تحظى خدمة المعتمرين والمصلين في الحرمين الشريفين باهتمام بالغ من القيادة الرشيدة، التي تُسخِّر جميع الإمكانات لضمان راحتهم وأمنهم، خصوصاً خلال العشر الأواخر من شهر رمضان التي تشهد توافد أعداد كبيرة من الزوار.
وفي إطار هذه الجهود، وضعت الجهات الأمنية خططاً متكاملة، تشمل تنظيم الحشود، وإدارة الحركة المرورية، وتقديم الخدمات الإنسانية، إضافة إلى توظيف أحدث التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وضمان انسيابية الحركة، في تكامل بين الجهات الأمنية والخدمية لتوفير بيئة آمنة ومريحة لضيوف الرحمن.
وفي حديث له مع «الشرق الأوسط» أكد المتحدث الرسمي للأمن العام، المقدم خالد الكريديس، أن قوات أمن العمرة وضعت خططاً أمنية متكاملة لضمان سلامة قاصدي الحرمين الشريفين خلال أواخر أيام الشهر الفضيل، تتكون من عدد من المحاور الرئيسية، تتعلق بالجوانب الأمنية، وإدارة وتنظيم الحشود، وإدارة الحركة المرورية، إضافةً إلى تقديم الخدمات الإنسانية ودعم وتمكين الجهات الخدمية.

وأوضح الكريديس أنه بناءً على التوجيهات المستمرة من قِبل وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود، وبمتابعة مباشرة من مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي، تم التأكد من جاهزية هذه الخطط قبل موسم رمضان، مشيراً إلى أن الدعم الكبير من القيادة الرشيدة أسهم في توفير كل ما من شأنه تحقيق الأمن والسلامة للمعتمرين والمصلين، مشدداً في الوقت نفسه على أن الهدف الأسمى لقوات أمن العمرة يكمن في ضمان سلامة المصلين والمعتمرين، وذلك من خلال تنفيذ خطط تمتاز بالشمولية لرحلة المعتمرين والزوَّار من لحظة قدومهم إلى العاصمة المقدسة حتى وصولهم إلى المسجد الحرام.

ضبط التدفقات البشرية
وحول آلية التعامل مع الازدحام في محيط الحرم المكي والمسجد النبوي خلال هذه الفترة، أوضح المقدم خالد الكريديس أن خطة إدارة وتنظيم الحشود في المسجد الحرام تعتمد على تخصيص مسارات منفصلة للمعتمرين والمصلين، بحيث يتم التحكم في التدفقات البشرية بدءاً من محطات النقل، وصولاً إلى المنطقة المركزية، ومنها يتم توجيه المعتمرين إلى بوابات مخصصة لهم، في حين يتم توجيه المصلين إلى بوابات أخرى لضمان انسيابية الحركة داخل الحرم وساحاته.
كما يتم تطبيق إجراءات مماثلة في المسجد النبوي الشريف، لضمان سهولة الدخول إلى المسجد والروضة الشريفة، وكذلك تنظيم حركة الزوَّار الراغبين في السلام على النبي الكريم (ﷺ) وصاحبيه رضي الله عنهما.
تسهيل الوصول إلى الحرم
وفيما يتعلق بتنظيم الحركة المرورية، أوضح الكريديس أن الخطة تبدأ من مداخل العاصمة المقدسة، من خلال المواءمة بين اختصاصات قوات أمن العمرة لشؤون أمن الطرق وقوات أمن العمرة لشؤون المرور؛ حيث يتم فرز قائدي المركبات المحرمين، وتوجيههم إلى مواقف مخصصة لاستقلال حافلات تنقلهم إلى المنطقة المركزية.
وأضاف أن إدارة المرور داخل العاصمة المقدسة تأخذ في عين الاعتبار إجراءات السلامة المرورية، مع إعطاء الأولوية للمشاة، وتحويل الحركة إلى الطرق البديلة لتجنب الازدحام، خصوصاً في الطرق الدائرية الأولى والثانية.

استخدام الذكاء الاصطناعي
وأشار المتحدث الرسمي للأمن العام إلى أن التقنيات الحديثة تلعب دوراً محورياً في إدارة الحشود خلال العشر الأواخر من رمضان، وأضاف: «بناءً على توجيهات ودعم وزير الداخلية، تم تفعيل استخدام ممكنات الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)»، وتعد منصة «بصير» واحدة من أبرز الحلول الذكية التي تم تطويرها بخوارزميات وطنية؛ حيث تقوم بقياس مؤشرات الكثافة في صحن المطاف، ما يُتيح تحليل البيانات الضخمة لدعم اتخاذ القرارات في منظومة إدارة الحشود، ويتم العمل عليها بقدرات أمنية بشرية مؤهلة من مركز القيادة والسيطرة بمقر الأمن العام، والذي يرتبط بشكل مباشر بمركز عمليات المسجد الحرام للقوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، ما يُعزز من الكفاءة التشغيلية لقوات أمن العمرة، ويسهم في تحسين تجربة المعتمرين والمصلين.
تحديثات مستمرة
وأكد المقدم الكريديس أن قوات أمن العمرة تعمل على تحديث خطط التفويج وإدارة المداخل بناءً على الخبرات التراكمية والدروس المستفادة من المواسم السابقة؛ حيث يجري الاستفادة القصوى من محطات النقل المحيطة بالحرم المكي الشريف.
وأضاف أن هناك بوابات مخصصة للمعتمرين وأخرى للمصلين، كما تم تخصيص صحن المطاف والدور الأول ومقدمة السطح للطواف فقط، وذلك ضمن إطار تكاملي بين قوات أمن العمرة والهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين والمركز العام للنقل التابع للهيئة الملكية لتطوير مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بما يُحقق أعلى معايير الأمن والسلامة لضيوف الرحمن.
وفي ختام حديثه، أكد الكريديس أن جميع الجهات الأمنية والخدمية تعمل بتناغم لضمان تجربة آمنة وميسرة للمعتمرين والمصلين، وأعرب عن تقديره لدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة، والذي يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة في خدمة ضيوف الرحمن.