قال المخرج المصري عمرو سلامة إنه يخوض مغامرة فنية محفوفة بالمخاطر عبر مسلسله الجديد «بريستيج»، الذي يُعرض على إحدى المنصات الرقمية. ونفى توقف تصوير فيلمه الجديد «شمس الزناتي 2»، مؤكداً أنه سيستأنف تصويره عقب عيد الأضحى المبارك.
وفي حواره مع «الشرق الأوسط» أوضح سلامة، أن مسلسله الجديد «بريستيج» يحمل أسلوب حكي مختلفاً، وأنه يترقَّب ردود فعل الجمهور على العمل، مؤكداً أن «أول سؤال طرأ على ذهنه أثناء إخراج العمل هو، ما هي مساحة التهريج المسموح بها في مسلسل إثارة وجريمة؟ لأنه من الصعب أن يضحك المشاهد وهو يفكر؛ لذلك كان لا بد من ضبط إيقاع هذا الميزان حتى لا تختل معادلة المشاهدة».
وعمّا إذا تدخَّل في سيناريو العمل الذي كتبته إنجي أبو السعود، أكد أنه أدلى بآرائه فقط، لأنه يحترم كل حرف يكتبه سيناريست أي عمل، لافتاً إلى أنه كانت هناك مساحة من المناقشة بينه وبين مؤلفة العمل، الذي يقوم ببطولته محمد عبد الرحمن ومصطفى غريب ودينا وسامي مغاوري، وبسام رجب، ومغني الراب زياد ظاظا.
وتدور فكرة «بريستيج» حول عاصفة قوية تضرب شوارع القاهرة، ما يجبر 14 شخصاً من خلفيات اجتماعية مختلفة على اللجوء إلى مقهى في وسط البلد، وبينما يحاول الجميع الاحتماء من العاصفة ينقطع التيار الكهربائي فجأة، ليكتشفوا أن أحدهم قُتل، وأنهم جميعاً متَّهمون بقتله، لتبدأ رحلة البحث عن الجاني في إطار كوميدي.
«شمس الزناتي 2»
وردّ سلامة على التقارير التي تحدثت عن وقف تصوير فيلمه الجديد «شمس الزناتي 2»، قائلاً: «ليس لها أي أساس من الصحة»، وبالفعل كان قد انتهى من تصوير 20 في المائة من أحداث العمل الذي يمزج بين المغامرة والأكشن والكوميديا.
وأوضح أن فيلمه الجديد ليس إعادة للفيلم الذي أدى بطولته النجم عادل إمام، وعُرض عام 1991، وإنما يستعرض الأحداث التي سبقت الفيلم السابق، فنشاهد من خلالها نشأة شمس الزناتي، وكيف تعرّف على المجموعة التي معه.
وأبدى عمرو إعجابه الشديد بسيناريو الفيلم الذي كتبه محمد الدباح، كما أثنى على التعاون مع الفنان محمد عادل إمام للمرة الأولى، مؤكداً أنه من الممثلين المجتهدين الذين يدركون طبيعة العمل الفني ومتطلباته.
ويشارك في بطولة فيلم «شمس الزناتي 2» أمينة خليل، وعمرو عبد الجليل، وأحمد داش، وطه دسوقي، وأحمد خالد صالح، ومصطفى غريب.
وعن مشروعه الدرامي «ساعته وتاريخه»، الذي صُوِّر منه جزآن، أكد أنه يعتز جداً بهذه التجربة، خصوصاً أنها كانت السبب في ظهور وجوه جديدة واعدة أثبتت كفاءتها وموهبتها عبر حلقات العمل، الذي أخذ منه جهداً كبيراً في دراسة الجرائم المختلفة التي قدّمها، ومعايشته لكل أحداثها، لدرجة أنه كان يقرأ أحياناً ألف ورقة في قضية ليفهم دوافعها وأسبابها ونوعية الشخصيات التي مرّت بها.
ويتطلَّع المخرج المصري إلى إكمال مشروعه الدرامي «ما وراء الطبيعة» مع النجم أحمد أمين، مضيفاً أنه يبذل حالياً جهوداً لإكماله، ويحلم بالتوصل إلى اتفاق مع منصة «نتفليكس» للحصول على حقوق العمل بكل السُّبل الودية، إذ يعدّه من أهم مشروعات حياته.
وكشف أنه فكَّر في اعتزال الإخراج عقب مسلسل «طايع» الذي عُرض عام 2018، وعلى الرغم من أنه سعيد بهذه التجربة، فقد مرَّ بأزمات نفسية عدة قبل تصوير المسلسل وأثناءه وبعده، فقد توفي والده قبل التصوير، وتوفي المنتج المنفذ أثناء التصوير، كما رحل الكاتب أحمد خالد توفيق مؤلف «ما وراء الطبيعة» وكان يعدّه والده الروحي.
وأكد أنه لن يشارك في أي عمل درامي يُعرض في موسم رمضان، مشيراً إلى وجود فجوة كبيرة بين الطموح والإمكانات المتاحة، وهي فجوة تتجلَّى بوضوح في مسلسلات رمضان. وقال: «أثناء تصوير مسلسل (طايع) ذهب إلى المستشفى 4 مرات بسبب الضغوط النفسية والعصبية والجسدية الناتجة عن ضيق الوقت، وضرورة تسليم الحلقات فوراً للعرض. لقد كانت واحدة من أصعب وأقسى التجارب الفنية التي مررت بها، على الرغم من جمال النص الذي كتبه الإخوة محمد وخالد وشيرين دياب، الذين يملكون سحراً خاصاً في الكتابة».
مشروعات مؤجلة
وأوضح عمرو أن لديه كتابين، الأول بعنوان «شاب كشك في رحلة البحث عن الجادون»، والثاني «رسائل تُرد للمرسل»، وكانا من أكثر الكتب مبيعاً في مكتبات كثيرة لأشهر عدّة.
وكشف عن وجود مشروعات كتب جديدة لا يجد الوقت لإخراجها إلى النور، منها كتاب عنوانه «القرداتي» عن السينما والفن بصفة عامة، وكيف يتعامل الإنسان مع موهبته الفنية، والثاني بعنوان «الخوذة»، ويناقش الرحلة الوعرة للسلام النفسي، وهو عبارة عن خواطر ممزوجة بسيرته الذاتية.
وعن العمل الأقرب إلى قلبه، أكد أن فيلم «أسماء» يُعد من أكثر الأعمال التي أسعدته وأحزنته في آنٍ واحد. فقد أسعده النجاح الفني للفيلم، الذي شارك في بطولته كل من هند صبري، وماجد الكدواني، وهاني عادل، وسيد رجب. وعلى الرغم من نيله تقديراً واسعاً على المستويين العربي والعالمي، فقد أحزنه الظلم الذي تعرّض له الفيلم عند عرضه؛ تزامناً مع أحداث ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، كما حُرم من الترشح للأوسكار بسبب قرار وقف ترشيح الأفلام المصرية في ذلك العام. وكان من المُقرر أيضاً عرضه في مهرجان «كان» السينمائي، لكن ذلك لم يتحقق، إذ فُضِّلت أفلام تتناول الثورة على حسابه.
وأضاف أن هذه النوعية من الأفلام من الصَّعب جداً أن تُنفَّذ حالياً، فقد لا يتحمس لها المنتجون أو النجوم.