مدرسة الفلاح تتحول إلى متحف يثري جدة التاريخية

عمرها يتجاوز 120 عاماً

مدرسة الفلاح أقدم مدرسة تأسست في جدة على يد محمد علي زينل (تصوير: غازي مهدي)
مدرسة الفلاح أقدم مدرسة تأسست في جدة على يد محمد علي زينل (تصوير: غازي مهدي)
TT
20

مدرسة الفلاح تتحول إلى متحف يثري جدة التاريخية

مدرسة الفلاح أقدم مدرسة تأسست في جدة على يد محمد علي زينل (تصوير: غازي مهدي)
مدرسة الفلاح أقدم مدرسة تأسست في جدة على يد محمد علي زينل (تصوير: غازي مهدي)

احتلت مدرسة الفلاح في جدة موقعاً مميزاً في تاريخها، فهي أول مدرسة للأولاد في المدينة أسسها الحاج محمد علي زينل قبل 120 عاماً، وتخرجت فيها أجيال من الطلاب شغلوا مناصب عالية ومهمة في السعودية وأجيال من وجهاء المجتمع.

المدرسة العريقة التي ما زالت تجذب الزوار لمكانها في جدة القديمة متميزة ببوابة مزخرفة تحمل أبياتاً من الشعر ستتحول إلى متحف، وذلك بعد إنهاء مشروع تحويل المبنى القديم من قبل وزارة الثقافة لوجهة تاريخية وسياحية لمرتادي المنطقة التاريخية.

ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فالمبنى القديم سيحمل صفة متحف متكامل مدعوماً بجميع الخدمات، منها مقهى يحمل الطابع التراثي وتخصيص أماكن جلسات بجوار المبنى حتى يتسنى للزوار الاستمتاع بكل المعلومات عن المنطقة التاريخية بوجهٍ عام وتاريخ المدرسة على وجه الخصوص.

مدخل المدرسة وقد زين بعبارات مختلفة منها «ادخلوها بسلام آمنين» (تصوير: غازي مهدي)

وقال علي السليماني، المدير العام للشؤون الإدارية والمالية في مدارس الفلاح، لـ«الشرق الأوسط»، إن المدرسة الواقعة في منطقة البلد تضم مبنيين منها المبنى التاريخي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 115 عاماً، وقد سُلِّم إلى وزارة الثقافة لتهيئته حتى يتوافق مع خطط تطوير المباني القديمة في المنطقة التاريخية.

وسيضم المتحف قسماً خاصاً بالوثائق والعقود القديمة، وفقاً للسليماني، ليكون نافذة على كل ما هو متعلق بتاريخ المدرسة، متوقعاً أن يجري العمل في هذا المشروع قريباً بعد أن تسلّمت وزارة الثقافة المبنى.

وتحدث السليماني عن التصور العام للمنطقة التاريخية، قائلاً إن هناك رؤية لإعادة ملاك المباني والأسر التي كانت موجودة من قبل إلى المنطقة التي تشهد نمواً وحراكاً، ولا سيما في ظل خطة وزارة الثقافة لإعادة ترميم كثير من المباني القديمة.

المبنى الحديث لمدرسة الفلاح الذي كانت تقام أمامه ملاهي «العيدروس» (تصوير: غازي مهدي)

وتطل مدرسة الفلاح، التي يمثل شكلها القديم حالة هندسية فريدة، على أهم الأسواق التاريخية في جدة التاريخية منها سوق البدو، وسوق باب مكة المتخصص في بيع المنتجات الغذائية والاستهلاكية، كما كانت المدرسة تطل على أحد أهم المواقع الترفيهية التي كانت تقام سابقاً في أيام عيد الفطر، وتعرف باسم «العيدروس».

ومثل بقية المباني القديمة المنتشرة في المنطقة التاريخية، اعتمد في عملية بناء مدرسة الفلاح على الحجر المنقبي المستخرج من بحيرة الأربعين، الذي كان يشكل بالآلات اليدوية ليوضع في مواضع تناسب حجمه إلى جانب الأخشاب التي كانت ترد إلى جدة من المناطق المجاورة كوادي فاطمة، أو ما يتم استيراده من الهند عن طريق الميناء.


مقالات ذات صلة

«دافوس 2025»: تفاؤل حذر بمستقبل المنطقة العربية

خاص المدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي ميريك دوسيك (المنتدى الاقتصادي) play-circle 01:29

«دافوس 2025»: تفاؤل حذر بمستقبل المنطقة العربية

ينعقد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس على خلفية تحولات جوهرية تشهدها منطقة الشرق الأوسط. ويُبدي ميريك دوسيك، مديره العام، تفاؤلاً حذراً بمستقبل المنطقة.

نجلاء حبريري (دافوس)
الاقتصاد 42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج

العالم على موعد مع أطول ناطحة سحاب في السعودية

تتسارع الخطى نحو تشييد «برج جدة» بالمدينة الساحلية (غرب السعودية) والذي سيكسر حاجز الكيلومتر في الارتفاع ليصبح أطول برج في العالم عند اكتماله.

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق في معرض «سيرة ومسيرة» 153 لوحة أصلية للفنان العبيد (هيئة الفنون البصرية)

«سيرة ومسيرة»... معرض يُنعش ذاكرة الفن بلوحات الراحل العبيد

في ليلة استثنائية بكل تفاصيلها دشنت هيئة الفنون البصرية بالتعاون مع معهد مسك للفنون، يوم السبت، معرض «سيرة ومسيرة» للفنان الراحل سعد العبيّد، من خلال 153 لوحة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد الإماراتي مع الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني وزير التجارة والصناعة القطري خلال الاجتماع (وام)

الإمارات وقطر تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي وتطوير شراكات مستدامة

بحثت الإمارات وقطر تنمية الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وتعزيز فرص التعاون في القطاعات ذات الاهتمام المتبادل.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الخليج نجيب البدر مساعد وزير الخارجية الكويتي لدى ترؤسه الاجتماع الافتراضي الخليجي الخميس (كونا)

اجتماع خليجي يبلور رؤية لدعم استقرار سوريا

بحث اجتماع خليجي افتراضي بلورة رؤية استراتيجية وخطوات عملية لتفعيل دور مجلس التعاون في دعم أمن واستقرار سوريا، وشهد توافقاً بشأن خريطة الطريق للمرحلة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

مصر تراهن على السياحة العلاجية لتعظيم مواردها المالية

مصر تهدف لأن تكون الدولة رقم 1 في التنوع السياحي (الهيئة العامة للرعاية الصحية المصرية)
مصر تهدف لأن تكون الدولة رقم 1 في التنوع السياحي (الهيئة العامة للرعاية الصحية المصرية)
TT
20

مصر تراهن على السياحة العلاجية لتعظيم مواردها المالية

مصر تهدف لأن تكون الدولة رقم 1 في التنوع السياحي (الهيئة العامة للرعاية الصحية المصرية)
مصر تهدف لأن تكون الدولة رقم 1 في التنوع السياحي (الهيئة العامة للرعاية الصحية المصرية)

فتحت الزيادة اللافتة لأعداد الوافدين الأجانب الذين تم علاجهم خلال العام الماضي بمصر شهية الحكومة لاستكمال مشروع «نرعاك في مصر»، الذي استقطب وافدين من نحو 50 دولة حول العالم في 2024.

ووفق الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، فإن 12 ألف وافد تلقوا العلاج في منشآت هيئة الرعاية الصحية خلال 2024 بزيادة 200 في المائة عن الوافدين خلال 2023.

وأضاف في بيان، الثلاثاء: «لدينا رؤية استراتيجية لتحويل مستشفيات هيئة الرعاية إلى مراكز عالمية للسياحة العلاجية، معتبراً مشروع «نرعاك في مصر» خطة طموحة لتعزيز السياحة العلاجية عبر حزم خدمات مبتكرة وشبكات طبية عالمية».

ورغم الأحداث الإقليمية المضطربة في الشرق الأوسط، تمكّنت مصر وفق بيانات رسمية من استقبال 15.7 مليون سائح خلال عام 2024، ما يُعدّ أعلى رقمٍ تحققه البلاد في تاريخها، وسط مؤشرات تتوقع زيادة هذه الأعداد العام الحالي.

مصر تعوّل على السياحة العلاجية (الهيئة العامة للرعاية الصحية المصرية)

ووصف رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، تدفقات السائحين في عام 2024 بـ«المبشرة»، موضحاً أنه لولا الاضطرابات الإقليمية التي تحيط بمصر لارتفع هذا الرقم إلى 18 مليون سائح بدلاً من 15 مليوناً و700 ألف.

ورأى السبكي أن «اعتماد مستشفى شرم الشيخ الدولي ومجمع الإسماعيلية الطبي من اللجنة الدولية للجودة JCI خطوة نحو التميز في السياحة العلاجية، وتحقيق رضا المرضى الأجانب».

وأكد السبكي أن نتائج مشروع «نرعاك في مصر» تعكس الثقة المتزايدة بجودة الخدمات الصحية المقدمة، كما تسهم في تعزيز مكانة مصر كوجهة متميزة للسياحة العلاجية، ودعم الاقتصاد الوطني بما يتماشى مع توجهات الدولة المصرية و«رؤية مصر 2030»، مضيفاً أن «المشروع يهدف إلى وضع مصر على خريطة السياحة العلاجية العالمية».

وتأمل مصر في زيادة عائدات قطاع السياحة لتصل إلى 30 مليار دولار سنوياً، عبر تنويع المنتج السياحي، بين ديني وعلاجي وثقافي وشاطئي.

أحد المستشفيات المصرية التي تقدم الخدمات الطبية للأجانب (الهيئة العامة للرعاية الصحية المصرية)

ويعتمد مشروع السياحة العلاجية على 6 محاور رئيسية، من بينها تحسين تشغيل المستشفيات واعتمادها دولياً، والتسويق الصحي المبتكر من خلال تصميم حزم علاجية بأسعار تنافسية، إلى جانب الترويج الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات العالمية المتخصصة في السياحة العلاجية.

وتستهدف مصر استقبال 18 مليون سائح خلال عام 2025، مستفيدة من الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، وزيادة الغرف الفندقية، وفق مدبولي.

تستهدف مصر استقبال 18 مليون سائح خلال عام 2025 (الهيئة العامة للرعاية الصحية المصرية)

وكانت مصر تستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028 عبر استراتيجية أعلنتها الحكومة سابقاً، لكنها عادت وعدلت الاستراتيجية ورحّلت هدفها إلى عام 2031، ورهنت تحقيق ذلك بعدم حدوث «متغيرات جيوسياسية جديدة في المنطقة»، وفق تعبير شريف فتحي وزير السياحة والآثار المصري، الذي قال إن «الاستراتيجية التي أعلنتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية كانت طَموحة للغاية، ولم تضع في حسبانها الأزمات السياسية والعسكرية التي أثّرت تداعياتها على دول المنطقة والعالم».

ووفق فتحي، فإن «مصر تهدف لأن تكون الدولة رقم 1 في التنوع السياحي؛ لما تمتلكه من مقومات ومقاصد متعددة».