عجوز البحرية الإيطالية «أمريغو فيسبوتشي» تزور جدة لأول مرة

أصبحت سفيرةً عالميةً لشعار «صُنع في إيطاليا»

0 seconds of 1 minute, 48 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:48
01:48
 
TT
20

عجوز البحرية الإيطالية «أمريغو فيسبوتشي» تزور جدة لأول مرة

«أمريغو فيسبوتشي» السفينة الشراعية التاريخية لأول مرة في تاريخها الممتد لـ93 عاماً ترسو في جدة كجزء من جولتها العالمية (المركز الإعلامي)
«أمريغو فيسبوتشي» السفينة الشراعية التاريخية لأول مرة في تاريخها الممتد لـ93 عاماً ترسو في جدة كجزء من جولتها العالمية (المركز الإعلامي)

في حدث ثقافي بارز يعكس أبعاداً متعددة للتميز الإيطالي، استقبلت مدينة جدة الساحلية غرب السعودية السفينة الشراعية التاريخية التابعة للبحرية الإيطالية «أمريغو فيسبوتشي»، ضمن جولتها العالمية التي بدأتها السفينة التي أصبحت مع مرور الزمن سفيرةً عالميةً لشعار «صُنع في إيطاليا» ورمزاً تاريخياً للتقاليد البحرية الإيطالية.

قائد السفينة الكابتن جوزيبي لاي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية هذه الزيارة التي تتزامن مع فعالية المعرض المتنقل «فيلاجيو إيطاليا»، قائلاً: «زيارة السفينة (أمريغو فيسبوتشي) إلى جدة هي الأولى في تاريخها العريق مع البحرية الإيطالية الذي بدأ في عام 1931، وهو ما جعلها تلقب اليوم بـ(السيدة العجوز)؛ لذا فإن هذه الزيارة تُعد خطوة مهمة في تعزيز العلاقات بين البلدين، وخاصة أن السفينة تحمل معها إرثاً بحرياً وثقافياً يمثل إيطاليا. ووجودها بجانب (فيلاجيو إيطاليا) يقدم لمحة فريدة عن الثقافة الإيطالية التي تجمع بين التقاليد والحداثة، بدءاً من التصميم والفنون إلى المطبخ والأسلوب الإيطالي المميز».

«أمريغو فيسبوتشي» السفينة الشراعية التاريخية لأول مرة في تاريخها الممتد لـ93 عاماً ترسو في جدة كجزء من جولتها العالمية (المركز الإعلامي)
«أمريغو فيسبوتشي» السفينة الشراعية التاريخية لأول مرة في تاريخها الممتد لـ93 عاماً ترسو في جدة كجزء من جولتها العالمية (المركز الإعلامي)

«فيلاجيو إيطاليا» صُمم ليكون تجربة شاملة تجمع بين الثقافة، والفنون، والابتكار، والطهي الإيطالي الأصيل. وتشتمل الفعالية على عروض موسيقية مميزة، من بينها أداء يومي لفرقة «Fanfare of the VII Bersaglieri Regiment»، وحفل للكمان والبيانو يوم 28 يناير (كانون الثاني) باستخدام كمان ستراديفاري الشهير من عام 1720، بالإضافة إلى حفل أوبرا لفنانين من مؤسسة «بوتشيني» يوم 30 يناير.

أما المعارض الفنية، فقد تضمنت جناحاً مخصصاً للنحات الإيطالي جاكوبو كارديلو (جاغو) الذي يعرض أعماله الشهيرة مثل «العائلة» و«الجهاز الدوري»، إلى جانب معرض «إيطاليا جينيالي» الذي ضم قطعاً أيقونية مثل سيارة «فيراري 296 تشالنج» ودراجة «أبريليا RS-GP24».

قائد السفينة «أمريغو فيسبوتشي» الكابتن جوزيبي لاي (الشرق الأوسط)
قائد السفينة «أمريغو فيسبوتشي» الكابتن جوزيبي لاي (الشرق الأوسط)

ويتيح المعرض للزوار فرصة تذوق المأكولات الإيطالية الشهيرة من خلال عروض طهي حية تركز على أطباق تقليدية مثل البيتزا والمعكرونة وزيت الزيتون.

إلى جانب ذلك، تتضمن الفعالية ندوات ومؤتمرات تتناول مواضيع رئيسية مثل الصناعات الإيطالية الكبرى (في 27 يناير)، والسياحة الإيطالية وأولمبياد ميلانو كورتينا الشتوي 2026 (في 29 يناير)، والابتكار والاستدامة في قطاعات الاقتصاد الأزرق والفضائي (في 30 يناير).

ومن أبرز الأنشطة التي لفتت انتباه الزوار تنظيم جولات مسبقة الحجز على متن السفينة «أمريغو فيسبوتشي» التي تفتح نافذة على التقاليد البحرية الإيطالية العريقة الممتدة لأكثر من 90 عاماً.

«أمريغو فيسبوتشي» سفينة تدريب تابعة للبحرية الإيطالية وسفيرة «صنع في إيطاليا» حول العالم (المركز الإعلامي)
«أمريغو فيسبوتشي» سفينة تدريب تابعة للبحرية الإيطالية وسفيرة «صنع في إيطاليا» حول العالم (المركز الإعلامي)

وشهد الحدث حضوراً دبلوماسياً رفيع المستوى يعكس قوة الشراكة بين السعودية وإيطاليا. وقد استضاف السفير الإيطالي كارلو بالدوتشي مسؤولين بارزين من إيطاليا، منهم وزير الدفاع جيدو كروسيتو، ووزيرة السياحة دانييلا سانتانشي، الذين أكدوا على أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي بين البلدين.

ويجسد «فيلاجيو إيطاليا» التزاماً مشتركاً من 12 وزارة إيطالية لتقديم صورة شاملة عن التميز الإيطالي، مسلطاً الضوء على الصناعات المتقدمة، والفخامة، والسياحة، والثقافة.

السفينة الإيطالية تجمع بين التراث والابتكار في أول زيارة للسعودية (المركز الإعلامي)
السفينة الإيطالية تجمع بين التراث والابتكار في أول زيارة للسعودية (المركز الإعلامي)

وتعكس هذه الفعالية رؤية مشتركة لتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية بين إيطاليا والمملكة العربية السعودية كشريك استراتيجي رئيسي، مما يمثل خطوة مهمة نحو بناء مستقبل مشترك يقوم على التفاهم والتعاون.

يشار إلى أن «أمريغو فيسبوتشي» أبحرت في جولتها العالمية من ميناء جنوا في 1 يوليو (تموز) 2023، وزارت فيها 31 دولة ورست في 33 ميناءً موزعة على 5 قارات. وتوقفت قبل جدة في مدن مثل مرسيليا ومسقط، وستواصل رحلتها إلى العقبة، تليها الإسكندرية، قبل أن تعود إلى إيطاليا في مارس (آذار) 2025.


مقالات ذات صلة

السعودية تطالب بتعزيز القدرة الدولية على صون السلم العالمي

الخليج المهندس وليد الخريجي خلال إلقائه الكلمة في الاجتماع رفيع المستوى بمجلس الأمن (الخارجية السعودية)

السعودية تطالب بتعزيز القدرة الدولية على صون السلم العالمي

أكدت السعودية، الثلاثاء، على ضرورة التحرك نحو تعزيز قدرة النظام الدولي على صون السلم والأمن الدوليين وفقاً لما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج جلسة خاصة ضمن المؤتمر بنسخته الأولى تضامناً مع غزة (تصوير: عدنان مهدلي)

انطلاق مؤتمر «بناء الجسور بين المذاهب» في رمضان بمكة

تنظم رابطة العالم الإسلامي، يومي السادس والسابع من شهر رمضان بمكة المكرمة، النسخة الثانية من المؤتمر الدولي: «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية».

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
الخليج ولي العهد السعودي خلال استقباله رئيس صندوق الاستثمارات الروسي في الرياض (واس)

ولي العهد السعودي يلتقي رئيس صندوق الاستثمارات الروسي

التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كيريل دميترييف رئيس صندوق الاستثمارات الروسي، عقب مباحثات أميركية - روسية في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج انطلاق المحادثات الأميركية - الروسية برعاية سعودية في الرياض (رويترز) play-circle 00:25

اجتماع الدرعية يؤسس لعودة العلاقات الأميركية - الروسية

أكد الوفدان الأميركي والروسي أن محادثاتهما، التي جرت في قصر الدرعية بالعاصمة السعودية الرياض، كانت مثمرة، ووصَفَاها بأنها «خطوة مهمة إلى الأمام».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي محادثات أميركية - روسية بقصر الدرعية في الرياض الثلاثاء (واس) play-circle 00:25

ترحيب عربي باستضافة السعودية المحادثات الروسية - الأميركية

رحبت دول ومنظمات عربية باستضافة الرياض محادثات روسية - أميركية لتحسين العلاقات بين البلدين، بتوجيه من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر: اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني المفقودة بالأقصر

جانب من القطع المكتشفة بالمقبرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جانب من القطع المكتشفة بالمقبرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT
20

مصر: اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني المفقودة بالأقصر

جانب من القطع المكتشفة بالمقبرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جانب من القطع المكتشفة بالمقبرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الثلاثاء، اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني المفقودة بالأقصر، وهي المقبرة الملكية الأولى التي يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون عام 1922.

جاء الكشف خلال أعمال الحفائر والدراسات الأثرية التي تنفذها البعثة الأثرية المصرية - الإنجليزية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» بمصر، ومؤسسة «أبحاث الدولة الحديثة»، للمقبرة رقم «C4»، حسب بيان صحافي أشار إلى أن مقبرة الملك تحتمس الثاني هي «آخر مقبرة مفقودة لملوك الأسرة الثامنة عشرة في مصر».

وأوضح البيان أنه تم العثور على مدخل المقبرة رقم «C4» وممرها الرئيسي عام 2022 بمنطقة «وادي C» بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر (صعيد مصر)، الذي يقع على بعد حوالي 2.4 كيلومتر غرب منطقة وادي الملوك. وقال إنه «تم العثور على أدلة تشير بوضوح إلى أن المقبرة تخص الملك تحتمس الثاني».

جانب من القطع المكتشفة بالمقبرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جانب من القطع المكتشفة بالمقبرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، فإنه «عند عثور البعثة على مدخل المقبرة وممرها الرئيسي في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، اعتقد فريق العمل أنها قد تكون مقبرة لزوجة أحد ملوك (التحامسة)، نظراً لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث، وكذلك من مقبرة الملكة حتشبسوت، التي أعدت لها بصفتها زوجة ملكية قبل أن تتقلد مقاليد حكم البلاد كملك وتدفن في وادي الملوك».

وقال إنه «مع استكمال أعمال الحفائر، خلال الموسم الحالي، اكتشفت البعثة أدلة أثرية جديدة حددت هوية صاحب المقبرة، وأنها تعود للملك تحتمس الثاني، وأن من تولى إجراءات دفنه هي الملكة حتشبسوت بصفتها زوجته وأخته غير الشقيقة».

وأشار إلى «العثور على أجزاء من أواني الألبستر عليها نقوش تحمل اسم الملك تحتمس الثاني بصفته (الملك المتوفى)، إلى جانب اسم زوجته الملكية الرئيسية (حتشبسوت) مما يؤكد هوية صاحب المقبرة».

مقتنيات عثر عليها بالمقبرة المفقودة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مقتنيات عثر عليها بالمقبرة المفقودة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووصف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار هذا الكشف بأنه «أحد أهم الاكتشافات الأثرية في السنوات الأخيرة»، مشيراً إلى أن «القطع الأثرية المكتشفة بالمقبرة تُعد إضافة مهمة لتاريخ المنطقة الأثرية وفترة عهد الملك (تحتمس الثاني)، حيث تم العثور لأول مرة على الأثاث الجنائزي للملك، الذي لا يوجد له أي أثاث جنائزي في المتاحف حول العالم».

ووجدت المقبرة في حالة سيئة من الحفظ بسبب تعرضها للسيول بعد وفاة الملك بفترة قصيرة حيث غمرتها المياه، حسب رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة من الجانب المصري محمد عبد البديع، الذي أوضح أن «الفريق الأثري عمل على انتشال القطع المتساقطة من الملاط وترميمها».

وأضاف أن «الدراسات الأولية تشير إلى أنه تم نقل محتويات المقبرة الأساسية إلى مكان آخر بعد تعرضها للسيول خلال العصور المصرية القديمة».

وتابع أن «أجزاء الملاط المكتشفة عليها بقايا نقوش باللون الأزرق ونجوم السماء الصفراء، وكذلك زخارف وفقرات من كتاب (إمي دوات)، الذي يُعد من أهم الكتب الدينية التي اختصت بها مقابر الملوك في مصر القديمة».

وتوفي تحتمس الثاني، وهو في الثلاثين من عمره، وعثر على موميائه في خبيئة الدير البحري، وهي موجودة حالياً في متحف الحضارة بالفسطاط في القاهرة.

من جانبه، قال رئيس البعثة الأثرية من الجانب الإنجليزي الدكتور بيرز ليزرلاند، إن «المقبرة تتميز بتصميم معماري بسيط كان نواة لمقابر من تواتر على حكم مصر بعد تحتمس الثاني خلال الأسرة الثامنة عشرة».

وتضم المقبرة ممراً غطيت أرضيته بطبقة الجص الأبيض، يؤدي إلى حجرة الدفن بالممر الرئيسي للمقبرة، حيث ترتفع مستوى أرضيته بنحو 1.4 متر عن أرضية الحجرة ذاتها. ويعتقد أنه «قد استخدم لنقل محتويات المقبرة الأساسية بما فيها جثمان تحتمس الثاني بعد أن غمرتها مياه السيول»، وفق ليزرلاند.

وستواصل البعثة أعمال المسح الأثري التي تجريها في الموقع منذ عامين، للكشف عن المزيد من أسرار هذه المنطقة، والمكان الذي نُقلت إليه باقي محتويات مقبرة تحتمس الثاني.

بدوره، أكد مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية الدكتور حسين عبد البصير «أهمية الكشف كونه يسهم في إضافة معلومات عن تلك الفترة من تاريخ مصر القديمة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المقبرة ستسهم في توضيح جزء مفقود من تاريخ الأسرة الـ18، والملك تحتمس الثاني الذي لا يُعرف عنه الكثير من المعلومات».

مومياء الملك تحتمس الثاني (متحف الحضارة)
مومياء الملك تحتمس الثاني (متحف الحضارة)

وتحتمس الثاني هو ابن الملك تحتمس الأول من زوجة ثانوية، وتم تأمين حكمه عبر زواجه من أخته غير الشقيقة حتشبسوت. ولا يُعرَف الكثيـر عـن عصـر تحتمس الثاني، لا سيما مع قصر فترة حكمه نسبياً، حسب موقع المتحف القومي للحضارة المصرية.

وتختلف المراجع التاريخية بشأن مدة حكم تحتمس الثاني، رابع ملوك الأسرة الـ18، ويشير بعضها إلى فترة حكم تقل عن خمس سنوات. لكن رغم قصر الفترة، تشير المصادر التاريخية إلى «نجـاح الملـك تحتمـس الثانـي فـي إخماد العديد من الثورات في النوبة، كما قضى على قبيلة تسـمى (الشاسو) في سيناء، وربما قام بحملة عسـكرية علـى سوريا، وترك وراءه بقايا مشروع بناء متواضع في الكرنك، عبارة عـن بوابة مـن الحجر الجيري مـن فناء الصرح الرابع وإلفنتيـن، وكذلـك فـي النوبـة عنـد سـمنة وقمـا»، وفق موقع المتحف القومي للحضارة.