مصر تروّج لـ«مسار العائلة المقدسة» بوثائقي «أم الدنيا»

وزير السياحة والآثار المصري خلال الاحتفال بإطلاق سلسلة الأفلام الوثائقية  (وزارة السياحة والآثار)
وزير السياحة والآثار المصري خلال الاحتفال بإطلاق سلسلة الأفلام الوثائقية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تروّج لـ«مسار العائلة المقدسة» بوثائقي «أم الدنيا»

وزير السياحة والآثار المصري خلال الاحتفال بإطلاق سلسلة الأفلام الوثائقية  (وزارة السياحة والآثار)
وزير السياحة والآثار المصري خلال الاحتفال بإطلاق سلسلة الأفلام الوثائقية (وزارة السياحة والآثار)

أطلقت وزارة السياحة والآثار المصرية الجزء الثاني من سلسلة أفلام وثائقية بعنوان «أم الدنيا»، تضمن جزءاً من رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، وهو الفيلم الذي قامت ببطولته الفنانة سوسن بدر، ومن تأليف وإخراج محمود رشاد.

المشروع الذي تم عرضه خلال احتفالية، الأحد، ضمن برنامج «السينما والحضارة»، بالمتحف القومي للحضارة المصرية، وصفه وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، بأنه «عمل فني رائع»، متمنياً للقائمين على هذا العمل التوفيق والنجاح.

وتحدث فتحي، وفق إفادة نشرتها وزارة السياحة والآثار، الاثنين، عن المتحف المصري الكبير الذي اعتبره «فخراً للعالم أجمع»، مؤكداً أنه «سيكون صرحاً علمياً وثقافياً مهماً».

في حين أشار الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، الدكتور الطيب عباس، إلى أن المشروع الوثائقي «أم الدنيا»، وفيلم «إحنا مين»، يأتيان ضمن سلسلة من الفعاليات التي ينظمها المتحف بصفة مستمرة تحت عنوان «السينما والحضارة»، فى إطار البرامج الثقافية والفنية التي ينظمها بشكل دوري، وتهدف إلى إحياء فن السينما الذي يعد من أبرز الفنون المصرية، مؤكداً الدور الذي قامت به السينما من خلال تناول الحضارة المصرية وكنوزها الأثرية في كثير من الأعمال السينمائية.

وأضاف أن «الحضارة المصرية القديمة ظلت سنوات طويلة مصدر إلهام لصناع السينما في مصر والعالم»، لافتاً إلى أن «السينما والأفلام الوثائقية من الوسائل الثقافية الفعالة ضد محاولات طمس الهوية ومحاولات تزييف التاريخ من خلال منصات عالمية مبنية على معلومات مغلوطة».

وشهدت الفعالية التي حضرها عدد من السفراء والشخصيات العامة، عرض أجزاء من الموسم الثاني للفيلم الوثائقي «أم الدنيا»، والذي يتناول رحلة دخول العائلة المقدسة إلى مصر، وحواراً مع صناع الفيلم عقب العرض.

خريطة لرحلة العائلة المقدسة (د. عبد الرحيم ريحان)

وكانت مصر أعلنت من قبل عن مشروع لإحياء رحلة العائلة المقدسة بعد أن تم تسجيلها ضمن التراث الإنساني اللامادي على قائمة «اليونيسكو»، وتستهدف الخطة التنفيذية للمشروع تطوير 25 موقعاً أثرياً تتضمن المناطق الأثرية التي سارت وعاشت فيها العائلة المقدسة بالمحافظات المختلفة خلال رحلتها لمصر.

ويتضمن المشروع، وفق وزارة السياحة والآثار، 25 نقطة في 8 محافظات بمسافة تصل إلى 3500 كيلومتر، بما تحويه من آثار وكنائس وأديرة، أو الأيقونات القبطية الدّالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع، بحسب ما أقرّته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.

وقال الأكاديمي المختص بالسياحة والحضارة المصرية، الدكتور محمود المحمدي، إن «مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة هو مشروع قومي اقتصادي تنموي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المشروع المهم من أهم المشروعات القومية التي تحمل الخير لمصر، ويحظى باهتمام الدولة وكافة الجهات المعنية لتنشيط السياحة الروحانية والدينية، ودعم الاقتصاد المصري»، لافتاً إلى «أهمية التسويق الجيد لهذا المشروع بجميع دول العالم لتشجيع السياح على زيارة مسار العائلة المقدسة، بالإضافة إلى التسويق على مستوى السياحة الداخلية والخارجية»، مشيراً إلى أن «الأفلام الوثائقية لها دور مهم في الترويج للآثار والحضارة المصرية القديمة، خصوصاً رحلة العائلة المقدسة».

وتراهن مصر على أكثر من عامل للترويج السياحي، من بينها الأفلام الوثائقية التي تتناول أماكن أثرية في مصر، بالإضافة إلى مشاركتها في فعاليات سياحية دولية كان أحدثها «سوق السفر العالمي» في العاصمة البريطانية لندن، بالإضافة إلى المعارض المؤقتة للآثار المصرية في الخارج.

وتستهدف مصر زيادة عدد السياح الوافدين إليها هذا العام، وتوقع وزير السياحة والآثار في تصريحات صحافية أن يصل العدد إلى 15.3 مليون سائح بزيادة 5 في المائة عن العام السابق 2023.


مقالات ذات صلة

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

سفر وسياحة قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات وفاقت شهرتها حدود البلاد

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق قرية غرب سهيل تجتذب الكثير من المصريين والأجانب (وزارة السياحة والآثار المصرية)

قريتان مصريتان ضمن قائمة الأفضل سياحياً

انضمت قريتان مصريتان لقائمة أفضل القرى الريفية السياحية لعام 2024.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».