عززت نهاية مسلسل «فقرة الساحر»، التي وصفت بـ«المشوِّقة» من جانب متابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، الرهان على أبطال العمل من الفنانين الشباب طه دسوقي، وأسماء جلال، وعلي قاسم، بعد النهاية المفتوحة لأحداث المسلسل التي تعطي احتمالات لجزء ثانٍ.
وعرضت حلقات المسلسل عبر 8 حلقات في إطار من التشويق والكوميديا من خلال مغامرة 3 أصدقاء يشكلون فريقاً بارعاً من المحتالين الذين يستهدفون الأثرياء في العمليات التي يقومون بها وفق المعايير الأخلاقية التي وضعوها قبل اختيار ضحاياهم، وفي الحلقة الأخيرة ينجحون في التخلص من أكبر ما يهددهم مع اتفاقهم المسبق قبل العملية بأنها ستكون الأخيرة في تشكيلهم.
ورغم نهاية الأحداث بشكل جعلها تبدو مفتوحة وتسمح بامتدادها لمزيد من الحلقات أو جزء ثان، فإن مؤلف المسلسل إياد صالح قال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «النهاية تتسق مع الأحداث بشكل أكبر من كونها تمهد لجزء جديد من عدمه باعتبار أن الثلاثي نجحوا في تحقيق هدفهم وإنهاء المخاطر التي كانت تهددهم».
وأضاف صالح أن انشغاله الأساسي في الكتابة ارتبط ببناء الشخصيات درامياً بشكل متكامل، موضحاً أن «مسألة تقديم جزء ثان من المسلسل أو لا رهن عدة اعتبارات إنتاجية وتسويقية مرتبطة بالمنتج ومنصة العرض وغيرها من الأمور»، لافتاً إلى أنه ككاتب يرتبط بالشخصيات التي يكتبها، ويكون سعيداً حين يعود لاستكمال مساراتها الحياتية مجدداً.
رأي يراه الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، متماشياً مع طبيعة أحداث المسلسل الذي يعتمد على ألعاب الذكاء بشكل كبير مع وجود خطوط درامية مفتوحة يمكن استكمالها والبناء عليها في أجزاء أخرى، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «طبيعة العمل المختلفة عن السائد درامياً وكون عرضه الأول من خلال منصة درامية منحت العمل فرصة للخروج عن الأطر المألوفة».
لكن عبد الرحمن يرى أن «المسلسل تضرر في طريقة عرضه لكون الحلقات عُرضت بمعدل حلقة واحدة أسبوعياً وهو أمر لم يكن مناسباً لطبيعة الأحداث، الأمر الذي جعل التفاعل الجماهيري معه يتأخر نسبياً»، لافتاً إلى أن «أبطاله استفادوا كثيراً من رد الفعل الإيجابي عنه، خصوصاً طه دسوقي الذي قدم تجربة متميزة تضيف لما حققه درامياً بفترة زمنية وجيزة».
ولا ينكر مؤلف المسلسل أن «الفارق الزمني بين عرض الحلقات لم يكن في صالح المسلسل لكونه ينتمي لطبيعة الأعمال التشويقية ومن الصعب في الوقت الحالي ربط الجمهور بعمل يعرض حلقة واحدة أسبوعياً»، مشيراً إلى أن «توافر غالبية الحلقات قبل عرض الحلقة الأخيرة جعل هناك تزايداً في التفاعل مع المسلسل وما حدث بحلقته الأخيرة».
ويتطرق محمد عبد الرحمن إلى أن «كسب الرهان على أبطال العمل في جذب الجمهور للمتابعة ليس فقط بسبب تعاملهم بشكل محترف مع الأدوار التي قدموها، ولكن لموهبتهم في التعامل مع الأدوار التي رشحوا لها وطبيعة الأحداث التي حملت عناصر تشويقية وحبكة درامية كُتبت بشكل جيد وبما يتناسب مع طبيعة الشخصيات».
يُشار إلى أن مسلسل «فقرة الساحرة» من كتابة إياد صالح وشارك في بطولته إلى جانب أبطاله الرئيسيين كل من بسمة، وأحمد زاهر، ووليد فواز، فيما تولى إخراجه تامر محسن وأذيع بواقع حلقة واحدة أسبوعياً على منصة «يانغو بلاي» مع انطلاق عرضه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.