كشفت دراسة نرويجية واسعة النطاق أن المشي اليومي المنتظم قد يشكّل وسيلة فعّالة للوقاية من آلام أسفل الظهر المزمنة.
وأوضح الباحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا أن المشي لا يتطلب معدات خاصة، ويُمكن ممارسته في أي مكان، ما يجعله خياراً عملياً ومرناً للوقاية من آلام الظهر، من دون الحاجة إلى خطط تدريب معقدة، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «غاما نتورك».
وتُعد آلام أسفل الظهر المزمنة من أكثر الحالات الصحية شيوعاً على مستوى العالم، ويُقصد بها الألم المستمر في أسفل الظهر لمدة 3 أشهر أو أكثر.
وتؤثِّر هذه الحالة سلباً على جودة الحياة والقدرة على أداء المهام اليومية، وقد تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة الاعتماد على العلاجات الطبية. كما تُعد من أبرز أسباب الإعاقة وارتفاع الإنفاق الصحي، خصوصاً في الدول المرتفعة الدخل.
وشملت الدراسة أكثر من 11 ألف شخص بالغ في النرويج، ممن لم يكونوا يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة عند بدء الدراسة، وتمت متابعتهم لأكثر من 4 سنوات باستخدام أجهزة تتبع الحركة لقياس مدة المشي اليومية وشدته بدقة.
وفي نهاية فترة المتابعة، أفاد نحو 14.8 في المائة من المشاركين (1659 شخصاً) بإصابتهم بآلام أسفل الظهر المزمنة، أي ألم استمر لـ3 أشهر أو أكثر خلال العام السابق.
وأظهرت التحليلات أن المشي لأكثر من 100 دقيقة يومياً يرتبط بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة. في المقابل، كان المشي لمدة تتراوح بين 78 و100 دقيقة يومياً مرتبطاً بانخفاض خطر آلام أسفل الظهر بنسبة 13 في المائة، بينما انخفض هذا الخطر بنسبة تصل إلى 24 في المائة لدى من تجاوزت مدة مشيهم اليومية 125 دقيقة.
وخلص الباحثون إلى أن تعزيز عادة المشي اليومي، حتى ولو بوتيرة معتدلة، قد يُشكّل وسيلة فعالة وسهلة للوقاية من آلام أسفل الظهر المزمنة.
وأكد الفريق أن إدراج المشي ضمن أولويات السياسات الصحية العامة قد يسهم في تقليل العبء المتزايد لهذه الحالة الشائعة.
كما شدد الفريق على أهمية تطوير استراتيجيات وقائية تُشجّع النشاط البدني في بيئات العمل والمدارس والمجتمعات، خصوصاً أن المشي يُعد من أكثر أشكال التمارين سهولة وتوفراً، ما قد يسهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية الناجمة عن تكاليف الرعاية الصحية والعلاج.