مصر: جداريات فنية ضخمة بأسوان تحصد الإعجاب

دعاوى لنشر التجربة في المدن السياحية

مشروع لرسم بورتريهات جنوبية على عمارات بأسوان (صفحة الفنان علي عبد الفتاح على «فيسبوك»)
مشروع لرسم بورتريهات جنوبية على عمارات بأسوان (صفحة الفنان علي عبد الفتاح على «فيسبوك»)
TT

مصر: جداريات فنية ضخمة بأسوان تحصد الإعجاب

مشروع لرسم بورتريهات جنوبية على عمارات بأسوان (صفحة الفنان علي عبد الفتاح على «فيسبوك»)
مشروع لرسم بورتريهات جنوبية على عمارات بأسوان (صفحة الفنان علي عبد الفتاح على «فيسبوك»)

على مدى عام ونصف عكف الفنان التشكيلي المصري علي عبد الفتاح وزوجته الفنانة مها جميل على رسم جداريات ضخمة في مدينتهما أسوان (جنوب مصر)، ضمن مشروع فني بدآه بعنوان «الدهب في الوجوه»، يحتفي بالإنسان بعدّه حامي الحضارة وحاملها، والمحافظ عليها، فلولاه - حسب الفنان علي عبد الفتاح - ما استمرت حتى اليوم.

وأثارت هذه اللوحات ردود فعل من متابعين على «السوشيال ميديا» رحبوا بالفكرة ودعوا لتنفيذها في مدن أخرى، خصوصاً المدن السياحية، وكذلك في واجهات وخلفيات العمارات المطلة على طريق المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه قريباً.

إحدى الجداريات ضمن المشروع (صفحة الفنان علي عبد الفتاح على «فيسبوك»)

كان هدف الفنان وزوجته أن يبرزا في اللوحات الجدارية، ملامح الوجوه، المحبة للحياة والضاربة في عمق التاريخ والهوية المصرية، وقد استفادا وهما يقدمانها من التراث القديم، ووظفاه في أعمال مبتكرة تعلي من قيمة الفن وتجعل من الشوارع معارض تشكيلية مفتوحة، تعمق لدى مشاهديها الإحساس بالفن والجمال وتدفعهم للإقبال على الحياة.

فكرة المشروع بدأت لدى عبد الفتاح ومها منذ عدة أعوام، ومرت بكثير من المراحل، وكان الهدف منها، حسب قول الفنان لـ«الشرق الأوسط»، تنشيط السياحة في المدينة ونشر التوعية الفنية في المجتمع، مضيفاً: «استعرضنا الكثير من الأفكار، بعدها اخترنا مشروعين وقررنا تنفيذهما في فضاء شوارع أسوان، وبالإمكانيات المتاحة لدينا».

كانت البداية بمشروع «رمز النيل» الذي اختارا من خلاله أحد خزانات المياه، ورسما عليه جدارية تعبر عن نهر النيل، وأهميته بالنسبة للمجتمع، أما المشروع الثاني فكان رسم وجوه البشر على جدران العمارات، وبمساحات ضخمة وعلى حوائط تتميز بمواقع فريدة تلفت نظر كل من يمر بجوارها.

أراد الزوجان أن يجعلا من الجداريات والوجوه المرسومة وسيلة للحكي، يسردان من خلالها قصص بشر حقيقيين موجودين بالفعل، «تصادفهم وتلتقيهم»، «وتشعر وأنت تشاهد وجوههم المرسومة على الجدار أنك رأيتهم من قبل في العديد من الأماكن». وفق الفنان.

الفنان علي عبد الفتاح مع إحدى لوحاته (صفحته على «فيسبوك»)

ويضيف أن اختيار اسم «دهب أسوان» على الجزء الثاني من مشروع رسوماته وزوجته كان يسعى للاحتفاء بالبشر وناس المدينة التي تزخر بالعديد من المواقع الأثرية، فهم - حسب قوله - المعنيون بالمغزى من وراء الاسم، وهم الذين حافظوا على التاريخ واحتضنوا التراث، وهم الذين أقيمت على أرضهم مشروعات قومية تستفيد من مصر كلها. وهم بهذا المعنى «الذهب الحقيقي» الجدير بالاهتمام والسعي لتوعيته وتسهيل سبل الحياة الكريمة له، حسب تصريحاته.

مشروع الذهب في الوجوه بمدينة أسوان (صفحة الفنان علي عبد الفتاح على «فيسبوك»)

جاء المشروع «حباً للوطن»، وفق تعبير عبد الفتاح: «لم يكن لدي أنا وزوجتي هدف مادي، وقد قام المسؤولون في أسوان بتقديم كل التسهيلات لإنجاز الجداريات، قدموا الخامات والألوان، فضلاً عن الخدمات اللوجيستية التي ساعدت على إتمام اللوحات، التي استغرقت عاماً ونصف عام حتى ترى النور».

وأوضح أنهم استغرقوا الكثير من الوقت في الحصول على الموافقات واختيار الوجوه التي سيتم رسمها، وهي وجوه حقيقية ليست من صنع الخيال، كانت جميعها محفوظة لديهما، وكان يجب الحصول على موافقة أصحابها قبل أن تظهر مرسومة في جداريات يراها الناس.

ويشير عبد الفتاح إلى أن «كل جدارية تحكي قصة واقعية، وتحمل في ملامحها رسالة للناس في الشوارع، تدعوهم للعمل والاستمرار في التعبير عن أنفسهم بوصفهم أبناء لحضارة ممتدة في عمق التاريخ».

الفنانة مها جميل وبورتريه ضمن المشروع (صفحة الفنان علي عبد الفتاح على «فيسبوك«)

استفاد عبد الفتاح في رسم بورتريهاته الضخمة من خبرة تزيد على 15 عاماً، فضلاً عن دراسته في كلية الفنون الجميلة، وقد ساعده هذا على كشف طبيعة الألوان، ومعرفة قدرتها على الثبات ومقاومة درجات الحرارة المرتفعة، مشيراً إلى أنه يأخذ من خبرات المصريين القدماء التي برزت على جدران المعابد بألوان ما زالت زاهية ومتألقة حتى الآن.

أمَّا عن الجداريات وقدرتها على البقاء، فيؤكد عبد الفتاح أنها «قادرة على مقاومة المطر والشمس والأتربة لأعوام طويلة، وقد تم إنجازها باستخدام سقالات مخصصة للأعمال المعمارية، كانت مزودة بأعلى درجات الحماية نظراً لخطورة الرسم من تلك الارتفاعات الصعبة».

ويطمح عبد الفتاح وزوجته لتعميم التجربة في عموم محافظات ومدن مصر، مشيراً إلى أن «الفرصة كبيرة جداً لذلك، لما تحظى به مدن كثيرة من إمكانيات اقتصادية تزيد بالتأكيد على التي يمتلكها بلده أسوان».


مقالات ذات صلة

العُلا تحصد لقب أفضل مشروع للسياحة الثقافية عالمياً لعام 2025

يوميات الشرق إرث إنساني فريد وطبيعة استثنائية يعزّزان مكانة العُلا على خريطة السفر العالمية (واس)

العُلا تحصد لقب أفضل مشروع للسياحة الثقافية عالمياً لعام 2025

حصدت محافظة العُلا جائزة «أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025» ضمن جوائز السفر العالمية، في إنجاز يعزّز حضورها وجهةً دوليةً للثقافة والتراث.

«الشرق الأوسط» (العلا)
شمال افريقيا بهو المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)

رفع قيمة تأشيرة الدخول إلى مصر... هل يؤثر على تدفقات السياحة؟

أثار قرار الحكومة المصرية زيادة «رسوم تأشيرات الدخول» إلى البلاد بنحو 20 دولاراً تساؤلات حول مدى تأثيره على حركة السياحة الوافدة إلى مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تراث وعادات مدينة القصير في متحف الحضارة (متحف الحضارة المصرية)

مصر: متحف الحضارة يحتفي بـ«القصير... مدينة البحر والتاريخ»

احتفى المتحف القومي للحضارة المصرية بتراث وعادات وتقاليد مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر، في فعالية حملت عنوان: «القصير... مدينة البحر والتاريخ»

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
لمسات الموضة بالنسبة للعمانيين فإن ذِكر «أمواج» واللبان أصبح مرادفاً لعُمان (أمواج)

لبان ظُفار من الشجرة إلى الزجاجة في وادي دوكة

يدار وادي دوكة بأسلوبٍ حديثٍ ومستدام، بتحديد مواقع آلاف أشجار اللبان، واستخدام تقنية التتبُّع الجغرافي، ليُصبح أول غابة ذكية في منطقة الخليج.

جميلة حلفيشي (صلالة - عُمان)
يوميات الشرق السويد واحدة من أقل دول أوروبا كثافة سكانية (رويترز)

السويد تشجع السياح على زيارتها بهدف «الشعور بالملل»

تشجع السويد الزوار على السفر إليها بحثاً عن الراحة والهدوء.

«الشرق الأوسط» (ستوكلهوم)

لبلبة: شغفي بالتمثيل لم ينطفئ... ولم أندم على اختياراتي

 الفنانة لبلبة تحدثت عن مسيرتها الفنية بمهرجان «البحر الأحمر السينمائي» (الشرق الأوسط)
الفنانة لبلبة تحدثت عن مسيرتها الفنية بمهرجان «البحر الأحمر السينمائي» (الشرق الأوسط)
TT

لبلبة: شغفي بالتمثيل لم ينطفئ... ولم أندم على اختياراتي

 الفنانة لبلبة تحدثت عن مسيرتها الفنية بمهرجان «البحر الأحمر السينمائي» (الشرق الأوسط)
الفنانة لبلبة تحدثت عن مسيرتها الفنية بمهرجان «البحر الأحمر السينمائي» (الشرق الأوسط)

أكدت الفنانة المصرية لبلبة أنها لم تعتريها لحظة تفكير أو ندم على ما اختارته لحياتها التي منحتها للفن، ولم تندم أبداً على هذا الاختيار، وقالت ببساطة تماثل شخصيتها: «لا توجد في الفن خسارة، لقد كسبت الفن الذي تعلقت به منذ طفولتي، وكسبت جمهوراً كبيراً يحبني ويثق بي، والذي لا يعرفه البعض أن حياتي الشخصية هي نفسها حياتي الفنية»، وذلك في معرض تعليق للفنانة إلهام شاهين عما حققته لبلبة للسينما المصرية والعربية منذ أن بدأت التمثيل وهي طفلة وحتى اللحظة، مؤكدة أنها تعطي الشخصية من روحها وتجعلها أجمل من السيناريو المكتوب.

وتحدثت لبلبة عن شغفها بالفن خلال جلسة حوارية، الاثنين، بالدورة الخامسة لمهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، وأدارها أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي بالمهرجان، وقالت: «أحببت الفن وقدمت أعمالاً وأدواراً متباينة، وما رآه الجمهور في أعمالي يُعد نصف قدراتي التمثيلية، فما زال لدي الشغف لتقديم أدوار كثيرة لم أقدمها، مثل المريضة نفسياً أو ذهنياً»، مشددةً على تناسب الأدوار التي تؤديها مع مرحلتها العمرية لأنها لا تخدع الجمهور.

وبررت الفنانة المصرية تعلق الجمهور العربي بها ومحبته لها بقولها: «لقد نشأت بينهم منذ كان عمري 5 سنوات، ولم أشهد حياة غير الحياة الفنية، وأشعر بأنه ليس بيني وبين الجمهور جدار، بل أنا ملك هذا الجمهور، فلم يحدث أبداً أن تعاليت عليه لأنه من منحني النجومية وشجعني».

وتطرق أنطوان خليفة إلى التمثيل المغاير في حياة لبلبة بعيداً عن أدوارها الكوميدية والاستعراضية والشخصيات المركبة التي أدتها، حيث تم عرض مشهدين لها من فيلم «جنة الشياطين»، ومسلسل«مأمون وشركاه»، واستعادت لبلبة المشهد الذي جمعها والفنان محمود حميدة، وذكرت أن المخرج أسامة فوزي صوّر المشهد بـ«شوت واحد طويل» وكان يتم التصوير داخل نفق، وقامت بتصويره من أول مرة.

مع أنطوان خليفة الذي أدار اللقاء (الشرق الأوسط)

وعَدّت لبلبة شخصية «حميدة» التي أدتها في مسلسل «مأمون وشركاه» أمام الفنان عادل إمام من أصعب أدوارها، لأن الجمهور كان قد اعتاد أن يراها بوصفها ممثلة كوميدية، لكن الشخصية كانت مليئة بالمشاعر، ولفتت إلى أن مشاركتها للفنان عادل إمام في 14 عملاً سينمائياً وتلفزيونياً يؤكد على الاندماج الفني بينهما، وأصبحت تفهمه، وتركز مع عينيه وكلامه في كل مشهد، وأنها تشعر بأنه توأمها وقد أحبهما الجمهور معاً.

ومع عرض المهرجان لأحدث أفلامها «جوازة ولا جنازة» للمخرجة أميرة دياب ضمن برنامج «روائع عربية» قالت لبلبة عن تعاملها مع النص: «اعتدت أن أقرأ السيناريو كله ولا أهتم أن يكون دوري من البداية للنهاية، لكن المهم عندي أن يصدقني الناس في هذا الدور، وأن يمس العمل قلوبهم»، ولفتت إلى أنها حين التقت بالمخرجة أميرة دياب لأول مرة وأبدت موافقتها على الفيلم بعد حديث بينهما استغرق 12 دقيقة فقط، لأنها استطاعت أن توضح لها لماذا اختارتها وماذا تريد منها تحديداً في الأداء، مشيرة إلى ضرورة «أن تكون هناك مساحة من الراحة النفسية بين المخرج والممثل».

وشدّدت لبلبة على أنها لا تخشى العمل مع المخرجين في تجاربهم الأولى، فقد عملت مع المخرج أسامة فوزي في ثاني أفلامه «جنة الشياطين»، ونالت 3 جوائز عنه بوصفها أفضل ممثلة، وأكدت أن المخرج الجديد يضفي روحاً جديدة تطيل العمر الفني للممثل.

وعدّت لبلبة الشهيرة بـ«نونيا» اختيار المخرج الراحل عاطف الطيب لها في فيلم «ضد الحكومة» جرأة كبيرة منه لتقديمها في دور محامية انتهازية، وأشارت إلى أنها كانت تخشاه في البداية، وكانت تشعر بأنه غير راض عن أدائها لأنه لم يقل لها «برافو» بعد تصوير كل مشهد مثلما يفعل أغلب المخرجين، ونصحتها والدتها حينئذ بأن تسأله فقال لها ما دام قلت «الشوت الذي يليه»، فمعنى ذلك أنني راض عن المشهد، مؤكدة أنها تعلمت منه الكثير، وحازت 13 جائزة عن فيلميها معه «ضد الحكومة» و«ليلة ساخنة»، ونتيجة لذلك قالت: «أخذ كل المخرجين يرشحونني لأدوار مغايرة بعد عملي معه»، على حد تعبيرها.

وتطرقت لتجربتها مع المخرج يوسف شاهين في فيلم «الآخر»، مؤكدة أنه كان يحب الممثل كثيراً، وكان يهمه عين الممثل، وكيف يعبر بها في كل مشهد، وقد حرص على أن تتعلم «الكروشيه» لتماثل الشخصية التي تؤديها، وأجلسها داخل ديكور مناسب لتعتاد المكان، وتشعر به قبل التصوير.

وعن عاداتها في التصوير قالت لبلبة: «تعلمت الإخلاص في العمل من الكبار الذين عملت معهم، منذ طفولتي وأنا أذهب للتصوير وأنا جاهزة وقد حفظت ليس دوري فقط، بل أيضا حوار الممثل الذي سيقف أمامي في المشهد».

واشتهرت لبلبة منذ طفولتها بتقليد الفنانين، وشاركت بالتمثيل في أفلام سينمائية منذ طفولتها من بينها، «حبيبتي سوسو» 1951، و«4 بنات وضابط» 1954، و«الحبيب المجهول» 1955، ولم تتوقف عن العمل في مراحلها العمرية كافة، ومثلت نحو 93 فيلماً، وعملت مع كبار المخرجين، ومن بينهم، محمد عبد العزيز ويوسف شاهين وعاطف الطيب. كما حازت عشرات الجوائز والتكريمات المصرية والعربية.


«خلافات زوجية» تُنهي حياة ممثل مصري بعد مشاجرة في الشارع

الفنان الراحل سعيد المختار (حسابه على موقع فيسبوك)
الفنان الراحل سعيد المختار (حسابه على موقع فيسبوك)
TT

«خلافات زوجية» تُنهي حياة ممثل مصري بعد مشاجرة في الشارع

الفنان الراحل سعيد المختار (حسابه على موقع فيسبوك)
الفنان الراحل سعيد المختار (حسابه على موقع فيسبوك)

تسببت «خلافات أسرية» في إنهاء حياة الممثل المصري سعيد المختار، خلال وجوده لرؤية نجله البالغ من العمر 9 سنوات في أحد النوادي الشهيرة، وحسب وسائل إعلام محلية، فإن غرفة عمليات محافظة الجيزة تلقت بلاغاً يفيد بوجود مشاجرة في أحد الشوارع، أمام نادٍ شهير، بأحد أحياء المحافظة، أدت إلى مقتل الفنان سعيد المختار، وإصابة الطرف الآخر.

وحسب اعترافات «الطرف الآخر»، فقد تزوج عرفياً من طليقة الممثل منذ أشهر عدة، وكان بصحبتها لتنفيذ حكم رؤية نجلها لوالده «القتيل»، مؤكداً في أقواله أنهما ذهبا للجلوس بأحد المقاهي، لكن الفنان الراحل اعترضهما بسلاح أبيض مما تسبب في إصابته بجرح في يده أثناء المشاجرة أدى لوفاته، لافتاً إلى أن «الراحل هو من بدأ بالاعتداء»، وفق أقواله.

وتصدر اسم سعيد المختار «الترند»، بموقع «غوغل»، في مصر، الاثنين، بينما أعلنت أسرته على حسابه بـ«فيسبوك»، عن إقامة مراسم جنازته وعزائه في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعد أن أمرت النيابة بتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة، وتحديد نوع الإصابة والأداة المستخدمة، وفحص الأدلة، وكاميرات المراقبة.

في السياق، قررت النيابة العامة، الاثنين، حبس «المتهم» بقتل الفنان سعيد المختار، 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت استدعاء «زوجة المجني عليه»، للتحقيق والوقوف على ملابسات الواقعة، حيث قالت طليقته، في أقوالها إنها انفصلت عن الراحل منذ 3 سنوات، واتفقا على تنفيذ الرؤية قبل أشهر، مؤكدة أنه اعترض طريقها وزوجها الحالي واعتدى عليهما بسلاح أبيض، مما أسفر عن إصابته ووفاته، وأنها لم تتوقع أن تؤدي المشاجرة إلى الوفاة.

الفنان الراحل سعيد المختار (حسابه على موقع فيسبوك)

وأكدت محامية سعيد المختار، لوسائل إعلام محلية، أن الراحل قُتل عن عمد، وأن أم نجله ما زالت زوجته وليست طليقته كما يقال، لكنها رفعت دعوى خلع منذ شهرين، موضحة أن الخلافات بينهما كانت بسبب «المتهم» الذي كان يتردد على مقهى يمتلكه الممثل الراحل في وجودها.

بينما قالت شقيقته إن زوجته قامت برفع قضية خلع ولم يتم الحكم بها، وإن نجله أبلغه أثناء الرؤية بأن والدته في الخارج مع صديقه، لافتة إلى أن شقيقها وصلت إليه رسائل تهديد عدة من المتهم، لكي ينهي علاقتهما الزوجية.

ونعى الراحل عدد كبير من أصدقائه على «السوشيال ميديا»، من بينهم الكاتب المصري محمد الغيطي، الذي أكد في منشور على حسابه بـ«فيسبوك»، أن «الراحل كان يتحدث معه منذ أيام واتفقا على المقابلة»، موضحاً أنه ممثل قدير أفنى حياته في المسرح، وكان يعمل بلا مقابل أحياناً من أجل عشقه للفن، لافتاً إلى أن «آخر دور قدمه الراحل كان في عمل من تأليفي، وهو مسلسل (جريمة منتصف الليل)».

وأضاف الغيطي لـ«الشرق الأوسط»: «الراحل كان شخصاً كريماً وهادئاً، والابتسامة لا تفارق وجهه، وكان عاشقاً للمسرح، ويجوب المحافظات للمشاركة في عروض الثقافة الجماهيرية دون مقابل».

وأشار الغيطي في منشور «سوشيالي» آخر: «عرفت أن الفنان الراحل سعيد المختار قُتل على يد صديقه أمام ابنه وزوجته التي رفعت عليه قضية خلع قبل الحادث»، مؤكداً أنه «يشم رائحة غدر»، لافتاً إلى أن آخر دور لسعيد في مسلسل «جريمة منتصف الليل»، تحقق في الواقع.

وتعليقاً على ربط دراما التمثيل بالواقع مثلما نوه الغيطي في منشوره بوجود تشابه بين مقتل سعيد المختار في آخر أعماله الفنية وبين مقتله بالواقع، أكد الغيطي في حديثه أن «هذا الموقف حصل معه من قبل في عملين؛ إذ توفي أحد الممثلين في مسلسل (أدهم الشرقاوي) عقب تهديده بالقتل بأحد المشاهد، كما أن ظواهر أخرى تحققت فعلياً بالواقع وهي انهيار صخرة بجبل المقطم، وذلك أثناء عرض مسلسل (بنت من الزمن ده)، الذي شهد على الواقعة درامياً».

وفنياً، شارك سعيد المختار في أعمال متعددة من بينها «الدالي»، و«الباطنية»، و«سمارة»، و«الأخوة الأعداء»، بجانب مشاركته في عدد من المسرحيات.


كاريتك آريان: أسعى لتحقيق التوازن بين المبادئ الفنية و«الجماهيرية»

الممثل الهندي استقبله الجمهور بحفاوة (الشرق الأوسط)
الممثل الهندي استقبله الجمهور بحفاوة (الشرق الأوسط)
TT

كاريتك آريان: أسعى لتحقيق التوازن بين المبادئ الفنية و«الجماهيرية»

الممثل الهندي استقبله الجمهور بحفاوة (الشرق الأوسط)
الممثل الهندي استقبله الجمهور بحفاوة (الشرق الأوسط)

احتشد جمهور «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، في نسخته الخامسة هذا العام، داخل قاعة الندوات، الاثنين، لاستقبال النجم الهندي كارتيك آريان في أول زيارة له إلى جدّة.

وكان واضحاً أن نسبة كبيرة من الحضور جاءت بدافع الإعجاب والحماس لرؤيته، وقد قابل آريان هذا الحضور بمحبة واضحة، متنقّلاً بخفة بين الإنجليزية والهندية، مع حرص على مداعبة الجمهور بين الحين والآخر، متحدثاً عن محطات عدة في حياته.

بدأ آريان حديثه بالتعبير عن امتنانه لوجوده في السعودية لأول مرة، مشيداً بالتطور اللافت الذي حققه «مهرجان البحر الأحمر» خلال 5 سنوات فقط، وبشعاره «في حب السينما» الذي قال إنه يعكس الروح الحقيقية لهذا الحدث، عادّاً أن «ما يحدث في السعودية اليوم على مستوى السينما كان أمراً يصعب تخيله قبل سنوات قليلة».

وانتقل آريان إلى استعادة بداياته، متذكراً أول يوم له أمام الكاميرا، وعدم شعوره يوماً بأنه غريب عن هذه الصناعة؛ إذ كان دائم الإيمان بقدراته وباختياراته، وبشغفه العميق تجاه السينما، وحبه الشخصيات التي يقدمها، والعمل مع مخرجين ونجوم يحبهم.

وأوضح أنه بدأ مسيرته بالمشاركة في الإعلانات وجلسات اختبار الأداء، قبل أن يحصل على أول فرصة في فيلم لقناة هندية أصبح لاحقاً سفيراً لها، مؤكداً أنه يشعر بالامتنان لهذه المحطات، لكنه لا ينسب نجاحه إلى الحظ وحده؛ لأن «المبادرة أساسية»؛ ولأن «الإيمان بالهدف والعمل الجاد ركيزتان» في كل ما حققه.

كاريتك آريان تحدث عن مسيرته الفنية (الشرق الأوسط)

وأعرب النجم الهندي عن إعجابه بكثير من المخرجين الذين تابع مسيراتهم، ورغبته منذ البداية في بناء مسيرة خاصة به بعيداً عن أي قوالب مسبقة، مشيراً إلى أن المنصات العالمية كسرت حاجز اللغة، وأتاحت تواصلاً أسهل مع صناع السينما؛ مما يجعل من الممكن تحقيق مزيد من التعاون بفضل التكنولوجيا والانتشار الرقمي الواسع.

وفي حديثه عن خياراته التمثيلية، قال آريان إنه لم يكن يفكر في أي صور نمطية عندما قدّم «شخصية الشرطي» في بداياته؛ لأن الخيارات أمامه كانت محدودة آنذاك، لكن مع مرور الوقت، خصوصاً بعد النجاح الكبير لفيلم «سونو كي تيتو كي سويتي» الذي غيّر مساره بالكامل، أصبح قادراً على انتقاء الأدوار التي تناسبه، وأصبحت أفلامه قابلة للتسويق بشكل واسع؛ مما فتح أمامه آفاقاً أوسع للاختيار.

وأوضح أنه يعمل حالياً على مجموعة من الأفلام المتنوعة التي تحمل الطابع التجاري، لكنه يسعى دائماً إلى إيجاد توازن بين المبادئ الفنية والحسابات الجماهيرية، مشيراً إلى أن السيناريو نقطة الانطلاق لأي فيلم، وأنه يبدأ دائماً من قراءته قبل اتخاذ أي قرار، كما شدد على دور المخرج؛ لأنه صاحب الرؤية التي ستحمل القصة إلى الشاشة.

وأكد أنه يتعلم من نجاحاته كما يتعلم من إخفاقاته، وأن كل مشروع يضيف إلى خبرته شيئاً جديداً، فيما توقف آريان عند فيلم «بولي بوليه»، عادّاً أنه الأقرب إلى قلبه، ومبدياً سعادته بالمشاركة في التجربة من الجزء الثاني.

وأشار إلى أنه محظوظ بالتعاون مع عدد كبير من الممثلين والممثلات الذين جمعته بهم صداقات جعلت بيئة العمل أكبر سلاسة وأفضل إبداعاً.

وعاد ليستذكر شغفه القديم بالسينما منذ طفولته، رغم أنه لم يَبُحْ لوالديه برغبته في التمثيل؛ إذ كانا يتوقعان أن يسير على خطاهما في المجال الطبي، خصوصاً والدته التي كانت مصرة على ذلك... لكنه صارحهما برغبته عندما وقّع عقد أحد أفلامه الأولى.

وأكد أنه يسعى اليوم إلى الحفاظ على هذا الشغف، مؤمناً بأن الجمهور يرحّب بتقديمه أدواراً مختلفة ومتنوعة، لافتاً إلى أن الثقة بالنفس تساعد الفنان على تجاوز الصعوبات، وأن الطموح يكبر كلما بلغ الإنسان مرحلة جديدة، واصفاً نفسه بأنه «إنسان جاد في الحياة»، لكنه يحتفظ دائماً بـ«مساحة للحلم وللمغامرة الفنية».