كيف يمكن أن يبدو شكل المنازل على القمر أو المريخ؟

صورة نشرتها شركة «آكا» للهيكل البيضاوي
صورة نشرتها شركة «آكا» للهيكل البيضاوي
TT
20

كيف يمكن أن يبدو شكل المنازل على القمر أو المريخ؟

صورة نشرتها شركة «آكا» للهيكل البيضاوي
صورة نشرتها شركة «آكا» للهيكل البيضاوي

طوّر رواد فضاء هنود هيكلاً بيضاوياً قالوا إنه يمثّل إلى حد كبير ما قد يبدو عليه شكل المنازل على القمر أو المريخ.

وحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فإن هذا الهيكل يُعرف باسم «Habitat-1»، ويطلق عليه رواد الفضاء اختصاراً اسم «Hab-1»، وهو أول مهمة لوكالة الفضاء الهندية (Isro) تستهدف محاكاة ظروف الفضاء لإعداد الروّاد للمهام الفضائية الحقيقية. وتم اختبار الهيكل مؤخراً في جبال الهيمالايا المرتفعة في منطقة لاداخ النائية بالهند، وذلك على رائد فضاء أمضى فيه ثلاثة أسابيع.

وتمّ بناء «Hab-1» باستخدام مادة تفلون عالية الجودة ومعزولة برغوة صناعية، ويحتوي على سرير ومكتب، ومساحة تخزين لحفظ الإمدادات، وحقيبة للطوارئ ومطبخ صغير لتسخين الوجبات، ومرحاض.

صورة نشرتها شركة «آكا» لمحتويات الهيكل من الداخل
صورة نشرتها شركة «آكا» لمحتويات الهيكل من الداخل

وقالت المهندسة المعمارية الفضائية، آشتا كاتشا غالا، من شركة «آكا» التي أسهمت في تطوير الهيكل والتي تتخذ من ولاية غوجارات مقراً لها، إن هذه المحاكاة تساعد في تحديد ومعالجة المشكلات التي قد يواجهها رواد الفضاء والمعدات قبل الرحلات الفضائية.

وأضافت: «صُمّم (Hab-1) مع الأخذ في الاعتبار أن الظروف الموجودة في الفضاء محدودة للغاية. فعلى سبيل المثال فإن كمية المياه هناك ستكون قليلة جداً، لذا فقد صمّمنا مرحاضاً جافاً. كما وضعنا نظاماً للتخلص السليم من النفايات، وتأكدنا من أن المسكن سيكون خالياً من الروائح الكريهة».

ويقول عميد الدراسات البحثية في جامعة لاداخ التي تعاونت في المشروع، البروفسور سوبرات شارما: «لقد تمّ اختيار لاداخ للتجربة؛ لأن مناظرها الطبيعية الصخرية القاحلة وتربتها تشبه من منظور جغرافي المواد والصخور الموجودة على المريخ وبعض أجزاء من تضاريس القمر؛ مما يجعلها مثالية لأبحاث الفضاء».

يأتي ذلك في وقت تستعد فيه الهند لإرسال أول رواد هنود إلى الفضاء في مهمة أطلق عليها اسم «غاغانيان».

وتخطّط مهمة «غاغانيان»، التابعة لوكالة «Isro»، لوضع ثلاثة رواد فضاء في مدار أرضي منخفض على ارتفاع 400 كيلومتر لمدة ثلاثة أيام. إذا سارت الأمور وفقاً للخطة، فستنطلق المهمة في وقت ما من العام المقبل. وتخطط الهند أيضاً لإنشاء أول محطة فضائية لها بحلول عام 2035 وإرسال رجل إلى القمر بحلول عام 2040.


مقالات ذات صلة

غبار المريخ «خطر» على رواد الفضاء

يوميات الشرق سمٌّ في غباره (إ.ب.أ)

غبار المريخ «خطر» على رواد الفضاء

من بعيد، يبدو المريخ ساحراً، لكنّ إرسال رواد فضاء لاستكشافه ربما يكون أصعب مما اعتُقد سابقاً، وذلك لاحتوائه على غبار سامّ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا كوكب المريخ (رويترز)

مبعوث بوتين للتعاون الدولي يتوقع إجراء بلاده محادثات مع ماسك بشأن رحلات إلى المريخ

أعلن كيريل دميترييف أن روسيا ترى آفاقاً واعدة للتعاون مع الولايات المتحدة، بما في ذلك في قطاع الفضاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ منصة إطلاق «ستارشيب» قيد البناء في مركز كيندي الفضائي في فلوريدا (إ.ب.أ)

ماسك يعلن أنّ الصاروخ «ستارشيب» سينطلق إلى المريخ في نهاية 2026

أعلن مؤسس «سبايس إكس» إيلون ماسك، اليوم (السبت)، أن الصاروخ «ستارشيب» الضخم الذي تصنّعه الشركة سيُطلَق باتجاه المريخ في نهاية عام 2026.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رسم تخيلي لمستعمرة على كوكب المريخ

هل يخضع رواد الفضاء إلى تعديلات جينية بهدف استعمار المريخ؟

يبدو هذا السؤال افتراضياً، إذ ليس بمقدورنا أن نعرف ماهية الخصائص المثلى للحياة على المريخ، لذا فإن الجواب عليه: لا.

بات فرينش ومايك فولوز وسيمون ديلز (لندن)
علوم يتميز كوكب المريخ بلونه الأحمر (رويترز)

دراسة تكشف السبب وراء اللون الأحمر للمريخ

يتميز كوكب المريخ بلونه الأحمر المميز، حيث يطلق عليه اسم الكوكب الأحمر. والآن يقول بعض العلماء إنهم اكتشفوا المصدر المحتمل لهذا اللون المميز.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مبدعات فلسطينيات يحافظن على فنٍّ مهدد بالزوال

مبدعات فلسطينيات يحافظن على فنٍّ مهدد بالزوال
TT
20

مبدعات فلسطينيات يحافظن على فنٍّ مهدد بالزوال

مبدعات فلسطينيات يحافظن على فنٍّ مهدد بالزوال

إحدى ذكريات عبير بركات المبكرة كانت عن شغف والدها بالتطريز، وهو تطريز فلسطيني تقليدي يتضمن أنماطاً وزخارف يدوية على الملابس والأوشحة وأغطية الأسِرّة والوسائد. كان والدها يجمع الأثواب - فساتين فضفاضة مطرزة ترتديها النساء الفلسطينيات - ليجمع، في النهاية، مجموعةً واسعةً من قِطع التطريز التقليدية الفريدة التي صنعتها نساء فلسطين منذ عقود، كما كتبت خافيريا خالد(*).

فساتين فلسطينية - تُحف قديمة

تقول عبير بركات: «ما زلت أذكر كم كان شغوفاً به، وكيف كان يروي لنا قصصاً مختلفة عنه. كان يقتني هذه الفساتين الفلسطينية القديمة [بعضها] قِطعٌ متحفية، بصراحة؛ لأنها لم تعد موجودة».

وبعد ما يقرب من 15 عاماً من العمل في أدوار تسويقية مختلفة، قررت عبير بركات الجمع بين خبرتها وشغفها بالتطريز وبدء الحفاظ على قِطع التطريز التاريخية. وتقول: «كان تاريخاً وتراثاً غنياً للغاية لدرجة أنه كان لا بد من إعادة توظيفهما»، مضيفةً أن «عدداً من القرى التي ينحدر منها التطريز لم تعد موجودة».

«جيل» لتراث غني

لهذا السبب أسست «جيل (Jeel»، والتي ترمز إلى الجيل باللغة العربية - وهو اسم اختارته لأنه يعكس هدفها في الحفاظ على تراث غني ونقْله إلى الأجيال المقبلة. ومنذ إطلاق العلامة التجارية عام 2014، نَمَت لتصبح مشروعاً مُربحاً يبيع مجموعة من التطريزات النابضة بالحياة، حيث جمعت أكثر من 18000 متابع على «إنستغرام».

ومع تحذير وكالة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» من أن التطريز معرَّض لخطر الاندثار من الذاكرة الجماعية، تركز علامات تجارية مثل «جيل» وغيرها على الحفاظ على التراث الفلسطيني.

التطريز ونسيج الهوية الفلسطينية

تاريخياً، شكَّل التطريز أيضاً الهوية الثقافية للفلسطينيين، إذ ينسج التطريز أصول وتاريخ الفلسطينيين في أنماطه وألوانه المتنوعة. تقول بركات: «كانوا يعرفون حتى الوضع الاجتماعي للشخص، بناءً على ما يرتديه. فأغطية الرأس في الأزياء الفلسطينية تعكس ما إذا كان هذا الشخص غنياً أم لا».

وكما أسهم التطريز في بناء هوية قوية للشعب الفلسطيني قبل عقود، أسست بركات «جيل»، على أمل أن تُحدث هذه الحرفة التغيير نفسه بالنسبة لها.

امرأة فلسطينية مهددة الهوية

وعلى الرغم من نشأتها في القدس بصفتها فلسطينية مسلمة، تقول إنها كثيراً ما كانت تكافح لفهم هويتها، حيث كانت تشعر بأنها مهددة باستمرار. تقول بركات: «سيخبرك كل فلسطيني أن هناك دائماً جزءاً منا يشعر بالحاجة إلى الحفاظ على [تراثنا] لأننا نشعر بالخطر في كل مرحلة من مراحل حياتنا. نشعر دائماً بالخطر لنؤكد وجودنا؛ لأنه في كل مرحلة من مراحل وجودنا، نواجه تحدياً بشأن كوننا فلسطينيين».

تصاميم سوزي التميمي

هذه الحاجة المُلحة للحفاظ على الهوية الفلسطينية حفَّزت سوزي عدنان التميمي، مصمِّمة فلسطينية مقيمة في نيويورك، على بدء تنفيذ تصاميم تطريز خاصة بها عام 2014.

وبعد عامين من بدء المشروع، حظيت التميمي بفرصة فريدة تصفها بأنها «نقطة انطلاقها»؛ ففي عام 2016، دعتها الأمم المتحدة لتصميم نسخة معاصرة من الزي الفلسطيني التقليدي لمعرض يهدف إلى الحفاظ على الهوية الفلسطينية. وقد صممت ثوباً عصرياً من قصاصات التطريز التي اشترتها من حنان منير، وهي شخصية مشهورة تُقيِّم القِطع الفنية، وجامعة للتطريز. عُرض الثوب في مقر الأمم المتحدة لمدة شهر.

وأدت تجربتها في الأمم المتحدة إلى تعميق شغفها بإعادة ابتكار التطريز، واستكشاف طرق لتحديث هذه الحرفة، وإيصال التطريز الفلسطيني إلى جمهور عالمي أوسع.

واليوم، تضم علامة تميمي التجارية للتطريز أكثر من 29000 متابع على «إنستغرام».

في مخيمات اللاجئين بجنين

تعمل التميمي مع نساء فلسطينيات في مخيمات اللاجئين بمدينة جنين في الضفة الغربية لإعادة توظيف التطريز، ودمجه مع التصاميم العصرية. وقد مكّنها أسلوبها العصري في التطريز من جذب فئة عمرية أصغر سناً. وتقول التميمي: «بدأتُ أبتكر أفكاراً مبتكرة وجديدة وعصرية، مثل الأحذية الرياضية المطرزة، أو أحزمة الغيتار، أو البدلات الرياضية، أو القبعات ذات الحواف العريضة، إنها تُشبه، إلى حد ما، أجواء الملابس الرياضية العصرية».

تنامي الوعي في خضم الأزمة

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، شهدت كل من بركات والتميمي نمواً في عدد متابعيهما، ما أدى إلى مشاعر متضاربة حول تنامي شهرة التطريز نتيجة استمرار قتل الفلسطينيين.

تقول: «إنه وضع محيِّر نوعاً ما، حيث تشعر بأن هذا رائج حالياً، لكنه ليس كذلك في الواقع».

تركز التميمي بشدة على الحفاظ على غرز التطريز، من خلال الابتكار، وتخطط لإبراز جمال وتاريخ فلسطين بشكل أكبر، من خلال هذا الشكل الفني.

مجموعة «مقاتل من أجل الحرية»

تُعدّ مجموعتها «مقاتل من أجل الحرية» تكريماً للصمود وتعبيراً قوياً عن صمود الفلسطينيين. تشمل الإضافات الأحدث إلى متجرها - إلى جانب التطريز المُخصص الذي تقدمه - سترات وقمصاناً وبلوزات بقلنسوة تحمل لوحة صدر من خمسينات القرن الماضي من ثوب تطريز. وعلى ظهر المنتجات كُتب «هذه الغرزات تتحدث عن الوجود».

عندما ألتقط قطعة تطريز قديمة من فلسطين، أحياناً أبكي لأنني أشعر بالطاقة الكامنة في كل قطعة، كما تقول التميمي. «أريدها أن تبقى حية، ولهذا السبب أبث فيها الحياة».

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».