الأمير هاري: والدي «لن يتحدَّث معي»... وأريد «المصالحة» مع العائلة

طالب بمراجعة قرار محكمة الاستئناف مؤكداً أنّ «الأمن أولاً»

TT

الأمير هاري: والدي «لن يتحدَّث معي»... وأريد «المصالحة» مع العائلة

 يقول إنه سامح الجميع (رويترز)
يقول إنه سامح الجميع (رويترز)

طالب دوق ساسكس الأمير هاري، زعيم حزب العمال السير كير ستارمر بالتدخّل ومراجعة ما وصفه بـ«حكم محكمة الاستئناف الزائف»، وذلك عقب خسارته المعركة القضائية المتعلّقة بترتيباته الأمنية في المملكة المتحدة.

وقال إن والده، الملك تشارلز الثالث، لم يعُد يتحدَّث إليه بسبب الخلاف القانوني حول الإجراءات الأمنية التي تغيَّرت بعد تخلّيه عن واجباته الملكية.

وفي لقاء مع «بي بي سي»، تابع: «لا أعلم كم من الوقت تبقى لوالدي على قيد الحياة»، مضيفاً أنه يشعر بحزن شديد لخسارة الطعن الذي قدَّمه ضدّ وزارة الداخلية. ودعا رئيس الوزراء ووزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، إلى النظر في القضية «بعناية شديدة»، واصفاً القرار بأنه «تلاعب قديم الطراز»، مُشككاً في حيادية اللجنة التي أعادت تقييم ترتيبات الحماية الخاصة به.

وقال دوق ساسكس إن الوضع الحالي يجعل من المستحيل عليه أن يجلب عائلته إلى المملكة المتحدة بأمان، مضيفاً: «لن يتحدّث معي والدي بسبب هذه المسائل الأمنية».

وتابع: «كان هناك كثير من الخلافات بيني وبين بعض أفراد العائلة. بعضهم لن يسامحني أبداً بسبب كتاب (سبير)، لكنني سامحتهم جميعاً»، مؤكداً رغبته في المصالحة: «لا جدوى من الاستمرار في الشجار. أودُّ أن أتصالح مع عائلتي، خصوصاً أنني لا أعرف كم من الوقت تبقّى لوالدي».

يخشى رحيل والده قبل المصالحة (د.ب.أ)

ولم يرَ الأمير والده، البالغ 76 عاماً، والذي يخضع للعلاج من السرطان، سوى مرة واحدة منذ تشخيص حالته في مطلع العام الماضي، وكانت زيارة قصيرة، موضحاً أنّ الأمن هو العامل الأساسي في إصلاح علاقته بعائلته.

وكان دوق ساسكس قد استأنف قرار المحكمة العليا برفض دعواه ضد وزارة الداخلية بشأن قرار لجنة «رافيك» (اللجنة التنفيذية لحماية الشخصيات الملكية والعامة) التي خفضت مستوى حمايته الأمنية عند وجوده في المملكة المتحدة بعد خروجه من الحياة الملكية في مارس (آذار) 2020.

والعام الماضي، قضت المحكمة العليا بأن قرار اللجنة كان قانونياً، لكن محامي هاري جادلوا خلال جلسة استماع في أبريل (نيسان) بأن المعاملة التي تلقاها كانت «دون المستوى»، وأن اللجنة لم تلتزم بشروطها الداخلية عند اتخاذ القرار.

وقد أيَّد 3 من قضاة محكمة الاستئناف القرار، مؤكدين أنّ مشاعر الأمير بالظلم «مفهومة»، لكنها لا تُعدّ خطأ قانونياً.

وقال الأمير إنه كان «محبَطاً جداً» من هذا القرار، مضيفاً: «كنا نعتقد أن الحكم سيكون لمصلحتنا».

من جانبها، قالت محاميته، شهيد فاطمة، إنّ حياته كانت في خطر، مشيرة إلى تهديد من تنظيم «القاعدة»، بالإضافة إلى حادث مُطاردة خطير تعرَّض له مع زوجته ميغان في نيويورك عام 2023. وإنما الفريق القانوني للحكومة دافع عن الترتيبات الأمنية، مشيراً إلى أنها مناسِبة وتستند إلى تقييم موضوعي للمخاطر.

يُذكر أن الأمير هاري كان يتمتّع بحماية أمنية كاملة مموَّلة من الدولة قبل تنحّيه عن دوره الرسمي، وهو الامتياز الذي فقده بعد انسحابه من الحياة الملكية.

وقال الدوق إن الحُكم الأخير يبعث برسالة مفادها أن أفراد العائلة المالكة لا يمكنهم العيش خارج سيطرتها، مضيفاً: «أحبّ بلدي وأحبّ أن أُري أطفالي وطنهم، لكنني الآن أعود فقط لحضور الجنازات وجلسات المحاكم».

ويعود الفريق القانوني للأمير هاري، الأسبوع المقبل، إلى المحكمة العليا، في إطار الدعوى التي يُشارك فيها مع المغنّي ألتون جون وآخرين ضدّ شركة «أسوشييتد نيوزبيبرز»، ناشرة «ديلي ميل» و«ميل أونلاين»، بتُهم تتعلّق بأنشطة غير قانونية على نطاق واسع.

وقال متحدّث باسم وزارة الداخلية: «نحن سعداء بأن المحكمة أيَّدت موقف الحكومة»، مشيراً إلى أن «نظام الأمن الوقائي في المملكة المتحدة دقيق ويتّسم بالصرامة والتناسب».

وفي تعليق مُقتَضب، قال متحدّث باسم قصر باكنغهام: «راجعت المحاكم هذه القضايا مراراً وبشكل دقيق، وكانت النتيجة دائماً واحدة».


مقالات ذات صلة

فيصل بن سلمان يشارك الملك تشارلز موكب «رويال أسكوت» في لندن

رياضة سعودية الأمير فيصل بن سلمان في العربة الملكية (الشرق الأوسط)

فيصل بن سلمان يشارك الملك تشارلز موكب «رويال أسكوت» في لندن

شهد الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، افتتاح مهرجان «رويال أسكوت» الشهير، أحد أعرق سباقات الخيل في بريطانيا والعالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك تشارلز والملكة كاميلا في العربة الذهبية خلال الاستعراض (إ.ب.أ)

موكب عسكري وعرض جوي للاحتفال بعيد الملك تشارلز

تجمع الآلاف في وسط لندن، يوم السبت، للاحتفال بعيد ميلاد الملك تشارلز الرسمي بعرضٍ عسكريٍّ مهيب تخللته دقيقة صمت تكريماً لضحايا الطائرة الهندية المنكوبة. أطلق…

يوميات الشرق غاري أولدمان (رويترز)

في قائمة تكريمات الملك تشارلز... ديفيد بيكهام وغاري أولدمان فارسان

بمناسبة عيد ميلاد الملك تشارلز، وجرياً على العادة السنوية، أعلنت قائمة تكريمات الشخصيات المؤثرة في المجتمع البريطاني.

رياضة عالمية الملك تشارلز الثالث وبيكهام في لقاء سابق (وسائل إعلام بريطانية)

بيكهام يحصل على لقب «فارس» من الملك تشارلز الثالث

مُنح قائد منتخب إنجلترا السابق لكرة القدم وأيقونة الموضة العالمية ديفيد بيكهام لقب «فارس» الجمعة من الملك تشارلز الثالث، تقديراً لخدماته في الرياضة والأعمال.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أميرة القلوب تعود إلى الأضواء في مزاد تاريخي (رويترز)

«كنوز ديانا» في المزاد: أكبر عرض عالمي لمقتنيات الأميرة الراحلة (صور)

يُقام المزاد المباشر وعبر الإنترنت بعنوان «أسلوب الأميرة ديانا... مجموعة ملكية» في 26 يونيو في «بينينسولا بيفرلي هيلز» بولاية كاليفورنيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

حفل «هولوغرامي» كامل العدد لـ«العندليب» بالمغرب رغم الأزمات

الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (فيسبوك)
الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (فيسبوك)
TT

حفل «هولوغرامي» كامل العدد لـ«العندليب» بالمغرب رغم الأزمات

الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (فيسبوك)
الفنان الراحل عبد الحليم حافظ (فيسبوك)

استعان مهرجان «موازين»، في دورته الـ 20 والتي تقام فعالياتها حالياً في العاصمة المغربية الرباط، بشخص شبيه للفنان الراحل عبد الحليم حافظ، ليجسد صورته «الهولوغرامية»، مع الاستعانة بصوته الأصلي لتقديم عدد من أغنياته، التي تعود ملكيتها للمنتج محسن جابر، وذلك لتجاوز الأزمة التي نشبت قبل الحفل بين ورثة العندليب وإدارة المهرجان.

وخرج الحفل «الهولوغرامي»، الذي أقيم على خشبة «المسرح الوطني... محمد الخامس» للنور، ورفع شعار «كامل العدد»، حسب إدارة المهرجان، بعد أزمة كبيرة دارت خلال الأيام الماضية بين ورثة العندليب، وإدارة مهرجان «موازين»، التي استعانت بشركة أخرى غير التي تتعاون مع الورثة، نظراً لأنها ليست شركة مغربية خالصة، وفق بيان للمهرجان.

جانب من حفل العندليب الهولوغرامي في «موازين» (إدارة المهرجان)

الحفل الذي رفع شعار «كامل العدد»، حضره نخبة من الشخصيات الرسمية، وفق بيان المهرجان، الذي أكد أن كل ما نشر عن إلغائه أو منعه لا يمت للحقيقة بصلة، وكان الغرض منه إثارة الجدل فقط، وأنه أُقيم بشكل قانوني، بعد حصولهم والشركة المنظمة على جميع التصريحات الرسمية من المنتج محسن جابر، صاحب الحقوق الحصرية لأرشيف عبد الحليم.

وتعليقاً على الحضور اللافت للحفل، «الهولوغرامي»، من جميع المراحل العمرية، حسب البيان، وبعيداً عن أزمة «الملكية الفكرية»، يرى نقاد أن الحنين للكلمة واللحن، وحضور أحد نجوم «الزمن الجميل»، مجدداً هو أساس جماهيرية هذه الحفلات.

الناقد الموسيقي المصري محمد شميس يرى أن هذا النوع من الحفلات الغنائية ينعش الحنين لمطرب تابعه جمهوره، وارتبطوا بأعماله وأغنياته على الشاشة، لافتاً في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن رؤيته مجدداً على المسرح عن طريق هذه التقنية والتفاعل معه، أمر رائع وشعور جيد، لذلك تحظى هذه الحفلات غالباً بحضور، خصوصاً إذا كانت لمطرب له جماهيرية طاغية.

الملصق الترويجي للحفل الهولوغرامي للعندليب عبد الحليم حافظ (حساب المهرجان بـ فيسبوك)

وافتتح الحفل، بأغنية «الماء والخضرة والوجه الحسن»، التي قدمها عبد الحليم خصيصاً للمملكة المغربية، كما استمع الجمهور خلال الحفل لباقة من أغنيات «العندليب» الشهيرة من بينها، «أول مرة تحب يا قلبي»، و«بلاش عتاب»، و«أسمر يا أسمراني»، و«جبار»، و«بتلوموني ليه»، و«جانا الهوا»، و«حبك نار»، و«سواح».

ورغم شعار «كامل العدد»، الذي رفعه الحفل، وفق إدارة المهرجان، لكن حساب «عبد الحليم»، بـ«فيسبوك»، وصفه بأنه «مهزلة وفضيحة كبري، ومثير للاشمئزاز»، حيث ظهر حليم بشكل كارتوني مضحك، حسبما كتبت الصفحة، واستكمل الحساب الذي يدار بمعرفة «ورثة» العندليب، بأن «الحفل سيكون سقطة في حق المهرجان».

وبدأت أزمة الحفل التي أثيرت خلال الأيام الماضية، عقب إعلان صفحات المهرجان «السوشيالية»، عن إقامته، الأمر الذي أثار حفيظة أسرة العندليب، والتي أعلنت عبر بيان صحافي، أنها ستقوم بمقاضاة القائمين على المهرجان، والشركة المنفذة للحفل، لعدم التواصل أو الاتفاق معهم بشأن استخدام اسم أو صورة عبد الحليم.

جانب من حفل العندليب الهولوغرامي في «موازين» (إدارة المهرجان)

ويقول الناقد الموسيقي المصري أمجد مصطفى: «إن هذا النوع من الحفلات يحظى بحضور كبير، نظراً للحنين الجارف لهؤلاء النجوم، وأعمالهم التي أثرت الساحة الفنية»، وأوضح مصطفى لـ«الشرق الأوسط»، أن إقامة هذه الحفلات في إطار منظم وعدم الإساءة لاسم النجم وشكله، أمر رائع ومتاح لتوثيق حضورهم مجدداً، كي تتعرف عليهم الأجيال الحالية.

وأكد مصطفى أن من حق «ورثة»، عبد الحليم، الاعتراض على إقامة الحفل إذا كان يسيء له، لكن خلاف ذلك فوجود اسمه، وغيره من النجوم بأعمالهم في حفلات وأعمال درامية أيضاً، أمر مهم للتوثيق الفني.

لم يكن حفل «العندليب»، الهولوغرامي، الأول من نوعه خلال مهرجان «موازين»، فقد تم استخدام التقنية نفسها، العام الماضي، في حفلين سابقين لـ«أم كلثوم»، وفق إدارة المهرجان.

الناقد الفني المصري محمد شوقي أكد أن نجاح هذه الحفلات يعود لكون الأغنيات التي تقدم بها تحمل مشاعر وأحاسيس ومعاني افتقدناها بشكل كبير في الإنتاجات الفنية الحالية، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الحفلات تعد فرصة جيدة للتحليق في سماء الفن، وظاهرة صحية نتيجة الظروف القاسية التي نعيشها».

وقدم عبد الحليم حافظ عدداً كبيراً من الأفلام العربية، التي اتسمت بالطابع الغنائي من بينها، «لحن الوفاء»، و«أيامنا الحلوة»، و«موعد غرام»، و«دليلة»، و«الوسادة الخالية»، و«شارع الحب»، و«يوم من عمري»، و«الخطايا»، «أبي فوق الشجرة»... وغيرها.