جمال الألحان والأداء ارتقى بلغة الضاد في «مهرجان الغناء بالفصحى»

النسخة الرابعة تختتم ليلتين من الفنّ الرفيع بالرياض

لطفي بوشناق خلال مشاركته في المهرجان (هيئة الموسيقى)
لطفي بوشناق خلال مشاركته في المهرجان (هيئة الموسيقى)
TT

جمال الألحان والأداء ارتقى بلغة الضاد في «مهرجان الغناء بالفصحى»

لطفي بوشناق خلال مشاركته في المهرجان (هيئة الموسيقى)
لطفي بوشناق خلال مشاركته في المهرجان (هيئة الموسيقى)

بمشاركة 7 فنانين عرب، تجلّى جمال اللحن والقصيدة، وارتقت لغة الضاد بأدائهم على مسرح «الملك فهد الثقافي» بالرياض، وذلك ضمن النسخة الرابعة من «مهرجان الغناء بالفصحى» الذي نظّمته «هيئة الموسيقى» في السعودية ليومين بديعين.

وأُسدلت الستارة، الجمعة، على المهرجان الذي يُنظَّم سنوياً للاحتفاء بالعربية الفصحى لغةً وشعراً ولحناً. خلاله، تغنّى الفنانون بفرادة القصائد وجواهر الشعر العربي، ليشعر الحضور أنهم في حضرة المَغنَى الأصيل.

وشهدت ليلتا المهرجان تألّق النجوم: صابر الرباعي، وماجد المهندس، ولطفي بوشناق، وكاظم الساهر، وهبة طوجي، ومي فاروق، وعبد الرحمن محمد.

وكانت الانطلاقة مع عبد الرحمن محمد الذي أدّى قصيدة «قولوا لها»، فإطلالة صابر الرباعي الذي برع في تقديم أغنية «النهر الخالد»، ثم أطلَّ ماجد المهندس الذي تميّز بأداء مجموعة من الأغنيات، منها «تعلّق قلبي»، و«رسالة من تحت الماء»، و«شكراً لأنك في حياتي»، لتختِم الأمسية الأولى، مي فاروق، مؤدّيةً روائع «قارئة الفنجان»، و«رباعيات الخيام»، و«مضناك»، و«أعطني الناي وغنِّ».

شهدت ليلتا المهرجان إقبالاً من الجمهور (هيئة الموسيقى)

الفنانة هبة طوجي خلال الحفل (هيئة الموسيقى)

وفي يومه الثاني، تألّقت هبة طوجي، ولطفي بوشناق، وكاظم الساهر. حظيت الليلتان بحضور جماهيري استمتع بالأداء الرفيع على المسرح، وبتفاصيل المكان التي أثرت التجربة، فأقبل عشاق الطرب بحماسة للقاء النغم والشعر المُغنَّى. ومن خلال العروض الحيّة في بهو «مركز الملك فهد الثقافي»، استمتعوا بخوض تجارب شعرية وقراءة قصائد فريدة من التاريخ العربي، مُعانقةً اللحن العبقري والأداء الأخّاذ لنجوم عرب لم يفوّتوا متعة الغناء بالفصحى خلال مشوارهم الفنّي.

وانطلق «مهرجان الغناء بالفصحى» عام 2021 من تنظيم وزارة الثقافة، ضمن جهودها لدعم اللغة العربية وتعزيز حضورها في المجتمع. وهو يأتي بدعم من «برنامج جودة الحياة»، أحد برامج تحقيق «رؤية المملكة»، ويقدّم الفنانون المشاركون فيه أغنيات من القصائد الفصحى متميّزة الألحان، وقد شارك عدد من المطربين في الدورات الماضية من الحدث.

جمهور عريض حضر وتفاعل مع فناني المهرجان (هيئة الموسيقى)

تجارب وعروض استمتع بها الجمهور في بهو المسرح (هيئة الموسيقى)

وعَكَسَ المهرجان للجمهور من خلال القصائد المغنّاة وأداء الفنانين، براعة اللغة العربية في تجسيد المشاعر والصور، وقدراتهم الصوتية، وكان فرصة لاستعادة كثير من القصائد العربية الفريدة.


مقالات ذات صلة

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

يوميات الشرق جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نسخته الرابعة بحلة جديدة تحت شعار «للسينما بيت جديد» من قلب مقره الجديد في المنطقة التاريخية بمدينة جدة.

سعيد الأبيض (جدة)
الخليج الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي في الرياض (واس)

السعودية تجدد دعوتها دول العالم للانضمام لتحالف «حل الدولتين»

جدد مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، التأكيد على وقوف بلاده إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان، لتجاوز التبعات الإنسانية الكارثية جراء العدوان الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يشارك في المعرض 17 فناناً سعودياً من أجيال مختلفة (هيئة المتاحف)

البرازيل تحتضن أوّل معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر

معرض «فن المملكة» أوّل معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر الذي أطلقته «هيئة المتاحف السعودية» في أروقة القصر الإمبراطوري في البرازيل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص نائب وزير الخارجية الإندونيسي محمد أنيس متى (تصوير: تركي العقيلي)

خاص إشادة إندونيسية بمخرجات قمة الرياض العربية - الإسلامية

شدّد محمد أنيس متى، نائب وزير الخارجية الإندونيسي، على أن القمة العربية الإسلامية جاءت على قدر تطلّعات المشاركين.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الخليج صورة للقادة المشاركين في القمة العربية والإسلامية (د.ب.أ)

محمد بن سلمان: جرائم إسرائيل تقوّض السلام في المنطقة

الرياض: غازي الحارثي وعبد الهادي حبتور وجبير الأنصاري وإبراهيم أبو زايد

غازي الحارثي (الرياض) عبد الهادي حبتور (الرياض) جبير الأنصاري (الرياض) إبراهيم أبو زايد (الرياض)

مصريون يتذكرون أعمال «الساحر» محمود عبد العزيز في ذكرى رحيله الثامنة

الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)
الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)
TT

مصريون يتذكرون أعمال «الساحر» محمود عبد العزيز في ذكرى رحيله الثامنة

الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)
الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)

مع حلول الذكرى الثامنة لرحيل الفنان المصري محمود عبد العزيز الشهير بـ«الساحر»، احتفل محبوه على «السوشيال ميديا»، الثلاثاء، بتداول مشاهد من أعماله الفنية التي قدّمها على مدى نصف قرن تقريباً، وكان من بينها لقطات وأدوار وصفها نقاد بأنها «أيقونية».

واستعاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو الشهيرة لمحمود عبد العزيز، مثل مشاهد كواليس الغناء التي اشتهر بها ومقاطع لحوارات مع مؤلفي وملحني فيلم «الكيف»، إنتاج 1985، الذي يعدونه بمثابة «نبوءة» لما يشهده الوسط الفني حالياً من «غزو لنجوم المهرجانات»، على حد تعبير الكثير منهم.

ونشر الفنان كريم محمود عبد العزيز صورة لوالده عبر حسابه على «إنستغرام»، كتب تحتها: «8 سنين على أكثر يوم فارق في حياتي، الله يرحمك يا أبو الرجولة كلها»، فيما حصدت رسالة وجهها شقيقه الفنان محمد محمود عبد العزيز إلى روح والده تفاعلاً لافتاً لتطرقه إلى تفاصيل إنسانية في علاقته بأبيه مثل تزامن ذكرى رحيل الفنان مع ميلاد حفيدته بفارق يوم واحد.

محمود عبد العزيز وكريم عبد العزيز (فيسبوك)

من جانبه عدّ الناقد الفني المصري طارق الشناوي الفنان محمود عبد العزيز «موهبة فريدة في تاريخ الفن المصري؛ لأنه كان متعدد الأوجه ما بين الكوميدي والتراجيدي والرومانسي بل والأكشن، وهي أنماط كان يؤديها بشكل مقنع للغاية»، وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى «ذكاء ونضج اختيارات عبد العزيز، حين وافق على المشاركة في فيلم (البريء)، إنتاج 1986، لأحمد زكي، رغم أنه لم يلعب دور البطولة الأولى وكان وقتها أكثر نجوميةً وشهرةً من زكي».

ويرى الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، أن الفنان الراحل محمود عبد العزيز يُعد «أيقونة من أيقونات الفن المصري في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث قدّم أدواراً أيقونية، ويمتلك حضوراً طاغياً ولديه القدرة على الوصول إلى قلوب الناس»، وأضاف، لـ«الشرق الأوسط»، أن «محمود عبد العزيز تمرّد على ملامحه شبه الأوروبية، لا سيما في مرحلة الشباب وأواسط العمر، وانخرط بأدوار شديدة المصرية، تعكس واقع مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية على نحوٍ بارع وآسر».

وفي الدراما، قدّم عبد العزيز عدداً من المسلسلات التي نالت شهرة واسعة، منها مسلسل «رأفت الهجان» بأجزائه المختلفة، الذي ينتمي إلى نوعية التشويق والجاسوسية، كما لقّب بـ«الساحر» نسبةً إلى فيلم «الساحر» الذي قدّمه في 2002 مع المخرج رضوان الكاشف، ويتناول فيه قضايا الحب في الكهولة ومشكلات تربية البنات في مرحلة المراهقة.

 

محمود عبد العزيز (فيسبوك)

وأكد الناقد الفني محمد عبد الخالق أن «محمود عبد العزيز فنان أحبه الجمهور من أول إطلالة له، بعيداً عن موهبته الفنية التي فرضت نفسها، فقد كان صاحب طلة مريحة يدخل القلب، وكاريزما قوية وخفة دم»، وتابع لـ«الشرق الأوسط» أن «الجمهور عاطفي بطبيعته ويحكم بقلبه أولاً، فضلاً عن جرأة عبد العزيز في تقديم موضوعات قوية وشخصيات غير تقليدية حجزت له مكانة شديدة الخصوصية».

يشار إلى أن محمود عبد العزيز ولد بمدينة الإسكندرية عام 1946 وتخرج في كلية الزراعة، جامعة الإسكندرية، وهي الكلية نفسها التي تخرّج فيها عدد من رموز الفن مثل سمير غانم والمخرج محمد فاضل. وجاءت مشاركاته الفنية الأولى بسيطة للغاية عبر عدد من المسلسلات، إلى أن شارك في مسلسل «الدوامة» مع محمود ياسين عام 1974 وكانت هذه المشاركة بمثابة «نقطة تحول» في معرفة الجمهور به على نحوٍ مهّد لدخوله السينما من خلال فيلم «الحفيد» مع عبد المنعم مدبولي وكريمة مختار ونور الشريف وميرفت أمين، الذي كان بداية موعده مع النجومية.

وبلغ رصيد «الساحر» في السينما نحو 84 فيلماً، من أبرزها «الكيت كات» الذي جسّد فيه شخصية المكفوف خفيف الظل الباحث عن مغامرة، و«الشقة من حق الزوجة» الذي يُعد وثيقةً فنية على حالة المجتمع المصري في حقبة الثمانينات، فضلاً عن أفلام «العذراء والشعر الأبيض»، و«تزوير في أوراق رسمية»، و«العار»، و«الكيف»، و«جري الوحوش»، و«ليلة البيبي دول»، و«سوق المتعة»، و«إبراهيم الأبيض».