لماذا يميل البعض إلى تصديق نظريات المؤامرة؟

نظريات المؤامرة جزء لا يتجزأ من غالبية المجتمعات (رويترز)
نظريات المؤامرة جزء لا يتجزأ من غالبية المجتمعات (رويترز)
TT

لماذا يميل البعض إلى تصديق نظريات المؤامرة؟

نظريات المؤامرة جزء لا يتجزأ من غالبية المجتمعات (رويترز)
نظريات المؤامرة جزء لا يتجزأ من غالبية المجتمعات (رويترز)

تعتبر نظريات المؤامرة جزءا لا يتجزأ من غالبية المجتمعات، حيث يقوم المؤمنون بهذه النظريات بتقديم تفسيرات غريبة ومعقدة للأحداث التي تقع حولهم، تفتقر إلى الأسس والأدلة.

فما الذي يدفع الناس إلى تبني هذه المعتقدات؟

وفقا لدراسة جديدة، شملت 55 ألف مشارك، ونقلها موقع «ذا كونفرسيشين» فإن بعض العوامل النفسية تجذب الناس إلى نظريات المؤامرة.

ومن بين هذه العوامل شعور الأشخاص بانعدام السيطرة على الأوضاع والأحداث المحيطة، وبالتالي فإنهم يلجأون لنظريات المؤامرة كوسيلة لتطمين أنفسهم وللشعور بأنهم ما زالت لديهم القدرة على فهم الأحداث والمواقف غير المتوقعة وإيجاد تفسير منطقي لها. وهذه الأمور تمنحهم شعوراً بالسيطرة - وإن كان في غير محله.

وقد ينبع تصديق نظريات المؤامرة أيضا من حاجة الناس للشعور بالانتماء. فالشعور بالارتباط بالآخرين أمر ضروري لرفاهيتنا. وبالنسبة لأولئك الذين يشعرون بالعزلة أو التهميش، يمكن للمجموعات التي تروج لنظريات المؤامرة أن توفر لهم مجتمعاً يصدق وجهات نظرهم ويشترك معهم في آرائهم.

ولفت فريق الدراسة إلى أن هناك عواقب سلبية واضحة لتصديق نظريات المؤامرة. فهذه النظريات غالباً ما تعزز عدم الثقة في السلطات، وتشجع على انتشار المعلومات المضللة، وفي بعض الحالات، تجعل الناس يتخذون إجراءات تضر بالمجتمع ككل.

ومن ثم فإن فهم العوامل النفسية المؤدية لهذه المعتقدات، قد يساعد في معالجتها من جذورها، بحسب الفريق.

وأشار الباحثون إلى أن التعرف على من هم الأكثر عرضة لخطر هذه المشكلة يسمح بتطوير أدوات مستهدفة «للحد من جاذبية نظريات المؤامرة وتعزيز مجتمع قائم على الثقة والحوار المفتوح»، بحسب قولهم.

وأكدوا أن فهم السبب وراء هذه المعتقدات هو الخطوة الأولى في بناء القدرة على الصمود ضد المعلومات المضللة في مجتمعاتنا.


مقالات ذات صلة

كيف يمكن أن يبدو شكل المنازل على القمر أو المريخ؟

يوميات الشرق صورة نشرتها شركة «آكا» للهيكل البيضاوي

كيف يمكن أن يبدو شكل المنازل على القمر أو المريخ؟

طوّر رواد فضاء هنود هيكلاً بيضاوياً قالوا إنه يمثّل إلى حد كبير ما قد يبدو عليه شكل المنازل على القمر أو المريخ.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق الحظّ حين يضحك (أدوب ستوك)

177 مليون إسترليني لبريطاني ربح اليانصيب

أصبح أحد حاملي التذاكر في بريطانيا ثالث أكبر فائز في تاريخ اليانصيب الوطني بعد فوزه بجائزة «يورو مليونز» البالغة 177 مليون جنيه إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الرجل ذو اللحية البيضاء حبيب الملايين (أ.ب)

«بابا نويل» برازيلي على «جِت سكي» لإسعاد أطفال معوّقين

دخل «بابا نويل» على متن «جِت سكي»، بفخر، إلى شواطئ ريو دي جانيرو التي تُعدُّ واحدةً من أبرز معالم البرازيل.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف سمات شخصيتك من مقطع صوتي لك (رويترز)

الذكاء الاصطناعي قد يكشف سمات شخصيتك من خلال صوتك

توصلت دراسة جديدة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف سمات شخصيتك من مقطع صوتي لك مدته 90 ثانية فقط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أملٌ ببطاطا صامدة (أدوب ستوك)

بطاطا ضدَّ ارتفاع الحرارة

يُطوِّر العلماء بطاطا من شأنها تحمُّل موجات الحرّ، وذلك لمساعدة المحاصيل على النمو في مستقبل يتأثّر بالتغيُّر المناخي.

«الشرق الأوسط» (إلينوي (الولايات المتحدة))

توقيف مصري ادعى رد 8 ملايين جنيه مفقودة إلى صاحبها

المتهم يروج لقصة عثورة على أموال تلفزيونياً
المتهم يروج لقصة عثورة على أموال تلفزيونياً
TT

توقيف مصري ادعى رد 8 ملايين جنيه مفقودة إلى صاحبها

المتهم يروج لقصة عثورة على أموال تلفزيونياً
المتهم يروج لقصة عثورة على أموال تلفزيونياً

في مشهد درامي لا يخلو من الطرافة، تصدر سائق تاكسي مصري مقيم بمحافظة مطروح (شمال غربي البلاد) التريند في مصر خلال اليومين الماضيين، بعد انتشار أخبار تفيد بعثوره على 8 ملايين جنيه مصري (الدولار يعادل 50.8 جنيه مصري) و«ردها إلى صاحبها ورفضه الحصول على مبلغ مليون جنيه مكافأة نتيجة أمانته».

وبعدما كالت العديد من المواقع الصحافية المحلية المديح للشاب سامح جبر، الذي عدّوه «مثالاً نادراً في الأخلاق والإنسانية» و«قدوة في القيم الإنسانية التي تستحق أن تُروى»؛ نفت وزارة الداخلية المصرية مساء الأربعاء، صحة الواقعة وقالت «إنها مختلقة».

الشاب الذي يدعى سامج جبر خلال مداخلته بأحد البرامج المسائية (فيسبوك)

وأوضحت «الداخلية المصرية» أنه «بالفحص تبين أن الشخص المذكور قد اختلق الواقعة بمساعدة أحد الأشخاص بهدف خداع المواطنين والحصول منهم على تبرعات مقابل أمانته في تسليم المبلغ المالي، وأنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المذكورين».

وكان المتهم قد ادعى عبر أكثر من تصريح تلفزيوني وصحافي «عثوره على مبلغ مالي ضخم داخل شيكارة دقيق صفراء ملقاة على الأرض بجانب الطريق، وأنه قرر إعادتها لصاحبها، وأنه رفض مكافأة قدرها مليون جنيه تقديراً لأمانته»، مؤكداً أن «المال ليس حقه، وأن ما فعله هو واجب أخلاقي وديني». بحسب تعبيره.

الداخلية المصرية توقف شاباً ادعى عثوره على مبلغ مالي كبير (فيسبوك)

وأضاف المتهم في تصريحات تلفزيونية نقلتها مواقع مصرية عدة أن «الأمانة كنز، وراحتي النفسية أهم من أي مكافأة»، وزاد: «المال الحرام لا يُنبت خيراً، وأنا أحرص على أن أطعم أسرتي بالحلال». وفق تعبيره.

وتصدر الشاب الذي تردد أنه وُلد بجنوب مصر تريند «السوشيال ميديا»، حيث أشاد الكثيرون بأمانته قبل أن تكشف وزارة الداخلية عن حقيقة القصة.

وتعد واقعة مطروح ليست الأولى من نوعها على مستوى «اختلاق الوقائع»، ففي عام 2016، فوجئ المصريون بعدم صحة فوز طالب مصري يدعى عبد الرحيم راضي، بلقب «أحسن قارئ في العالم» بماليزيا، وذلك بعدما احتفل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بالشاب بالإضافة إلى استقباله استقبال الأبطال في بلدته بجنوب مصر وإعلان الأزهر الشريف استعداده لتكريمه، وذلك بعد نفي السفارة الماليزية في القاهرة إجراء أي مسابقة، حيث قال مسؤولون في السفارة إنه لم يتم تنظيم أي مسابقة للقرآن الكريم في ذلك العام، ما أدى إلى فصله من كلية الصيدلية بجامعة الأزهر فرع أسيوط.

وعدّ متابعون أن مثل هذه الوقائع تحتم البحث وتحري الدقة قبل التعامل معها على نطاق واسع.