قريتان مصريتان ضمن قائمة الأفضل سياحياً

إحداهما تبرز التراث النوبي في أسوان

قرية غرب سهيل تجتذب الكثير من المصريين والأجانب (وزارة السياحة والآثار المصرية)
قرية غرب سهيل تجتذب الكثير من المصريين والأجانب (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

قريتان مصريتان ضمن قائمة الأفضل سياحياً

قرية غرب سهيل تجتذب الكثير من المصريين والأجانب (وزارة السياحة والآثار المصرية)
قرية غرب سهيل تجتذب الكثير من المصريين والأجانب (وزارة السياحة والآثار المصرية)

انضمت قريتان مصريتان لقائمة أفضل القرى الريفية السياحية حول العالم لعام 2024، التي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة للسياحة أخيراً. وتبرز إحدى القريتين التراث النوبي في أسوان (جنوب مصر).

وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية، في بيان صحافي، الأحد، إنه «خلال اجتماعات الدورة 122 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، التي تُعقد حالياً في كولومبيا، أُعلن ضم قريتي غرب سهيل بمحافظة أسوان، وأبو غصون بمحافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة)، لقائمة أفضل القرى الريفية السياحية للعام الحالي».

وأعرب وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، عن «سعادته باختيار القريتين»، وعدّه «تكليلاً لمجهودات عديدة»، مشيراً إلى أن «الوزارة حرصت على تجهيز ملف هاتين القريتين بعناية ودقة، في ضوء اهتمام الدولة بملف السياحة الريفية».

وجاء اختيار القريتين بعد تلبيتهما المعايير التسعة التي وضعتها المنظمة في هذا الإطار، ومن بينها توافر الموارد الثقافية والطبيعية، وقدرة قطاع السياحة على الحفاظ على تلك الموارد وتعزيزها، وتوفير الاستدامة الاقتصادية وتكاملها، وحوكمة الأنشطة السياحية وغيرها.

وبذلك يكون لدى مصر 4 قرى على قائمة أفضل القرى الريفية السياحية؛ حيث سبق اختيار قريتي دهشور بمحافظة الجيزة، وسيوة بمحافظة مطروح ضمن القائمة نفسها في العام الماضي، كما وُضعت قريتان على قائمة الترقي، وهما قرية فوه بمحافظة كفر الشيخ في عام 2021، وسانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء عام 2023.

قرية غرب سهيل تتميز بتراثها النوبي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ومبادرة أفضل القرى الريفية السياحية هي مبادرة سنوية أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للسياحة عام 2021، لتعزيز السياحة في المناطق الريفية. وشاركت فيها هذا العام 260 قرية من أكثر من 60 دولة على مستوى العالم، وضع منها 55 على قائمة الأفضل لعام 2024، في حين تم اختيار 20 قرية أخرى للانضمام إلى برنامج الترقية.

وقال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، زوراب بولوليكاشفيلي: «السياحة أداة حيوية للإدماج وتمكين المجتمعات الريفية من حماية وتقدير تراثها الثقافي الغني مع دفع التنمية المستدامة»، حسب بيان بإعلان القرى الفائزة نشره الموقع الرسمي للمنظمة.

وعدّ مدير الإدارة العامة للاستراتيجية بوزارة السياحة والآثار المصرية، المهندس عادل الجندي، وضع هذه القرى على المنصة التي أنشأتها المنظمة الأممية لأفضل القرى الريفية السياحية حول العالم، بمنزلة «مساهمة في الترويج للمقصد السياحي المصري بصفة عامة ولمنتج السياحة الريفية بصفة خاصة»، حسب البيان.

وتقع قرية غرب سهيل على ضفاف نهر النيل بمحافظة أسوان، وتبرز التراث والثقافة النوبية، وتمثل «أيقونة للتراث الثقافي المصري، ويعيش زوارها أجواء البيوت النوبية القديمة في طرازها وعادات أهلها»، حسب البيان.

بينما تُعد قرية أبو غصون «مجتمعاً محلياً شديد الخصوصية»؛ حيث تقع بالقرب من محمية حنكوراب جنوب البحر الأحمر، ويقوم أهلها بتقديم موروثاتهم التراثية للزائرين.

قرية أبو غصون بمحافظة البحر الأحمر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وعدّ الخبير السياحي محمد كارم وضع القريتين على قائمة الأفضل سياحياً، بمثابة «دعم للمقصد السياحي المصري». وقال كارم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا القرار سيسهم في تنشيط السياحة في القريتين بشكل خاص وفي المحافظات التابعة لها أيضاً». وأضاف أن «القرار يدعم جهود الدولة في تنويع المقاصد السياحية، كما يسهم في تنشيط السياحة البيئية في مصر».

وتستهدف مصر الوصول بعدد السياح الوافدين إليها إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028. واستقبلت العام الماضي 14.906 مليون سائح، بزيادة سنوية أكثر من 27 في المائة، عن عام 2022، وهو رقم يفوق ما تم تحقيقه في عام الذروة السياحية 2010؛ حيث زار البلاد 14.731 مليون سائح، وفق بيانات رسمية.


مقالات ذات صلة

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)

مصر تستعين بالذكاء الاصطناعي للترويج لمعالمها التاريخية

بالتزامن مع مرور 122 عاماً على افتتاح المتحف المصري بالتحرير، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن إطلاق مشروع لإحياء التاريخ المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق وزير السياحة والآثار المصري خلال الاحتفال بإطلاق سلسلة الأفلام الوثائقية  (وزارة السياحة والآثار)

مصر تروّج لـ«مسار العائلة المقدسة» بوثائقي «أم الدنيا»

أطلقت وزارة السياحة والآثار المصرية الجزء الثاني من سلسلة أفلام وثائقية بعنوان «أم الدنيا»، تضمن جزءاً من رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق أحد الأجراس التي تبرعت بها لجنة تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس سيتم تثبيتها في كاتدرائية نوتردام قبل إعادة افتتاحها (إ.ب.أ)

للمرة الأولى منذ حريق 2019... أجراس كاتدرائية «نوتردام» في باريس تُقرع مجدداً (صور)

دقت الأجراس الثمانية لبرج الجرس الشمالي لكاتدرائية نوتردام في باريس، التي تستعد لإعادة فتحها في 7 ديسمبر (كانون الأول)، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (باريس)

الرياض تحتضن مؤتمراً علمياً لتشكيل مستقبل التصميم العمراني المستدام

يستعرض المؤتمر تجارب لحلول الاستدامة في التصميم (هيئة العمارة)
يستعرض المؤتمر تجارب لحلول الاستدامة في التصميم (هيئة العمارة)
TT

الرياض تحتضن مؤتمراً علمياً لتشكيل مستقبل التصميم العمراني المستدام

يستعرض المؤتمر تجارب لحلول الاستدامة في التصميم (هيئة العمارة)
يستعرض المؤتمر تجارب لحلول الاستدامة في التصميم (هيئة العمارة)

استعرض اليوم الأول من مؤتمر «الاستدامة في التصميم»، الذي احتضنت الرياض نسخته الأولى، فرص تعزيز الاستدامة من خلال المبادرات العالمية والمحلية في التصميم العمراني، وتأثير مشروعات وأفكار التصميم على الحياة، وسلّط المؤتمر الذي انطلق، الأحد، وشارك فيه خبراء من دول مختلفة، الضوء على بعض التجارب المحلية التي حقّقت معايير نوعية ومبتكرة في التصميم المستدام والحلول الخضراء لتشكيل مستقبل واعد في قطاع العمارة والتصميم.

وانطلقت، الأحد، جلسات اليوم الأول من مؤتمر «الاستدامة في التصميم» الذي تنظمه هيئة فنون العمارة والتصميم في نسخته الأولى، على مدى يومين، لتقديم تجربة فريدة من نوعها، وفرصة لاستكشاف أحدث الابتكارات والممارسات في عالم التصميم المستدام من خلال جلسات المؤتمر وضيوفه.

ضيوف حفل افتتاح المؤتمر في الرياض (هيئة العمارة)

وغطّى المؤتمر مواضيع متنوعة تشمل حلول التصميم للبيئة المبنية المستدامة، واستعراض أحدث التقنيات والممارسات لخلق مساحات مستدامة وصديقة للبيئة، وتأثير التصميم على الحياة المستدامة، وكيف يمكن للتصميم أن يعزّز سلوكيات أكثر استدامة في حياتنا اليومية، وتتواصل جلسات المؤتمر في يومه الثاني والأخير، الاثنين، لمناقشة موضوع «تعزيز التعليم نحو مستقبل مستدام»، الذي سيعرض كيفية دمج الاستدامة في المناهج التعليمية وتطوير جيل من المصمّمين الملتزمين بالمستقبل الأخضر، كما سيُشارك الحضور في مساحة تفاعلية لمختبر الاستدامة لاكتشاف أجندة الاستدامة، ممّا سيسمح لهم بتبادل الرؤى والأفكار.

جلسات علمية وتجارب نوعية بمشاركة خبراء محليين ودوليين (هيئة العمارة)

مسجد قباء نموذجاً لمشاريع الاستدامة

قدم المهندس طه أنديجاني تجربة سعودية ناجحة، من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين لعمارة وتوسعة مسجد قباء، وتطوير المنطقة المحيطة به، وما حقّقه من مستوى عالٍ من الاستدامة من خلال مجموعة من المبادئ والممارسات التي ركّزت على الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية. وسلّط أنديجاني الضوء، خلال مشاركته في المؤتمر، على جوانب من مفهوم الاستدامة التي تحقّقت في المشروع، ومن ذلك الاستدامة البيئية من خلال الكفاءة في استهلاك الطاقة، والاعتماد على الطاقة المتجددة، واعتماد أنظمة لترشيد استهلاك المياه، بالإضافة إلى الاستدامة الاقتصادية من خلال توفير فرص العمل، وتحفيز الاقتصاد المحلي.

يستمر المؤتمر ليومين من النقاشات في قطاع العمارة والتصميم (هيئة العمارة)

وأشار أنديجاني إلى أن المشروع لم يتوقف عند ذلك، بل حقّق استدامة اجتماعية وثقافية من خلال التواصل مع المجتمع المحلي، وإشراك السكان في تطوير المشروع لتلبية احتياجاتهم، بالإضافة إلى إثراء التجربة الثقافية والدينية، وعن الاستدامة التاريخية والمعمارية، قال أنديجاني إن المشروع نجح في الحفاظ على التراث العمراني، وفي إجراء دراسات أثرية ووثائقية تحفظ المعلومات حول المواقع التاريخية، مما يضمن توثيقها للأجيال القادمة ويعزّز من فهم الإرث الثقافي للمنطقة، فضلاً عن توظيف مثمرٍ للتكنولوجيا الذكية والاستدامة الرقمية واستخدام تقنيات إنترنت الأشياء للتحكم في وظائف المكان، وتوفير تطبيقات توجيه رقمية تمكّن الزوار من التعرف على المعالم وأوقات الصلاة وتنظيم حركة الزوار، ممّا يسهم في تقديم تجربة مريحة وسلسة تقلّل من الزحام والتأثير البيئي.

الدكتورة سمية السليمان رئيسة هيئة فنون العمارة خلال الافتتاح (هيئة العمارة)

ويهدف المؤتمر إلى تحقيق استراتيجية هيئة فنون العمارة والتصميم، في الريادة والاستدامة في البيئة العمرانية والإبداعية على الصعيد الإقليمي، وتسليط الضوء على دور التصميم بوصفه أداة محورية في تحقيق الاستدامة ورفع الوعي بمفاهيمها، بجانب ربط أصحاب المصلحة في منظومة العمارة والتصميم لتسهيل التعاون بين القطاعات في مجال الاستدامة، ورفع الوعي حول دور التصميم في تحقيق أجندة الاستدامة، بالإضافة إلى ترسيخ مبادئ التصميم المستدام في المؤسسات التعليمية، خصوصاً في التخصصات العمرانية والتصميم، والتركيز على الدور المحوري الذي يلعبه التصميم في تعزيز أجندة الاستدامة على المستويين المحلي والدولي.

وبيّنت الهيئة أن المؤتمر يستهدف المجتمع الأكاديمي والباحثين الذين يسعون إلى تطبيق مبادئ الاستدامة من خلال التصميم، بالإضافة إلى الممارسين في مجالي العمارة والتصميم الذين يطمحون إلى دمج مفاهيم الاستدامة وتحقيق أهدافها عبر ممارساتهم المهنية، كما يستهدف المؤتمر أيضاً الطلاب الجامعيين وطلاب الدراسات العليا في تخصّصات القطاع الذين يتطلعون إلى التعرُّف على تطبيقات الاستدامة في مجالاتهم.