دعوى على «الذكاء الاصطناعي» تكشف مخاطر جديدة

الألعاب الإلكترونية تشكل جزءاً كبيراً من حياة كثير من المراهقين (جامعة فلندرز)
الألعاب الإلكترونية تشكل جزءاً كبيراً من حياة كثير من المراهقين (جامعة فلندرز)
TT

دعوى على «الذكاء الاصطناعي» تكشف مخاطر جديدة

الألعاب الإلكترونية تشكل جزءاً كبيراً من حياة كثير من المراهقين (جامعة فلندرز)
الألعاب الإلكترونية تشكل جزءاً كبيراً من حياة كثير من المراهقين (جامعة فلندرز)

في واقعة مثيرة للجدل، تقدمت والدة شاب يبلغ من العمر 17 عاماً بدعوى قضائية ضد تطبيق «Character.ai»، متهمة الشركة بتعريض ابنها لتأثيرات مدمرة تسببت في تغييرات خطيرة في سلوكه، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

القضية التي تسلِّط الضوء على مخاطر الذكاء الاصطناعي، تثير تساؤلات عن دور هذه التكنولوجيا في حياة الشباب، وتأثيرها على سلامتهم النفسية.

ووفقاً للدعوى، كان الشاب الملقب بـ«جي. إف» مراهقاً هادئاً ومحباً لعائلته، قبل أن يتحول جذرياً بعد استخدام التطبيق. وبدأت القصة عندما اكتشفت والدته لقطات شاشة لمحادثات بين ابنها وعدة روبوتات دردشة عبر التطبيق، تضمنت نصائح مشجعة على إيذاء النفس وتجاوز قواعد الوالدين؛ بل وصل الأمر إلى اقتراحات عنيفة كالقتل.

وقالت والدته: «لم أصدق أن هذه الرسائل جاءت من روبوت. وعندما أدركت الحقيقة كان الوضع أسوأ... هذه التكنولوجيا دمرت أسرتنا».

الدعوى القضائية التي أقيمت بالتعاون مع محامٍ مختص في قضايا أضرار وسائل التواصل الاجتماعي، تطالب بإيقاف التطبيق حتى يتم تحسين معايير السلامة للأطفال.

وتشير الدعوى إلى أن الشركة قدّمت زيادة التفاعل على سلامة المستخدمين، مما أدى إلى تقديم روبوتات دردشة مستفزة تعكس بيانات إنترنت غير مقيَّمة.

الحادثة تأتي في ظل موجة من القضايا القانونية التي تواجه شركات التكنولوجيا الكبرى، بسبب تأثيراتها السلبية على الشباب.

ووفقاً لبيانات حديثة، يمضي المستخدم العادي لتطبيق «Character.ai» وقتاً أطول عليه مقارنة بتطبيقات شهيرة مثل «تيك توك»، مما يعكس خطورة الانجذاب لهذه المنصات.

وفيما تعمل الشركة على تطوير نموذج جديد يُقال إنه أكثر أماناً للمراهقين، تواجه دعوات متزايدة من جهات قانونية وعائلات لتشديد الرقابة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تُصمَّم للتفاعل مع القُصَّر.

يُذكر أن هذه ليست القضية الأولى التي تثير الجدل حول «Character.ai» ففي أكتوبر (تشرين الأول)، أقيمت دعوى أخرى بعد انتحار فتى يبلغ من العمر 14 عاماً، عقب محادثات مطولة مع روبوت دردشة عبر التطبيق.

وبينما تواصل الجهات القانونية والتنظيمية درس التأثيرات المجتمعية لهذه التكنولوجيا، يبقى السؤال: كيف يمكن موازنة الابتكار التكنولوجي مع ضمان سلامة المستخدمين؟


مقالات ذات صلة

تعمل بالذكاء الاصطناعي... أداة تميّز الأشخاص المصابين بأمراض القلب

صحتك الرجفان الأذيني حالة قلبية تسبب معدل ضربات قلب غير منتظم وسريع في كثير من الأحيان (رويترز)

تعمل بالذكاء الاصطناعي... أداة تميّز الأشخاص المصابين بأمراض القلب

تستطيع أداة جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي في بريطانيا تمييز الأشخاص المصابين بأمراض القلب حتى قبل ظهور الأعراض عليهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الذكاء الاصطناعي... من مكافحة «الهلوسة» إلى تصميم «الوكلاء»

الذكاء الاصطناعي... من مكافحة «الهلوسة» إلى تصميم «الوكلاء»

رُبع الشركات ستتبنى وكلاء الذكاء الاصطناعي العام المقبل

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية سمح بإنتاج تقييمات مزيفة للمنتجات والصفحات الموجودة على الإنترنت (رويترز)

كيف تكتشف التقييمات المزيفة للمنتجات على الإنترنت؟

تقول جماعات مراقبة وباحثون إن ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية سمح بإنتاج تقييمات مزيفة للمنتجات والصفحات الموجودة على الإنترنت ومنصات التواصل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم تصميمات لأشكال انتشار البروتين المولدة بالذكاء الاصطناعي

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي المهلوس على تحقيق اختراقات علمية كبيرة؟

الانفجارات الإبداعية متجذرة في الحقائق الصارمة للطبيعة والعلم وليس في ضبابية الإنترنت المعروفة بتحيزاتها وأكاذيبها.

ويليام جيه برود (نيويورك)
تكنولوجيا بدائل متنوعة لـ«تشات جي بي تي»

بدائل متنوعة لـ«تشات جي بي تي»

روبوتات دردشة أخرى لها مواطن قوة ونقاط ضعف قد تلبي احتياجاتك بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: العازبون أقل رضا عن الحياة من المتزوّجين

المتزوّجون أكثر رضا عن الحياة مقارنة بالعازبين (جمعية علم النفس الأميركية)
المتزوّجون أكثر رضا عن الحياة مقارنة بالعازبين (جمعية علم النفس الأميركية)
TT

دراسة: العازبون أقل رضا عن الحياة من المتزوّجين

المتزوّجون أكثر رضا عن الحياة مقارنة بالعازبين (جمعية علم النفس الأميركية)
المتزوّجون أكثر رضا عن الحياة مقارنة بالعازبين (جمعية علم النفس الأميركية)

أظهرت دراسة ألمانية أنّ الأشخاص الذين عاشوا حياة العزوبية طوال حياتهم يختلفون عن المتزوّجين أو المرتبطين في سمات شخصيتهم ودرجة رضاهم عن الحياة.

وأوضح الباحثون من جامعة «بريمن» أنّ العازبين الذين لم يدخلوا في علاقات طويلة الأمد طوال حياتهم يسجّلون درجات أقلّ في مقاييس الرضا عن الحياة مقارنة بالأشخاص المتزوّجين، وفقاً للدراسة المنشورة، الخميس، في دورية «Psychological Science».

ومقاييس الرضا عن الحياة هي أدوات تُستخدم لتقويم شعور الأفراد بالرضا عن حياتهم بشكل عام، مع التركيز على جوانب متعدّدة مثل الصحّة الجسدية والنفسية، والعلاقات الاجتماعية، والإنجازات المهنية، والوضع المالي. وتعتمد غالباً على استبيانات تُقوِّم شعور الفرد بالسعادة والإيجابية والإشباع العام في حياته، وهي أداة أساسية لفهم جودة الحياة، إذ تُستخدم في الدراسات النفسية والاجتماعية لربط الرضا عن الحياة بعوامل مثل الشخصية، والحالة الاجتماعية، والصحة العامة، مما يساعد في تصميم استراتيجيات لتحسين رفاهية الأفراد والمجتمعات.

ورغم أنّ الزواج يُنظر إليه تقليدياً بوصفه قاعدة اجتماعية، فإنّ عدداً متزايداً من الأشخاص يختارون البقاء عازبين طوال العمر. ومع ذلك، قد يحمل البقاء من دون شريك عواقب اقتصادية وصحّية، خصوصاً مع التقدُّم في السنّ، إذ يصبح الأفراد أكثر اعتماداً على الآخرين، وفق الباحثين.

وشملت الدراسة أكثر من 77 ألف شخص في أوروبا فوق سنّ الخمسين؛ وكانت الأولى من نوعها التي تدرس الذين ظلوا عازبين طوال حياتهم مقارنة بالمتزوّجين.

وأظهرت النتائج أنّ العازبين الذين لم يدخلوا في علاقات طويلة الأمد يحقّقون درجات أقل في الرضا عن الحياة مقارنةً بالأشخاص المرتبطين. كما أظهرت الدراسة أنّ العازبين أقل انفتاحاً على التجارب وأقل انبساطاً مقارنةً بالمرتبطين.

وتابعت أنّ النساء العازبات حققن درجات أعلى من الرضا عن الحياة مقارنةً بالرجال العازبين، وأنّ الأشخاص الأكبر سناً كانوا أكثر قبولاً لحالة العزوبية من الأشخاص في منتصف العمر.

كما ظهرت اختلافات ثقافية طفيفة، إذ كان العازبون في الدول ذات معدلات الزواج المرتفعة (مثل دول البحر الأبيض المتوسط) أكثر قلقاً بشأن حالتهم العاطفية.

وخلُص الباحثون إلى أنّ العازبين، خصوصاً كبار السنّ، قد يواجهون تحدّيات أكبر تتعلّق بالرضا عن الحياة.

وأشاروا إلى أنهم عادة ما يعانون مشكلات صحية ومالية أكبر، ما يجعلهم بحاجة إلى مزيد من الدعم الذي يأتي عادةً من الشريك.

وشدَّد الفريق البحثي على أهمية تطوير برامج جديدة لمكافحة الوحدة تأخذ في الحسبان السمات الشخصية للعازبين، خصوصاً الأكبر سنّاً، وتساعدهم على تكوين علاقات اجتماعية تدعم رفاهيتهم.