أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر عن تكريم الفنان محمد منير ومنحه «وسام ماسبيرو» للإبداع، بوصفه أحد رموز الفن، تتويجاً لمسيرته في الغناء وما حققه من نجاحات كبيرة، ومكانته في خريطة الموسيقى على المستويين المصري والعربي.
وللفنان محمد منير تجربة غنائية بدأت في سبعينات القرن العشرين، منذ أول ألبوماته الغنائية: «علموني عنيك» عام 1977، ويمزج في أغنياته بين موسيقى الجاز والمقام الخماسي؛ مما جعل تجربته تتسم بخصائص تميزها عن تجارب جميع أبناء جيله من المطربين. وقدّم حتى الآن أكثر من 30 ألبوماً غنائياً، وشارك في 11 فيلماً، و3 مسرحيات، إضافة إلى مسلسلات عدّة.
وصف الناقد الفني المصري أشرف غريب تكريم محمد منير بأنه «تكريم مستحَق»، وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إنه يُمثل مسيرة فنية طويلة تمتد لأكثر من 45 عاماً من العطاء في عالم الغناء والموسيقى، وهو اليوم الاسم الأبرز الذي يليق بأن يكون نجم الأغنية العربية».
وتابع: «هناك بالطبع فنانون آخرون ناجحون، إنما محمد منير يُعَدّ، مع هاني شاكر، اسمين كبيرين في الغناء العربي يملكان جدارة الوقوف على منصة التكريم فيما يتعلق بالنجوم الكبار في الأغنية الحديثة».
وتوقّع الفنان النوبي العالمي حمزة علاء الدين أن يحقق محمد منير نقلة نوعية في عالم الغناء تعكس أسلوبه الفريد وطريقته الخاصة، وفقاً لما ذكره الملحن أكرم مراد في حديثه لـ«الشرق الأوسط».
وأضاف مراد أن منير التقى حمزة علاء الدين عند عودته الأولى إلى مصر، واستمع إليه وأُعجب بتجربته، وكان يراه قدوة ومصدر إلهام. وأوضح أن مشروعاً فنياً كان من المفترض أن يجمع بينهما في ألبوم خاص، لكنّه لم يُستكمل لاحقاً.
وأشار أكرم مراد إلى أن ما يميز محمد منير حقاً قدرته على الاستفادة من أفضل ما قدمه زملاؤه من الشعراء والموسيقيين، ليصوغ من خلالهم تجربة فنية فريدة ومتفردة. وهي التجربة التي جعلته يتربَّع على عرش الغناء، مدعوماً بحضوره الاستثنائي على المسرح، وكلمات أغنياته العميقة، والموسيقى التي منحته طابعاً خاصاً ميّزه عن جميع مطربي جيله، وأسهمت في تغيير ملامح الغناء في مصر.
وقدّم محمد منير كثيراً من الألبومات الغنائية التي حققت نجاحاً لافتاً منذ ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ومن بينها: «شبابيك»، و«الطول واللون والحرية»، و«قلبي مساكن شعبية»، و«ممكن»، و«إمبارح كان عمري عشرين».
ويرى الناقد الفني المصري، أيمن الحكيم، أن «محمد منير تجربة فارقة واستثنائية في تاريخ الغناء المصري والعربي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «تكريم الهيئة الوطنية له يُعدّ تكريماً له ولجيله من الشعراء والملحنين والمطربين المصريين، مثل علي الحجار، ومدحت صالح، ومحمد الحلو، وهؤلاء هم أهم مجموعة في تاريخ الغناء بعد عبد الحليم حافظ».
«ورغم تأخر التكريم، فإنه جاء في الوقت المناسب لتجربة استثنائية، تميزت بالاعتماد على الكلمة والموسيقى المختلفة عن السائد والمألوف»، وفق الحكيم، الذي أضاف: «لكنه استطاع أن يصل بها إلى كل الأسماع، وأصبح صاحب مكانة كبيرة لأنه آمن بما يقدمه، وظل حريصاً عليه، متعاملاً مع كبار الشعراء، وباحثاً عن الكلمة الجديدة التي تُدهش الجمهور وتدفعه للتفكير والتأمل».
وشارك منير في مشواره الفني مجموعة من الشعراء والموسيقيين، مثل عبد الرحمن الأبنودي، وعبد الرحيم منصور، وعصام عبد الله، وبليغ حمدي، وأحمد منيب، ومحمد وردي، فضلاً عن تجربته الخاصة مع فرقتي هاني شنودة، ويحيى خليل.


