تعاوَن مع مايكل جاكسون وسيناترا ... وفاة عملاق الموسيقى كوينسي جونز

المنتج الأميركي كوينسي جونز يلوح على خشبة المسرح خلال «مهرجان مونترو للجاز» الـ53 يوم 30 يونيو 2019 (أ.ف.ب)
المنتج الأميركي كوينسي جونز يلوح على خشبة المسرح خلال «مهرجان مونترو للجاز» الـ53 يوم 30 يونيو 2019 (أ.ف.ب)
TT

تعاوَن مع مايكل جاكسون وسيناترا ... وفاة عملاق الموسيقى كوينسي جونز

المنتج الأميركي كوينسي جونز يلوح على خشبة المسرح خلال «مهرجان مونترو للجاز» الـ53 يوم 30 يونيو 2019 (أ.ف.ب)
المنتج الأميركي كوينسي جونز يلوح على خشبة المسرح خلال «مهرجان مونترو للجاز» الـ53 يوم 30 يونيو 2019 (أ.ف.ب)

عن عمر يناهز 91 عاماً، غيّب الموت المُنتِج كوينسي جونز، الذي يُعَدّ أحد أبرز وجوه القطاع الموسيقي الأميركي وسبق أن تعاوَن مع النجمين الراحلين مايكل جاكسون وفرنك سيناترا في أعمالهما، وفق ما أعلنت عائلته، الاثنين في بيان، مؤكدة أنباء أوردتها وسائل إعلام أميركية. وقالت عائلته: «بقلوب محطمة، نعلن نبأ وفاة والدنا وأخينا كوينسي جونز. ومع أنّها خسارة لا تصدق لعائلتنا، فإننا نحتفي بالحياة العظيمة التي عاشها، ونعلم أنّه لن يكون أحد مثله. سنفتقده كثيراً». وتابعت: «من خلال موسيقاه وحبه اللامحدود، سيبقى قلب كوينسي جونز ينبض إلى الأبد». وفي مجال غالباً ما يعمل فيه المنتجون في الظل، يُعدّ الموسيقي والملحن والموزع والمنتج أحد الشخصيات القليلة التي برزت إلى العلن؛ إذ بات مرجعاً في الموسيقى الأميركية خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وبفضل مواهبه الموسيقية في الاستوديو وبراعته في التوزيع الموسيقي، انضم الموسيقي المختص في «الجاز» والملحّن إلى كوكبة نجوم موسيقى القرن العشرين.

المنتج الأميركي كوينسي جونز يلوح على خشبة المسرح خلال «مهرجان مونترو للجاز» الـ53 يوم 30 يونيو 2019 (أ.ف.ب)

من فرنك سيناترا إلى مايكل جاكسون، ومن موسيقى «الجاز» إلى الـ«هيب هوب»، عرف جونز كيف يواكب موسيقى «البوب» طوال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من 7 عقود. وعلّق منسق الأسطوانات الفرنسي بوب سينكلار على وفاة كوينسي بالقول عبر «إنستغرام»: «لقد رحلت روحك، لكنّ إرثك سيواصل التألق»، فيما كتبت الفنانة لاين رينو عبر منصة «إكس»: «كنت الفرح والنغمة. كنت عبقرياً!».

ولد جونز عام 1933 في مدينة شيكاغو؛ التي كانت تواجه الكساد الكبير آنذاك، لأم تعاني من اضطراب انفصام الشخصية وأب نجار. تعرّف المنتج، واسمه الحقيقي كوينسي ديلايت جونز جونيور، على البيانو عندما كان يبلغ 11 سنة، وكان ذلك أوّل اكتشاف له في عالم الموسيقى. في مذكراته، يصف تعرّفه إلى راي تشارلز الذي أرشده في تعلم الموسيقى، بـ«النعمة». وشيئاً فشيئاً، بدأت تتوالى التعاونات، وأصبحت وتيرة عمله سريعة؛ إذ ألّف جونز لمغنيين من مجالات مختلفة، وعمل بشكل منتظم مع فرنك سيناترا.

28 جائزة «غرامي»

كانت سيرته الذاتية غنية أصلاً عندما شهد نقطة تحوّل حاسمة في حياته المهنية، تتمثل في لقائه عام 1978 مايكل جاكسون الذي كان يسعى إلى استكشاف نغمات جديدة.

كوينسي جونز يحمل جوائز «غرامي» عن ألبومه «باك أون ذا بلوك» في 20 فبراير 1991 (أ.ب)

وكانت للكيمياء بين جاكسون وجونز ومهندس الصوت بروس سويدين أهمية كبيرة؛ إذ أثمرت أفضل 3 ألبومات لـ«ملك البوب»، هي: «أوف ذي وول» (1979)، و«باد» (1987)، و«ثريلر» (1982) الذي يشكل الألبوم الأكثر مبيعاً في التاريخ (مائة مليون نسخة). وشارك جونز بالعزف على البوق في أغنية «هارتبريك هوتيل» لإلفيس بريسلي، وتعاون مع ديزي غيليسبي لسنوات عدة. وانتقل إلى باريس سنة 1957 حيث درس مع الملحنة الشهيرة ناديا بولانجيه. وذاع صيته في هوليوود بفضل تأليفه الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام والبرامج التلفزيونية. وساهم كوينسي جونز، الانتقائي والمجتهد، في إصدار أكثر من 400 ألبوم، وفاز بـ28 جائزة «غرامي»، ليُعدّ بذلك أسطورة حية. وفي عام 1961، كان أول أميركي من أصل أفريقي يصل إلى منصب إداري في مجال التسجيلات، مع تولّيه منصب نائب رئيس شركة «ميركوري ريكوردز». عاش كوينسي جونز بضع سنوات خلال مرحلة شبابه في باريس، حيث قابل موسيقيين مختصين في «الجاز» ونجوم تلك الحقبة؛ من شارل أزنافور إلى جاك بريل. سنة 2014، منحه وزير الثقافة الفرنسي السابق، جاك لانغ، «وسام الفنون والآداب» في باريس، واصفاً إياه بـ«الوصي على التقاليد، والمبشر بالاتجاهات الجديدة». كان كوينسي الملقّب بـ«مستر كيو» غزير الإنتاج في الموسيقى، وعمل في مجالات متنوعة؛ إذ دخل عالم الأعمال السينمائية من خلال إنتاج فيلم «ذي كالر بيربل» لستيفن سبيلبرغ عام 1985، وعدد من المسلسلات؛ بينها: «ذي فريش برينس أوف بيل إير» الذي اشتهر ويل سميث بفضله. ونجح كوينسي في جمع كوكبة من النجوم، من بوب ديلان إلى بروس سبرينغستين، مروراً بسيندي لوبر، في الأغنية الخيرية الناجحة «وي آر ذي وورلد» (1985)، التي سجلتها المجموعة الكبيرة «يو إس إيه فور أفريقيا»، وخُصصت لمكافحة المجاعة في إثيوبيا. وقال عازف البيانو هيربي هانكوك، في حديث إلى قناة «بي بي اس» عام 2001: «لقد أنجز كوينسي كل شيء. كان قادراً على استخدام عبقريته لترجمتها إلى أي نوع من أنواع الصوت». وأضاف: «لا يخاف من شيء. إذا كنت تريد من كوينسي أن يفعل شيئاً ما، فقل له إنه عاجز عن فعله، وبالطبع سينجزه».


مقالات ذات صلة

جاهدة وهبة «تعيش مع الضوء» وتجول العواصم بصوتها دعماً للبنان

يوميات الشرق الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة (صور الفنانة)

جاهدة وهبة «تعيش مع الضوء» وتجول العواصم بصوتها دعماً للبنان

كان لا بد أن تعود الأغنية لتنبض في حنجرة جاهدة وهبة بعد صمت صدمة الحرب. وها هي الفنانة اللبنانية تحمل أغنيتها وتجول العواصم الأوروبية والعربية رافعةً صوت وطنها.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق شوبان المُخلَّد بنغماته (ويكيبيديا)

اكتشاف مقطوعة «فالس» غير منشورة لشوبان بعد 175 عاماً على وفاته

اكتُشِفَت مقطوعة «فالس» غير منشورة سابقاً للملحّن البولندي فريدريك شوبان الذي لا يزال يجعل الناس يرقصون بعد أكثر من 175 عاماً على وفاته.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق نزيه ينوي تقديم حفلات جديدة (حسابه على «فيسبوك»)

الموسيقار هشام نزيه: وقوفي على المسرح جاء في الوقت المناسب

قدم الموسيقار المصري هشام نزيه «ليلة مع سحر الألحان»، مساء الأحد، ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الجونة، لتكون المرة الأولى التي يصعد فيها نزيه المسرح.

انتصار دردير (الجونة (مصر))
يوميات الشرق أديل تحتضن سيلين ديون في لقطة عاطفية حظيت بانتشار عبر مواقع التواصل مؤخراً (إندبندنت)

شاهد... بكاء أديل تأثراً بحضور سيلين ديون حفلها في لاس فيغاس

تأثرت النجمة البريطانية أديل حتى البكاء ليلة السبت، عندما اكتشفت حضور النجمة سيلين ديون بين الجماهير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لقطة جماعية من كواليس حفل تكريم محمد عبد الوهاب بموسم الرياض (الشركة المنظمة)

ليلة «موسيقار الأجيال» تحصد الإشادات في مصر

حصدت ليلة تكريم «موسيقار الأجيال»، التي أقيمت ضمن فعاليات «موسم الرياض» برعاية «هيئة الترفيه» في السعودية، إشادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

داليا ماهر (القاهرة )

مصر: افتتاح حديقة الأندلس ضمن تطوير «القاهرة التاريخية»

حفل موسيقي وغنائي مصاحب لافتتاح حديقة الأندلس في مصر (محافظة القاهرة)
حفل موسيقي وغنائي مصاحب لافتتاح حديقة الأندلس في مصر (محافظة القاهرة)
TT

مصر: افتتاح حديقة الأندلس ضمن تطوير «القاهرة التاريخية»

حفل موسيقي وغنائي مصاحب لافتتاح حديقة الأندلس في مصر (محافظة القاهرة)
حفل موسيقي وغنائي مصاحب لافتتاح حديقة الأندلس في مصر (محافظة القاهرة)

أعادت مصر افتتاح حديقة الأندلس الأثرية بكورنيش النيل بالجزيرة بعد الانتهاء من تطويرها، الاثنين، ضمن خطة لإعادة إحياء القاهرة التاريخية، على هامش فعاليات اليوم الأول للمنتدى الحضري العالمي.

وأشار وزير الإسكان المصري المهندس شريف الشربيني، إلى أن الوزارة تتولى تنفيذ مشروعات إعادة إحياء القاهرة الخديوية، بالتنسيق مع الجهات المعنية، فى إطار خطة الدولة لإحياء القاهرة التاريخية، وتمكينها من أداء دورها التاريخي والثقافي والحضاري، موضحاً أن الوزارة تقدم كل الدعم لمحافظة القاهرة، لدفع معدلات العمل بتلك المشروعات، وفق بيان نشره مجلس الوزراء، الثلاثاء.

وتعدّ حديقة الأندلس التى أنشأها محمد بك ذو الفقار عام 1935 في أواخر حكم الملك فؤاد أول حديقة تسجل بصفتها أثراً فى مصر ضمن قائمة الآثار الإسلامية والقبطية، حيث مثلت جزءاً من ذاكرة أجيال عديدة كانت تستمتع بالتنزه فيها.

وتتكون حديقة الأندلس من 3 أجزاء؛ هى حديقة الجزيرة، والأندلس، والحديقة الفرعونية، ومساحتها فدانان ونصف، ويسمى الجزء الجنوبي منها حديقة الفردوس العربية وهي على نمط الحدائق العربية الأندلسية الموجودة في جنوب إسبانيا، والجزء الشمالي يضم الحديقة الفرعونية.

حديقة الأندلس بعد تطويرها (محافظة القاهرة)

وأوضح محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر، أن أعمال تطوير الحديقة قامت بها شركة متخصصة فى الترميم التراثي والأثري تحت إشراف وزارة الآثار، وبتمويل من مديرية الإسكان بالمحافظة، وأشار إلى أن «الحديقة تعرضت للإهمال لفترة طويلة وهو ما دعا محافظة القاهرة لوضع خطة لتطويرها وإعادة الروح إليها فى إطار ما توليه الدولة من اهتمام بالحفاظ على التراث وإعادة إحيائه».

وشملت أعمال تطوير الحديقة رفع كفاءة البنية التحتية وترميم نماذج التماثيل الأثرية الموجودة داخل الحديقة، إضافة إلى ترميم تماثيل ثعابين الكُبرى الموجودة في الجزء الفرعوني، ويضم الجزء الجنوبي مظلة تحمل أعمدة مزينة بالزخارف الأندلسية العربية الهندسية والنباتية، يتوسطها تمثال لأحمد بك شوقي «أمير الشعراء» من نحت المثّال محمود مختار، ويلي التمثال مباشرة خمسة تماثيل على شكل أسود ينبثق منها الماء.

فيما تضم الحديقة الفرعونية بوابة يتوسطها نموذج تمثال شيخ البلد مواجه للحديقة التي ينتشر بها النخيل الملوكي وغيرها من الأشجار، وتنتشر في جوانبها نماذج لتماثيل فرعونية مختلفة الأشكال.

واشتهرت حديقة الأندلس في الخمسينات والستينات من القرن الماضي بإقامة الحفلات الغنائية للمطربين الكبار؛ مثل عبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، ومحمد فوزي، وكانت المطربة اللبنانية فيروز آخر من أقام حفلاً غنائياً بالحديقة.

إعادة افتتاح حديقة الأندلس بعد ترميمها (وزارة التنمية المحلية المصرية)

وعدّ مقرر لجنة الفنون الجميلة والعمارة بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر الدكتور هابي حسني أن «إعادة افتتاح الحديقة الأثرية تمثل استعادة لجزء مهم من القاهرة التاريخية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التصميمات الأولية لحديقة الأندلس وضعها المكتب الاستشاري الخاص بجامعة حلوان، وكان الهدف هو الحفاظ على المقومات الأثرية الموجودة بالحديقة، وأن نعيد إحياءها وقابليتها لاستقبال الجمهور لأنها كانت قد وصلت إلى حالة متردية».

وأضاف: «تم وضع مشروع التطوير تقريباً عام 2017، وكانت هناك عناصر مفقودة مثل البلاطات وغيرها من قطع الموزاييك، بالإضافة إلى وجود مجموعة من النخيل الأشجار المعمرة ذات الطابع التراثي، كما عملنا على إعادة تشغيل النوافير، ثم قامت المحافظة مع جهات أخرى بتنفيذ التطوير».

ولفت إلى أن «تاريخ تصميم الحديقة يعود إلى عام 1929، وبها العديد من العناصر المميزة، مثل تمثال أحمد شوقي والنوافير الرخامية والمتدرجة، بالإضافة إلى إطلالتها على النيل، ونتمنى أن تشهد كل الحدائق التراثية تطويراً مماثلاً».

معرض للأشغال اليدوية والحرف التقليدية بحديقة الأندلس خلال افتتاحها (وزارة التنمية المحلية المصرية)

وصاحب إعادة افتتاح الحديقة معرض للحرف والمشغولات التراثية واليدوية ضم عدداً من العارضين والمنتجين بمشروع منصة «أيادي مصر»، كما ضم منتجات تراثية مثل الخيامية والشيلان وعبايات كرداسة وأحجار كريمة وخزف وفخار وخشب ومشغولات نحاس وسجاد يدوي وعرض نول حي ومنتجات زجاج.

من جانبها، أكدت وزيرة التنمية المحلية، الدكتورة منال عوض، الاهتمام الذي توليه الوزارة لدعم المنتجات والحرف اليدوية والتراثية التي تتميز بها المحافظات المصرية، مشيرة إلى أن الوزارة تسعى لمساعدة جميع المنتجين والعارضين بالمحافظات في تطوير منتجاتهم وإشراكهم في المعارض المختلفة داخل مصر وخارجها. وفق بيان للوزارة.