عمرو سلامة ومغامرة جديدة في «بريستيج»: مزيج جريء من الكوميديا والجريمة

المخرج المصري أكد لـ«الشرق الأوسط» تطلعه لإكمال مشروع «ما وراء الطبيعة»

المخرج المصري عمرو سلامة (حساب سلامة على «فيسبوك»)
المخرج المصري عمرو سلامة (حساب سلامة على «فيسبوك»)
TT

عمرو سلامة ومغامرة جديدة في «بريستيج»: مزيج جريء من الكوميديا والجريمة

المخرج المصري عمرو سلامة (حساب سلامة على «فيسبوك»)
المخرج المصري عمرو سلامة (حساب سلامة على «فيسبوك»)

قال المخرج المصري عمرو سلامة إنه يخوض مغامرة فنية محفوفة بالمخاطر عبر مسلسله الجديد «بريستيج»، الذي يُعرض على إحدى المنصات الرقمية. ونفى توقف تصوير فيلمه الجديد «شمس الزناتي 2»، مؤكداً أنه سيستأنف تصويره عقب عيد الأضحى المبارك.

وفي حواره مع «الشرق الأوسط» أوضح سلامة، أن مسلسله الجديد «بريستيج» يحمل أسلوب حكي مختلفاً، وأنه يترقَّب ردود فعل الجمهور على العمل، مؤكداً أن «أول سؤال طرأ على ذهنه أثناء إخراج العمل هو، ما هي مساحة التهريج المسموح بها في مسلسل إثارة وجريمة؟ لأنه من الصعب أن يضحك المشاهد وهو يفكر؛ لذلك كان لا بد من ضبط إيقاع هذا الميزان حتى لا تختل معادلة المشاهدة».

سلامة مع كلاكيت مسلسل «بريستيج» (حساب سلامة على «فيسبوك»)

وعمّا إذا تدخَّل في سيناريو العمل الذي كتبته إنجي أبو السعود، أكد أنه أدلى بآرائه فقط، لأنه يحترم كل حرف يكتبه سيناريست أي عمل، لافتاً إلى أنه كانت هناك مساحة من المناقشة بينه وبين مؤلفة العمل، الذي يقوم ببطولته محمد عبد الرحمن ومصطفى غريب ودينا وسامي مغاوري، وبسام رجب، ومغني الراب زياد ظاظا.

وتدور فكرة «بريستيج» حول عاصفة قوية تضرب شوارع القاهرة، ما يجبر 14 شخصاً من خلفيات اجتماعية مختلفة على اللجوء إلى مقهى في وسط البلد، وبينما يحاول الجميع الاحتماء من العاصفة ينقطع التيار الكهربائي فجأة، ليكتشفوا أن أحدهم قُتل، وأنهم جميعاً متَّهمون بقتله، لتبدأ رحلة البحث عن الجاني في إطار كوميدي.

«شمس الزناتي 2»

وردّ سلامة على التقارير التي تحدثت عن وقف تصوير فيلمه الجديد «شمس الزناتي 2»، قائلاً: «ليس لها أي أساس من الصحة»، وبالفعل كان قد انتهى من تصوير 20 في المائة من أحداث العمل الذي يمزج بين المغامرة والأكشن والكوميديا.

وأوضح أن فيلمه الجديد ليس إعادة للفيلم الذي أدى بطولته النجم عادل إمام، وعُرض عام 1991، وإنما يستعرض الأحداث التي سبقت الفيلم السابق، فنشاهد من خلالها نشأة شمس الزناتي، وكيف تعرّف على المجموعة التي معه.

وأبدى عمرو إعجابه الشديد بسيناريو الفيلم الذي كتبه محمد الدباح، كما أثنى على التعاون مع الفنان محمد عادل إمام للمرة الأولى، مؤكداً أنه من الممثلين المجتهدين الذين يدركون طبيعة العمل الفني ومتطلباته.

عمرو سلامة يتطلع لإكمال مشروع «ما وراء الطبيعة» (حساب سلامة على «فيسبوك»)

ويشارك في بطولة فيلم «شمس الزناتي 2» أمينة خليل، وعمرو عبد الجليل، وأحمد داش، وطه دسوقي، وأحمد خالد صالح، ومصطفى غريب.

وعن مشروعه الدرامي «ساعته وتاريخه»، الذي صُوِّر منه جزآن، أكد أنه يعتز جداً بهذه التجربة، خصوصاً أنها كانت السبب في ظهور وجوه جديدة واعدة أثبتت كفاءتها وموهبتها عبر حلقات العمل، الذي أخذ منه جهداً كبيراً في دراسة الجرائم المختلفة التي قدّمها، ومعايشته لكل أحداثها، لدرجة أنه كان يقرأ أحياناً ألف ورقة في قضية ليفهم دوافعها وأسبابها ونوعية الشخصيات التي مرّت بها.

سلامة يترقَّب ردود فعل الجمهور حول «بريستيج» (حساب سلامة على «فيسبوك»)

ويتطلَّع المخرج المصري إلى إكمال مشروعه الدرامي «ما وراء الطبيعة» مع النجم أحمد أمين، مضيفاً أنه يبذل حالياً جهوداً لإكماله، ويحلم بالتوصل إلى اتفاق مع منصة «نتفليكس» للحصول على حقوق العمل بكل السُّبل الودية، إذ يعدّه من أهم مشروعات حياته.

وكشف أنه فكَّر في اعتزال الإخراج عقب مسلسل «طايع» الذي عُرض عام 2018، وعلى الرغم من أنه سعيد بهذه التجربة، فقد مرَّ بأزمات نفسية عدة قبل تصوير المسلسل وأثناءه وبعده، فقد توفي والده قبل التصوير، وتوفي المنتج المنفذ أثناء التصوير، كما رحل الكاتب أحمد خالد توفيق مؤلف «ما وراء الطبيعة» وكان يعدّه والده الروحي.

الملصق الدعائي لمسلسل «بريستيج» (حساب سلامة على «فيسبوك»)

وأكد أنه لن يشارك في أي عمل درامي يُعرض في موسم رمضان، مشيراً إلى وجود فجوة كبيرة بين الطموح والإمكانات المتاحة، وهي فجوة تتجلَّى بوضوح في مسلسلات رمضان. وقال: «أثناء تصوير مسلسل (طايع) ذهب إلى المستشفى 4 مرات بسبب الضغوط النفسية والعصبية والجسدية الناتجة عن ضيق الوقت، وضرورة تسليم الحلقات فوراً للعرض. لقد كانت واحدة من أصعب وأقسى التجارب الفنية التي مررت بها، على الرغم من جمال النص الذي كتبه الإخوة محمد وخالد وشيرين دياب، الذين يملكون سحراً خاصاً في الكتابة».

مشروعات مؤجلة

وأوضح عمرو أن لديه كتابين، الأول بعنوان «شاب كشك في رحلة البحث عن الجادون»، والثاني «رسائل تُرد للمرسل»، وكانا من أكثر الكتب مبيعاً في مكتبات كثيرة لأشهر عدّة.

وكشف عن وجود مشروعات كتب جديدة لا يجد الوقت لإخراجها إلى النور، منها كتاب عنوانه «القرداتي» عن السينما والفن بصفة عامة، وكيف يتعامل الإنسان مع موهبته الفنية، والثاني بعنوان «الخوذة»، ويناقش الرحلة الوعرة للسلام النفسي، وهو عبارة عن خواطر ممزوجة بسيرته الذاتية.

أفيش فيلم «أسماء» (حساب سلامة على «فيسبوك»)

وعن العمل الأقرب إلى قلبه، أكد أن فيلم «أسماء» يُعد من أكثر الأعمال التي أسعدته وأحزنته في آنٍ واحد. فقد أسعده النجاح الفني للفيلم، الذي شارك في بطولته كل من هند صبري، وماجد الكدواني، وهاني عادل، وسيد رجب. وعلى الرغم من نيله تقديراً واسعاً على المستويين العربي والعالمي، فقد أحزنه الظلم الذي تعرّض له الفيلم عند عرضه؛ تزامناً مع أحداث ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، كما حُرم من الترشح للأوسكار بسبب قرار وقف ترشيح الأفلام المصرية في ذلك العام. وكان من المُقرر أيضاً عرضه في مهرجان «كان» السينمائي، لكن ذلك لم يتحقق، إذ فُضِّلت أفلام تتناول الثورة على حسابه.

وأضاف أن هذه النوعية من الأفلام من الصَّعب جداً أن تُنفَّذ حالياً، فقد لا يتحمس لها المنتجون أو النجوم.


مقالات ذات صلة

جدل حول «تعيين» ممثل مصري في هيئة تدريس جامعة حكومية

يوميات الشرق ندوة سامح حسين في إحدى الجامعات الحكومية المصرية (حساب الجامعة على فيسبوك)

جدل حول «تعيين» ممثل مصري في هيئة تدريس جامعة حكومية

أثار خبر تعيين الممثل المصري سامح حسين بهيئة تدريس جامعة حكومية، جدلاً واسعاً في مصر، وتصدر اسمه «الترند»، على موقعي «إكس» و«غوغل»، الثلاثاء.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق فهد البتيري في دور الطبيب النفسي من مسلسل «حالات نادرة» («شاهد»)

صعود الطبيب النفسي في الدراما السعودية... من «هزاع» إلى «حالات نادرة»

قبل نحو عقدين من الزمان، كانت زيارة الطبيب النفسي أمراً محرجاً في السعودية، وتتم في غالب الأحيان بالخفاء توجساً من وصمة «العيب».

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق الفنان التونسي لمين النهدي (الشرق الأوسط)

لمين النهدي لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للمسرح لأنه يمنحني الحرية

أكد الممثل التونسي لمين النهدي أنه انحاز للمسرح منذ بداية مسيرته الفنية لأنه يجد حريته في مواجهة الجمهور أكثر من السينما والدراما التلفزيونية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق استمرت عملية تبريد النيران عدة ساعات (محافظة الجيزة)

حريق ديكور «ستوديو مصر» يربك تصوير «الكينج»

أخمدت قوات الحماية المدنية في مصر، الجمعة، حريقاً نشب في منطقة التصوير المفتوحة بـ«ستوديو مصر».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة صابرين أعلنت تحضيرها لمسلسل جديد (صفحتها على «فيسبوك»)

هل تنجح سير قارئات القرآن الكريم في النفاذ للدراما المصرية؟

أعلنت الفنانة صابرين تحضيرها لمسلسل «العدلية» عن أول قارئة للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية كريمة العدلية.

محمد الكفراوي (القاهرة )

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)
الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)
TT

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)
الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)

هل تجد صعوبة في إبقاء عينيك مفتوحتين بعد الغداء؟ كثيراً ما يبدأ الناس يومهم بنشاط ثم تنهار طاقتهم بعد الغداء. هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأشخاص يشعرون بانخفاض نشاطهم في فترة ما بعد الظهر، وخاصةً بين الساعة الواحدة ظهراً والرابعة عصراً.

كشف الدكتور أنتوني ريفي، اختصاصي النوم السلوكي في مركز هنري فورد الصحي: «الإيقاع اليومي الطبيعي لجسمنا، وهو الساعة الداخلية التي تعمل على مدار 24 ساعة وتساعد على تنظيم عملياتنا البيولوجية، يرسل إشارات إلى الدماغ خلال النهار ليبقينا متيقظين ونشيطين. مع حلول وقت الغداء، تنخفض هذه الإشارات مما قد يجعلنا نشعر بالنعاس».

إليك طرق تساعدك في التغلب على نعاس ما بعد الظهر دون احتساء رشفة من القهوة:

استمع إلى الموسيقى

أثبتت الدراسات أن الاستماع إلى موسيقى مُبهجة يُحسّن المزاج ومستوى الطاقة. للحفاظ على نشاطك خلال النهار بعد الغداء، أنشئ قائمة تشغيل لأغانٍ مُبهجة لتسلية نفسك. ولأن الموسيقى نشاط ممتع في كثير من الأحيان، فإنها تُحفز إفراز هرمون السعادة الذي يُبقيك نشيطاً.

استمر بالحركة

إذا شعرت بالنعاس بعد تناول الطعام بعد الظهر، يمكنك الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك. يعتقد الخبراء أن ممارسة الرياضة تُنشط عقلك وجسمك. كما أنها تُعرّضك للهواء النقي والإضاءة الطبيعية، مما يُحقق لك نتائج جيدة.

اخرج إلى الشمس

اخرج إلى الشمس لضبط ساعتك البيولوجية وتوفير فيتامين «دي» الضروري. يمكن لأشعة الشمس الطبيعية أن تمنع إنتاج هرمون النوم (الميلاتونين) في جسمك. إذا كنت في المكتب، ولا يسمح لك ذلك بالتعرض لأشعة الشمس، يمكنك تشغيل أضواء السقف الساطعة وتجنب الظلام، خاصةً بعد استراحة الغداء.

حافظ على رطوبة جسمك

يُعد الحفاظ على رطوبة الجسم أمراً بالغ الأهمية لأداء وظائفك اليومية. ويؤكد الباحثون أن الجفاف، حتى لو كان خفيفاً، قد يؤدي إلى التعب، مما قد يؤثر على قدرتك على التركيز. يقول الدكتور ريفي: «للأسف، يُصاب الكثير من الناس بالجفاف المزمن لمجرد أنهم لا يشربون كمية كافية من الماء لأداء أنشطتهم اليومية».

تناول غداءً متوازناً

احرص على تناول نظام غذائي متوازن غني بالبروتين والألياف والدهون الصحية خلال النهار. اتباع هذه النصيحة الواعية سيساعدك على التغلب على مشكلة النوم بعد الظهر، التي تأتي فجأةً بعد الغداء، خاصةً بين الساعة الأولى ظهراً والرابعة عصراً.

اتبع نمط نوم جيداً

النوم الجيد ليلاً أمرٌ لا غنى عنه، خاصةً إذا كنت تحاول إدارة انخفاض الطاقة بعد الغداء. يوصي الخبراء بأن ينام الشخص البالغ من 7 إلى 9 ساعات على الأقل ليلاً ليشعر بالنشاط خلال النهار. يوضح الدكتور ريفي: «كمية النوم التي يحتاج إليها كل شخص تختلف من فرد لآخر، وتتغير على مدار حياته».


«الشاطئ الأخير»... فيلم بلجيكي يرصد مأساة واقعية من قلب أفريقيا

صوَّر المخرج الفيلم في ظروف صعبة (الشركة المنتجة)
صوَّر المخرج الفيلم في ظروف صعبة (الشركة المنتجة)
TT

«الشاطئ الأخير»... فيلم بلجيكي يرصد مأساة واقعية من قلب أفريقيا

صوَّر المخرج الفيلم في ظروف صعبة (الشركة المنتجة)
صوَّر المخرج الفيلم في ظروف صعبة (الشركة المنتجة)

لم يتخيّل المخرج البلجيكي جان فرانسوا رافانيان أن مقطعاً مصوَّراً عابراً على مواقع التواصل الاجتماعي سيقوده، بعد سنوات من البحث، إلى قلب أفريقيا، وتحديداً إلى قرية نائية في غامبيا، ليغوص عميقاً في مأساة إنسان يُدعى «باتيه سابالي».

الشاب الذي هزّ غرقُه في القناة الكبرى بالبندقية عام 2017 الرأيَ العام العالمي، حين اكتفى العشرات من المتفرجين بالصراخ وإطلاق الإهانات العنصرية بدلاً من مدّ يد العون له، كان مقطعُ الفيديو المصوَّرُ له الشرارةَ الأولى لفيلمه الوثائقي «الشاطئ الأخير»، الذي يحاول أن يعيد لهذا الشاب اسمه وصوته وحكايته.

قال رافانيان لـ«الشرق الأوسط»، إنه يتذكّر اللحظة الأولى جيداً؛ «كان الأمر صفعةً. رأيتُ الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، كما شاهده آلاف غيري في ذلك الوقت. صدمتني اللامبالاة، والكلمات العنصرية، والجمود الكامل أمام غرق شاب لا يحاول أحد مساعدته. في البداية لم أفكّر في فيلم؛ فكّرتُ بصفتي صحافياً: مَن هذا الشاب؟ ماذا حدث؟ ولماذا لم يتحرّك أحد؟».

وأضاف المخرج، الذي عُرض فيلمه للمرة الأولى عربياً في مهرجان «الدوحة السينمائي»، أن الأمر تحوّل إلى هاجس، بيد أنه اصطدم منذ اللحظة الأولى بحقيقة أن التحقيقات في إيطاليا كانت مغلقة بالكامل، مما جعل الوصول إلى أي معلومة أمراً معقّداً وصعباً.

المخرج البلجيكي (الشركة المنتجة)

ولأن الطريق إلى الحقيقة كان مسدوداً، اختار المخرج البلجيكي طريقاً آخر، وهو البحث عن عائلة باتيه. يقول: «استغرق الأمر عامين كاملين لأجد أثرهم في غامبيا، وعندما وصلت أخيراً إلى القرية، أدركت أن الغضب الذي اجتاحني أمام شاشة الكمبيوتر في أوروبا كان صورة مختلفة. فالعائلة دعتني إلى رؤية الأمور من زاوية أخرى: زاوية الفقد، والغياب، والبحث عن المعنى. عند تلك اللحظة تغيّر الفيلم تماماً».

يشير رافانيان إلى أن «أصعب ما واجهته في البداية لم يكن الطبيعة أو الظروف، بل بناء الثقة مع العائلة»، مضيفاً: «عندما تصل إلى قرية بعيدة، وتكون غريباً، عليك أن تدرك أن لكل عائلة سرديّتها الخاصة. كان عليّ أن أجد الطريقة المناسبة للوقوف بالكاميرا، وأن أتجنّب أي منظور قد يُشعِرهم بأننا نمسك بموقع قوة أو وصاية. الثقة كانت المفتاح، لا الأدوات ولا الموقع ولا التقنية».

وعن ظروف التصوير في القرية، يشرح رافانيان أن «الفريق كان صغيراً للغاية؛ كنت أنا، ومدير التصوير، ومساعدة تنتمي إلى مجتمع الفولا، تتحدث لغتهم وتفهم ثقافتهم. ولم تكن المسألة لغةً فقط، بل سلوكاً ومعتقدات ونظرة إلى الحياة. كنا نقيم في القرية أياماً طويلة بلا كهرباء، نصحو مع الفجر وننام مع المغيب؛ لا فنادق ولا راحة، فقط الحياة اليومية كما هي. وكل 8 أيام نعود إلى المدينة لشحن البطاريات وإحضار حاجات العائلة، ثم نعود من جديد. كان الوجود الدائم ضرورياً، لأن أقرب مدينة تبعد أربعين دقيقة بالسيارة، ولأن الحياة في القرية تبدأ وتنتهي مبكراً».

المخرج حاول تسليط الضوء على هوية العائلة في فيلمه (الشركة المنتجة)

اختار المخرج ألّا يُظهر باتيه، رغم امتلاكه صوراً عدّة له سواء من العائلة أو من الإنترنت، لكنه لم يرغب في استخدامها، وهو ما يفسّره قائلاً: «أردتُ أن يراه الجمهور من خلال غيابه، كما تعيشه عائلته. أردتُه غائباً، حاضراً بالصوت وبالأثر. فالصوَر قد تعيد تجسيده، لكنها قد تُسطّح ما تعرّض له، بينما الصوت، صوت العائلة وذاكرتها، يعيد إنسانيته كاملة».

وعن كيفية حماية العائلة في هذا النوع من الأفلام الحسّاسة، يقول رافانيان إن ما فعله يشبه عمل الصحافة أكثر منه عملاً سينمائياً؛ فالعائلة لم تكن تعرف تفاصيل ما حدث في القناة، ولم يرغب في أن يضع الفيديو أمامهم أو أن يعرّضهم لصدمة جديدة. وحين سألته الأم عمّا وقع لابنها، قال لها الحقيقة بالكلمات. ويضيف: «لم تشأ أن ترى الفيديو، واكتفت بأن تعرف. كان هناك أيضاً تقريرٌ من 200 صفحة صادر عن السلطات الإيطالية، لم يكن من حقّهم الحصول عليه، فساعدناهم على الوصول إليه. كان الفيلم أيضاً وسيلة لكشف الحقيقة لهم، ولإنصافهم أسرياً».

لم يُنكر المخرج البلجيكي وجود صعوبات عدّة أثناء التصوير في غامبيا، من الإجراءات الأمنية والبيروقراطية المعقّدة، إلى عدم اعتياد السكان على الكاميرا، فضلاً عن عزلة القرية نفسها وافتقارها إلى الكهرباء والمياه العامة، واعتماد حياتها اليومية على الزراعة وتربية النحل. لكنه، رغم ذلك، لا يُخفي سعادته بهذه التجربة التي وثّقت اسم «باتيه سابالي».


رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
TT

رابح صقر وناصر نايف يفتتحان «صدى الوادي» بليلة طربية في وادي صفار

وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)
وادي صفار معروف بمكانته التاريخية وموقعه الحيوي (موسم الدرعية)

ساعات من الطرب والحماسة شهدتها أولى حفلات برنامج «صدى الوادي» في وادي صفار، مع صقر الأغنية الخليجية رابح صقر، والفنان ناصر نايف، ضمن فعاليات موسم الدرعية.

وانطلقت، الخميس، أولى حفلات برنامج «صدى الوادي»، في مشهد جمع بين القيمة التاريخية للمكان والإيقاع الفنّي الذي يُقدّمه موسم الدرعية 25-26، ضمن برامجه التي تمزج بين التاريخ والتراث والسياحة والترفيه.

وبدأت الأمسية على المسرح المفتوح بتصميمه الذي ينسجم مع الطبيعة الآسرة لوادي صفار شمال غربي مدينة الرياض، مع الفنان السعودي الشاب ناصر نايف الذي تفاعل معه الجمهور وهو يؤدّي أغنياته المُحبَّبة.

وتصاعدت حماسة الحضور مع ظهور صقر الأغنية الخليجية رابح صقر الذي لفت الأنظار بأدائه في عدد من أغنياته، أبرزها: «يوم ما أنا ضحّيت ما أقصد جحود»، و«حبيبي اللي همّه رضاي»، إلى جانب أداء ناصر الاستثنائي في «نسايم نجد»، و«خلي الليالي سعادة»، ومجموعة أخرى من الأغنيات التي أشعلت شتاء وادي صفار في أولى حفلات موسم الدرعية هذا العام.

الفنان ناصر نايف خلال الحفل (موسم الدرعية)

الفنان رابح صقر خلال الحفل (موسم الدرعية)

ويأتي اختيار وادي صفار لتنظيم الأمسية لما يمثّله من قيمة تاريخية وموقع حيوي كان على مدى العصور مَعْبراً للمسافرين وقوافل التجارة، وملتقى اجتماعياً لأهالي الدرعية، قبل أن يتحوَّل اليوم إلى مسرح مفتوح يحتضن فعاليات ثقافية وفنية تعكس حضور الموسم وتنوّع عروضه. ويندرج هذا الحفل ضمن برنامج موسيقي واسع يشارك فيه فنانون من أبرز الأسماء العربية؛ من بينهم: فنان العرب محمد عبده، وقيثارة العرب نوال، وراشد الفارس، وأميمة طالب، وفنانو حفل اليوم، الجمعة، عايض يوسف، وزينة عماد، بالإضافة إلى مجموعة من المواهب السعودية الممّيزة.

أجواء تراثية وطربية في ليالي «صدى الوادي» (موسم الدرعية)

ويُقدّم برنامج «صدى الوادي» سلسلة من الحفلات التي تستضيف أبرز الفنانين في العالم العربي، عبر إثراء التجربة الفنية لزوار موسم الدرعية من خلال عروض موسيقية متنوّعة تشمل السامري وفنون الأداء الجماعي، وتُبرز جماليات المكان بتكوينه الطبيعي وشواهده التاريخية.

وتشمل تفاصيل «صدى الوادي» تجربة متكاملة تبدأ باستقبال الزوار بطابع الضيافة السعودية، مروراً بعروض شعرية وغنائية، وصولاً إلى مرافق فنّية ومعارض تفاعلية، من بينها معرض السامري الذي يُقدّم سرداً بصرياً وثقافياً لتراث فنون الأداء النجدية عبر تقنيات رقمية وآلات موسيقية معروضة، بما يعزّز دور البرنامج في الحفاظ على الفنون التقليدية وإبرازها بأسلوب معاصر.