«عيد الموسيقى» بنسخته الـ23... بيروت تنبض من جديد

احتفلت به «إنماء الجميزة» على درج مار نقولا

مي شدياق تلقي كلمة في المناسبة (جمعية إنماء بيروت)
مي شدياق تلقي كلمة في المناسبة (جمعية إنماء بيروت)
TT

«عيد الموسيقى» بنسخته الـ23... بيروت تنبض من جديد

مي شدياق تلقي كلمة في المناسبة (جمعية إنماء بيروت)
مي شدياق تلقي كلمة في المناسبة (جمعية إنماء بيروت)

«إن هذا الحي، مثل بيروت، لا يموت؛ فهو ينهض في كل مرة من تحت الركام. لقد رفعنا التحدي معاً بعد انفجار المرفأ، ونحن، اليوم، نحتفل بالحياة من جديد». بهذه الكلمات عبّرت نائبة رئيس جمعية «إنماء الجميزة»، الوزيرة السابقة مي شدياق، عن فرحتها بإحياء «عيد الموسيقى» في هذا الشارع العريق، حيث ترعرعت وعاشت أجمل ذكرياتها.

أجواء الموسيقى عمّت درج مار نقولا الذي استضاف الحدث (جمعية إنماء بيروت)

وجاءت كلمتها بمناسبة إعادة إحياء «عيد الموسيقى» في نسخته الـ23 بالجميزة، الذي نظّمته جمعية «إنماء الجميزة»، بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي على درج مار نقولا، وهو أحد أشهر معالم العاصمة. شارك في الحفل حشد من أهل السياسة، من بينهم عقيلة رئيس مجلس الوزراء سحر بعاصيري، ووزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، ووزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط.

وقدمت مي شدياق نبذة عن منطقة الجميزة والتحولات التي شهدتها، قائلة: «من الجميزة نهلتُ الروح الوطنية وتفاعلتُ مع الحركات المناضلة، ونَبَض في داخلي الالتزام بالشأن العام من أجل لبنان. واليوم، بعد مرور 39 سنة على تأسيس هذه الجمعية، تأخذني الذاكرة بين الأمس واليوم، بين الحلم والواقع، وبين الاستمرار والتجدد. فالجميزة، قلب بيروت النابض، عادت منذ سنوات إلى واجهة الحياة الثقافية والفنية بفضل تضافر هذه الجهود وتفاعل الأهالي، وبإيمانهم بأنها تستحق أن يُحتفى ويُحتفل بها».

أحيا الحفلَ عدد من الفنانين والموسيقيين الذين قدّموا وصلات فنية غربية وعربية. وألقى رئيس جمعية «إنماء بيروت» توفيق طاسو كلمة تحدَّث فيها عن نشاطات الجمعية التي تأسست عام 1986، مؤكداً أنها لم تقتصر على احتفالات «عيد الموسيقى» ومَعرض درج الفن، بل تشمل أيضاً مبادرات للحفاظ على الطابع التاريخي والتراثي والثقافي للمنطقة. كما لعبت دوراً في الدفاع عن حق سكانها في عيش كريم في بيئة آمنة وطبيعية. وختم قائلاً: «نريد أن نحافظ على الطابع الأصيل لمنطقة الجميزة لتكون جامعة للثقافة والتراث والتنمية الاقتصادية، وملتقى لعشاق المناطق البيروتية الأصيلة والحضارية».

حضر الاحتفال مئات اللبنانيين الذين جاءوا من أحياء الجميزة وضواحيها، وقضوا ساعات مُسلّية غنية بالثقافة والفن.

«عيد الموسيقى» في الجميزة قدّم وصلات غنائية عربية وغربية (جمعية إنماء بيروت)

بدأ البرنامج الفني مع التينور مارك رعيدي بأداء أوبرالي قدَّم فيه عدداً من المقطوعات الموسيقية العالمية باحتراف. تلا ذلك فرقة «Micha & the Band» التي أدّت مقطوعات موسيقية متنوعة. وكان الختام مع الفنان ربيع سلامة الذي نقل الحضور إلى أجواء الأغنيات الشرقية واللبنانية حتى نهاية السهرة.

وكان لمحافظ مدينة بيروت، القاضي مروان عبود، كلمة في المناسبة عبّر فيها عن «الالتزام العميق بشارع الجميزة؛ لأنه يُجسد روح بيروت».


مقالات ذات صلة

سرقة أجهزة تحوي موسيقى غير منشورة لبيونسيه

يوميات الشرق المغنية الأميركية بيونسيه (أ.ب)

سرقة أجهزة تحوي موسيقى غير منشورة لبيونسيه

سُرقت نواقل بيانات «يو إس بي» تحتوي على موسيقى غير منشورة للمغنية الأميركية بيونسيه وخطط متعلقة بحفلاتها، الأسبوع الماضي في أتلانتا جنوب الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق لم يعد من المألوف سماع عبارة «هل ترغب في شاي؟» (غيتي)

القهوة تتغلب على ثقافة الشاي في بريطانيا

اكتشفْ الجوهرة الخفية في ثقافة القهوة البريطانية، حيث تتفوق المقاهي المستقلة المفعمة بالحياة على السلاسل العالمية، مقدمة مزيجاً فريداً من النكهات والأجواء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق دار الأوبرا في ميلانو هي مؤسسة موسيقية من القرن السادس عشر (صور جيتي)

دار أوبرا «لا سكالا» في ميلانو تؤكد على أناقة اللباس للسياح

أصدرت إدارة دار أوبرا «تياترو ألا سكالا» الشهيرة في ميلانو تحذيراً صارماً للزوار والسائحين، بأنها لن تسمح بدخول أي شخص وهو يرتدي ملابس غير لائقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يُمكن أن يُؤثر تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء على رائحة الجسم (رويترز)

من بينها اللحوم الحمراء... أطعمة تجعل رائحة جسمك كريهة

يمكن للعديد من الأطعمة أن تؤثر على رائحة جسم الشخص وتجعلها كريهة وغير محتملة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مشاهدة التلفزيون في وقت متأخر من الليل قد تضر صحة دماغك (رويترز)

السهر لمشاهدة التلفزيون ليلاً يضر صحة دماغك

حذّر طبيب أميركي من مشاهدة التلفزيون في وقت متأخر من الليل، قائلاً إن هذا الأمر قد يضر صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

رصد كوكب حجمه 10 أضعاف المشتري يختبئ في الضباب

كوكب غازيّ هائل يخرج من عتمة الضباب (جامعة كمبردج)
كوكب غازيّ هائل يخرج من عتمة الضباب (جامعة كمبردج)
TT

رصد كوكب حجمه 10 أضعاف المشتري يختبئ في الضباب

كوكب غازيّ هائل يخرج من عتمة الضباب (جامعة كمبردج)
كوكب غازيّ هائل يخرج من عتمة الضباب (جامعة كمبردج)

تمكّن فريق دولي بقيادة جامعة كمبردج البريطانية من رصد كوكب غازيّ عملاق يتراوح حجمه بين 3 و10 أضعاف حجم كوكب المشتري.

وأوضح الباحثون أنّ هذا الكوكب كان مختبئاً وسط قرص من الغاز والغبار والضباب يحيط بنجم شاب يُعرف باسم«MP Mus»؛ وقد نُشرت النتائج في مجلة «نيتشر لعلم الفلك».

ويُعد النجم «MP Mus» من النجوم التي لا تزال في مرحلة التكوّن، ولم تصل بعد إلى مرحلة الاستقرار بكونه نجماً شبيهاً بالشمس، ويحيط به قرص كوكبي أوّلي مكوّن من الغاز والغبار، مما يجعله هدفاً مهمّاً لدراسة كيفية تشكُّل الكواكب حول النجوم حديثة الولادة. كما أنه قريب نسبياً من الأرض مقارنةً بنجوم أخرى مشابهة، مما يتيح لعلماء الفلك مراقبته بتفاصيل دقيقة.

ولرصده، استخدم الباحثون مصفوفة مرصد «أتاكاما» الملليمترية وتحت الملليمترية الكبيرة، المعروفة اختصاراً بـ«ألما»، وهي واحدة من أكثر المراصد الفلكية تطوّراً في العالم.

تتألّف هذه المصفوفة من 66 مقراباً راديوياً بأقطار تتراوح بين 7 و12 متراً، وتقع في صحراء أتاكاما شمال تشيلي. وتعمل المراصد معاً بكونها وحدة واحدة لالتقاط إشارات الراديو عند أطوال موجية ملليمترية وتحت الملليمترية، وتُستخدم هذه الأطوال لدراسة الأجسام الباردة في الكون، مثل الغبار والغاز في المناطق التي تتشكّل فيها النجوم والكواكب.

وفي الرصد الأول باستخدام مرصد «ألما»، بدا القرص المحيط بالنجم مسطَّحاً وخالياً تماماً من أيّ علامات على وجود كواكب، مما أوحى بأنه نجم وحيد مُحاط بسحابة غازية ملساء من دون ملامح.

لكنَّ الفريق قرَّر إعادة فحص النجم مستخدمين «ألما» بأطوال موجية أطول (3 ملليمترات)، مما سمح لهم بالنفاذ أعمق إلى داخل القرص. وهذه المرةّ، كشفت الملاحظات عن تجويف قريب من النجم، بالإضافة إلى حلقة وفجوتين أبعد، كانت مخفيّة في الرصد الأول.

في الوقت عينه، كان الباحث ميغيل فيوك من المرصد الأوروبي الجنوبي يُحلّل بيانات مرصد «غايا» التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، ليكتشف أن النجم «MP Mus» يُظهر تذبذباً في حركته. في البداية، ظنّ فيوك أنّ ثمة خطأ في الحسابات، لكن مع إعلان فريق جامعة كمبردج وجود فجوة جديدة في القرص، تأكد أنّ هذا التذبذب حقيقي وغالباً ما ينجم عن وجود كوكب ضخم يؤثّر بجاذبيته في النجم.

وبعد دمج نتائج مرصدَي «ألما» و«غايا» مع نماذج حاسوبية، خلص الباحثون إلى أنَّ هذا التذبذب ناجم عن كوكب غازي عملاق تُقدَّر كتلته بنحو 10 أضعاف كتلة المشتري، ويدور على مسافة تتراوح بين مرّة إلى 3 مرات من المسافة بين الأرض والشمس.

ووفق الفريق، يُعدّ هذا أول اكتشاف لكوكب خارجي مُختبئ داخل قرص كوكبي أولي يجري التوصّل إليه بهذه الطريقة غير المباشرة، من خلال الجمع بين بيانات حركة النجم الدقيقة من «غايا» والملاحظات العميقة للقرص بواسطة مرصد «ألما».