حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصريةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5093897-%D8%AD%D9%81%D9%84-%D9%84%D8%A5%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%B1%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9
حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية
تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، ممثلة في عدة حفلات لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، يستضيف مسرح معهد الموسيقى العربية حفلاً جديداً لتقديم أعمال الموسيقار الراحل.
ويأتي هذا الحفل ضمن خطة وزارة الثقافة المصرية لإعادة إحياء التراث الفني، حيث تقيم دار الأوبرا برئاسة الدكتورة لمياء زايد، حفلاً تُحييه الفرقة القومية العربية للموسيقى، بقيادة المايسترو حازم القصبجي لاستعادة تراث عبد الوهاب.
وفق بيان للأوبرا المصرية، يتضمن الحفل مجموعة من أعمال الموسيقار، التي تغنى بها كبار نجوم الطرب في مصر والوطن العربي، ومن بينها «لا مش أنا اللي أبكي»، و«يا خلي القلب»، و«سكن الليل»، و«الحب جميل»، و«تهجرني بحكاية»، و«توبة»، و«هان الود»، و«خايف أقول اللي في قلبي»، و«أيظن»، و«القريب منك»، و«كل ده كان ليه»، يقوم بغنائها آيات فاروق وإبراهيم رمضان ومي حسن ومحمد طارق.
وأوضح البيان أن سلسلة حفلات «وهابيات»، والتي تقام بشكل دوري، في إطار دور الأوبرا، تهدف إلى تنمية الذوق الفني في المجتمع، وتعريف الأجيال الجديدة بتراث الرموز الخالدة وروائع الموسيقار محمد عبد الوهاب.
ويعدّ عبد الوهاب من أهم الموسيقيين العرب، وقد وُلد في حي باب الشعرية الشعبي بوسط القاهرة عام 1898، والتحق بفرق غنائية وموسيقية ومسرحية في بداية القرن العشرين، وعُرف بقربه من فنان الشعب سيد درويش، وشارك في فرقته المسرحية وعمل في مسرحيتي «الباروكة» و«شهر زاد»، وفق المعلومات الببليوغرافية في متحف محمد عبد الوهاب بمعهد الموسيقى العربية.
وعدّ الناقد الموسيقي المصري أحمد السماحي «إحياء التراث وسلسلة (وهّابيات) من الأدوار المهمة التي تقوم بها وزارة الثقافة ممثلة في دار الأوبرا المصرية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا التقليد ليس مصرياً فقط، ولكن عربياً وعالمياً، فكبار الموسيقيين العالميين مثل بيتهوفن وباخ وموتسارت يتم استعادة أعمالهم للأجيال الجديدة»، مضيفاً: «هذا التقليد مهم؛ لأن الأجيال الجديدة لا تعرف رموز الغناء والموسيقى، وأتمنى من الأوبرا أن تعيد أيضاً إحياء تراث كبار المؤلفين الموسيقيين، بداية من ميشيل يوسف وأندريه رايدر وفؤاد الظاهري وميشيل المصري، هؤلاء وغيرهم نحتاج إلى الاستماع لأعمالهم ليتعرف عليهم الأجيال الجديدة».
وعمل عبد الوهاب بالغناء والتمثيل إلى جانب التلحين، وغنى له كبار نجوم الطرب من أجيال مختلفة، ومن بينهم أم كلثوم وليلى مراد وفيروز وعبد الحليم حافظ وفايزة أحمد وشادية ووردة، وقدم عدداً من الأفلام ذات الطابع الغنائي مثل «الوردة البيضاء»، و«يحيا الحب»، و«يوم سعيد»، و«رصاصة في القلب».
وتابع الناقد الموسيقي أنه «كما يتم إحياء تراث كبار المطربين والموسيقيين مثل عبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش ومحمد فوزي وغيرهم، أتمنى أيضاً إحياء تراث كبار المؤلفين والموزعين الموسيقيين؛ لأن ما قدموه يعدّ أحد الروافد التي تغذي الروح والوجدان في ظل الصخب الغنائي الذي نعيشه حالياً».
وحصل عبد الوهاب على العديد من الأوسمة والتكريمات، خصوصاً بعد قيامه بتوزيع النشيد الوطني لمصر، كما لحن النشيد الوطني الليبي في العهد الملكي، وحصل على وسام الاستحقاق من الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وعلى الجائزة التقديرية في الفنون عام 1971.
يشار إلى أن عبد الوهاب رحل عن عالمنا في 4 مايو (أيار) عام 1991 عن عمر ناهز 93 عاماً، وودعته مصر في جنازة عسكرية؛ تقديراً لقيمته الفنية وإبداعاته التي امتدت على مدى أجيال.
بمقطوعات موسيقية وأغانٍ من الإنشاد الصوفي والترانيم الكنسية والتراتيل القبطية والأعمال التراثية، والدمج بين الفنون العربية والأجنبية، تستقبل مصر الكريسماس.
«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5094161-%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%8A%D8%B3%D8%AF%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%86-10-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
جدة:«الشرق الأوسط»
TT
جدة:«الشرق الأوسط»
TT
«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
أسدل «معرض جدة للكتاب 2024» الستار عن فعالياته التي امتدت لـ10 أيام، قدَّم خلالها رحلة استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة، وسط أجواء ثقافية ماتعة تخلّلها عدد من النقاشات في جلسات حوارية وندوات وورش عمل غطّت مختلف المجالات الفكرية والثقافية، إضافة إلى الأمسيات الشعرية التي كانت حافلة بالجمال والإبداع والحضور الكبير لعشاق القصيدة النبطية ومحبي الكلمة العذبة.
ووفَّر المعرض، الذي نظمته «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في السعودية تحت شعار «جدة تقرأ»، قرابة 400 ألف عنوان معروض، في حين تجاوز عدد الكتب المبيعة 450 ألف كتاب، تناولت مختلف المجالات من كتب دُور النشر المعروضة والمانجا والكتب المخفضة، وسط رغبة كثيرين من الزوار في أن يمتد المعرض لعدة أيام أخرى.
ورفع الدكتور محمد علوان، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأدب والنشر والترجمة»، شكره للقيادة السعودية على دعمها غير المحدود للحراك الثقافي المتصاعد في المملكة، منوهاً بالحضور اللافت الذي شهده معرض جدة للكتاب، والذي يُعدّ ثالث معارض الكتاب، بعد معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض المدينة المنورة لعام 2024.
جهود متواصلة
وأكد الدكتور علوان أن الهيئة تعمل بجهد لتطوير كل نسخة من معارض الكتاب، لتصبح أكثر تميزاً وجاذبية عبر أفكار إبداعية مبتكرة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تأتي بتوجيه ومتابعة من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان؛ بهدف تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030» التي تُولي أهمية كبرى لتعزيز الثقافة، ودورها المحوري في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار الدكتور علوان إلى أن السعودية باتت منارة الإبداع على المستويين العربي والدولي، بفضل تنوعها الثقافي والموروث الحضاري الثري الذي جعلها وجهة جاذبة للفعاليات الثقافية والفنية، لافتاً النظر إلى أن وزارة الثقافة تسعى بشكل حثيث لتحويل المملكة إلى منصة رئيسية لصناعة النشر والتوزيع، من خلال توفير بيئة مثالية ومتطورة تلبي احتياجات القرّاء ودُور النشر على حدٍّ سواء.
وأعرب عن فخره بما وصلت إليه السعودية في مجال صناعة النشر، مشيداً بالدراسات المتقنة والخطط المحكمة التي تقف وراء نجاح هذه الفعاليات، مؤكداً أن «هيئة الأدب والنشر والترجمة» تحرص على جعل الكتاب في متناول الجميع، وتوسيع منافذ النشر، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من «رؤية السعودية 2030».
ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية
وأتاح المعرض عدداً من الورش العمل والندوات والأمسيات الشعرية، ومنها تلك التي تناولت جهود العلماء السعوديين في خدمة اللغة العربية، وأشادت بالمبادرات الرائدة لـ«المجمع» في نشر اللغة العربية وآدابها عالمياً.
واستعرض الدكتور محمود إسماعيل تجربته في إدارة معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداده سلاسل تعليمية مميزة مثل «العربية للحياة»، و«القراءة الميسرة». وتناول أيضاً مشروع البنك الآلي السعودي للمصطلحات «باسم»، مؤكداً دوره في تعزيز المصطلحات العلمية والتقنية باللغة العربية.
بدوره، قدَّم الدكتور عبد الله القرني نبذة عن تاريخ معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مشيراً إلى دورها في تأهيل الطلاب من مختلف دول العالم للالتحاق بالجامعات، وأشاد ببرامجها المُحكَمة التي أسهمت في تخريج أجيال من الأكاديميين المتخصصين.
بينما تناولت ورشة عمل بعنوان «النظريات الأساسية في الموسيقى» مجموعة من القواعد والمبادئ التي تُشكل الأساس لفهم الموسيقى وبنائها، كما تناولت الأشكال الموسيقية، والحروف الموسيقية في المدرج، والمفاتيح التي تساعد على فهم بنية المقطوعات.
فكرة إصدار كتاب
وفي أمسية ملهمة، ضمن فعاليات المعرض، أُقيمت ورشة عمل بعنوان «من أين تأتي الفكرة؟». قاد الورشة المهندس بدر السماري، الذي حثّ الحضور على أهمية القبض على التفاصيل البسيطة في حياتهم اليومية وتدوينها باستمرار، مشيراً إلى أنها تُعد منطلقاً لفكرة كتابات مميزة ومليئة بالتفاصيل الباهرة.
وأوضح السماري أن كل كاتب محترف يحتفظ بملف يحتوي على شذرات من أفكار متنوعة «جملة قالها سائق أجرة، أو موقف في السوق، أو حتى وصف غريب سمعه في مكان عام». وأكد أن هذا الملف، وإن بدا بلا قيمة لشخص آخر، يُمثل أداة ثمينة لتحفيز مخيلة الكاتب واسترجاع أفكار قابلة للتطوير.
وشدَّد السماري على أهمية تدوين التفاصيل التي نمر بها في حياتنا اليومية، مثل وقوفنا في طابور طويل، أو شجار عابر في متجر، أو رائحة المطر في الصحراء، أو حتى شعور الإنسان أثناء الإقلاع بالطائرة. وقال: «دعونا نكتب عن الشخصيات الغريبة التي نقابلها، عن المشاعر التي نختبرها للمرة الأولى، فهذه التفاصيل هي روح الكتابة».
برنامج حافل للأطفال
قدّمت منطقة الأطفال برنامجاً حافلاً ولافتاً، للفئة العمرية الممتدة من 3 إلى 12 سنة، عبر 9 أركان؛ منها ما خُصص لرعاية الأطفال، وآخر لتقديم تجارب تفاعلية بمشاركة الأطفال؛ منها «الطاهي الصغير وتصميم الأزياء وبحر اللغة والرسوم المتحركة وحرفة وقصة والخط العربي»، وغيرها مما كان له الأثر الكبير في تنمية ثقافة الأطفال بمزج الأنشطة التعليمية بالترفيهية لخلق أجواء من المرح لدى الأطفال، وتعزيز حب القراءة والاطلاع لديهم منذ الصغر.
وجمع ركن «حرفة وقصة» في ركن الطفل بين الإبداع والأصالة بلمسة مبتكرة، حيث مثّل تجربة فريدة للأطفال تجمع بين الحِرف اليدوية وروح الابتكار، وتتيح للصغار فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة ممتعة مستوحاة من عالم الكتب.
يتميز الجناح بتقديم أنشطة تفاعلية ملهمة، تشمل: صنع فواصل الكتب، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وصنع بطاقات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تزيين حامل الزهور الخشبي. هذه التجارب تسهم في تنمية مهارات الأطفال وصقل مواهبهم، مع الحفاظ على ارتباطهم بالتراث وروح الأصالة.
تفاعل مع الأنشطة
وفي مشهد يعكس حيوية الجيل الجديد وشغفه بالمعرفة، أظهر طلاب وطالبات المدارس حضوراً لافتاً في المعرض، حيث توافدوا، خلال الفترات الصباحية، من مختلف المراحل الدراسية، مستكشفين زوايا المعرض الغنية بكنوز المعرفة والأدب والعلوم، ومتفاعلين مع الأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة.
«المانجا» تخطف الأنظار
جذب ركن «المانجا» والأنمي اهتماماً كبيراً من الطلاب، حيث قدَّمت دُور النشر المتخصصة في القصص المصورة اليابانية أنشطة تفاعلية مميزة. وجد الطلاب في هذا الركن تجربة تجمع بين الإبداع والثراء الثقافي، مما عزَّز اهتمامهم بهذا الفن المتنامي الذي يُلهم الخيال وينمي المهارات الإبداعية.
ولم يقتصر الإقبال على المراحل المتقدمة، بل أبدى طلاب المراحل الأولية اهتماماً خاصاً بركن الطفل وأجنحته المتنوعة، التي احتضنت أنشطة تعليمية وترفيهية تهدف إلى تعزيز حب القراءة لديهم منذ الصغر.
20 فكرة ملهمة
وفي إطار المعرض، احتفل الكاتب عبد الله هزازي، في آخِر أيام المعرض، بتوقيع كتابه الجديد «عشرون فكرة ملهمة لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولية»، شهد حفل التوقيع حضوراً مميزاً من الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى عدد من زوار المعرض الذين أثنوا على مضمون الكتاب ورسالته التعليمية.
ويُعدّ الكتاب دليلاً إبداعياً للمعلمين والمعلمات، حيث يقدم أفكاراً مبتكرة تسهم في تطوير أساليب التدريس للصفوف الأولية، وتعزيز التميز والإبداع في العملية التعليمية.
ومع إسدال الستار على معرض جدة للكتاب 2024، تحتفل المملكة بإنجاز ثقافي جديد يعزز مكانتها على خريطة الثقافة العالمية، ويؤكد التزامها المستمر بدعم الأدب والفنون في رحلة مستمرة من الإبداع والتطوير، وكان المعرض قد استضاف أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلية وعربية ودولية، موزعة على 450 جناحاً مقدِّماً تجربة لا تُنسى لعشاق الأدب والفنون.