قال الفنان السوري سامر المصري إن العودة إلى التصوير في سوريا مجدداً أعادت الحياة إلى قلبه، ومنحته الأمل، بسبب رؤيته لوالدته وأسرته بعد غياب دام 13 عاماً. وتحدث المصري في حواره مع «الشرق الأوسط» عن شخصية «عزت» التي يجسدها في مسلسل «آسر»، وسبب تحمسه لبطولة مسلسل «تحت الأرض – موسم حار»، بالإضافة إلى تفاصيل فيلمه الأميركي الجديد «Beyond the Likes»، وكواليس اقتحامه عالم التمثيل باللغة الإنجليزية.
وتحدث الفنان السوري سامر المصري عن تجربته في مسلسل «آسر»، المعروض حالياً عبر منصة «شاهد»، وهو النسخة المعربة من العمل التركي الشهير «إيزيل». وحرص المصري على توضيح بعض المفاهيم المغلوطة حول الشخصية التي يقدمها، نافياً أن تكون مثالاً لما يعرف بـ«الشر المطلق».
وقال إن «شخصية (عزت) التي يؤديها لا يمكن حصرها في إطار الشر، فهو شخص شريف يعمل ميكانيكياً، وصاحب ورشة، ويعتبر نفسه الأخ الكبير لأصحابه، والمعلّم الحقيقي في دروس الرجولة، وتورطه في جريمة قتل خلال الأحداث كانت مجرد لحظة ضعف، ظلت تطارده بتأنيب الضمير».
أما عن استخدامه المتكرر لأداة «كماشة» في مشاهده، فأوضح أن هذا التفصيل جاء ليعكس خلفية الشخصية المهنية، قائلاً: «حرصت على أن تكون الكماشة جزءاً من حضور الشخصية، لأنه لا ينفصل عن مهنته، حتى وهو غارق في صراعاته النفسية».
وكشف المصري عن قراره عدم مشاهدة النسخة التركية من المسلسل: «قرأت رواية الكونت دي مونت كريستو التي يستند إليها العمل، فكان لدي تصور كامل عن القصة، ولم أرغب في الرجوع للمسلسل التركي حتى لا أتأثر بأداء آخر».
وعن التعاون مع زميليه في العمل، لجين إسماعيل وباسل خياط، قال المصري إن «كلاً منهما قدّم أداءً مميزاً، لكن مشاهدي مع لجين إسماعيل، الذي جسد شخصية (مجد)، كانت غنية شعورياً»، مضيفاً: «لجين فاجأني بأدائه العالي واحترافيته، المشاهد التي جمعتنا حملت انفعالات عميقة، وكان تأثيرها فيّ كبيراً».
أما عن باسل خياط، فقال: «نحن الاثنان من أبناء المسرح، وعملنا سوياً من قبل، فكان بيننا تفاهم تلقائي وسلس جداً خلال التصوير».
وعن مسلسله «تحت الأرض – موسم حار» قال سامر المصري: «سعدت للغاية بالنجاح الذي حققه المسلسل، سواء في الشام، أو في الوطن العربي، خصوصاً أن هذا العمل يختلف كلياً عن أي عمل قُدم سابقاً. فالمسلسل يعرض بيئة غير مألوفة للجمهور، حيث سلط الضوء على طبقة الأثرياء في دمشق خلال عام 1900، خصوصاً التجار، والمنافسات الحادة التي تجمع بينهم، بالإضافة إلى العلاقات العائلية التي كانت قائمة على الاحترام، لا سيما بين الآباء وأبنائهم».
وأشاد المصري بالمبادئ والقيم التي نادى بها المسلسل: «العمل يحافظ على القيم الأصيلة التي لطالما أحبها الجمهور في المسلسلات الشامية، والتي ساهمت في نجاح هذا النوع الدرامي».
وعدّد عوامل النجاح في المسلسل: «بدءاً من النص القوي، ومروراً بالتصوير المبتكر، وانتهاءً بفريق العمل المتميز الذي يضم نخبة من أصحاب الخبرات في العالم العربي وخارجه». وأكد أن المسلسل لا يتميز فقط بقصته الفريدة، وطريقة تصويره المختلفة، بل أيضاً بالتقنيات الحديثة المستخدمة في الإخراج، مما منح المشاهدين تجربة مشوقة ومغايرة لما اعتادوه في الدراما الشامية».
وأعرب الفنان السوري عن سعادته التي لا توصف بعودته للتصوير في دمشق بعد غياب 13 عاماً، مضيفاً: «لا يوجد شعور أحلى من أن تصور في بلدك، وتجلس مع أهلك وأمك بعد سنوات طويلة، أنا قدمت خلال مسيرتي تجارب فنية في أميركا وأوروبا وتركيا، لكن تظل الشام صاحبة الفضل الأكبر عليّ. ربما لا تعيش سوريا أفضل حالاتها حالياً، لكن لا شيء يضاهي شعور التصوير بين أهلي وأسرتي، ورؤية السوريين من حولي وهم يلتقطون الصور معي. إنه إحساس رائع لا يوصف، إحساس أعطاني الأمل من جديد».
وعن تجربته الأخيرة في بطولة الفيلم الأميركي «Beyond the Likes»، قال: «كانت تجربة مميزة وفريدة من نوعها، مختلفة تماماً عن أي عمل قدمته من قبل. فالعمل في فيلم عالمي يتطلب مستوى عالياً من الاحترافية، ويتيح الفرصة للتفاعل مع ثقافات وأساليب إنتاجية متنوعة، رغم مشاركتي في أفلام عالمية سابقة مثل (المختارون) و(The Misfits) مع نجوم كبار مثل بيرس بروسنان وتيم روث، فإن (Beyond the Likes) يحمل طابعاً كوميدياً خفيفاً مع رسائل اجتماعية عميقة، مما يجعله تجربة فنية ممتعة».
ونفى المصري وجود صعوبات بالتمثيل باللغة الإنجليزية: «لم يكن تحدياً كبيراً بالنسبة لي، فقد درست الأدب الإنجليزي ولدي خبرة في التمثيل بهذه اللغة. التحدي الحقيقي كان التعامل مع المصطلحات العامية، وإيصال المشاعر بنفس العمق الذي أفعله عند التمثيل بلغتي الأم، وهذا ما أضفى على التجربة مزيداً من الإثارة».
وأكد الفنان السوري أن الشخصية التي جسدها في الفيلم مستوحاة من الواقع، حيث قال: «الدور يحمل جانباً من الحقيقة، فهو يجسد مليارديراً عربياً يعيش في أميركا، لكنه يقرر نقل ثروته إلى بلد عربي والبدء من جديد، في الوقت الذي تعود فيه ابنته إلى الولايات المتحدة بسبب قصة حب تجمعها بشاب أميركي، ومن هنا تبدأ أحداث الفيلم».
وأكد المصري أن ما يميز هذا الدور عن أدواره السينمائية السابقة هو الطابع الكوميدي الذي يغلب عليه، مشيراً إلى أن الفيلم تضمن الكثير من المشاهد الارتجالية التي أضافت لمسة خاصة على الأداء.
وعند سؤاله عما إذا كانت هذه التجربة تساهم في وصول الفنان العربي إلى العالمية، أجاب: «أنا سعيد بالعمل في السوق العربي، لكن في مرحلة معينة من الحياة يتساءل الإنسان: لماذا لا أخوض تحديات وتجارب جديدة؟ لماذا لا أتعاون مع أشخاص ذوي خلفيات وأفكار مختلفة؟».
وأضاف: «العمل مع ممثلين من جنسيات مختلفة هو متعة حقيقية لأي فنان، وبالنسبة لي، كان التعاون مع ممثلين أميركيين وأسماء كبيرة تجربة ثرية، والوقوف إلى جانبهم يضيف إلى تاريخي المهني كممثل».