يخوض الممثل طوني عيسى تجربةً جديدةً على الصعيد الاجتماعي من خلال عضويته في بلدية عمشيت. فهذه البلدة التي يعشقها ويحمل منها ذكريات الطفولة والشباب، أراد أن يردّ الجميل لها بطريقته الخاصة. ومن خلال مكانته الفنية، يسعى إلى تزيينها بمشروعات فنية تُعيد إليها دورها الريادي الثقافي.
وقد حصد عيسى أعلى نسبة من الأصوات في لائحة «أمل عمشيت» مؤخراً، ويُبدي سعادته بهذا الفوز الذي لمس من خلاله حبّ أهل بلدته الأم له.
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «شكّل الأمر مفاجأةً لي، وأدركتُ مدى توق الناس إلى التغيير. فبلدتي تستحق منَّا كل الدعم، وسأعمل على إعادتها إلى الخريطة الثقافية بعد غياب. فهي أنجبت شخصيات لبنانية لعبت أدواراً ريادية في مجالات السياسة والفن وغيرها. ولديَّ رؤية مستقبلية لإحياء الفن فيها من بابه العريض، في مقدّمتها تنظيم (مهرجان عمشيت الفني)، إلى جانب العمل على استعادة النشاطات الثقافية التي غابت عنها منذ زمن».

وعن مدى تأثير مكانته الفنية في تسهيل عمله البلدي، يردّ: «لا شك أن خططي المستقبلية ستكون متعلّقة بالفن، وانطلاقاً من عملي الفني، سيكون التعامل مع زملائي ونجوم الفن أسهل».
يطول حديث طوني عيسى عن عشقه لبلدته التي وُلد وتربّى فيها. وعلى الرغم من هجرة أهله إلى الخارج، فقد آثر البقاء فيها. ويقول: «دخول الفنان المعترك الخدماتي الرسمي ليس أمراً خاطئاً بتاتاً، بل هو رسالةٌ أعتزّ بها شخصياً، وأتمنى أن أتمكن من استثمار حبّي لقريتي على الوجه المطلوب».
يُطلّ طوني عيسى حالياً في مسلسل «فرانكلين»، ويحقق نجاحاً ملموساً من خلال دور المحقّق. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «يحصد المسلسل نجاحاً لافتاً في لبنان والعالم العربي، ويتصدّر نسب المشاهدة. ومن العوامل التي أسهمت في متابعته خلطة أبطاله، وقصتُه المشوّقة، واختصارُه في 6 حلقات فقط».
ويشير عيسى إلى أنّ مشروعات درامية عدّة سيُطلّ بها قريباً، من بينها مسلسلٌ سيُعرض في موسم رمضان 2026، وكذلك مسلسل «امرأة» المُعرَّب، الذي صُوِّر في تركيا. ويضيف: «لقد استمتعت بهذه التجربة، وكان لا بدّ لي من خوضها. فهي تأتي ضمن المسلسلات المُعرّبة التي تلقى إقبالاً كبيراً من المشاهد العربي. كما أن العمل مع شركة (MBC) ومنصة (شاهد) كان مميزاً، فهما يجمعان كل العناصر الدرامية الناجحة في مشروعاتهما. وهذا النوع من الأعمال يحقق انتشاراً واسعاً».
ويصف عيسى دور عادل، الذي يؤديه في «امرأة»، بأنه شخصيةٌ ذات تركيبة جميلة ومساحة لا يُستهان بها من التنوع. ويوضح: «يسكن عادل في الحيّ نفسه الذي تقطنه بطلةُ العمل، مرام علي، بدور سلمى». ويتابع: «تتألف شخصية عادل من طبقات عدّة ستحثُّ المشاهد على التعلّق بها. فهو، إلى جانب كونه محبوباً من بيئته، يعاني من الغُبن، ويتمتع في الوقت نفسه بالقوة والصلابة».
ومن المتوقع عرض مسلسل «امرأة» عبر منصة «شاهد» بعد انتهاء عرض مسلسل «آسر» مباشرة. ويضمّ العمل باقة من الممثلين السوريين واللبنانيين، من بينهم نيقولا معوض، وستيفاني عطالله، وتقلا شمعون، ونانسي خوري، ونقولا دانييل، وغيرهم.

من جهة أخرى، يدخل طوني عيسى تجربة مسرحية بعد غياب، من خلال مسرحية «كسر القالب» من كتابة جيزيل هاشم زرد، التي يخرج معها عن نطاق مسرح الأطفال، ويقول: «لفتني نصّ المسرحية والموضوعات التي تتناولها، فهي من النوع الهادف الذي يتناول العلاقات الزوجية، ويُسلّط الضوء على المواقف التي يمرّ بها الشريكان، مثل الطلاق، وذلك ضمن خطّ كوميديّ ناضج إلى جانب التراجيديا الهادفة».
ويرى عيسى في العمل المسرحي نكهةً لا تُشبه غيرها، وقد سبق له أن خاض تجارب مماثلة في مسرح الرحابنة، مثل «على أرض الغجر» وغيرها. ويعلّق: «العمل على الخشبة يزوّد الممثل بآفاق واسعة وممتعة. وعلى الرغم من التعب والجهد المبذولَين فيه، فإنه يمنح لذّة مختلفة في إطار العمل التمثيلي».
وعن رأيه في العمل الدرامي الذي أُعلن عن التحضير له لتلفزيون لبنان الرسمي، يردّ: «نحن ممثلو لبنان، جاهزون لمساندة هذه المحطة العريقة التي تمثّل الوطن بكل أوجهه. فهي قناة وطنية لا بدّ من دعمها بكلّ ما نملك من قدرات. وكلّ ما من شأنه أن يخدم بلدنا ويُلمِّع صورته، علينا أن نُساهم فيه».






