جائزة «الآغا خان للعمارة» تعلن قائمتها القصيرة لدورة 2025

مركز «شمالات الثقافي» من السعودية ضمن 7 مشروعات عربية في السباق

إضاءة ليلية تبرز التباين المعماري بين الطين والقاعات البيضاء في مركز شمالات الثقافي بالرياض (آغا خان للثقافة)
إضاءة ليلية تبرز التباين المعماري بين الطين والقاعات البيضاء في مركز شمالات الثقافي بالرياض (آغا خان للثقافة)
TT

جائزة «الآغا خان للعمارة» تعلن قائمتها القصيرة لدورة 2025

إضاءة ليلية تبرز التباين المعماري بين الطين والقاعات البيضاء في مركز شمالات الثقافي بالرياض (آغا خان للثقافة)
إضاءة ليلية تبرز التباين المعماري بين الطين والقاعات البيضاء في مركز شمالات الثقافي بالرياض (آغا خان للثقافة)

أعلنت جائزة «الآغا خان للعمارة»، الخميس، عن القائمة القصيرة للدورة الـ16 (2023-2025)، التي تضم 19 مشروعاً متميزاً من مختلف أنحاء العالم. وستتنافس هذه المشروعات على جائزة قيمتها مليون دولار أميركي، مما يجعلها من بين أرفع الجوائز المعمارية من حيث القيمة والاعتبار.

اختيرت المشروعات الـ19 من قبل لجنة التحكيم العليا المستقلة، وذلك من بين 369 مشروعاً رُشحت للدورة.

تأسست الجائزة في عام 1977 بمبادرة من الراحل الأمير كريم آغا خان الرابع، بهدف دعم وتكريم المشروعات والمفاهيم المعمارية التي تنجح في تلبية احتياجات المجتمعات ذات الغالبية الإسلامية، وتعكس في الوقت نفسه تطلعاتها الثقافية والروحية.

ومنذ انطلاقتها قبل 48 عاماً، مُنحت الجائزة إلى 128 مشروعاً، ووُثّق أكثر من 10 آلاف مشروع بناء ضمن عمليات التقييم.

وتُركّز الجائزة على الأعمال المعمارية التي لا تكتفي بتوفير حلول مادية واجتماعية واقتصادية، بل تسعى أيضاً إلى تعزيز القيم الثقافية وتحفيز الإبداع المحلي.

المشروعات العربية المرشحة:

■ السعودية

مركز شمالات الثقافي - الرياض

تصميم: «سين للعمارة» (سارة العيسى ونجود السديري)

قاعات عرض بيضاء بتجهيزات مخفية وتصميم بسيط في شمالات الثقافي بالرياض (آغا خان للثقافة)

هو مساحة ثقافية تقع على أطراف الدرعية، وقد أُعيد تأهيله انطلاقاً من منزل طيني قديم أعادت الفنانة مها الملوح ترميمه. يجمع المركز بين القديم والجديد، ويقدّم منظوراً حسّاساً للحفاظ على التراث، بهدف دمج المساحات التاريخية في نسيج الحياة اليومية.

■ مصر

إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية - محافظة الأقصر

تنفيذ: شركة «تكوين للتنمية المجتمعية المتكاملة»

سوق القصارية المُجدّدة تعيد الحياة للمدينة وتُفعّل الحرف التقليدية في المباني التاريخية

يعالج المشروع تحديات السياحة الثقافية في صعيد مصر، من خلال تدخلات عمرانية ومبادرات اجتماعية واقتصادية واستراتيجيات حضرية مبتكرة، حوّلت مدينة إسنا من موقع مهمل يتمحور حول معبد خنوم إلى مدينة نابضة بالحياة والأنشطة.

■ المغرب

إعادة إحياء ساحة للا يدونة - فاس

تصميم: «موسيسيان للعمارة» و«استوديو ياسر خليل»

منظر جوي لساحة للا يدونة بفاس (آغا خان للثقافة)

يسعى المشروع إلى إعادة ربط المدينة بواجهة النهر، وتحسين حركة المشاة، مع الحفاظ على الهياكل الأصلية وابتكار فضاءات تخدم السكان المحليين، والحرفيين، والزوار من مختلف أنحاء العالم.

■ فلسطين

مجلس العجب - بيت لحم

تصميم: مكتب «AAU» أنسطاس

واجهة غربية عند الشروق مزينة بحروف فولاذية دوارة تشير إلى اتجاه الرياح (آغا خان للثقافة)

مساحة غير ربحية متعددة الاستخدامات للعرض والإنتاج، أنشأها معماريون محليون بدعم من حرفيين ومقاولين فلسطينيين. يوفّر المبنى المؤلف من 3 طوابق مركزاً للتصميم والابتكار والحرف والتعليم.

■ قطر

فندق ذا نيد - الدوحة

تصميم: ديفيد تشيبرفيلد للعمارة

المبنى علامة نادرة للعمارة الوحشية في الدوحة (آغا خان للثقافة)

تحويل مبنى وزارة الداخلية السابق إلى فندق بوتيكي يضم 90 غرفة، بأسلوب معماري يستلهم العمارة الوحشية الشرق أوسطية، في إطار مشروع متكامل للتجديد الحضري.

■ تركيا

مكتبة رامي - إسطنبول

تصميم: «هان تومرتكين للتصميم والاستشارات»

مكتبة رامي تقع في ثكنات رامي التاريخية وتعود للقرن الـ18 في منطقة أيوب سلطان (آغا خان للثقافة)

أكبر مكتبة في إسطنبول، تقع في ثكنات تاريخية تعود إلى القرن الـ18. اعتمد المشروع منهج التدخّل الأدنى للحفاظ على السمات الأصلية، مع تهيئة المبنى ليحتضن البرامج الجديدة.

■ الإمارات العربية المتحدة

جناح المغرب في «إكسبو 2020» - دبي

تصميم: «والالّو + تشوي»

جناح دائم بعد «إكسبو 2020» يُبرز تقنيات البناء بالتراب المدكوك (آغا خان للثقافة)

جناح دائم تحوَّل إلى مرفق ثقافي بعد المعرض. ويُعد من الروّاد في استخدام تقنيات البناء بالطين المدكوك على نطاق واسع، وقد حصل على شهادة «LEED» الذهبية بفضل اعتماده استراتيجيات تبريد سلبية تقلّل الحاجة إلى التكييف الميكانيكي.

المراحل المقبلة:

خضعت المشروعات المرشحة لمراجعات ميدانية دقيقة أجراها خبراء مستقلون من مجالات العمارة، والحفاظ على التراث، والتخطيط العمراني، والهندسة الإنشائية. ومن المقرر أن تعقد لجنة التحكيم العليا اجتماعها المقبل في صيف العام الحالي لدراسة نتائج هذه المراجعات واختيار المشروعات الفائزة.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق جائزتا أفضل ممثلة وأفضل ممثل للزوجين إلهام علي وخالد صقر (إنستغرام)

الدراما السعودية تُهيمن على جوائز «الدانة 2025»… ونصيب الأسد لـ«شارع الأعشى»

خطفت الأعمال الدرامية السعودية الأضواء في حفل توزيع جائزة الدانة للدراما، في نسختها الثانية لعام 2025، والذي أُقيم مساء الاثنين في العاصمة البحرينية المنامة.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
يوميات الشرق مسلسل «شارع الأعشى» يتنافس على 8 فئات ضمن «جائزة الدانة للدراما 2025» (شاهد)

«شارع الأعشى» يستحوذ على معظم ترشيحات «جائزة الدانة للدراما 2025»

أعلنت اللجنة المنظمة لـ«جائزة الدانة للدراما 2025» عن قائمة الأعمال الدرامية والفنانين المرشحين لنيل نسختها الثانية، ضمن عشر فئات.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
إعلام الإعلامي العراقي فخري كريم يتسلم الجائزة من الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم (الشرق الأوسط)

تحقيق لـ«الشرق الأوسط» يفوز بجائزة الصحافة العربية... وفخري كريم شخصية العام

كرمت قمة الإعلام العربي الإعلامي العراقي فخري كريم بجائزة شخصية العام الإعلامية، فيما فازت صحيفة «الشرق الأوسط» بجائزة التحقيقات.

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق الإعلامي علي جابر وزوجته تمارا تتوسطهما الوزيرة السابقة مي شدياق مؤسسة ومديرة «MCF»

«مؤسسة مي شدياق» تُكرّم روّاد الإعلام في حفلها السنوي بدبي

افتتحت الوزيرة السابقة مي شدياق، مؤسسة ومديرة «MCF»، الحفل بكلمة بدأت فيها بتحية من أرض دبي، معبّرة عن امتنانها لهذا اللقاء المتجدد للعام الثالث على التوالي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

«ميّاس» تُنير أَرز لبنان بـ«العودة»... تحيّة بصرية لجبران خليل جبران

لوحة رحيل جبران خليل جبران (الشرق الأوسط)
لوحة رحيل جبران خليل جبران (الشرق الأوسط)
TT

«ميّاس» تُنير أَرز لبنان بـ«العودة»... تحيّة بصرية لجبران خليل جبران

لوحة رحيل جبران خليل جبران (الشرق الأوسط)
لوحة رحيل جبران خليل جبران (الشرق الأوسط)

كان يا ما كان، في قديم الزمان، فيلسوف اسمه جبران خليل جبران، شكّل جسراً ثقافياً بين العالم ووطنه الأم لبنان، مجبولاً بالألم والمعاناة منذ طفولته، فصنع منهما طريقاً للحكمة والإنسانية. ألّف الكتب، ودوّن الشعر، ورسم لوحاته، ليصبح أسطورة الأجيال.

من هذا المنطلق، استلهمت فرقة «ميّاس» من هذه الشخصية الأدبية رموزاً لعرضها الفني «العودة»، في مشهد بصري سمعي باهر افتتح «مهرجانات الأرز الدولية»، فرسمت حياته وأقواله كما في الخيال، واستعارت من فخامة أرز لبنان الذي يحيط بمسرح المهرجان ألق الفن المتوهّج، وقدّمت عرضاً يخطف الأنفاس بأفكاره وطريقة تنفيذه.

واحدة من لوحات «ميّاس» على مسرح «مهرجانات الأرز الدولية» (الشرق الأوسط)

بمشاركة نحو 50 فتاة قدّمن بلوحات راقصة قصة حياة الأديب اللبناني، صمّم العرض مؤسس «ميّاس»، نديم شرفان، وشارك فيه مجموعة من الفنانين اللبنانيين، من بينهم بديع أبو شقرا، وسينتيا كرم، وعمار شلق، وملحم زين. حوّل هؤلاء «العودة» إلى صفحات تاريخية تعبق بالفن المسرحي المبتكر، وقدموا عرضاً لا يمكن استنساخه أو تشبيهه بأي عمل فني آخر. عبروا معه إلى سماء بلاد الأرز، ليوقّعوا من خلاله واحداً من أجمل المشاهد الفنية في العالم.

منذ اللحظات الأولى، عمل نديم شرفان على نقل الحضور إلى بساط الروحانيات. وبتحية قصيرة إلى قديس عنايا (مار شربل)، فاحت رائحة البخور في أجواء المهرجان، معلنة بداية المشوار، لتتوالى بعدها لوحات الرقص لفرقةٍ لم تأبه إلى حرارة طقس منخفضة في عزّ الصيف. وبدلاً من أن ترتعش برداً، حيكت رقصات أشعلت الأجواء دفئاً. واستُهلّ العرض برقصة ذكّرت الحضور بالأميرة سالومي، التي جسّدتها ريتا هيوارث في فيلم «سالومي» (1953).

وقد سبق المشهدية الفنية كلمة مختصرة لمنظّمة «مهرجانات الأرز الدولية» ورئيستها النائبة ستريدا جعجع، أكّدت فيها أنّ «العودة إلى الحياة ممكنة، ونحن أكثر من يُجيدها. انطلقنا ورجعنا أقوى ممَّا كنا».

التصميم الإلكتروني امتزج بصور الخيال واللوحات الراقصة (الشرق الأوسط)

وحضر الحفل كل من السيدة الأولى نعمت عون، ورئيس الحكومة نواف سلام وزوجته، والبطريرك الماروني بشارة الراعي. وبعد الكلمة الترحيبية مباشرةً، تلوّنت سماء المهرجان بلوحات من الألعاب النارية أضفت الفرح على الحضور، فاستعادوا معها زمن لبنان الذهبي على وقع أغنية جوزيف عطية «الحق ما بموت».

ويعود المهرجان بنسخته الجديدة لعام 2025 بعد غياب دام 5 سنوات، إثر الظروف المضطربة التي شهدها لبنان.

حضرت سيرة حياة جبران خليل جبران في عرض «العودة» لتحكي حكاية أديب لبناني لن يتكرَّر. ظهر في العرض طفلاً صغيراً متأثراً بأفراد عائلته، ومن ثَمَّ شاباً صاحب أحلام كبيرة، فالعبقري الذي صاغ من آلامه أدباً يُدرَّس.

وتوالت اللوحات الراقصة لترسم أرزة لبنان حيناً، وصراع الخير والشر حيناً آخر. وبديكورات مسرح رُصّع بمجسّم لجذع شجرة أرز خالدة، دارت الحكاية. جسّد بديع أبو شقرا شخصية جبران الشاب، ونحتها عمار شلق بالشيب والخبرة، لأديب تفوّق على نفسه. وخرج صوت سينتيا كرم من وراء الكواليس أكثر من مرة، يتلو أقوال جبران. وعلى خشبة المسرح، رقصت مرتدية زيّاً أحمر، وقد انسدل شعرها الطويل الأسود على كتفَيها، مجسّدةً دور العرّافة «المطرة» من كتاب «النبي».

مشهدية بصرية باهرة سادت عرض «العودة» لـ«ميّاس» (الشرق الأوسط)

لم يختر نديم شرفان أقوال جبران الرائجة أو الشعبية، بل انتقى غير المألوف منها ليعرّف الحضور إلى أعماق أفكار جبران المنيرة، وحمّلها رسائل مباشرة تحاكي اللبناني وواقعه. بعضها حمل جرعات من القسوة، يغمز من خلالها إلى أداء الحُكّام غير السَّوي. وفي مشهدية حضرت فيها سفينة الوداع من كتاب «النبي»، تلت سينتيا كرم مقتطفات مؤثرة منه، منها:

«أليس لهاثكم هو الذي يقيم بنيان عظامكم ويشدّده؟ بل أليس الحلم الذي لم يحلم به أحد منكم قط، هو الذي بنى مدينتكم وعمل كلّ ما فيها؟ فلو كان لكم أن تنظروا مجاري ذلك اللهاث، لما كانت لكم حاجة إلى أن تنظروا شيئاً آخر غيرها. ولو استطعتم أن تسمعوا مناجاة ذلك الحلم، لما كنتم تزعمون سماع أيّ صوت آخر في العالم».

في تابلوهات فنية تمازج فيها الخيال مع السحر والغرابة، قدّم شرفان مجموعة لوحات تعبيرية، استحدث فيها العنصر البصري المدعَّم بالتصميم الإلكتروني والكادرات الضخمة. كما مرّ على الفولكلور اللبناني، من دبكة ودلعونا. وقد أثار شهية الحضور بمتابعة لا يرفُّ لها جفن، كما في لوحة «رقصة الديناصور» وغيرها.

واستخدم الإضاءة والظلال وطيف جبران ليمنح العرض بُعداً عبثياً. وفي أحيان أخرى، جاءت الحركة السريعة على أنغام موسيقى إيقاعية لتعزيز الإتقان. أما أزياء فريق «ميّاس»، فصُمّمت بألوان ترمز إلى الوطن، فكانت ذهبية كترابه أحياناً، وغلب عليها الأخضر والأبيض والأحمر في أحيان أخرى، وهي ألوان العلم اللبناني.

لوحة «الوداع» من كتاب «النبي» لجبران (الشرق الأوسط)

بلغ تفاعل الجمهور ذروته في لوحات عدّة، منها ما صوّر بديع أبو شقرا بشخصية الأديب الرسّام، وأخرى تناولت فلسفة جبران ونشأته مع الممثل عمار شلق. وعندما صدح صوت ملحم زين بأغنية «أعطني الناي وغنِّ»، لم يستطع الجمهور إخفاء تأثّره، فترك صدى صوته أثره على أوراق شجر الأرز، وصفّق طويلاً لنجاح شرفان في توليد أفكار إبداعية، أهدى من خلالها تحية فنية إلى العالم أجمع.

وفي ختام العرض، الذي رآه البعض قصيراً نسبياً (80 دقيقة) قياساً برحلة طويلة من بيروت إلى الأرز، صعد فريق العمل إلى خشبة المسرح لتحية الجمهور، وسط تصفيق حار ووقوف تقديري من الحاضرين. واختُتمت الأمسية بصعود نديم شرفان، الذي انحنى بإجلال أمام جمهور تفاعل بحرارة مع إبداعاته طوال العرض.

ورغم النجاح الكبير لعرض «العودة» وابتكاره المميز في الفكرة والتنفيذ، لم تكن رحلة العودة إلى بيروت بالمستوى نفسه؛ إذ أثَّر سوء تنظيم نقل روّاد المهرجان سلباً على التجربة، مما قلَّل من فرحة الجمهور وفخره بهذا العرض المميز.