«أصداء الصيف»... لوحات تغمسك في بحر الذكريات اللبنانية

التشكيلية روزي دانيال لـ«الشرق الأوسط»: في كل عمل لحظة فرح عشتها

بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)
بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)
TT

«أصداء الصيف»... لوحات تغمسك في بحر الذكريات اللبنانية

بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)
بألوان زاهية وأخرى دافئة ترسم ذكرياتها (الشرق الأوسط)

في معرضها الفني «أصداء الصيف»، تنقل الفنانة التشكيلية روزي دانيال زُرقة البحر اللبناني وهدوء أمواجه إلى اللوحات، مستخدمة ريشة تنبض بالحياة والفرح. تُشعرك أعمالها وكأنك تغطس في أعماق المياه، مستمتعاً بنضارتها ودفئها.

ما إن تدخل صالة العرض في مركز «ريبرث بيروت» بالجميزة، حتى تُدرك أنك على موعد مع صيف لبناني استثنائي، لطالما جذب الزائرين وألهم المبدعين حول العالم بجماله ومشهديته.

التشكيلية اللبنانية روزي دانيال (الشرق الأوسط)

من خلال لوحاتها، تنقل دانيال رائحة الصيف اللبناني، وشمسَه الدافئة، ونسماته العليلة. يظهر البحر المتوسّط بهويته الزرقاء، مُزداناً بصور أطفال يلهون، وصيادي سمك، وهواة التزلج على المياه. تقول الفنانة إنها أرادت من خلال هذه الأعمال توثيق لحظات لا تُنسى من صيف لبنان الذي يسكن ذاكرتها.

وتوضح روزي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه اللوحات وليدة مشاعر دفينة ومحورها فصل الصيف. أترجم فيها ذكرياتي معه؛ فصلٌ يُعلِن قدوم اللمة العائلية ويمنحنا لحظات راحة تضحك فيها الطبيعة فرحاً».

تتوزع أعمال روزي على صالات المعرض، مستحضرة أجواء الصيف اللبناني بكل تفاصيله، في لوحات زيتية تُجسِّد مشاهد طبيعية مرتبطة بالبحر. نرى فيها حركة المدِّ والجزر وتوتراً بصرياً بين الثبات والتغيُّر.

من شاطئ بلدة حالات، ترسم أحفادها وهواة التزلج على المياه بتقنية الأكريليك. وتنتقل بنا إلى طقوس الساحل المتقلِّبة، في حين تجتمع لوحات صغيرة على طاولة خشبية توثِّق يوماً صيفياً من الشروق حتى المغيب، بريشة دافئة تُعبِّر عن الحنين.

اللهو والتسلية في بركة السباحة (الشرق الأوسط)

تضيف روزي: «أرسم مشاعر الحنين ليوم على الشاطئ، وأُضفي عليها ألواناً دافئة وفاتحة تعكس وقع البحر وتأثيره عليّ».

تحمل لوحاتها عناوين تجمع بين السكينة والفرح، أو تصف حالات الطبيعة على الشاطئ. نرى «ليلة هادئة» بزورق صياد يطفو في السكون، و«طبقات الأزرق» تُمثّل خلطة ألوان رسمتها أنامل الطبيعة ببحر هائج، في حين تعكس لوحة «في غمرة المياه» فرحة حفيدها يغوص في بركة سباحة. وفي أعمال مثل «بعد العاصفة» أو ثلاثية «مراحل الغروب»، تمنح الريشة حرية للصَّمت ليُعبِّر عن نفسه، وتُحلِّق فوق بيوت مدينة جبيل، وتغوص في أعماق البحر في لوحتي «ما قبل» و«ما بعد».

تُنوِّع روزي في تقنيات الرسم بين الزيت والأكريليك والـ«ميكسد ميديا»، وتقول: «لا أستند إلى الخيال في لوحاتي، بل أسترجع لحظات فرح عشتها في أغسطس (آب)، حين تلتقي العائلة على شاطئ حالات، ونصنع ذكريات خالدة».

يعود جزء من ريع المعرض لمبادرة «ريبرث بيروت» (الشرق الأوسط)

وتتابع روزي: «أكتفي أحياناً بالألوان الزيتية، ومرات أمزجها بالأكريليك لأضفي لمعة مياه البحر الزرقاء. ألواني تنبع من مزاج البحر الذي لا يُمكن التنبؤ به؛ يهيج أحياناً، ويهدأ أحياناً أخرى حتى إن مياهه تكاد لا تتحرَّك. إنها لحظات أريدها أن تبقى معلّقة على الجدران عبر الزمن».

تصف روزي البحر بأنه محطة سنوية لا يمكن تفويتها، فتغوص في مشاهده المتعددة، مرّة وهو واسع يحتضن كل شيء، ومرّة أخرى وهو ساكن يغرق في الصمت.

يُنظم المعرض الدكتور طوني كرم، ويُخصص جزءاً من ريعه لمبادرة «ريبرث بيروت» التي تُعنَى بإعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة.

وتختم روزي قائلة: «أردت من أعمالي أن تبثَّ الأمل وتمنح زائر المعرض طاقة إيجابية. نحن مقبلون على صيف واعد، فلتكن هذه اللوحات وسيلة نغسل بها تعبنا وهمومنا».


مقالات ذات صلة

كليوباترا في باريس... الملكة المتمرّدة أيقونة تتجاوز الزمن

يوميات الشرق تعدَّدت الملامح والاسم واحد (صور المعرض)

كليوباترا في باريس... الملكة المتمرّدة أيقونة تتجاوز الزمن

بفضل انتحارها، أفلتت كليوباترا من أسر الرومان، وصنعت أسطورتها الخالدة: الموت البطولي لملكة بالغة الجاذبية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا منظر لمنطقة «ووتر بلازا» في موقع المعرض العالمي بأوساكا 4 يونيو 2025 (أ.ب)

معرض «إكسبو» في اليابان يعلّق العروض المائية بسبب تلوّث بكتيري

عُلِّقت العروض المائية اليومية ومنطقة حمام السباحة الضحلة في معرض «إكسبو 2025» في مدينة أوساكا باليابان مؤقتاً بسبب تلوث بكتيري يتطلب أعمال تطهير.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق امرأة تتأمل منحوتة «شخصية» لخوان ميرو من نافذة «المؤسسة» في برشلونة (أ.ف.ب)

برشلونة تحتفي بـ50 عاماً من عمر «مؤسسة خوان ميرو»

«مؤسسة خوان ميرو» في برشلونة تحتفل بمرور 50 عاماً على تأسيسها، عبر برنامج فني متنوع يُبرز إرث الفنان الكاتالوني العالمي.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
يوميات الشرق عمل للفنان عمر الفيومي ضمن المعرض (غاليري قرطبة)

«وُلد في قصيدة»... معرض جماعي يمزج الشِّعر وسحر الألوان

تحضُر قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش بشكل لافت، إذ كانت مصدر إلهام لعدد من أعمال المعرض، من بينها منحوتة للفنانة سماء يحيى بخامة البرونز...

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق الشَّعر... صوتٌ داخلي (غيتي)

الشَّعر الأفريقي في معرض «للجميع» بإنجلترا

سيُفتتح معرض للاحتفال بالشَّعر الأسود في أحد المعارض الفنّية بمدينة هال الإنجليزية. ويحمل الحدث عنوان «الشَّعر: الهوية في العالم الأفريقي».

«الشرق الأوسط» (لندن)

دمية «لابوبو» بحجم إنسان تُباع بمبلغ خيالي

«لابوبو»... من دمية إلى ظاهرة (رويترز)
«لابوبو»... من دمية إلى ظاهرة (رويترز)
TT

دمية «لابوبو» بحجم إنسان تُباع بمبلغ خيالي

«لابوبو»... من دمية إلى ظاهرة (رويترز)
«لابوبو»... من دمية إلى ظاهرة (رويترز)

بيعت دمية «لابوبو» بحجم الإنسان، هذا الأسبوع، بمبلغ قياسي بلغ 1.08 مليون يوان (150.324 دولار أو 110.465 جنيه إسترليني)، وفق دار مزادات صينية.

وذكرت «بي بي سي» أنّ الدمية البالغ طولها 131 سنتيمتراً (4 أقدام و4 بوصات)، بيعت في مزاد «يونغلي» الدولي في بكين. وقال منظّمو المزاد إنها أصبحت الآن أغلى لعبة من نوعها في العالم.

دمى «لابوبو» هي شخصيات غريبة على شكل وحوش، ابتكرها الفنان كاسينغ لونغ من هونغ كونغ قبل عقد، وازدادت شعبيتها بعدما أيَّدها عدد من المشاهير.

تبيع شركة الألعاب الصينية «بوب مارت» هذه الدمى، وعادةً ما تكلِّف نحو 50 يواناً.

وهذا الأسبوع، كان المزاد مخصَّصاً بالكامل لـ«لابوبو»، فطُرحت 48 قطعة للبيع بحضور نحو 200 شخص.

وقالت دار المزاد إنها جمعت ما مجموعه 3.37 مليون يوان.

أثارت «لابوبو» ضجة شرائية عالمية بعد ظهورها المتكرّر في منشورات ليزا من فرقة البوب الكورية «بلاك بينك» على وسائل التواصل الاجتماعي.

أصبحت الآن أغلى لعبة من نوعها في العالم (رويترز)

وأصبحت هذه الدمى موضة رائجة على تطبيق «تيك توك» بعدما ارتداها مشاهير آخرون، منهم ريهانا ودوا ليبا.

كما نشر قائد منتخب إنجلترا السابق لكرة القدم، ديفيد بيكهام، صورة على «إنستغرام» لدمية «لابوبو» معلّقة على حقيبته.

في وقت سابق من هذا العام، سحبت شركة «بوب مارت» الدمى من جميع متاجرها في المملكة المتحدة بعد تقارير عن تشاجر العملاء عليها.

غالباً ما تبيع شركة التجزئة الصينية الألعاب القابلة للتجميع في «صناديق مغلقة» غامضة. وتحظى هذه المنتجات بشعبية لدى العملاء الذين لا يكتشفون تصميم الدمية إلا بعد فتح العبوة.

أسهمت شعبية ألعاب «لابوبو» في نجاح شركة «بوب مارت»، فبلغت إيراداتها 13 مليون يوان عام 2024، أي أكثر من ضعف الرقم المُسجَّل في العام السابق.

افتتحت الشركة، العام الماضي، متاجر جديدة في 5 بلدان، بما فيها إيطاليا وإسبانيا.