لماذا نحتاج إلى التوقف عن شراء الملابس؟

يتم إنتاج نحو 100 مليار قطعة كل عام

عارضة أزياء تعرض إبداعات المصممة الإسبانية أجاثا رويز دي لا برادا خلال  أسبوع كيتو للموضة (إ.ب.أ)
عارضة أزياء تعرض إبداعات المصممة الإسبانية أجاثا رويز دي لا برادا خلال أسبوع كيتو للموضة (إ.ب.أ)
TT

لماذا نحتاج إلى التوقف عن شراء الملابس؟

عارضة أزياء تعرض إبداعات المصممة الإسبانية أجاثا رويز دي لا برادا خلال  أسبوع كيتو للموضة (إ.ب.أ)
عارضة أزياء تعرض إبداعات المصممة الإسبانية أجاثا رويز دي لا برادا خلال أسبوع كيتو للموضة (إ.ب.أ)

في الشهر الماضي، تصدرت مقدمة برنامج «بلو بيتر» السابقة وكاتبة قصص الأطفال البريطانية، كوني هوك، عناوين الأخبار عندما كشفت أنها لم تشتر أي ملابس منذ 20 عاماً.

وقالت هوك، أثناء الترويج لكتاب جديد عن العمل المناخي للأطفال: «كلما تقدمت في العمر، شعرت براحة أكبر في بشرتي، لقد أصبحت أكثر سعادة عندما اخترت الخروج من هذه الدائرة»، حسب موقع (الإندبندنت) البريطانية.

وكان السبب في جذب هذا الاهتمام لذلك التصرف هو أنه بالنسبة لمعظم الناس، فإن فكرة الامتناع عن شراء الملابس تعد شيئاً غير مألوف على الإطلاق، إذ إنه في ثقافتنا الحالية التي تتسم بالإفراط الكبير في الاستهلاك، لا يتم النظر إلى التوقف عن شراء الملابس باعتباره مجرد اختيار لأسلوب حياة، بل هو فعل تمرد جريء ومناهض للثقافة السائدة. وفيما يتعلق بالأزياء السريعة، وقد وصلنا الآن إلى النقطة التي باتت فيها جميع الأزياء تقريباً سريعة، بفضل التحول من مجموعات الأزياء الموسمية إلى الإصدارات المستمرة من العناصر الجديدة، فالأرقام كافية لجعل رأسك يدور، إذ إنه بحسب التقديرات، تنتج شركة «إتش أند إم» 25 ألف موديل جديد سنوياً، وتنتج شركة «زارا» 36 ألفاً، فيما تنتج شركة «شي إن» الرائدة في الصناعة 1.3 مليون، كما أنه وفقاً لأحد التقديرات، فإن الأخيرة تضيف بين 2000 و10 آلاف موديل جديد إلى موقعها الإلكتروني يومياً (للتوضيح، هذا هو عدد التصاميم فقط، وليس إجمالي العناصر).

ولذلك فإن حجم الملابس المُنتَجة الآن بات مذهلاً، فعلى مستوى العالم، يتم إنتاج نحو 100 مليار قطعة ملابس كل عام، ولنضع هذا في سياقه الصحيح، فإن عدد سكان كوكب الأرض لا يتجاوز 8 مليارات نسمة.

ويقول توم كريسب، وهو مدير برنامج الماجستير الخاص بالموضة المستدامة بجامعة فالموث، إن صناعة الأزياء، وما يرتبط بها من عادات شرائية وعلاقتنا بالملابس، شهدت تحولات سريعة في السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية.

وقد أدى هذا النمو المستمر إلى تزايد حاجة لا تشبع إلى كل ما هو «جديد»، فقد ظهرت اتجاهات قصيرة الأمد لا تدوم سوى أيام معدودة فقط، وليس شهوراً، وأصبحت الملابس في الوقت نفسه رخيصة جداً لدرجة أن المستهلكين لم يعودوا يشترون قطعة واحدة ويتوقعون الاحتفاظ بها لعشر سنوات، بل يشترون خمس قطع للتخلص منها بعد ارتدائها مرتين أو ثلاثاً فقط.

وتشير تقديرات برامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أنه في الفترة ما بين عامي 2000 و2014، بدأ الناس في شراء الملابس بنسبة 60 في المائة أكثر من ذي قبل، بينما ارتدوها لمدة نصف المدة التي كانوا يرتدونها فيها وفق معدل الاستهلاك السابق.


مقالات ذات صلة

ميلانيا ترمب... قوة ناعمة أم قوة قادمة؟

لمسات الموضة ميلانيا مع دونالد ترمب في حفل التنصيب المسائي ظهرت فيه بفستان أنثوي كشف عن قوام عارضة أزياء سوبر (أ.ب)

ميلانيا ترمب... قوة ناعمة أم قوة قادمة؟

أشعلت قبعة ميلانيا مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد أن عاق حجمها دونالد ترمب من طبع قُبلة على وجنتها. هزمته القبعة، واكتفى بنصف قُبلة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة (عزة فهمي) play-circle 00:24

عزة فهمي... تحمل عشقها للغة الضاد والتاريخ العربي إلى الرياض

من تلميذة في خان الخليلي إلى «معلمة» صاغت عزة فهمي طموحها وتصاميمها بأشعار الحب والأحجار الكريمة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة صرعات الموضة (آيماكستري)

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

منذ ظهور تلك البدعة، تضاربت الآراء بين المُشتغلين بالتصميم بين مُعجب ومُستهجن. هل يكون الزيّ في خدمة مظهر المرأة أم يجعل منها مهرّجاً ومسخرة؟

«الشرق الأوسط» (باريس)
لمسات الموضة من عرض المصمم التركي الأصل إيرديم (تصوير: جايسون لويد إيفانس)

هل تنقذ محررة أزياء سابقة صناعة الموضة؟

في ظل التخبط، بين شح الإمكانات ومتطلبات الأسواق العالمية الجديدة وتغير سلوكيات تسوُّق جيل شاب من الزبائن، يأتي تعيين لورا مثيراً ومشوقاً.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أساور من مجموعة «إيسانسييلي بولاري» مزيَّن بتعويذات (أتولييه في إم)

«أتولييه في إم» تحتفل بسنواتها الـ25 بعنوان مستقل

«أتولييه في إم» Atelier VM واحدة من علامات المجوهرات التي تأسست من أجل تلبية جوانب شخصية ونفسية وفنية في الوقت ذاته.

جميلة حلفيشي (لندن)

مقهى في برلين للزبائن... والقطط

حبٌ بطَعْم خاص (غيتي)
حبٌ بطَعْم خاص (غيتي)
TT

مقهى في برلين للزبائن... والقطط

حبٌ بطَعْم خاص (غيتي)
حبٌ بطَعْم خاص (غيتي)

أسَّس ريتشارد غوتلوب وشريكه باتريك فراونهايم مقهى «النعناع البرّي» بوسط برلين، ليتيح مساحة يمكن للبشر فيها أن ينعموا بصحبة القطط، في جوّ من الألفة وهم يتناولون مشروباتهم المفضّلة.

وذكرت «وكالة الأنباء الألمانية» أنّ المقهى يستضيف «سناغلز»، و«سيمبا»، و«فيربي» والأميرة «غونكو»؛ وهي القطط التي أُنقذت من التشرُّد بعدما تخلّى عنها أصحابها، وأصبحت الآن تمضي أوقاتها في اللعب والاسترخاء والاستمتاع بعطف الزوّار.

وافتتح غوتلوب وفراونهايم مقهى «النعناع البرّي» قبل نحو عام، بعدما استلهما الفكرة من مقاهي القطط في هونغ كونغ وسنغافورة، حيث نشأ هذا الاتجاه فيهما منذ سنوات.

وفي مقهى برلين، لرفاهية القطط التي أصبحت من سكان المكان أولوية؛ فيكون لها منفذاً لملاذ خاص تلجأ إليه بعيداً عن صخب المقهى، كلما شعرت بالحاجة إلى هذا الهروب من الضجيج.

واختار الشريكان بعناية مجموعة القطط لإيوائها، على أساس أنّ شخصياتها تتوافق مع بيئة المقهى، مما يكفل أن تكون ذات طباع اجتماعية، ولا يمكن إخافتها بسهولة.

قطّة في المقهى (غيتي)

وقبل الافتتاح، خضع مالكا المقهى لفترة تدريب على طرق الرعاية المناسبة للقطط، كما فحص المكتب البيطري المحلّي المقهى للتأكُّد من أنّ مكان إقامة القطط مناسب لها.

ويُعرَّف الزوّار بالقواعد المُتّبعة في المكان التي تحظر حمل القطط أو مطاردتها أو إطعامها. وفي حال تجاهلها يُحذَّرون مرّة أو مرّتين، ثم يُطلب منهم بعد ذلك المغادرة.

ورغم هذه الإجراءات الاحتياطية، لا تزال جمعيات الرفق بالحيوان متوجّسة إزاء اتجاه إقامة مقاهٍ للقطط. وتحذّر المتحدّثة باسم الجمعية الألمانية لرعاية الحيوان، ناديه الوتد، من أنّ هذه المقاهي قد لا تراعي دائماً حاجات هذه الحيوانات الأليفة.

وإذ تتبنّى الطبيبة البيطرية ساندرا غيلتنر هذه المخاوف، تشير إلى أنّ علامات الإجهاد عند القطط يمكن أن تكون خفيّة، ورغم أنّ بعضها قد يتعايش ويكون في حالة جيّدة وسط بيئة حافلة بالحركة والنشاط، فإنّ البعض الآخر قد يشعر بأنّ هذه البيئة ساحقة بالنسبة إليه.

وتقول غيلتنر إنه في حين أنّ مقاهي القطط تستطيع تحقيق التوازن أحياناً، فإنّ ثمة انتقادات شديدة توجَّه إلى ممارسة تمارين اليوغا أمام صغار القطط التي تداعب الممارسين. وتوضح أنه «من منظور رعاية الحيوان، فإنّ هذه الممارسة تمثّل كارثة»، ذلك لأنها تتضمَّن غالباً فصل صغار القطط عن أمهاتها ووضعها في بيئات غير مألوفة. ورغم أنّ الصغار قد تستمتع بالاهتمام في البداية، لكنها سرعان ما تشعر بالإرهاق.