السعودية ومصر تسجلان «السمسمية» في قائمة اليونيسكو للتراث غير المادي

الآلة الموسيقية أحد أبرز عناصر الفنون التقليدية

أجيال متعاقبة تحافظ عليها (الشرق الأوسط)
أجيال متعاقبة تحافظ عليها (الشرق الأوسط)
TT

السعودية ومصر تسجلان «السمسمية» في قائمة اليونيسكو للتراث غير المادي

أجيال متعاقبة تحافظ عليها (الشرق الأوسط)
أجيال متعاقبة تحافظ عليها (الشرق الأوسط)

نجحت مصر والمملكة العربية السعودية في تسجيل عنصر «آلة السمسمية: العزف عليها وتصنيعها» في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونيسكو، في ملف مشترك خلال اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي المنعقد في باراغواي.

وأعلن وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، نجاح السعودية في تسجيل (صناعة وعزف آلة السمسمية) في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، وذلك من خلال ملف ترشيح قادته مصر، وبمشاركة بارزة من المملكة؛ ممثلةً في هيئة التراث، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، والوفد الدائم للمملكة لدى اليونيسكو.

الرقص على نغمات السمسمية في مصر (الشرق الأوسط)

وتجدر الإشارة إلى أن «آلة السمسمية» من أبرز عناصر الفنون التقليدية التي تُستخدم في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات بالمناطق الساحلية، مثل: الأعراس، والمهرجانات المحلية، وتُعزف «آلة السمسمية» خلال المناسبات الجماعية، حيث يتجمع الناس للتغني بالألحان التقليدية على أنغام السمسمية التي تروي قصصاً من التراث البحري، والحياة الاجتماعية لتلك المناطق، مما يعكس روح الفرح والتلاحم المجتمعي بها.

من جهته، قال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري إنه «بتسجيل السمسمية، يصل عدد العناصر التراثية المصرية المسجلة إلى 10 عناصر، مما يعكس غنى التراث المصري وأهميته على الساحة العالمية».

وأضاف: «تعد آلة السمسمية رمزاً ثقافياً حياً يعبر عن الهوية المصرية، حيث صاحبت المصريين في أفراحهم ونضالهم، خصوصاً في منطقة قناة السويس، وحملت معاني الكفاح والبهجة، وقد أصبحت مصدر إلهام لجيل جديد من الأطفال الذين يتعلمون فنونها على أيدي الفنانين المهرة، مما يضمن استمرار هذا التراث عبر الأجيال».

فرقة (صحبة سمسمية) المصرية (الشرق الأوسط)

وقالت الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزير الثقافة للتراث الثقافي غير المادي ورئيسة الوفد المصري المشارك في اجتماعات لجنة اليونيسكو في باراغواي لـ«الشرق الأوسط»: «فرحة مصر اليوم كبيرة لتسجيل هذا العنصر الثقافي المهم، الذي صاحب المصريين في كفاحهم وأفراحهم، وقد تم بذل جهود كبيرة لتحقيق ذلك الإنجاز الجديد، حيث عملت وزارة الثقافة المصرية بكل قطاعاتها في هذا الملف، وشمل ذلك الجمع الميداني وجمع الوثائق التي تثبت أن آلة السمسمية عنصر ممارس وحي، وأن الدولة تصونه وترعاه وأن المجتمعات تريد توثيقه».

عازف السمسمية أحمد العشري (الشرق الأوسط)

وأشارت إلى أنه تمت الاستعانة بالخبرة العلمية للدكتور محمد شبانة أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون فضلاً عن شهادات حية من عازفي وصناع آلة السمسمية الذين لعبوا دوراً كبيراً في نجاح التوثيق.

وقال خبير الآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة لـ«الشرق الأوسط»: «إن السمسمية عنصر أصيل وثيق الارتباط بالمناسبات الاجتماعية والاحتفالات في المناطق الساحلية السعودية، ومن ذلك حفلات الزفاف والفعاليات المحلية، وهي كذلك جزء من اللقاءات الجماعية، التي تعكس روح الجماعة».

وأضاف أن «آلة السمسمية آلة وترية مصرية تشتهر بمحافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس، وأصل تسميتها هي آلة الكنارة المصرية القديمة، وكانت تشبه إلى حد كبير آلة الهارب، إلا أنها أصغر حجماً».

صور لآلة السمسمية التقليدية في بيوت السويس (الشرق الأوسط)

وأضاف: «مرت السمسمية بالعديد من التطورات حتى وصلت إلى شكلها الحالي، وعرفت بـ(آلة المقاومة الشعبية)؛ لارتباطها بالغناء الوطني في الحروب والمقاومة المصرية، مثل العدوان الثلاثي وحرب الاستنزاف، حيث كان أهل مدن القناة يغنون على نغماتها أغاني تلهب حماس الناس وتدفعهم إلى مزيد من الصمود والمقاومة».

أحمد العشري مؤسس فرقة «صحبة سمسمية» في بورسعيد، هو أحد الفنانين المصريين الذين عملوا على بقائها والمحافظة على تراثها؛ وقام في أثناء إعداد الملف المصري بعمل مقاطع فيديو داعمة له، كما أسس حملة لدعوة عازفي الآلة وصانعيها إلى عمل مقاطع مماثلة تروي تاريخ وتطور الآلة في مصر.

ويصف تسجيل الآلة على قائمة اليونيسكو بأنه «إنجاز عظيم تستحقه السمسمية»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «بهذه الخطوة ستوضع في مكانها الطبيعي، ويتم الاعتراف بها دولياً، وستفتح أمامها الأبواب لتوجد أكثر في المحافل الدولية؛ فالسمسمية لم تنل حتى الآن المكانة التي تستحقها في المشهد الموسيقي العالمي، رغم أصالتها وتاريخها الطويل المشرف، وآن الأوان لتحقق ذلك وتنتشر على الصعيد الدولي».

صور نادرة لآلة الكنارة والسمسمية المصرية (الشرق الأوسط)

ويتابع: «وعلى الرغم من قِدم السمسمية فإنها آلة قابلة للتطور لتواكب العصر، ولذلك بعدما كانت تقتصر على 5 أوتار فقط، أصبحت راهناً تضم 33 وتراً ما يجعلها أكثر ثراءً وقدرة على عزف كل المقامات الموسيقية، وهو ما جسد دعماً للملف المصري».

أجيال متعاقبة تحافظ عليها (الشرق الأوسط)

ولا تزال آلة السمسمية يتم تزين البيوت والمتاجر المصرية بها في مدن القناة من فرط الاعتزاز بها، وفق الريس صلاح الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «تعد السويس متحفاً مفتوحاً لآلة السمسمية، وتشهد المدينة وبيوتها تصنيعها يدوياً إلى الآن؛ ولذلك فقد شمل الملف الذي قدم لليونيسكو جانب التصنيع أيضاً كعنصر لا يزال حياً شاهداً على سنوات طويلة من الفن والمقاومة والحكايات الشعبية».


مقالات ذات صلة

بـ11.3 مليون دولار... كمان استثنائي يصبح ثالث أغلى آلة موسيقية تباع في مزاد (صور)

يوميات الشرق كمان نادر من طراز ستراديفاريوس بيع بمزاد علني (إ.ب.أ)

بـ11.3 مليون دولار... كمان استثنائي يصبح ثالث أغلى آلة موسيقية تباع في مزاد (صور)

بيع كمان نادر من طراز ستراديفاريوس، صنعه أنطونيو ستراديفاري عام 1714 خلال «عصره الذهبي»، بسعر 11.3 مليون دولار خلال مزاد علني أقيم الجمعة في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الوتر السادس من كليبها الغنائي {مكمّلة بالنيّة} (هناء الادريسي)

هناء الإدريسي لـ«الشرق الأوسط»: الأغنية تحكي قصتي وما مررت به في مشواري

لم يخفت وهج الفنانة هناء الإدريسي منذ تخرّجها في برنامج «ستار أكاديمي» حتى اليوم. بقيت محط أنظار متابعيها في العالم العربي.

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس شاهيناز لا تنشغل بجدل الألقاب التي تظهر على الساحة ({الشرق الأوسط})

شاهيناز لـ«الشرق الأوسط»: معايير النجاح تغيرت بفعل التكنولوجيا

أبدت المطربة المصرية شاهيناز سعادتها بردود الفعل حول أغنيتها الجديدة «الجواز» التي طرحتها الشهر الماضي عبر المنصات الإلكترونية وصورتها بطريقة «الفيديو كليب»

أحمد عدلي (القاهرة)
الوتر السادس محمد ثروت في حفل فرقة التراث بالأوبرا المصرية ({الشرق الأوسط})

محمد ثروت لـ«الشرق الأوسط»: لا أقلد رموز الطرب المصري

قال المطرب المصري محمد ثروت إنه سيطرح أغنية جديدة في عيد الفطر المقبل، تُعد آخر لحن قدمه له الراحل محمد رحيم، وهي بعنوان «أنا آخر مرة زمان»

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق بيونسيه تحتضن ابنتها بلو آيفي كارتر بعد فوزها بـ«غرامي» أفضل ألبوم (رويترز)

«غرامي 2025»... بيونسيه تفوز أخيراً وشاكيرا تتضامن مع المهاجرين

احتفالية الـ«غرامي»... أبرز الفائزين وأقوى الخطابات وأكثر اللحظات تأثيراً.

كريستين حبيب (بيروت)

7 عبارات تؤذي أطفالنا «أكثر مما نتخيل»

مراعاة كلماتنا مع الأطفال يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة العاطفية لهم (رويترز)
مراعاة كلماتنا مع الأطفال يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة العاطفية لهم (رويترز)
TT

7 عبارات تؤذي أطفالنا «أكثر مما نتخيل»

مراعاة كلماتنا مع الأطفال يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة العاطفية لهم (رويترز)
مراعاة كلماتنا مع الأطفال يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة العاطفية لهم (رويترز)

يمكن أن تفلت من الآباء في اللحظات العصيبة كلمات قد يندمون عليها لاحقاً، لأنها ستؤثر على احترام الطفل لذاته وصحته وسلامته العاطفية؛ فما أبرز هذه الكلمات؟

تُعدّ الأبوة والأمومة بمثابة رحلة مليئة بالفرح والتحديات. وفي اللحظات العصيبة، يمكن أن تفلت من الآباء كلمات قد يندمون عليها لاحقاً. وفي حين أن هذه العبارات قد تبدو مُبررة أو غير ضارة في وقتها، فإنها يمكن أن تؤثر على احترام الطفل لذاته وصحته وسلامته العاطفية، وفقاً لما نشره موقع «سيكولوجي توداي» المعنيّ بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية.

وهذه 7 عبارات شائعة غالباً ما يندم الآباء على قولها:

إجراء مقارنة بين الأشقاء

قد يقول أحد الوالدين في لحظة سخط: «لماذا لا يمكنك أن تتصرف مثل أخيك؟»، ومثل هذه المقارنات يمكن أن تعزز الاستياء والمنافسة غير الصحية بين الأشقاء، مما يؤدي إلى مشاعر عدم التقدير والتوتر في العلاقات.

استخدام العبارات المُطلقة

فعلى سبيل المثال، قد يُعبِّر أحد الوالدين عن إحباطه بالقول: «أنت تنسى دائماً ما أقوله لك». ويمكن أن تجعل العبارات المُطلقة الطفل يشعر بأنه غير قادر على التغيير، مما قد يؤثر على ثقته بنفسه.

التعبير عن خيبة الأمل دون دعم

في لحظة ما قد يعبر الآباء عن خيبة أملهم بالقول: «اعتقدنا أنك ستفعل ما هو أفضل».

وفي حين أن وجود توقعات أمر طبيعي، فإن التعبير عن خيبة الأمل دون تقديم الدعم يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الشعور بعدم الكفاءة والقلق لدى الأطفال.

نبذ عواطف الطفل

حال قول أحد الوالدين للطفل: «أنت تبالغ في رد فعلك. لقد كانت مجرد مزحة»، مثلاً، فإن إبطال مشاعر الطفل يمكن أن يعيق قدرته على التعبير عن نفسه، ويؤدي إلى كبت مشاعره، ويؤثر على ذكائه العاطفي.

تصنيف الطفل بشكل سلبي

على سبيل المثال، قد يقول أحد الوالدين في لحظة إحباط: «إنت كسول». ويمكن أن يؤدي التصنيف السلبي إلى الإضرار بالصورة الذاتية للطفل ودوافعه، مما يجعل من الصعب تطوير شعوره بالمسؤولية.

مقارنتهم بالأطفال الآخرين

إذا قال أحد الوالدين: «انظر إلى مدى جودة أداء صديقك؛ لماذا لا تستطيع أن تفعل الشيء نفسه؟»، فإن مثل هذه المقارنات يمكن أن تضر باحترام الطفل لذاته، وتخلق منافسة غير صحية، مما يفاقم مشاعر عدم الكفاءة والاستياء.

التلفظ بالعبارات الجارحة أثناء الغضب

على سبيل المثال، قد يقول أحد الوالدين في حالة الغضب: «أتمنى لو أنك لم تكن هنا الآن». وهذه التصريحات الجارحة التي يتم الإدلاء بها أثناء الغضب يمكن أن تترك ندوباً عاطفية عميقة، مما يجعل الأطفال يعانون من مشاعر الرفض وتدني القيمة الذاتية.

وفي النهاية، فإن الأبوة والأمومة رحلة مليئة بالتحديات، ومن الطبيعي أن تمر بلحظات من الإحباط. ومع ذلك، فإن مراعاة كلماتنا يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة العاطفية لأطفالنا. وبدلاً من التلفُّظ بكلمات قد تجرحهم يمكننا أن نسعى جاهدين لتقديم التوجيه والصبر والتفهُّم، مما يساعد أطفالنا على النمو ليصبحوا أفراداً واثقين من أنفسهم ومرنين ويشعرون بالحب العميق.