«رجل التنين» يكشف هويته بعد 90 عاماً من الغموض

قصة جمجمة تُغيّر ما نعرفه عن تطوّر الإنسان القديم

العلم ينتصر على الغموض (متحف التاريخ الطبيعي)
العلم ينتصر على الغموض (متحف التاريخ الطبيعي)
TT

«رجل التنين» يكشف هويته بعد 90 عاماً من الغموض

العلم ينتصر على الغموض (متحف التاريخ الطبيعي)
العلم ينتصر على الغموض (متحف التاريخ الطبيعي)

حدَّد باحثون هوية جمجمة بشرية غامضة عُثر عليها في ثلاثينات القرن الماضي، بعدما اعتُقد سابقاً أنها تعود إلى نوع بشري جديد. ووفق دراسات نشرتها دوريتا «سِلْ» و«ساينس»، ونقلتها «فوكس نيوز»، صُنِّفت الجمجمة العائد تاريخها إلى 146 ألف عام، والمعروفة باسم «رجل التنين»، ضمن نوع «إنسان دينيسوفا».

وأوضح الباحثون أنه جرى التعرُّف إلى الدينيسوفانيين من خلال جينوماتهم وبروتيناتهم. واستغرقت عملية تحديد هوية الجمجمة وقتاً طويلاً بسبب فشل محاولات استخراج الحمض النووي من إحدى الأسنان.

كما فشل العلماء أيضاً في استخراج الحمض النووي من الجمجمة المعروفة باسم «هاربين». وعند فشل تلك الأساليب، لجأ الباحثون إلى استخدام اللويحات السنية المتكلسة، وهي طبقة متصلّبة من بقايا البلاك على الأسنان.

فكّ لغز أقدم جمجمة من نوع «دينيسوفا» (متحف التاريخ الطبيعي)

تتميَّز هذه اللويحات ببنية بلورية كثيفة تُمكّنها من حفظ الحمض النووي حتى في ظروف بيئية قاسية. وقد استخدم الباحثون مواد كيميائية (مثل المُبيّض) لتنظيفها من أيّ تلوّث حديث.

وبعد استخراج الحمض النووي، بدأ العلماء بمقارنة المادة الوراثية بعيّنات سابقة. وأظهرت النتائج أنّ «رجل التنين» ليس نوعاً جديداً، وإنما ينتمي إلى «إنسان دينيسوفا»، ويُعدُّ أول عيّنة متكاملة ومُحافَظ عليها لهذا النوع حتى الآن.

ويُعتقد أن الدينيسوفانيين عاشوا بالتوازي مع الإنسان الحديث، وهم أقرباء لـ«نياندرتال»، أو الإنسان البدائي.

تعود قصة الاكتشاف إلى عامل صيني كان يعمل على جسر فوق نهر سونغهوا، عندما عثر على الجمجمة، وأخفاها بإحكام بناءً على أوامر بتجنُّب كشفها للجيش الياباني المحتلّ في ذلك الوقت.

وتبرَّع العامل بالجمجمة قبيل وفاته عام 2018؛ إذ نقلتها عائلته لاحقاً وسلَّمتها إلى متحف علوم الأرض بجامعة «هيبي جيو»، بإشراف البروفسور تشيانغ جي.

ورغم بعض القيود في الدراسة، يؤكد الباحثون أنّ أمامهم كثيراً لاكتشافه مستقبلاً.

وقد أُطلق اسم «رجل التنين» على الجمجمة نظراً إلى أنه عُثر عليها في مقاطعة هيلونغجيانغ التي تعني «نهر التنين الأسود».


مقالات ذات صلة

مخطوطة نادرة عن «هرم ونيس» في سقارة تكشفها أسرة سليم حسن

يوميات الشرق سليم حسن (من فيلم وثائقي عنه في مكتبة الإسكندرية)

مخطوطة نادرة عن «هرم ونيس» في سقارة تكشفها أسرة سليم حسن

بمخطوطات ووثائق ومواد لم تُنشر من قبل، تبدأ مكتبة الإسكندرية إطلاق مشروع للأرشفة الرقمية لتراث عالم المصريات الشهير سليم حسن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق منطقة «أبو مينا» الأثرية بالإسكندرية (الشرق الأوسط)

احتفاء مصري برفع «أبو مينا» من قائمة التراث المُعرّض للخطر

احتفى آثاريون مصريون بقرار رفع موقع دير «أبو مينا» الأثري بمدينة برج العرب بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر

عبد الفتاح فرج (القاهرة )
يوميات الشرق القاهرة التاريخية ضمن التراث العالمي بـ«اليونيسكو» (وزارة السياحة والآثار)

مصر تفتتح قبتين أثريتين بعد ترميمهما في القاهرة التاريخية

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن افتتاح قبتين أثريتين في القاهرة التاريخية

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الاكتشاف الأثري تضمن وجوهاً من المقابر القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مقابر منحوتة بجبال أسوان

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخر بأسوان (جنوب مصر).

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق سبائك منسيّة تخرج من الأعماق (غيتي)

سبائك الغرقى تجرُّ كاتبة ثمانينية إلى محاكمة في فرنسا

تُواجه روائية أميركية تبلغ 80 عاماً، وزوجها، من بين أشخاص آخرين، مُحاكمة مُحتملة في فرنسا بتهمة البيع غير القانوني لسبائك ذهبية نُهبت من حطام سفينة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: حريق بحلوان يعيد «ركن فاروق» للواجهة

استراحة الملك فاروق التي تحوَّلت إلى متحف "ركن فاروق» (وزارة السياحة والآثار)
استراحة الملك فاروق التي تحوَّلت إلى متحف "ركن فاروق» (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: حريق بحلوان يعيد «ركن فاروق» للواجهة

استراحة الملك فاروق التي تحوَّلت إلى متحف "ركن فاروق» (وزارة السياحة والآثار)
استراحة الملك فاروق التي تحوَّلت إلى متحف "ركن فاروق» (وزارة السياحة والآثار)

أعاد حريق اندلع بالقرب من متحف «ركن فاروق» بمنطقة حلوان (جنوب القاهرة) المتحفَ الذي كان استراحةً تعود إلى الملك فاروق، ملك مصر السابق، إلى الواجهة، بعد انتشار أخبار حول اندلاع الحريق بالقرب من المتحف.

لكن وزارة السياحة والآثار المصرية نفت ما تم تداوله على بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بشأن اقتراب الحريق من المتحف. وقالت في بيان لها، السبت، إن الأمر عارٍ تماماً من الصحة، والمتحف آمن وسليم، ولم يتعرَّض لأي حريق أو أضرار من أي نوع. وأوضحت أن نيراناً اشتعلت في مشتل للزراعة يقع على بُعد كيلومترين من المتحف، ولا علاقة له به من قريب أو بعيد.

لكن ما حدث جدَّد المناقشات حول تأمين المواقع الأثرية، وهي مسألة تراها الدكتورة سهير حواس، عضو مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، «تحتاج إلى وعي ودراسة وتخطيط للتفرقة بين المواقع التي تقع في نطاق المناطق السكانية، وتلك البعيدة عنها». وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «أي موقع أثري لا بد أن يكون في نطاق حرم آمن يقيه مثل هذه الطوارئ، وفي حالة تعرضه لأي مشكلات يكون من السهولة التحرك فوراً لإنقاذه».

متحف «ركن فاروق» يطل مباشرة على النيل في حلوان (وزارة السياحة والآثار)

ودعت د. سهير إلى وجود خطط للسيطرة على الحرائق، أسوة بالتي تعتمدها المؤسسات المدنية وبعض المدارس الحديثة في مصر، مشيرة إلى «ضرورة وجود عمليات تجريبية يقوم بها أفراد قوات الدفاع المدني للسيطرة على الحرائق، ويجربون خلالها طرق محاصرة النيران في أماكنها قبل انتشارها، مع ضرورة وجود أدوات وإمكانات الإطفاء داخل المباني، أو بالقرب منها حتى يسهل الوصول إليها».

ويُعدُّ متحف «ركن فاروق» إحدى التحف المعمارية الملكية، وشيَّد المتحف الملك فاروق الأول عام 1942، ليكون استراحةً شتويةً له، وجاء على هيئة قارب يرسو على شاطئ النيل، وهناك مرسى نهري ملحق بالمتحف لاستقبال اليخوت والسفن الكبيرة، وحديقة تضم برجولة خشبية وأكثر من 30 نوعاً من أشجار المانجو النادرة التي تم جلبها من ألبانيا لزراعتها بالقصور الملكية.

وبدأت فكرة تحويل الاستراحة إلى متحف عام 1976، بعد ضمها إلى قطاع المتاحف، بالمجلس الأعلى للآثار، وظل المتحف متاحاً للجمهور حتى تم إغلاقه عام 2011، ثم أُعيد افتتاحه بعد الانتهاء من مشروع تطويره وترميمه عام 2016.

متحف «ركن فاروق» (وزارة الآثار المصرية)

من جهته، دعا الدكتور أحمد غباشي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إلى «ضرورة وجود إجراءات احترازية، ووسائل تأمين داخل الأماكن الأثرية، من أجهزة إنذار ضد الحريق، مع وحدات مجهزة للإطفاء تكون قريبة من تلك المناطق والأماكن الأثرية، ونشر طفايات الحريق في كل ركن داخل الأثر». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «من الضروري دراسة أسباب الحرائق، سواء تلك التي تحدث نتيجة خلل فني وارتفاع درجات الحرارة والماس الكهربائي، أو تلك التي تندلع بفعل فاعل، أو بسبب الإهمال؛ لحماية الأماكن الأثرية ومنع العبث بها».

ويضم المتحف عدداً من القاعات، بالإضافة إلى شرفة كبيرة وجناح للنوم، وتتضمَّن القاعات مجموعةً من المقتنيات الملكية من أثاث، وتحف، وتماثيل، ولوحات، فضلاً عن المقتنيات التي تم نقلها من استراحة الملك فاروق بالهرم.