3 مفاتيح لتربية أطفال سعداء

هناك 3 أساليب رئيسية لتنشئة أطفال يستطيعون أن يكونوا سعداء (رويترز)
هناك 3 أساليب رئيسية لتنشئة أطفال يستطيعون أن يكونوا سعداء (رويترز)
TT

3 مفاتيح لتربية أطفال سعداء

هناك 3 أساليب رئيسية لتنشئة أطفال يستطيعون أن يكونوا سعداء (رويترز)
هناك 3 أساليب رئيسية لتنشئة أطفال يستطيعون أن يكونوا سعداء (رويترز)

كآباء، يعد واحداً من أعظم أهدافنا هو وضع أطفالنا على الطريق إلى حياة سعيدة ومُرضية. ولكن كيف نفعل ذلك بالضبط؟

وفقاً لما نشره موقع «سيكولوجي توداي» المعنيّ بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية، فإن وجود الغاية وتحقيق الوصول إلى الهدف يجلب السعادة، وهناك ثلاثة أساليب رئيسية لتنشئة أطفال يستطيعون الوصول إلى أهدافهم وبالتالي يكونون سعداء.

النهج التعليمي: إخبار أطفالك بما يجب عليهم فعله

الطريقة الأولى هي الطريقة التعليمية. وهذا يعني الجلوس مع الطفل وإخباره بالضبط بما تعتقد أنه سيحقق له أهدافه، وبالتالي السعادة. وفي كثير من الأحيان، يتضمن هذا النهج تفكير الآباء في أخطائهم وتقديم التوجيه للأطفال حول كيفية تجنب الأخطاء نفسها. ويمكن أن يأتي ذلك في شكل نصائح أو قصص أو دروس بناء على التجربة الشخصية.

وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، فإن هذا النهج ليس فعالاً للغاية. فالأطفال لا يحبون أن يُقال لهم ما يجب عليهم فعله، ولا يستجيبون جيداً بمجرد الحديث إليهم، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأشياء شخصية. وقد يمنح النهج التعليمي الأطفال معلومات، لكنه لا يمنحهم الخبرة أو الدافع لبناء إحساسهم بالأهداف.

خلق النموذج: القيادة بالقدوة

الطريقة الثانية والأكثر نجاحاً لتعليم أطفالك كيفية تحقيق أهدافهم هي من خلال إعطاء النموذج. فالأطفال مُراقِبون حريصون، فهم لا يستمعون فقط إلى ما نقوله؛ بل يرون ما نفعله. وإذا كنت تريد تعليم أطفالك كيفية الإنجاز، فإن أقوى طريقة هي أن تعيش ذلك بنفسك.

عندما تسعى وراء الأشياء التي تشعر بأنها هادفة بالنسبة لك، سوف يلاحظ أطفالك ذلك. سيرون أنك منخرط بعمق في شيء يجلب لك السعادة والرضا، ويمكن أن يثير ذلك فضولهم، كما يمكن لذلك أن يمنحهم الشجاعة للبحث عن اهتماماتهم الخاصة.

ويعد هذا النهج مؤثراً بشكل لا يصدق، لأنه لا يتعلق فقط بإخبار أطفالك كيف يعيشون جيداً، بل يتعلق بأن تُظهر لهم كيف تعيش جيداً. وحتى إذا كان مسارهم يبدو مختلفاً عن طريقك، فستكون لديهم الثقة لمتابعة رحلتهم الخاصة بهدفهم.

التجربة: السماح للأطفال بالاستكشاف عبر المخاطرة الآمنة

النهج الثالث لتعليم أطفالك هو من خلال التجربة. وتسمح هذه الطريقة للأطفال باكتشاف الغاية والهدف من خلال تجربتهم وأخطائهم، دون خوف من العواقب الكُبرى، إذ تقوم الطريقة على أساس منح الأطفال حرية الاستكشاف وارتكاب الأخطاء والتعلم في بيئة آمنة.

ويوفر التعليم التجريبي للأطفال الفرصة لتجربة النجاح والفشل بطريقة تساعدهم على اكتساب المرونة. فهو يسمح لهم باستكشاف ما يثير اهتمامهم وما يجلب لهم السعادة والرضا، دون الضغط الناتج عن الحاجة إلى القيام بذلك «بشكل صحيح» على الفور.

وهذا هو جمال التعليم بالتجربة. إنه فرصة لتجربة الأشياء في بيئة منخفضة المخاطر، إذ يتعلم الأطفال ما يصلح وما لا يصلح، والأهم من ذلك أنهم يتعلمون ما يثير اهتمامهم. إنه يُعلمهم أن الفشل ليس شيئاً يدعو للخوف، بل هو جزء من عملية اكتشاف ما يمنحهم السعادة.


مقالات ذات صلة

إنقاذ الرضيعة إيلا من ركام منزل عائلتها بخان يونس (صور)

المشرق العربي إيلا أسامة أبو دقة (25 يوماً) تحتضنها عمتها الكبرى سعاد أبو دقة بعد انتشال الطفلة من تحت الأنقاض في وقت سابق عقب غارة جوية بخان يونس جنوب غزة 20 مارس 2025 (أ.ب)

إنقاذ الرضيعة إيلا من ركام منزل عائلتها بخان يونس (صور)

بينما كان رجال الإنقاذ يحفرون بين ركام مبنى سكنيّ انهار في خان يونس بغزة جراء غارة جوية إسرائيلية، اليوم الخميس، سمعوا صراخ رضيعة من تحت الركام.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أطفال في مخيم للنازحين بعد غارة إسرائيلية بخان يونس (رويترز)

«تعبت يا أمي وأرغب في الموت»... حرب غزة تحطم جيلاً كاملاً من الأطفال

منذ بدء حرب غزة أكتوبر (تشرين الأول) 2023، يعيش الأطفال الفلسطينيون حالة من المعاناة والصدمة والرعب، جعلت بعضهم يتمنى الموت في كل لحظة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق التدخل في حل الألغاز وإنجازها نيابةً عن الأطفال يُضعفان أيضاً من إصرارهم على أداء مهام أخرى (أرشيفية - رويترز)

كيف نربي أطفالاً لا يستسلمون بسهولة؟

هل تساعد أطفالك في ربط حذائهم أو القيام بأشياء يستطيعون فعلها لكنك تفعل ذلك نيابة عنهم؟ ربما ذلك يجعلهم أقل إصراراً في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي طفل يقف مع متعلقاته بينما يتجه الفلسطينيون للفرار من منازلهم في أعقاب الضربات الإسرائيلية العنيفة بشمال غزة (رويترز)

بعد تجدد القصف الإسرائيلي... اليونيسيف «قلقة جداً» على أطفال غزة

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) اليوم الثلاثاء أنها «تشعر بقلق بالغ» على أطفال غزة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية ليلاً على القطاع، وهي الأكثر عنفاً

«الشرق الأوسط» (واشنطن- غزة)
أفريقيا طفل صومالي يعاني الجفاف (محمد علي عدن - «أطباء بلا حدود»)

الجفاف وفجوات التمويل يعمّقان أزمة سوء التغذية في الصومال

يواجه الصومال أزمة سوء تغذية خطيرة تفاقمت بسبب فترات جفاف طويلة ونزاع مستمر وعدم استقرار اقتصادي ونظام رعاية صحية هش.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)

اكتشاف أكسجين في المجرّات المعروفة الأكثر بعداً

الاكتشاف الجديد يعزز اعتقاد أن مجموعات النجوم التي تملأ الكون اليوم تشكلت بسرعة كبيرة في العصور المبكرة من عمر الكون (رويترز)
الاكتشاف الجديد يعزز اعتقاد أن مجموعات النجوم التي تملأ الكون اليوم تشكلت بسرعة كبيرة في العصور المبكرة من عمر الكون (رويترز)
TT

اكتشاف أكسجين في المجرّات المعروفة الأكثر بعداً

الاكتشاف الجديد يعزز اعتقاد أن مجموعات النجوم التي تملأ الكون اليوم تشكلت بسرعة كبيرة في العصور المبكرة من عمر الكون (رويترز)
الاكتشاف الجديد يعزز اعتقاد أن مجموعات النجوم التي تملأ الكون اليوم تشكلت بسرعة كبيرة في العصور المبكرة من عمر الكون (رويترز)

تبيَّن أن الأكثر بعداً بين المجرّات المعروفة تحتوي على آثار من الأكسجين، وهو اكتشاف يعزز اعتقاد أن مجموعات النجوم التي تملأ الكون، اليوم، تشكلت بسرعة كبيرة في العصور المبكرة من عمر الكون.

فمجرّة «JADES-GS-z14-0» التي اكتُشفت، العام الفائت، بواسطة تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي، بعيدة جداً لدرجة أن وصول ضوئها إلى الأرض استغرق 13.4 مليار سنة، وهي مسافة قياسية تتيح رؤيتها كما كانت، عندما كان عمر الكون أقل من 300 مليون سنة، بينما يبلغ اليوم 13.8 مليار سنة.

كذلك هذه المجرة شديدة السطوع، وهو ما يُعدّ علامة على النشاط النجمي المكثف في زمنٍ كانت فيه النظرية وعمليات المراقبة تتوقع أن النشاط النجمي سيكون أكثر خفوتاً، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومنذ دخول تلسكوب «جيمس ويب» الخدمة في عام 2022، كشف أن مجرّات نشأت في وقت أبكر مما كان يُعتقد، وتتسم بأنها أكثر إشراقاً مما كان مُتوقَّعاً.

وأكد فريقان دوليان، أحدهما هولندي والآخر إيطالي، هذا السيناريو، من خلال عمليات مراقبة أُجريت بواسطة تلسكوب «ألما» الراديوي التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي.

وكان تأكيدهما وجود آثار أكسجين في «JADES-GS-z14-0»، وهو ما كان مجرّد اشتباه مع «جيمس ويب»، بمثابة اكتشاف مفاجئ، إذ إن المجرّات الأولى التي ظهرت في حقبة ما يسمى الفجر الكوني معروفة بأنها فقيرة بالعناصر الثقيلة مثل الأكسجين.

ونقل المرصد الأوروبي الجنوبي عن طالب الدكتوراه في مرصد لايدن الهولندي ساندر شوس، وهو المؤلف الأول لدراسةٍ ستُنشر في مجلة «ذي أستروفيزيكل جورنال»، قوله إن «الأمر أشبه بالعثور على مراهق حيث تتوقع رؤية الأطفال فقط».

ويُراد من هذه الاستعارة القول إن النجوم الأولى في مجرة شابة تعمل بعنصرين خفيفين هما الهيدروجين والهيليوم، وأن مجرتها لا تصبح غنية بالعناصر الثقيلة إلا بعد تطور بطيء.

وأظهرت النتائج أن مجرّة «JADES-GS-z14-0» «تشكلت بسرعة كبيرة وتتطور بالسرعة نفسها، مما يعزز مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن تشكُّل المجرات يحدث بشكل أسرع بكثير مما كان يُعتقد سابقاً»، وفقاً لشوس.

وأشارت الدراستان إلى أن هذه المجرة تحتوي على عناصر ثقيلة أكثر بنحو عشرة أضعاف مما كان متوقعاً، وفقاً لبيان المرصد الأوروبي الجنوبي.

وقال ستيفانو كارنياني، من معهد «سكوولا نورماليه سوبريوريه» في بيزا ومُعِدّ الدراسة الثانية التي ستُنشر في مجلة «أسترونومي أند أستروفيزيكس»، إن «الدليل على أن المجرة ناضجة أصلاً في الكون الناشئ يثير تساؤلات عن توقيت وكيفية تشكّلها».