في خلاط أسمنت

من المُتوقَّع أن تتمكّن من الطيران مجدداً بعد عملية تنظيف مُضنية أجراها عاملون في مأوى حيوانات وصفوا الطائر بأنه «مُقاتل».

«الشرق الأوسط» (يوتا (الولايات المتحدة))

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
TT

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)

ساعات من الطرب والحماسة شهدتها أولى حفلات برنامج «صدى الوادي» في وادي صفار، مع صقر الأغنية الخليجية رابح صقر، والفنان ناصر نايف، ضمن فعاليات موسم الدرعية.

وانطلقت، الخميس، أولى حفلات برنامج «صدى الوادي»، في مشهد جمع بين القيمة التاريخية للمكان والإيقاع الفنّي الذي يُقدّمه موسم الدرعية 25-26، ضمن برامجه التي تمزج بين التاريخ والتراث والسياحة والترفيه.

وبدأت الأمسية على المسرح المفتوح بتصميمه الذي ينسجم مع الطبيعة الآسرة لوادي صفار شمال غربي مدينة الرياض، مع الفنان السعودي الشاب ناصر نايف الذي تفاعل معه الجمهور وهو يؤدّي أغنياته المُحبَّبة.

وتصاعدت حماسة الحضور مع ظهور صقر الأغنية الخليجية رابح صقر الذي لفت الأنظار بأدائه في عدد من أغنياته، أبرزها: «يوم ما أنا ضحّيت ما أقصد جحود»، و«حبيبي اللي همّه رضاي»، إلى جانب أداء ناصر الاستثنائي في «نسايم نجد»، و«خلي الليالي سعادة»، ومجموعة أخرى من الأغنيات التي أشعلت شتاء وادي صفار في أولى حفلات موسم الدرعية هذا العام.

الفنان ناصر نايف خلال الحفل (موسم الدرعية)

الفنان رابح صقر خلال الحفل (موسم الدرعية)

ويأتي اختيار وادي صفار لتنظيم الأمسية لما يمثّله من قيمة تاريخية وموقع حيوي كان على مدى العصور مَعْبراً للمسافرين وقوافل التجارة، وملتقى اجتماعياً لأهالي الدرعية، قبل أن يتحوَّل اليوم إلى مسرح مفتوح يحتضن فعاليات ثقافية وفنية تعكس حضور الموسم وتنوّع عروضه. ويندرج هذا الحفل ضمن برنامج موسيقي واسع يشارك فيه فنانون من أبرز الأسماء العربية؛ من بينهم: فنان العرب محمد عبده، وقيثارة العرب نوال، وراشد الفارس، وأميمة طالب، وفنانو حفل اليوم، الجمعة، عايض يوسف، وزينة عماد، بالإضافة إلى مجموعة من المواهب السعودية الممّيزة.

أجواء تراثية وطربية في ليالي «صدى الوادي» (موسم الدرعية)

ويُقدّم برنامج «صدى الوادي» سلسلة من الحفلات التي تستضيف أبرز الفنانين في العالم العربي، عبر إثراء التجربة الفنية لزوار موسم الدرعية من خلال عروض موسيقية متنوّعة تشمل السامري وفنون الأداء الجماعي، وتُبرز جماليات المكان بتكوينه الطبيعي وشواهده التاريخية.

وتشمل تفاصيل «صدى الوادي» تجربة متكاملة تبدأ باستقبال الزوار بطابع الضيافة السعودية، مروراً بعروض شعرية وغنائية، وصولاً إلى مرافق فنّية ومعارض تفاعلية، من بينها معرض السامري الذي يُقدّم سرداً بصرياً وثقافياً لتراث فنون الأداء النجدية عبر تقنيات رقمية وآلات موسيقية معروضة، بما يعزّز دور البرنامج في الحفاظ على الفنون التقليدية وإبرازها بأسلوب معاصر.


أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
TT

أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)
الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)

طوّر فريقٌ بحثي دولي، بقيادة جامعة تكساس الأميركية، أداةً مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُساعد المبرمجين من ضعاف البصر على إنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد وتحريرها والتحقق منها بشكل مستقل.

وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تفتح الباب أمام إتاحة أدوات الإبداع التكنولوجي للأشخاص ضعاف البصر، وهو مجال لا يزال محدوداً جدّاً حتى الآن. وقد قُدّمت النتائج، الخميس، خلال مؤتمر «ASSETS 2025» الدولي للحوسبة في دنفر بالولايات المتحدة.

ويعاني المبرمجون ضعاف البصر تحديات كبيرة في العمل على الأكواد والنماذج الرقمية، إذ تعتمد أدوات برمجة تقليدية عدّة على الرؤية المباشرة للشاشات والنماذج ثلاثية الأبعاد.

ووفقاً للفريق، فإن نحو 1.7 في المائة من المبرمجين يعانون ضعف البصر، ويستخدمون أدوات مثل قارئات الشاشة وشاشات برايل التي تتيح لهم قراءة الأكواد بطريقة «برايل».

وجاء اهتمام الفريق في تطوير الأداة بعد ملاحظتهم التحديات التي واجهها زميلهم الكفيف أثناء دراسة النمذجة ثلاثية الأبعاد، إذ كان يحتاج دائماً إلى مساعدة الآخرين للتحقّق من عمله.

وتحمل الأداة المبتكرة اسم «A11yShape»، وتهدف إلى تمكين ضعاف البصر من تحرير النماذج والتحقّق منها دون الحاجة إلى مساعدة أشخاص مبصرين، ما يفتح أمامهم فرصاً أوسع للمشاركة في المشروعات التقنية والإبداعية بشكل مستقل.

وتعتمد الأداة على التقاط صور رقمية متعددة الزوايا للنماذج التي يُنشئها المبرمجون في محرر الأكواد «OpenSCAD»، ومن ثمَّ يستخدم النظام نموذجَ الذكاء الاصطناعي «GPT-4o» لتحويل الأكواد والصور إلى وصفٍ نصّي دقيق يمكن للمستخدم فهمه بسهولة.

كما تقوم الأداة بمزامنة التغييرات بين الكود والوصف والنموذج ثلاثي الأبعاد، وتوفّر مساعداً ذكياً شبيهاً بـ«روبوت دردشة» للإجابة عن أسئلة المستخدم المتعلّقة بالتصميم والتحرير.

وبذلك تتيح الأداة للمبرمجين من ضعاف البصر العملَ بشكل مستقل على تصميم النماذج ثلاثية الأبعاد من دون الحاجة إلى مساعدة شخص مبصر، ما يُعزّز فرصهم في الإبداع والمشاركة الفعلية في المشروعات التقنية.

واختبر الباحثون الأداة مع 4 مبرمجين من ضعاف البصر، وتمكّنوا بفضلها من إنشاء وتعديل نماذج ثلاثية الأبعاد لروبوتات وصواريخ وطائرات هليكوبتر بشكل مستقل.

وقال الدكتور ليانغ هي، الأستاذ المساعد في علوم الحاسوب بجامعة تكساس والباحث الرئيسي في الدراسة: «هذه خطوة أولى نحو تمكين الأشخاص ضعيفي البصر من الوصول إلى أدوات الإبداع، بما في ذلك النمذجة ثلاثية الأبعاد».

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن فريقه سيواصل تطوير الأدوات لدعم المبرمجين ضعيفي البصر في مهام إبداعية أخرى، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وتصميم الدوائر الإلكترونية، بهدف تمكينهم من العمل بشكل مستقل في هذه المجالات.


الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
TT

الرياض تجمع 60 متحدّثاً عالمياً بمنصة فلسفية تبحث جذور الفكر بين الشرق والغرب

مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)
مدارس واتجاهات فلسفية عدّة ضمن برنامج متنوّع (هيئة الأدب)

أكد الدكتور عبد اللطيف الواصل، رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، أنّ المرحلة الراهنة تتطلَّب استعادة دور الفلسفة في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتقدَّم فيه المادية، لتُعيد طرح الأسئلة الكبرى، وتُقدّم قراءة أعمق للتحوّلات التي يشهدها العالم.

وتابع الواصل، خلال افتتاح أعمال «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025» في نسخته الخامسة، أنّ الرياض باحتضانها هذا الحدث المعرفي تُرسّخ مكانتها فضاءً حيّاً يتقاطع فيه عمق الفكرة مع حيوية التجديد، وتمنح الفكر موقعاً فاعلاً في صياغة الرؤى والأسئلة المعاصرة.

يشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً عالمياً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين (هيئة الأدب)

وتتواصل، منذ الخميس، نقاشات غنيّة ضمن أعمال المؤتمر الذي تُنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مكتبة الملك فهد الوطنية، تحت عنوان «الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، والأصول، والتأثيرات المتبادلة».

ويشارك في المؤتمر 60 متحدّثاً من الفلاسفة والمفكرين والباحثين من مختلف دول العالم، يمثّلون مدارس فلسفية متعددة، مما يمنح البرنامج تنوّعاً معرفياً يُعزّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات.

نقاشات مُعمَّقة ضمن ورشات العمل المُصاحبة للمؤتمر (هيئة الأدب)

وتشهد الفعالية أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية، وطرائق التفكير، ومسارات التأثير المتبادل بين المدارس الفكرية، إلى جانب مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني، والتحوّلات الثقافية، ودور الفلسفة في قراءة الواقع.

هذا الزخم العلمي يمنح الباحثين والمهتمّين رؤى متنوّعة ومقاربات موسَّعة، تُعمّق النقاشات الفلسفية وتُطوّر فهماً أوسع للأسئلة الكبرى في الفكر الإنساني.

مؤتمر الرياض عزَّز مكانته منصةً دوليةً للحوار وتبادل الخبرات (هيئة الأدب)

الروابط المشتركة بين الشرق والغرب

وأشار الواصل إلى أنّ اختيار عنوان المؤتمر يعكس حقيقة أنّ الفلسفة لم تُولد من الجغرافيا بقدر ما تشكّلت من السؤال. وأضاف أن تناول ثنائية الشرق والغرب ليس هدفه تكريس الانقسام، بل إبراز الروابط المشتركة بين التجارب الفكرية وما يجمعها من ميراث إنساني قائم على البحث عن المعنى وصناعة الوعي.

وأوضح أنّ انعقاد المؤتمر في نسخته الخامسة هو امتداد لمشروع فكري انطلق قبل 5 أعوام، وتحوَّل إلى مبادرة راسخة تُعزّز حضور الفلسفة وتُثري حوار الثقافات، وتُرسّخ موقع المملكة منصةً عالميةً في مجالات الإنتاج المعرفي وصناعة الفكر.

وأوضح الواصل أنّ المؤتمر بات اليوم مشروعاً يتنامى أثره عاماً بعد عام، ويتّسع حضوره محلّياً ودولياً، بما يعكس الثقة التي اكتسبها ودوره في دعم الحوارات الفلسفية بين الشرق والغرب.

يشهد المؤتمر أكثر من 40 جلسة حوارية تتناول جذور الفلسفة الشرقية والغربية (هيئة الأدب)

وأكّد أنّ الحاجة المتزايدة لاستعادة دور الفلسفة تنبع من واقع عالمي سريع التحوّل، تتقاطع فيه الأزمات والأسئلة الوجودية. وترى الرياض في هذا الحدث مساحة تتفاعل فيها الفكرة العميقة مع التجديد الفكري، في فضاء مفتوح يعكس المكانة المتنامية للمملكة في المشهد الفلسفي العالمي.

ويُعدّ «مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة» من أبرز الفعاليات الفكرية السنوية في المنطقة، إذ يُسهم منذ انطلاقته الأولى في تعزيز التواصل الثقافي العالمي، وإعادة تقديم الفلسفات بمختلف مدارسها في سياق دولي، وترسيخ الدور السعودي في دعم الإنتاج الفكري وبناء الجسور المعرفية بين الشرق والغرب، بما يخدم مسارات التنمية الثقافية والفكرية التي تشهدها المملكة.

مناقشة قضايا معاصرة تتعلَّق بالمعنى الإنساني والتحوّلات الثقافية (هيئة الأدب)

ويأتي انعقاد المؤتمر هذا العام امتداداً لمسيرته المعرفية التي بدأت قبل 5 أعوام، ليواصل دوره منصةً عالميةً تجمع المفكرين والباحثين والخبراء من مختلف دول العالم، وتُرسّخ مكانة السعودية مركزاً دولياً لإنتاج المعرفة وتعزيز الحوار بين الثقافات.