محامٍ إيطالي يشتري صورة تشرشل الشهيرة مقابل 4200 جنيه إسترليني

ليكتشف أنها أصلية وجزء من لغز سرقة فنية أدهشت الناس

صورة لتشرشل بالأبيض والأسود التُقطت عام 1941 (دار سوذبيز)
صورة لتشرشل بالأبيض والأسود التُقطت عام 1941 (دار سوذبيز)
TT

محامٍ إيطالي يشتري صورة تشرشل الشهيرة مقابل 4200 جنيه إسترليني

صورة لتشرشل بالأبيض والأسود التُقطت عام 1941 (دار سوذبيز)
صورة لتشرشل بالأبيض والأسود التُقطت عام 1941 (دار سوذبيز)

اشترى محامٍ صورة للسير وينستون تشرشل مقابل 4200 جنيه إسترليني معتقداً أنها نسخة رخيصة، ليجد نفسه أمام فضيحة بعد أن اكتشف أن الصورة كانت النسخة الأصلية المسروقة، حسب صحيفة «تلغراف» البريطانية.

وكان نيكولا كاسينيللي، المحامي البالغ من العمر 34 عاماً، قد اشترى صورة لتشرشل بالأبيض والأسود التُقطت عام 1941، بينما كان يبدو عابساً بوجه الكاميرا، والمعروفة باسم «الأسد الهادر»، ليضمها إلى مجموعته الفنية الصغيرة عام 2022.

وانتابت كاسينيللي حالة من السعادة الغامرة، عندما علم بقبول عرض السعر الذي تقدم به البالغ 4200 جنيه إسترليني، وبعد أسبوعين -بعد أن دفع 2000 جنيه إسترليني لاستكمال الإجراءات الجمركية وشحن الصورة إلى جنوة في إيطاليا- أصبحت الصورة ملكاً له.

وكان المحامي الشاب يعرض الصورة على ضيوفه بزهو، وكان «سعيداً للغاية» بالعثور عليها، خاصة أن الصورة يجري استخدامها على ورقة الـ5 جنيهات الإسترلينية الصادرة عن بنك إنجلترا، منذ عام 2013.

ولم يكن المحامي ولا دار المزادات الشهيرة «سوذبيز» يدركان أن الصورة كانت في الواقع النسخة الأصلية، والتي قد تقدر قيمتها بملايين الجنيهات.

وبعد ثلاثة أشهر من البيع، اتصلت الدار بكاسينيللي وطالبته بالاحتفاظ بها في مكان آمن في حيازته بعد أن بدأت تحقيقات حولها.

وأصابت الدهشة كاسينيللي، وعلى الفور بحث عبر الإنترنت، واكتشف أنه كان جزءاً من لغز سرقة فنية أدهشت الناس لسنوات، فقد تعرضت الصورة للسرقة من ردهة فندق فيرمونت شاتو لورييه في يناير (كانون الثاني) 2022، قبل أن يجري تهريبها إلى أوروبا في سرية تامة.

وقال إن الأمر تحول إلى نكتة متداولة مع أصدقائه الذين زاروا منزله، حيث كانوا يقارنون الأمر بامتلاك «لوحة الموناليزا».

وفي حديثه لصحيفة «تلغراف»، قال إنه شعر وكأنه في فيلم، وأضاف أن الشرطة الكندية سألته بلطف إذا كان بإمكانه إعادة الصورة، بعد أن أخبروه بتفاصيل القصة.

وقال إنه بما أن الصورة لم يكن هناك بلاغ عن سرقتها في الوقت الذي اشتراها فيه، فإن شراءه للصورة يعتبر عملية قانونية.


مقالات ذات صلة

بيع ساعة ذهبية تم تقديمها لقبطان قارب أنقذ ركاباً من «تيتانيك» مقابل مليوني دولار

يوميات الشرق ساعة الجيب المصنوعة من الذهب عيار 18 قيراطاً قُدّمت إلى الكابتن روسترون من قبل 3 أرامل لرجال أعمال بارزين وأثرياء فقدوا حياتهم عندما غرقت السفينة تيتانيك (ب.أ)

بيع ساعة ذهبية تم تقديمها لقبطان قارب أنقذ ركاباً من «تيتانيك» مقابل مليوني دولار

بِيعت ساعة «جيب» ذهبية تم تقديمها لقبطان قارب، أنقذ أكثر من 700 راكب من سفينة تيتانيك، مقابل مبلغ قياسي يقدر بـ1.56 مليون جنيه إسترليني (مليونا دولار).

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مخطوطة رواية «حملة ألمانيا» التي كتبها ديغول في سن الرابعة عشرة (موقع دار مزادات «آركوريال»)

مزاد في باريس على عدد من مخطوطات «ديغول» وأغراضه التذكارية

تُطرَح للبيع بباريس، في 16 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مخطوطات وأغراض تذكارية عائدة للرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول (1890 - 1970).

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق «مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)

مصباح مملوكي يكسر الأرقام القياسية ويحقق أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني بالمزاد

بعد مزايدة تنافسية حامية في صالة المزاد وعبر الهواتف حقق «مصباح صرغتمش» رقم لم يسبقه مثيل تجاوز الـ5 ملايين جنيه إسترليني.

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق جرتان من الخزف تعودان إلى القرن السادس عشر (سوذبيز)

بيع زوج نادر من الجرار يعود إلى عصر «مينغ» بـ12 مليون دولار

بيع زوج من جرار الأسماك النادرة، يعود إلى عصر سلالة مينغ بالقرن السادس عشر، بمبلغ 9.6 مليون جنيه إسترليني (12.5 مليون دولار) في مزاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)

أنار مدرسة بالقاهرة القديمة... مصباح نادر من العصر المملوكي للبيع في لندن

تعرض «دار بونامز» في لندن بمزادها القادم مصباحاً أثرياً نادراً من عصر المماليك صنع في القاهرة.

عبير مشخص (لندن)

«يا عم يا جمّال»... معرض قاهري يحاكي الأغاني والأمثال الشعبية

إحدى لوحات معرض «يا عم يا جمّال» (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات معرض «يا عم يا جمّال» (الشرق الأوسط)
TT

«يا عم يا جمّال»... معرض قاهري يحاكي الأغاني والأمثال الشعبية

إحدى لوحات معرض «يا عم يا جمّال» (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات معرض «يا عم يا جمّال» (الشرق الأوسط)

يحاكي الفنان التشكيلي المصري إبراهيم البريدي الأمثال والحكايات والأغاني والمواويل الشعبية المرتبطة بالجمل في التراث المصري والعربي، عبر معرضه الأحدث «يا عم يا جمّال» الذي يستضيفه غاليري «نوت» بحي الزمالك (غرب القاهرة).

ويضم المعرض الذي يستمر حتى 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، 50 لوحة مختلفة الأحجام، مصنوعة بقصاصات الأقمشة، وهي الطريقة التي يسميها الفنان «المرج خيط»، واستفاد خلال اللوحات من التراث الشعبي القديم الذي يحتفي بالجمل وبراعيه «الجمّال».

ومن الأغاني التي ألهمت الفنان «بيع الجمل يا علي» للمطربة الأردنية سميرة توفيق، و«يا بت جملك هبشني» وهي من التراث الشعبي المصري، و«يا عمّ يا جمّال» من الأغاني الشعبية الحديثة، فضلاً عن العديد من الأمثال والحكم مثل «قطته جمل» بمعنى المبالغة في تقدير ما يمتلكه الشخص حين يؤخذ منه، و«اللي يربي جمل يعلّي باب داره» كناية عن المواءمة، و«يا دي الشيلة يا دي الحطة... رحنا بجمل ورجعنا بقطة» كناية عن الخسارة، و«الباب يفوّت جمل» كناية عن النبذ والتخلي، و«لا ناقة لي ولا جمل» كناية عن أن الأمر لا يعني الشخص، و«خيبة الأمل راكبة جمل» كناية عن التجريس والفضيحة.

المرح والسعادة والاحتفاء بالطفولة تبدو في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

ويقول الفنان إبراهيم البريدي: «شكلت هذه المعاني بطريقتي المعروفة وخبرتي الطويلة في فن الكاريكاتير»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «حاولت تصوير الجمل في لوحات المعرض بألوان مبهجة قريبة من الروح الطفولية، واستخدمت في ذلك أنواعاً من الأقمشة القطنية التي جاء بعضها من باكستان مثل (التل ضق)، فضلاً عن الجوخ والأقمشة المستعملة التي أختزن الكثير منها في بيتي».

جاءت مفردة الجمل في حالات متعددة فرضتها طبيعة المقولات والأمثال وتنوعها، وقام البريدي بتشكيلها في صورة كاريكاتورية كان الهدف منها إعادة إحيائها وتذكير الناس بها، فضلاً عن تقريبها من روح الأطفال؛ حيث يظهرهم وهم يلعبون مع الجمال الملونة ويركبونها، ويعلقون عليها بأمثال وحكم شعبية.

ويندرج المعرض الذي استمر على مدى 15 يوماً تحت ما سمّاه الفنان «المرج خيط»، ويوضّح البريدي: «كل سنة أحدد فكرة جديدة وأعمل عليها بوصفها بطلة معرضي الذي أقدّمه للجمهور».

الجمل في البيئة المصرية والعربية (الشرق الأوسط)

وكان موضوع المعرض السابق «نفسي أرجع طفل صغير»، لكن «المعرض الحالي يحمل العديد من الموروثات الشعبية والتراثية عبر اختيار تيمة الجمل، الذي أعدّه مرتبطاً على وجه الخصوص بالموروث المصري والعربي، كما أن للجمل خصوصيته في شبه الجزيرة العربية، خصوصاً في السعودية، حيث يحمل قيمة تراثية كبيرة، ويُقام له الكثير من مهرجانات السباق بمناطق كثيرة فيها».

وكان هم البريدي خلال لوحاته إعادة الاعتبار للأغاني والأمثال الشعبية التي كان موضوعها الجمل، ويوضح: «قمت خلال المعرض باستخدام رؤيتي التشكيلية الخاصة، وزوّدني الكثير من الأصدقاء ببعض الأغاني والأمثال والحكم المرتبطة بالجمل، حتى حصلت على كم كبير منها، وجاءت اللوحات بمفردات مختلفة ساهمت في إثرائها موضوعات الحكم والأغاني والأمثال، وقد دمجتها بالحالة الخاصة التي كانت أساس المعرض وهي أغنية سميرة توفيق (بيع الجمل يا علي)».

وتحمل اللوحات، وفق البريدي، «روح البهجة والابتسامة، فهي أساسية في أي معرض أقدّمه للجمهور العام الذي أتوجّه إليه، فأنا لا أخاطب المتخصصين أو الأكاديميين، ويهمّني أن يفهم الجميع لوحاتي ويتفاعلوا معها ببساطة دون تعقيد».

تجسيد للمثل الشعبي «خد الجمل بما حمل» (الشرق الأوسط)

ويشير البريدي إلى أن الخامات التي يستخدمها تساعده بطبيعتها على إبراز المعنى الذي يريد توصيله، ولا بد أن تكون من القطن، فالألياف الصناعية أو البولستر لا قيمة لها في نظره، فلا بدّ أن تكون الخامات قريبة من روح الناس، يستخدمونها في ملابسهم وحياتهم اليومية، وقد سعى لاستخدامها بأسلوب تجريبي بسيط مبطن بالدعابة، التي يراها قادرة على البقاء في الذاكرة.

ويقول: «في عملي أحوّل القصاصات التي لا قيمة لها إلى عمل يحمل معنى كبيراً وبسيطاً في الوقت نفسه».

تنويعات على فكرة الجمل بمعرض الفنان إبراهيم البريدي (الشرق الأوسط)

وقدّم البريدي عدداً من المعارض السابقة، منها «ديك وحصان»، تضمن كل منها في نحو 45 لوحة، كما استدعى مرح الأطفال وروحهم البريئة، ونفّذها جميعاً بقصاصات القماش الملونة، أما المعرض الثاني فكان «نفسي أرجع طفل صغير»، وصمم لوحاته بعرائس من القماش، جاءت في 50 لوحة عبّرت عن أحلامه ورغبته في العودة لزمن فطرته الأولى، وأقام معرضاً في قاعة الجريك كامبس بالجامعة الأميركية في القاهرة، استوحى لوحاته من أوبريت «الليلة الكبيرة» وحصل من خلاله على جائزة الدولة التشجيعية، وفي أحد معارضه استدعى البريدي الفنان العالمي شارلي شابلن وجعله يعيش في الحواري والأحياء الشعبية بمصر، كما جعله يمارس مهناً خاصة متجذّرة في الحياة اليومية المصرية.