أعمال فنية تستلهم الحضارة الفرعونية بصعيد مصر

عبر 16 لوحة في مراسم بني حسن بالمنيا

المواقع الأثرية الفرعونية ألهمت فناني مراسم بني حسن (قومسيير الملتقى)
المواقع الأثرية الفرعونية ألهمت فناني مراسم بني حسن (قومسيير الملتقى)
TT

أعمال فنية تستلهم الحضارة الفرعونية بصعيد مصر

المواقع الأثرية الفرعونية ألهمت فناني مراسم بني حسن (قومسيير الملتقى)
المواقع الأثرية الفرعونية ألهمت فناني مراسم بني حسن (قومسيير الملتقى)

من مقابر بني حسن إلى تل العمارنة ثم جبل الطير ومعبد حتشبسوت في إسطبل عنتر، بالإضافة إلى المشاهد الطبيعية في صعيد مصر كلها ألهمت 15 فناناً ليقدموا لوحات تستلهم الحضارة الفرعونية وتتفاعل مع البيئة في الجنوب، جاءت فكرة الملتقى الأول لمراسم بني حسن للرسم والتصوير في مدينة المنيا.

الملتقى الذي نظمته الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة بوزارة الثقافة المصرية، جاء في إطار سعيها لتطوير الحراك الفني بمصر، واختيار بيئات مصرية متنوعة واختيار مجموعة من الفنانين التشكيليين لمعايشة أهالي هذه البيئة.

وشارك في الملتقى الفنانون دينا صموئيل وجوزيف الدويري وأحمد عبد الجواد وهالة خليل ومنى مهيمن ونورا مصطفى وعلا أشرف ومحمد وهبة وعمر رأفت وشنودة عصمت ووليد طارق وولاء أبو العينين ومروة إسماعيل ومحمد عارف، ومشرفة الفوج الفنانة نڤين ياقوت، وقومسيير الملتقى الفنان شادي أديب سلامة الذي قال إن «ملتقى مراسم بني حسن الأول بالمنيا يسعي نحو اللامألوف، في رحلة عبر التاريخ والتراث الفني المصري، من المصري القديم عبر العصور المختلفة، مروراً بالقبطي والإسلامي وصولاً إلى الفن المعاصر والوصول إلى العالمية بالفنون الفطرية». موضحاً أنه «تم اختيار الفنانين ليجمعوا بين جيل الوسط وجيل الشباب، وبين الأكاديميين والفنانين المستقلين، وبين المراجع الفنية المختلفة، ممثلين للكليات الفنية المتعددة المنتشرة في محافظات مصر المختلفة».

أعمال الفنانين استلهمت الحضارة المصرية القديمة والمناظر الطبيعية (قومسيير الملتقى)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «عدد اللوحات التي أنتجها الملتقى نحو 16 عملاً أغلبها بالألوان المائية على توال، بمقاس 120 في 120 سنتيمتراً، وأغلب الفنانين استلهموا الروح المصرية القديمة سواء من المتحف أو المقابر التي زرناها أو من تل العمارنة».

وعن لوحته بشكل خاص قال: «شخصياً أخذت رموز الصيد المختلفة في مقابر بني حسن، وعملت على تكبير حجمها وأدخلتهم في تكوين مع كائن خرافي كأنهم اصطادوه، وهذه المقابر تعود لعصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد)، في حين أن هذا الكائن الخرافي موجود في قصة مارمينا التي تعود إلى القرن الثاني الميلادي».

ويوضح سلامة أن «هناك فنانين تأثروا بالطبيعة مثل جوزيف الدويري والدكتورة مروة إسماعيل، وهناك من أخذوا الرموز بشكل عام مثل أحمد عبد الجواد وأحمد عارف، فكل فنان اختار عناصر مختلفة وجعله محور عمله الفني، وكذلك هناك من رسم المناظر الطبيعية التي تشبه ما نراه في أعمال المستشرقين ولكن بطريقة حداثية مثل منى مهنى، وهناك كثير من الفنانين الذين قدموا أفكاراً جديدة خلال الملتقى، فبالإضافة للخامات الأساسية، هناك فنانون قدموا أعمالاً دمجوا فيها خامات مختلفة مثل البردي».

الفنان شادي أديب يرسم إحدى اللوحات خلال الملتقى (قومسيير الملتقى)

ومن المقرر إقامة معرض لإنتاج الفنانين خلال الملتقى بإحدى قاعات العرض التابعة للدولة في القاهرة، كما سيتم تكريم الفنانين المشاركين والتأكيد على تفاعل الفن مع الحضارة ومع البيئات المختلفة من خلال هذا المعرض، وفق بيان الجهة المنظمة للملتقى.

وأكد القومسيير أنهم «زاروا أغلبية الأماكن التراثية في المنيا، مثل تل العمارنة وتونة الجبل ومتحف ملوي وجبل الطير ومعبد حتشبسوت في منطقة إسطبل عنتر، وغيرها من الأماكن التي يصعب على الفنانين زيارتها ومعايشتها منفردين»، موجهاً الشكر لوزارة الثقافة وإدارة الفنون التشكيلية بالهيئة العامة لقصور الثقافة على إقامة هذا الملتقى.


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية محمد صلاح سيكشف رحلته مع الكتاب في معرض الشارقة (الشرق الأوسط)

صلاح ضيفاً على معرض «الشارقة للكتاب»

أعلنت إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب بالإمارات أن لاعب كرة القدم المصري ونجم فريق ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، سيحل ضيفا على المعرض في لقاء جماهيري.

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق «حتحور» تحضر في لوحات فنية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

معرض قاهري يستلهم جمال «حتحور»

خلّد المصريون القدماء اسم «حتحور» رمزاً للحب والجمال؛ وأعاد فنانون مصريون استلهام هذا الرمز بما يحمله من معانٍ ودلالات في فعاليات مختلفة.

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق تصميم الأطر تطلَّب عملاً مكثّفاً (أ.ف.ب)

أُطر اللوحات «بطلة» معرض ألماني نادر

يغوص معرض فريد بجنوب غربي ميونيخ في مسألة الأُطر الأصلية لعدد من لوحات كيرشنر. ويركز على الأنواع المختلفة للأُطر التي من المرجَّح أن يتجاهلها معظم زوار المتاحف.

«الشرق الأوسط» (بيرنريد (ألمانيا))
المشرق العربي أطفال نازحون ولاجئون يحضرون حفلاً خيرياً حيث تؤدي المغنية اللبنانية جوي فياض والموسيقي أوليفر معلوف وسط الأعمال العدائية المستمرة بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية في بلدة ضبية - لبنان 9 نوفمبر 2024 (رويترز)

فنانون لبنانيون يكافحون الحرب ويواصلون الإبداع

بينما تشنّ إسرائيل هجوماً عسكرياً على لبنان في حربها مع «حزب الله»، يواصل فنانون لبنانيون الإبداع مكافحين في مواجهة نكبة الحرب الدائرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

اكتشاف قبر صخري بجوار الأهرامات

منظر عام لأهرامات الجيزة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
منظر عام لأهرامات الجيزة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

اكتشاف قبر صخري بجوار الأهرامات

منظر عام لأهرامات الجيزة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
منظر عام لأهرامات الجيزة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت بعثة أثرية تابعة لمعهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم الروسية عن اكتشاف مقبرة صخرية، يعود عمرها إلى نحو 4 آلاف عام، وتقع على بُعد نحو 300 متر من هرم خوفو في منطقة الأهرامات الأثرية بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، وفق وسائل إعلام محلية.

ويتكون القبر، وفق مصدر تابع للمعهد، من غرفة تضم بقايا تابوت خشبي مزخرف، وكذلك أوعية خزفية سليمة. كما أعلنت البعثة عن اكتشاف قطع أثرية أخرى. وبحسب المصدر فإن «القبر يعود إلى عصر الدولة القديمة، وتحديداً الأسرة الخامسة للفراعنة المصريين»، وقد وجدوا على الجدران نقوشاً بارزة تصور صاحب القبر وزوجته على مائدة الأضاحي، كما وجدوا رسوماً طولية منقوشة في الصخر.

وعدّ عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، «اكتشاف هذا القبر الصخري الجديد بالقرب من هرم خوفو إضافة قيمة لفهمنا للحضارة المصرية القديمة، خصوصاً في عصر الدولة القديمة والأسرة الخامسة».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الاكتشاف يكشف عن العلاقة الوثيقة بين الطقوس الجنائزية والمعتقدات الدينية لدى المصريين القدماء، حيث تصور النقوش والتماثيل المرفقة تفاصيل دقيقة عن حياة صاحب القبر وعائلته وطقوس الأضاحي».

وتعد منطقة الأهرامات الأثرية المسجلة ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث الإنساني العالمي تحت مسمى «منف وجبانتها بالجيزة»، من أكثر الأماكن الأثرية شهرة على مستوى العالم، وتضم الأهرامات مقابر لحكام الأسرة الرابعة (2613 - 2494 قبل الميلاد)، خوفو وخفرع ومنكاورع، بالإضافة إلى تمثال أبو الهول، إلى جانب الجبانتين الشرقية والغربية اللتين تعدان من أكبر جبانات الدولة القديمة جيدة الحفظ، وفق الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية.

ويشير العالم الأثري المصري الذي تولى من قبل الإشراف على منطقة الأهرامات الأثرية إلى أن «ما يميز هذا الاكتشاف هو الحفاظ الجيد على التابوت المزخرف والأوعية الخزفية؛ مما يتيح للباحثين فرصة فريدة لدراسة الفنون الجنائزية وتقنيات الحرفية المستخدمة منذ أكثر من 4 آلاف عام، كما أن وجود النقوش البارزة يعزز فهمنا للثقافة البصرية والدينية في تلك الحقبة».

وعدَّ عبد البصير أن «الجهود المبذولة من البعثة الروسية تؤكد أهمية التعاون الدولي في مجال علم الآثار، حيث يسهم التنقيب المشترك في الكشف عن المزيد من أسرار الحضارة المصرية العريقة».

ويحيط بالأهرامات آثار أخرى، فوفق وزارة السياحة والآثار، «كان لكل هرم مجموعة هرمية بالإضافة إلى أهرامات الملكات، وكانت هناك مصاطب خصصت لدفن كبار الشخصيات وأفراد العائلة الملكية، ومراكب خوفو المعروفة باسم مراكب الشمس، كما كانت توجد معابد جنائزية يقوم فيها الكهنة بطقوس الموت والجنازة الخاصة بالملك المتوفى».