سونيتا ويليامز خرجت من كبسولة «بوينغ» بشَعر رمادي... هل «شيّبها» الفضاء؟

عندما خرجت سونيتا ويليامز من كبسولة الفضاء يوم الثلاثاء كان شعرها الرمادي واضحاً من تحت بدلتها (ناسا)
عندما خرجت سونيتا ويليامز من كبسولة الفضاء يوم الثلاثاء كان شعرها الرمادي واضحاً من تحت بدلتها (ناسا)
TT
20

سونيتا ويليامز خرجت من كبسولة «بوينغ» بشَعر رمادي... هل «شيّبها» الفضاء؟

عندما خرجت سونيتا ويليامز من كبسولة الفضاء يوم الثلاثاء كان شعرها الرمادي واضحاً من تحت بدلتها (ناسا)
عندما خرجت سونيتا ويليامز من كبسولة الفضاء يوم الثلاثاء كان شعرها الرمادي واضحاً من تحت بدلتها (ناسا)

عندما هبط رائدا الفضاء الأميركيان بوتش ويلمور وسونيتا ويليامز على الأرض، بعد فترة طويلة استمرت تسعة أشهر في الفضاء الخارجي، لاحظ المشاهدون شَعر ويليامز الرمادي يغزو فروة رأسها، وفق صحيفة «نيويورك بوست».

عادت ويليامز، البالغة من العمر 59 عاماً، إلى كوكبنا، يوم الثلاثاء، وخرجت من كبسولة «بوينغ» بشعر رمادي، مما أثار نظريات حول ما إذا كان انعدام الجاذبية قد أثّر على مظهرها، ناهيك عن أن جسدها الهزيل بشكل ملحوظ أثار مخاوف بشأن صحتها وسلامتها.

في حين لا توجد دراسات علمية تربط بين رحلات الفضاء وشيب الشعر، فقد أشارت «ناسا» سابقاً إلى أن قضاء الوقت في الفضاء يمكن أن يسبب «تغيرات فسيولوجية كبيرة».

«تخيل لو أن جميع تغيراتك الفسيولوجية كانت متسارعة للغاية بحيث تمر بدورات الحياة في أسابيع بدلاً من عقود»، كما كتبت «ناسا» على الإنترنت، عندما أعلنت الوكالة أنها ستطلق برنامجاً بحثياً «عصرياً» لدراسة آثار الفضاء على جسم الإنسان.

وقالت «ناسا»: «قد تتمكن من إطلاق لحيتك بين عشية وضحاها، أو قد يبدأ شعرك الشيب في غضون أيام، أو ربما يبدأ انقطاع الطمث بحلول أسبوع».

وأضافت «ناسا»: «قد يبدو هذا بعيداً كل البعد عن الواقع، لكن رحلات الفضاء تُسبب تغيرات فسيولوجية كبيرة، بما في ذلك فقدان متسارع لكثافة العضلات والعظام، وخلل في الجهاز المناعي، وهو ما يوازي آثار الشيخوخة الطبيعية هنا على الأرض».

في الواقع، وجدت دراسةٌ، أُجريت عام 2016، أن رحلات الفضاء «تؤثر على التعبير الجيني لبصيلات الشعر البشرية»، مشيرةً إلى أن الجينات المسؤولة عن تنظيم نمو الشعر لدى بعض رواد الفضاء كانت «مرتفعة التنظيم»، مما يعني أن الجينات قد تمنع «تكاثر الخلايا» داخل بصيلات الشعر.

وبينما بدا أن الرجال يعانون هذه الظاهرة بشكل غير متناسب مقارنةً بالنساء، أشار الباحثون، بناءً على نتائجهم، إلى أن رحلات الفضاء قد تؤدي إلى تساقط الشعر.

وفقاً لصحيفة «ديلي ميل»، وجدت دراسة أخرى، نُشرت عام 2015، أن الفئران التي أمضت ثلاثة أشهر في الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية عانت ترقق الجلد واضطراب دورة بصيلات الشعر لديها.

أظهرت دراسات سابقة أيضاً وجود روابط محتملة بين السفر إلى الفضاء وزيادة الإجهاد التأكسدي، والذي أشار الخبراء إلى أنه يسهم في الشيخوخة، ومن ثم شيب الشعر. ومع ذلك، لم تربط أي دراسة بشكل مباشر الإجهاد التأكسدي المرتبط برحلات الفضاء بتغيرات لون الشعر.

ولدى بعض المراقبين، في تفسيرٍ أبسط لشَعر ويليامز الفضي: نقص صبغة الشعر على متن محطة الفضاء الدولية.

كتبت إميلي كارني، وهي فنية نووية سابقة في البحرية الأميركية ومؤرخة فضاء، على موقع «Threads»: «سألني البعض عن سبب شيب شعر سونيتا ويليامز وظهورها متعبة عند عودتها إلى الوطن من الفضاء؛ هذا لأنه في الفضاء لا توجد صبغة شعر أو مرآة مكياج متاحة».

تقطعت السبل بويلمور وويليامز لمدة 286 يوماً على متن محطة الفضاء الدولية، بعد أن تعرضت مركبتهما الفضائية من طراز «بوينغ ستارلاينر» لأعطال، مما أجبرهما على البقاء في الفضاء لرحلةٍ كان من المفترض أن تستمر أكثر من أسبوع بقليل.

والآن، سيخضع رائدا الفضاء لفترة نقاهة طويلة للتأقلم مع الحياة في ظل جاذبية الأرض مجدداً.


مقالات ذات صلة

التلسكوب جيمس ويب يرصد مجرة في لحظة محورية من عمر الكون المبكر

تكنولوجيا هكذا رصد التليسكوب جيمس ويب المجرة المسماة (جيدز-جي.إس-زد13-1) على الحال التي كانت عليها بعد حوالي 330 مليون سنة من الانفجار العظيم (رويترز)

التلسكوب جيمس ويب يرصد مجرة في لحظة محورية من عمر الكون المبكر

اكتشف علماء باستخدام التلسكوب جيمس ويب الفضائي مجرة عتيقة وبعيدة تقدم دليلا على حدوث فترة انتقالية مهمة أخرجت الكون المبكر من «عصوره المظلمة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا عملية إطلاق سابقة للصاروخ «أريان-6» (وكالة الفضاء الأوروبية)

إرجاء إطلاق صاروخ فضائي تابع لشركة ألمانية ناشئة

أرجأت شركة ناشئة ألمانية، الاثنين، إلى أجل غير مسمى إطلاق صاروخها «سبيكتروم» من قاعدة أندويا الفضائية النرويجية بالقطب الشمالي.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
يوميات الشرق المسبار كيريوسيتي التابع لـ«ناسا» يستكشف المريخ منذ عام 2012 (ناسا)

اكتشاف يعزز فرضية الحياة قديماً على المريخ

اكتشف فريق دولي من العلماء أطول جزيئات عضوية جرى تحديدها حتى الآن على سطح المريخ، مما يعزز فرضية وجود شكل من أشكال الحياة القديمة على الكوكب الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الاكتشاف الجديد يعزز اعتقاد أن مجموعات النجوم التي تملأ الكون اليوم تشكلت بسرعة كبيرة في العصور المبكرة من عمر الكون (رويترز)

اكتشاف أكسجين في المجرّات المعروفة الأكثر بعداً

تبيّن أن الأكثر بعداً بين المجرّات المعروفة تحتوي على آثار من الأكسجين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسوني ويليامز يظهران قبل إطلاق رحلة  تابعة لشركة «بوينغ» بولاية فلوريدا (رويترز)

بعدما علقت 9 أشهر بالفضاء... كيف كان الروتين الصباحي لرائدة «ناسا»؟

شاركت سونيتا «سوني» ويليامز في ماراثون بوسطن عام 2007  لكنها لم تكن في المدينة، بل لم تكن حتى في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«البوتوكس الجديد»... اكتشاف ثوري لعلاج الصلع

اكتشاف ثوري يمكنه إيقاظ بصيلات الشعر النائمة منذ فترة طويلة (أرشيفية - رويترز)
اكتشاف ثوري يمكنه إيقاظ بصيلات الشعر النائمة منذ فترة طويلة (أرشيفية - رويترز)
TT
20

«البوتوكس الجديد»... اكتشاف ثوري لعلاج الصلع

اكتشاف ثوري يمكنه إيقاظ بصيلات الشعر النائمة منذ فترة طويلة (أرشيفية - رويترز)
اكتشاف ثوري يمكنه إيقاظ بصيلات الشعر النائمة منذ فترة طويلة (أرشيفية - رويترز)

لطالما كان علاج الصلع لغزاً علمياً. ومع ذلك، استمرت خيارات العلاج المتقدمة وعيادات تساقط الشعر في الظهور، ويحرز الباحثون تقدماً في إيجاد حلول للصلع.

في هذا المجال، أعلن علماء جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس، مؤخراً عن اكتشاف «ثوري» يتضمن جزيئاً يُسمى PP405، يمكنه «إيقاظ بصيلات الشعر النائمة منذ فترة طويلة ولكن السليمة»، وفقاً لبيان صحافي نشرته شبكة «فوكس نيوز».

وفي تجربة سريرية أجريت عام 2023، وجد الباحثون أن تطبيق PP405 كدواء موضعي على فروة الرأس قبل النوم أظهر نتائج «ذات دلالة إحصائية».

ويعتقدون أن هذا العلاج سيُنتج «شعراً كاملاً في مراحله النهائية بدلاً من الشعر الخفيف».

صرح ويليام لوري، الحاصل على درجة الدكتوراه، والباحث المشارك في مركز أبحاث الخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس، لشبكة «فوكس نيوز» بأنه على الرغم من أن هذا البحث واعد، فإن «الشفاء كلمة قوية».

قال: «هناك علاجان فقط معتمدان من إدارة الغذاء والدواء الأميركية للثعلبة الأندروجينية AGA، أو الصلع النمطي: مينوكسيديل وفيناسترايد. كلاهما محدود الفاعلية، ولا يُحسّن الشعر إلا لدى نسبة قليلة من المرضى الذين يتناولونه».

وذكر لوري أن خيارات العلاج الأخرى تشمل المكملات الغذائية، والعلاج بالضوء الأحمر، وحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية، وزراعة الشعر، على الرغم من أنها لم تخضع «لتجارب سريرية حاسمة، وقد تكون مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً ومحدودة الفاعلية».

وأضاف: «لا يُعد أيٌّ من هذه العلاجات علاجاً شافياً، أي أنه لا يُعيد أيٌّ منها الشعر المفقود بشكل دائم بسبب الثعلبة الأندروجينية».

اكتشف لوري وزملاؤه الباحثون أن الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر لها «عملية أيضية مميزة عن الخلايا الأخرى في البصيلة».

وقال: «وجدنا أن تعزيز هذه العملية الأيضية يُمكن أن يُسرّع تنشيط الخلايا الجذعية، مما يُساعد على نمو شعر جديد. وقد طورنا لاحقاً أدويةً يُمكن أن تُعزز هذا التأثير في نماذج مُختلفة من تساقط الشعر، التي تعكس العوامل المُحفزة المتعددة العوامل للثعلبة الأندروجينية لدى المرضى».

وأصبح PP405 المرشح الأبرز لعلاج تساقط الشعر ضمن هذه الفئة الجديدة من الأدوية.

وقال: «نحن متحمسون لفرصة تقديم خيار علاجي جديد للمرضى الذين يعانون من تساقط الشعر، قائم على أسس علمية راسخة وتجارب سريرية دقيقة».

وأضاف: «بالإضافة إلى ذلك، ولأن آلية العمل التي اكتشفناها تختلف عن الطرق السابقة، فمن الممكن استخدامه مع علاجات أخرى».

وصرح بريندان كامب، طبيب الأمراض الجلدية المقيم في مانهاتن، لـ«فوكس نيوز» في مقابلة بأن تساقط الشعر حالة «تؤثر على الكثيرين ويمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الصحة النفسية والاجتماعية للناس».

«بوتوكس جديد»

أقر كامب بوجود «حاجة غير مُلباة» لعلاج تساقط الشعر، وبوجود اهتمام متزايد بتوفير الحلول وخدمات استعادة الشعر على نطاق أوسع.

مع استمرار شيوع حقن التجميل، مثل البوتوكس والفيلر، كعلاجات لمكافحة الشيخوخة والتجميل، بدأت مراكز علاج تساقط الشعر واستعادته بالظهور على مستوى البلاد.

تقدم العيادات مجموعة متنوعة من الخدمات للرجال والنساء في ظل توافر الخيارات الحديثة.

أطلقت الدكتورة آمي سبيزوكو، الحاصلة على دكتوراه في الطب، من مركز ترو ديرماتولوجي في نيويورك، على علاجات الصلع هذه اسم «البوتوكس الجديد».

وقالت لـ«فوكس نيوز»: «مع التقدم في علاجات مثل مينوكسيديل، وفيناسترايد، وعلاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)، وزراعة الشعر، وأحدث أبحاث الخلايا الجذعية، أصبح استعادة الشعر أكثر سهولة وفاعلية».

وكما هو الحال مع استخدام البوتوكس للوقاية، يُعالج الشباب تساقط الشعر عند ظهور أولى علاماته بدلاً من الانتظار حتى يصبح حاداً.

وأضاف كامب أنه على الرغم من توفر العديد من خيارات علاج تساقط الشعر، فإن الاستجابة تختلف من شخص لآخر.

ونصح قائلاً: «عند البحث عن علاج، التزم بالعلاجات التي تدعمها أدلة وبيانات راسخة، مثل مينوكسيديل، وفيناسترايد، وسبيرونولاكتون (في حالة تساقط الشعر النمطي لدى النساء)».

وأضاف: «احرص على استشارة طبيب أمراض جلدية معتمد عندما لا تكون العلاجات المنزلية فعالة».

وأشار إلى أن هذه العلاجات «تُستخدم عادةً لأجل غير مسمى»، ويجب اختبارها لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر قبل استبعاد فاعليتها.

ولفت سبيزوكو إلى أنه على الرغم من شيوع تساقط الشعر، فإن التدخل المبكر بخطة علاجية مناسبة يمكن أن «يبطئه بشكل ملحوظ أو ربما يعكس مساره».