عندما تُفكّر في الطعام الذي يتناوله روّاد الفضاء، فمن غير المرجّح أن تخطر ببالك أطباق مثل الكركند أو كبد الإوز. لكن هذا هو بالضبط ما ستتناوله رائدة الفضاء الفرنسية صوفي أدنو خلال رحلتها المقبلة إلى محطة الفضاء الدولية.
ووفق «بي بي سي»، تعاونت أدنو مع الطاهية الفرنسية الشهيرة الحائزة جوائز، آن صوفي بيك، لإعداد قائمة من الأطباق الفاخرة التي ستصطحبها معها إلى الفضاء العام المقبل.
وبدلاً من الوجبات المُغذّية المجفَّفة بالتجميد التي يتناولها عادةً روّاد الفضاء، ستحظى أدنو (42 عاماً) بأطباق مثل كريمة كبد الإوز على خبز البريوش المُحمّص، وحساء الكركند مع لحم السلطعون وحَب الكراوية.
وأطلقت وكالة الفضاء الأوروبية على هذه القائمة اسم «لمسة فرنسية في الفضاء»، وهي تتضمَّن 4 مقبّلات، وطبقَيْن رئيسيَيْن، وتحليتَيْن.

وقالت أدنو إنَّ هذه الأطباق، التي تتضمَّن أيضاً لحم البقر المطهو على نار هادئة وكريمة الشوكولاته، لن «تُبهج حواس التذوّق لدينا» فحسب، وإنما ستساعدها أيضاً على الشعور بالارتباط بكوكب الأرض وموطنها.
وأضافت: «أسلوب الطهي الذي تتبعه آن صوفي بيك متأثّر بشكل عميق بالأرض والطبيعة المحلّية، وهذا مهم بالنسبة إليّ لأنني نشأت في الريف، وسيساعدني ذلك على الارتباط بجذوري»، وفق بيان صادر عن وكالة الفضاء الأوروبية.
ويخضع الطعام المُقدَّم على محطة الفضاء الدولية لقواعد صارمة، إذ يجب أن يكون خالياً من الفُتات، وخفيف الوزن، وقابلاً للتخزين لمدّة لا تقلّ على 24 شهراً، وفق الوكالة.
ولذلك، تكون معظم الوجبات مُعلَّبة أو مُفرغة من الهواء أو مُجفَّفة بالتجميد، فيما تُعدّ الفاكهة والخضراوات الطازجة من الكماليات النادرة التي لا تُتاح إلا عند وصول مركبة تحمل إمدادات جديدة من كوكب الأرض.
لكن، من أجل الحفاظ على تنوّع الطعام المُقدَّم وتعزيز الترابط بين أفراد الطاقم، تُقدَّم وجبة مميّزة لكلّ رائد فضاء من وقت إلى آخر، وتُعرف هذه الوجبات باسم «المكافأة»، وغالباً ما تُعدُّ خصيصاً له بالتعاون مع طاهٍ محترف.
وآن صوفي بيك (55 عاماً) من أبرز الطهاة في العالم، تُعرف بابتكاراتها في المطبخ الفرنسي الراقي، وهي أكثر طاهية حاصلة على نجمات «ميشلان» في العالم، وعددها 10.
وتقول بيك إنَّ هذا المشروع «يدفع حدود فنّ الطهو»، إذ عملت مع فريقها لإعداد أطعمة خاصة تتماشى مع القيود الفنّية للفضاء.
وأضافت في تصريح نقلته وكالة الفضاء الأوروبية: «الطبخ من أجل الفضاء تحدٍّ مثير جداً».
وأشارت رائدة الفضاء إلى أنها ستُشارك هذه الأطباق الفاخرة مع زملائها على متن المحطة، مضيفةً أنّ ذلك «يُشكّل لحظة مميّزة، إذ ستنتقل الثقافة الغذائية الفرنسية للمرّة الأولى خارج كوكب الأرض».
يُذكر أنّ أدنو، وهي طيّارة اختبار وإنقاذ سابقة لطائرات الهليكوبتر، قد نالت جوائز عدّة، من بينها وسام تكريمي، تقديراً لجهودها في تعزيز المساواة بين الجنسين في العلوم.



