مصر تستعين بالذكاء الاصطناعي للترويج لمعالمها التاريخية

عبر مشروع مشترك مع «ميتا» 

المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)
المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)
TT

مصر تستعين بالذكاء الاصطناعي للترويج لمعالمها التاريخية

المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)
المتحف المصري بالتحرير (الشرق الأوسط)

بالتزامن مع مرور 122 عاماً على افتتاح المتحف المصري بالتحرير في نوفمبر (تشرين الثاني) 1902، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن إطلاق مشروع لإحياء التاريخ المصري القديم والترويج للمعالم التاريخية بتجربة تفاعلية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر «الواقع المعزز».

وشهد المتحف المصري بالتحرير احتفالية، الثلاثاء، لإطلاق المشروع الذي يتضمن قطعاً من المتحف وقطعاً من المتحف القومي للحضارة المصرية، وذلك بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار المصرية وشركة «ميتا» العالمية.

ويأتي مشروع «Project Revival» لإحياء التاريخ المصري القديم بتجربة تفاعلية عبر تقنية الواقع المعزز على تطبيق «إنستغرام»، في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار للتحول الرقمي والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مجال السياحة والآثار وتحسين التجربة السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية على مستوى الجمهورية، وفق بيان للوزارة.

وخلال الاحتفالية تفقد وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي القطع الأثرية التي تم اختيارها بالمتحف المصري بالتحرير ليشملها المشروع، وكذلك قام بتجربة الفلتر الخاص بإحدى القطع المختارة ومشاهدتها بعد إعادتها إلى شكلها وألوانها الأصلية عندما نحتها المصري القديم عبر فلاتر تفاعلية على تطبيق «إنستغرام».

وزير السياحة والآثار المصري خلال الاحتفالية (وزارة السياحة والآثار)

وأشار الوزير إلى «أهمية إطلاق هذا المشروع من المتحف المصري بالتحرير الذي يعد أقدم متاحف العالم»، وعدّ «استخدام التكنولوجيا التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بالمتحف المصري بالتحرير وكذلك بالمتحف القومي للحضارة المصرية، إنجازاً كبيراً وذكياً».

وأشار فتحي إلى «استعانة الوزارة بالذكاء الاصطناعي في تنفيذ إحدى الحملات الترويجية؛ مما أثمر نتائج رائعة ولا سيما قدرة الذكاء الاصطناعي على التركيز على الفئة المستهدفة وإلقاء الضوء على نقاط القوة بالمقصد السياحي المصري»، لافتاً إلى أنه سيتم تنفيذ مواد ترويجية خلال الفترة المقبلة مبنية على الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أنه «يوجد لدينا 3 متاحف كبرى، هي المتحف المصري بالتحرير، والمتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية، ويتم العمل على خلق نقاط تَمَيز معينة لكل متحف؛ بما يساهم في ثراء تجربة السائح خلال زيارته».

وافتتح المتحف المصري بالتحرير في 15 نوفمبر 1902 بعد تكليف عالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو بمهمة الإشراف العلمي عليه، ونقلت إليه العديد من القطع الأثرية والاكتشافات الجديدة في نهايات القرن التاسع عشر، وتبلغ مساحة المتحف 15 ألف متر مربع، بتكلفة وصلت إلى 250 ألف جنيه قبل 122 عاماً، ويضم أكثر من 170 ألف قطعة أثرية من عصور ما قبل التاريخ حتى العصرين اليوناني والروماني، وزاره أكثر من 100 مليون شخص منذ افتتاحه، وفق الصفحة الرسمية للمتحف.

وأوضح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، الدكتور عمرو طلعت، أن «المشروع يأتي ضمن سلسلة طويلة من المشروعات التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، وتهدف إلى تعميق تجربة الاطلاع على التراث وإثراء تجربة السائحين في التعرف على جوانب تاريخ مصر العريق».

وخلال الاحتفالية، أبدى المدير الإقليمي لشركة «ميتا» بأفريقيا والشرق الأوسط، فارس العقاد، سعادته لعرض هذه المبادرة الرائدة والتي تسلط الضوء على ثراء التراث المصري، وتُظهر التزام «ميتا» الراسخ بتطويع التكنولوجيا الحديثة للمساعدة في الحفاظ على هذا التراث والترويج له.

مؤكداً أن التعاون مع وزارة السياحة المصرية سيعزز تجربة السائحين في زيارتهم لمتحفي التحرير والحضارة المصرية، وأن هذا المشروع سيكون مصدر إلهام فريداً من نوعه، كما أنه يمثل فرصة للتفكير في نطاق الإمكانيات الواسعة التي يفتحها الترويج السياحي الرقمي المبتكر.

نموذج مركب مقبرة الملك أمنحتب الثاني (المتحف القومي للحضارة المصرية)

وقالت مديرة برامج السياسات والحملات ومجموعة التطبيقات لأفريقيا والشرق الأوسط وتركيا بشركة «ميتا»، شيري زينوريفا، إن هذا المشروع يتضمن جوانب تثقيفية ويمنح العالم فرصة لتجربة القليل من التاريخ المصري من خلال هواتفهم الجوالة بالواقع المعزز.

ويضم المتحف القومي للحضارة المصرية العديد من القطع الأثرية التي تحكي تاريخ الحضارة المصرية عبر العصور، وقد تم البدء في إنشائه عام 2002 في منطقة الفسطاط، عقب حملة دولية تبنتها منظمة اليونيسكو، وتم نقل 22 مومياء ملكية إلى المتحف عام 2021، في موكب مهيب.


مقالات ذات صلة

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق وزير السياحة والآثار المصري خلال الاحتفال بإطلاق سلسلة الأفلام الوثائقية  (وزارة السياحة والآثار)

مصر تروّج لـ«مسار العائلة المقدسة» بوثائقي «أم الدنيا»

أطلقت وزارة السياحة والآثار المصرية الجزء الثاني من سلسلة أفلام وثائقية بعنوان «أم الدنيا»، تضمن جزءاً من رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق أحد الأجراس التي تبرعت بها لجنة تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس سيتم تثبيتها في كاتدرائية نوتردام قبل إعادة افتتاحها (إ.ب.أ)

للمرة الأولى منذ حريق 2019... أجراس كاتدرائية «نوتردام» في باريس تُقرع مجدداً (صور)

دقت الأجراس الثمانية لبرج الجرس الشمالي لكاتدرائية نوتردام في باريس، التي تستعد لإعادة فتحها في 7 ديسمبر (كانون الأول)، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (باريس)
سفر وسياحة الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» في لندن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طعم التجربة يتغيَّر (أ.ب)

سخرية من رمي النقود في «مسبح البلدية» البديل لنافورة تريفي

تهدف الخطة إلى إقامة ممرّ مرتفع يسمح للزوار بإلقاء نظرة فاحصة على النصب التذكاري، الذي سيُستخدم أيضاً وسيلةً لقادة المدينة لمراقبة تدفُّق السياح قبل فرض رسوم.

«الشرق الأوسط» (روما)

«القاهرة السينمائي» يطلق «دورة التحدي» ويدعم فلسطين ولبنان

تكريم المخرج يسري نصر الله في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
تكريم المخرج يسري نصر الله في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة السينمائي» يطلق «دورة التحدي» ويدعم فلسطين ولبنان

تكريم المخرج يسري نصر الله في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
تكريم المخرج يسري نصر الله في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

يسعى مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45 التي انطلقت، الأربعاء، بدار الأوبرا المصرية، وتستمر حتى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، لتعويض غيابه العام الماضي؛ إثر اندلاع الحرب على غزة، معتمداً برنامجاً ثرياً بالأفلام والفعاليات والمسابقات، والتوسع في دور العرض، لتتجه إلى جمهور جديد في أطراف القاهرة، واستقطاب رعاة مصريين، في دورة وصفها نقاد بأنها «دورة التحدي».

وتشهد هذه الدورة مشاركة 190 فيلماً من 72 دولة، منها 37 فيلماً في عرضها العالمي الأول، و8 عروض دولية أولى، و18 فيلماً في عرضها الأول بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وافتتح المهرجان أعماله بعرض غنائي فلسطيني لفرقة «الفنون الغزاوية» التي غنّت «أنا دمي فلسطيني»، ونالت إعجاب الحضور، وأشعلت حماسهم.

وأعلن الفنان حسين فهمي، رئيس المهرجان، عن تضامنه مع الأشقاء في فلسطين ولبنان، في حين أكد وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو أن مهرجان القاهرة السينمائي سيظل شامخاً برسالته السامية، موجهاً التحية لكل مَن ترك بصمة بالمهرجان، منذ مؤسسه كمال الملاخ وحتى رئيسه الحالي حسين فهمي، الذي وصفه بأنه رمز للفن الرفيع.

نيللي بفستان راقٍ وبسيط على الـ«الريد كاربت» (إدارة المهرجان)

وتعاطف الجمهور مع رئيس المهرجان وهو يرثي زملاءه الراحلين هذا العام، ويؤكد أنه على الرغم من غيابهم سيظلون حاضرين في ذاكرتنا أثناء تعاقب صورهم على الشاشة، ومن بينهم صلاح السعدني وحسن يوسف. وعندما أطلّت صورة مصطفى فهمي، علا التصفيق، وأخفى حسين فهمي دموعه، وتغلّب على الموقف ليواصل كلمته في الحفل، الذي قدّم نصفه الأول، ثم واصلت الإعلامية جاسمين طه زكي تقديم النصف الثاني للحفل.

وتحدّث فهمي عن ترميم 10 أفلام مصرية وترجمتها، ومن بينها «القاهرة 30»، و«الزوجة الثانية»، و«شيء من الخوف»، و«بين القصرين»، و«قصر الشوق»، وعُرضت لقطات من كل فيلم توضح الفارق الكبير بين ما قبل وما بعد الترميم، ودعا ضيوف المهرجان الأجانب لمشاهدة تلك الأفلام للتعرّف على تاريخ السينما المصرية. لافتاً إلى وجود 12 فيلماً أخرى يجري ترميمها من خلال «الشركة القابضة للسينما».

ليلى علوي تلوّح للمصورين على الـ«ريد كاربت» (إدارة مهرجان القاهرة السينمائي)

وخلال الحفل، كرّم وزير الثقافة ورئيس المهرجان المخرج والمنتج البوسني دانيس تانوفيتش، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، الذي عبّر عن سعادته لوجوده في مصر، وتكريمه بالقاهرة، كما منح المهرجان المخرج يسري نصر الله جائزة «الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر»، التي كان مرشحاً لها في الدورة التي ألغيت، وقد بدا متأثراً، مؤكداً أن تكريمه هذا العام أفضل لأنه يواكب حراكاً سينمائياً كبيراً، موجّهاً تحية خاصة للمخرجين الفلسطينيين.

وشهد الحفل ظهوراً خاصّاً للفنان أحمد عز على المسرح، وتحدّث عن بداياته قبل ربع قرن، وكيف كان يسعى لحضور افتتاح المهرجان ولم يكن يعرفه أحد، وأنه الآن يكرم من المهرجان العريق. ووجّه عز التحية لكل من شاركوه وساندوه في مشواره، وعدّ الجائزة حافزاً له في مشواره، ليهديها في النهاية للنجم عادل إمام.

كما شهدت الـ«ريد كاربت» حضور عدد من النجوم، من بينهم: إلهام شاهين، وليلى علوي، ونيللي، وصفية العمري، ومحمود حميدة، ولبلبة، وصابرين، وشريف منير، والمخرجون خيري بشارة، وإيناس الدغيدي، وخالد يوسف، كما حضرت الفنانة بشرى وزوجها خالد حميدة، ورانيا يس وزوجها الفنان محمد رياض، وغلبت ملابس السهرة السوداء على أزياء الفنانين والفنانات.

إلهام شاهين ظهرت في حفل الافتتاح بطلّة وأزياء مميزة (إدارة المهرجان)

وقالت إلهام شاهين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن حفل افتتاح المهرجان كان من أجمل وأرقى ما شهده مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، مؤكدة أن «الفرقة الفلسطينية كانت مفاجأة، وغناؤها بحماس شديد ولّد لدينا جميعاً مشاعر خاصة، كما أن ظهور حسين فهمي مع الفرقة، ثم كلمته وتأكيده تضامننا مع فلسطين ولبنان أمر مهم، ما يشير إلى أن المهرجانات ليست الـ(ريد كاربت) والحفلات فحسب، لكن الفن يقول كلمته ورأيه يصل للعالم».

ووجّهت إلهام تحية كبيرة لحسين فهمي على قيادته الناجحة، وللمخرج رشيد المشهراوي عن فيلم «أحلام عابرة» قائلة: «أشكره من كل قلبي، فقد استمتعت بمشاهدته، وقد كتبه وأخرجه وأنتجه، مقدماً قضية فلسطين عبر حكاية رائعة ومؤثرة للغاية».

وعُرض فيلم «أحلام عابرة» للمخرج الفلسطيني رشيد المشهراوي بحضور حسين فهمي وأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الدولية وضيوف المهرجان، في عرضه العالمي الأول، وهو من بطولة عادل أبو عياش وأميليا ماسون وأشرف برهوم، وينتمي لأفلام الرحلة؛ إذ تدور أحداثه في يوم وليلة، من خلال بطله الصبي سامي (12 عاماً)، الذي يعيش ووالدته في أحد المخيمات بالضفة الغربية بعد سجن والده في السجون الإسرائيلية.

ويروي الفيلم حكاية الصبي سامي، الذي يفقد طائراً كان يتعلق به كثيراً، أهداه له خاله، ويعلم من أحد سكان المخيم أن الطائر يعود إلى بيته الأصلي، فيسافر إلى خاله -الذي على خلاف مع شقيقته (والدة سامي) منذ سنوات- في «بيت لحم» حيث يعيش خاله «كمال»، الذي يتعاطف معه ويذهب بحثاً عمن أعطاه الطائر، الذي يؤكد له بدوره أنه من حيفا، فيقطع الطريق لحيفا برفقة الصبي وابنة كمال التي تدرس الإعلام، وتتواصل رحلتهم التي تعكس كثيراً من معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال، ويتضمن الفيلم رسائل كثيرة غير مباشرة عبر حوارات ذكية.

بشرى وزوجها خالد حميدة على الـ«ريد كاربت» (إدارة المهرجان)

ويرصد الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين مظاهر «لافتة» شهدها حفل الافتتاح، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «حسين فهمي ألقى كلمة مركزة وعميقة، أكد فيها ريادة مصر ودعمها القضية الفلسطينية -التي يُحتفى بها بشكل خاص هذه الدورة- سواء بعرض فيلم فلسطيني في حفل الافتتاح، أو من خلال عدم قبول رعاة من شركات المقاطعة»، ويضيف أن «فيلم (أحلام عابرة) يرصد مظاهر الحياة في المدن والشوارع الفلسطينية المحتلة، وأهمية تصالح الفلسطينيين؛ حيث أنهى المخرج رشيد المشهراوي الفيلم والأشقاء ما زالوا على خصامهم».

ويصف سعد الدين دورة هذا العام لمهرجان القاهرة السينمائي بأنها «دورة التحدي ودعم القضية الفلسطينية».